مصر: تحقيقات في افتراس أسد حارسَه بحديقة الحيوان

أسد داخل حديقة الحيوان بالفيوم (إدارة الحديقة)
أسد داخل حديقة الحيوان بالفيوم (إدارة الحديقة)
TT
20

مصر: تحقيقات في افتراس أسد حارسَه بحديقة الحيوان

أسد داخل حديقة الحيوان بالفيوم (إدارة الحديقة)
أسد داخل حديقة الحيوان بالفيوم (إدارة الحديقة)

تُباشر السلطات المصرية التحقيق في واقعة افتراس أسد حارسَه بحديقة الحيوان في محافظة الفيوم (90 كم جنوب غربي القاهرة) مساء الجمعة، بعدما اختلَّ توازن الحارس أثناء تقديمه الطعام له في القفص؛ فهاجمه الأسد وأصابه، قبل أن يتمكن زملاؤه من إخراجه، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة.

ووفق بيان أصدرته الحديقة بعد وقت قصير من الحادث، فإن الحارس الضحية، سعيد الدش، الذي يعمل بالحديقة منذ 25 عاماً اختل توازنه خلال تقديم وجبة طعام للأسد؛ ما أدَّى لمهاجمة الأسد له، في حين أكد عدد من أصدقاء الضحية أن الأسد لم يكن جائعاً ولم يلتهم الضحية، ولكن أصابه فقط قبل أن يتم التدخل وقَتْل الأسد ونقل الضحية للمستشفى وهو على قيد الحياة، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة الإصابة التي لحقت به في الرأس.

وقال محافظ الفيوم، أحمد الأنصاري، لـ«الشرق الأوسط» إن الحديقة تتبع من ناحية العمل «الإدارة المركزية لحدائق الحيوان» الخاضعة لإشراف وزارة الزراعة، مؤكداً أن أي بيانات ستكون من خلال الوزارة بصفتها المسؤولة عما حدث لتجنُّب تضارب التصريحات حول الحادث محل التحقيق في الوقت الحالي.

وأغلقت الحديقة أبوابها، السبت، أمام الجمهور، بالتزامن مع معاينة النيابة لموقع الأسد، ووجود عدد من المسؤولين بوزارة الزراعة وإدارة الخدمات البيطرية، في وقت جرى فيه التصريح بدفن الأسد، وشيعت جنازة العامل الراحل بمسقط رأسه.

الحارس الضحية (إدارة الحديقة)
الحارس الضحية (إدارة الحديقة)

وأُبلغت عائلة الضحية بصرف تعويض مالي خلال الأيام المقبلة؛ حيث يعُول الراحل 4 أبناء بأعمار مختلفة مع زوجته، فيما لقي الحادث اهتماماً عبر مواقع التواصل مع تقديم العزاء في العامل الراحل، وجرى تداول الخبر على نطاق واسع بعد وقت قصير من حدوثه.

ووفق وسائل إعلام محلية، فإن الحادث ليس الأول في الحديقة التي تضم مدينة ملاهٍ وخدمات ترفيهية بعدما سبق أن التهم أسد بالحديقة طفلاً.

ولم تُصدر وزارة الزراعة المصرية بيانات رسمية عن الحادث حتى عصر، السبت، على الرغم من إعادة تهيئة الحديقة لاستقبال الزوّار مجدداً، في وقت نفى فيه مسؤول بالوزارة لـ«الشرق الأوسط» ما تردد عبر مواقع التواصل عن نقص كميات الطعام المقدمة للأسد، ما جعله يلتهم حارسه بمجرد رؤيته، مؤكداً أن هذه الأخبار غير صحيحة، في ظل التزام إدارة الحديقة بتقديم كميات الطعام وفق الإجراءات المتبعة.

وأكد أن سقوط الحارس نتيجة اختلال توازنه هو السبب الرئيسي في الواقعة، ولا توجد حتى الآن مؤشرات مغايرة على ما حدث، لافتاً إلى أنه ستتم مراجعة جميع الإجراءات المتبعة بشأن طريقة إطعام الأسود داخل الحدائق لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث.

ونفى أن يكون هناك تقصير في التعامل مع الواقعة، بعدما جرى تخليص العامل بشكل سريع من الأسد وإطلاق النار عليه، ونقل الضحية إلى المستشفى لتلقي العلاج.


مقالات ذات صلة

ترقُّب فرخ ثالث لاكتمال عائلة النسرَيْن الشهيرَيْن «جاكي» و«شادو»

يوميات الشرق العائلة تكبُر (أصدقاء وادي بيغ بير)

ترقُّب فرخ ثالث لاكتمال عائلة النسرَيْن الشهيرَيْن «جاكي» و«شادو»

تتصاعد المشاعر المشحونة بالترقُّب حيال عشّ النسرين الشهيرين «جاكي» و«شادو»، بعد شرخ دقيق في البيضة الثالثة، إيذاناً ببدء مرحلة الفَقْس...

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
المهارة (رويترز)

الإنسان صنع الأدوات بعظام الحيوانات قبل 1.5 مليون سنة

أظهر بحثٌ جديدٌ أنَّ البشر الأوائل استخدموا عظام الحيوانات بانتظام لصنع أدوات حادّة قبل نحو 1.5 مليون سنة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الفئران المعدلة وراثياً ذات لون أفتح من الفئران المعملية العادية (شركة كولوسال)

علماء يبتكرون «فأراً صوفياً» لإحياء حيوان الماموث

ابتكر العلماء فأراً صغيراً بشارب مجعد وشعر متموج وخفيف ينمو أطول بـ3 مرات من شعر فأر المعمل العادي. ويجسد القارض المعدل وراثياً عدداً من السمات الصوفية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك صورة مجهرية معززة بالألوان تُظهر دباً مائياً (ناشيونال جيوغرافيك - آي أوف ساينس)

«دب الماء»... حيوان صغير يُنتج بروتيناً يمكنه إحداث ثورة بعلاج السرطان

أظهرت دراسة جديدة أن أكثر الحيوانات قدرة على الصمود في العالم، وهو دب الماء المجهري ينتج بروتيناً مقاوماً للإشعاع يمكن أن يحدث ثورة في علاج السرطان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق حوت وقع في شباك الصيد قبل أن يتمكن رجال الإنقاذ من تحريره بالقرب من الشاطئ في ميدزيزدروي في بولندا 26 فبراير 2025 (أ.ب)

نفوق حوت نادر مهدَّد بالانقراض قبالة ساحل سلطنة عمان

نفقَ قبالة سواحل سلطنة عمان حوت من نوع نادر مهدد بالانقراض يُعرف بـ«حوت بحر العرب الأحدب»، على ما أعلنت هيئة البيئة العمانية الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (مسقط)

بهجة رمضان تملأ «سوق الزّل» في الرياض وتُنعش حركته التجارية

باعة أكّدوا أن موسم رمضان وعيد الفطر من أهم مواسم «سوق الزّل» (تصوير: تركي العقيلي)
باعة أكّدوا أن موسم رمضان وعيد الفطر من أهم مواسم «سوق الزّل» (تصوير: تركي العقيلي)
TT
20

بهجة رمضان تملأ «سوق الزّل» في الرياض وتُنعش حركته التجارية

باعة أكّدوا أن موسم رمضان وعيد الفطر من أهم مواسم «سوق الزّل» (تصوير: تركي العقيلي)
باعة أكّدوا أن موسم رمضان وعيد الفطر من أهم مواسم «سوق الزّل» (تصوير: تركي العقيلي)

شكّلت «سوق الزّل» القريبة من «قصر المصمك» في العاصمة السعودية الرياض عنصراً فاعلاً في الحركة الاقتصادية والتجارية المحلّية بمراحل سابقة من عمرها الذي تجاوز، كما تذكر مصادر غير رسمية، 120 عاماً، ولا تزال حتى اللحظة تستقطب عدداً من الزوار خلال شهر رمضان، وفقاً لما رصدته «الشرق الأوسط» في جولة ميدانية.

وقالت الهيئة الملكية لمدينة الرياض إنّ منطقة «سوق الزّل» محصورة بين طريق المدينة المنوّرة جنوباً، وشارع الشيخ محمد بن عبد الوهاب غرباً، وشارع الشيخ محمد بن إبراهيم شرقاً؛ وتبلغ مساحتها 38.580 متر مربّع، وتحتوي في جزئها الشمالي على أنشطة تجارية لتصنيع المواد التقليدية والتراثية وبيعها، مثل البشوت والسيوف والتحف والزّل والأحذية وغيرها. وفي جزئها الجنوبي الغربي، أُعيد بناء مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم، في حين يمتاز شارعا الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب ببعض الأنشطة التجارية، أما بقية المنطقة فمعظمها ملكيات وعقارات خاصة مُهدَّمة ومهجورة وأراضٍ غير مطوَّرة.

تُعدّ «سوق الزل» من أهم الوجهات لدى زوّار الرياض الأجانب (تصوير: تركي العقيلي)
تُعدّ «سوق الزل» من أهم الوجهات لدى زوّار الرياض الأجانب (تصوير: تركي العقيلي)

ووفق المصادر الرسمية، عملت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض (الهيئة الملكية لمدينة الرياض حالياً) على جعل «سوق الزّل» إحدى واجهات العاصمة السياحية، من خلال مشروع تحسينها عن طريق إعادة تنظيم البنية التحتية، وإزالة بقايا المباني الطينية المُهدَّمة، والقيام بأعمال التبليط والتظليل، وإنارة المحلات التجارية وجانبي الطريق، مع الأخذ في الحسبان الهوية العمرانية التراثية للسوق التي حافظت عبر مراحل تطويرها على حركة البيع والشراء، إلى جانب تنوُّع الأنشطة التجارية الأخرى.

أما خلال شهر رمضان، فإنَّ كل لحظة تمرّ بعد الفراغ من صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبد الله المجاور للسوق، تعني أنَّ وفداً من الزوار يدخل إليها، من المواطنين السعوديين والأجانب المقيمين، وصولاً إلى منتصف الليل. لكنّ الحراك الفعلي يبدأ متأخراً بقليل وسط حضور ليس للباعة والمشترين فحسب، وإنما لمهتمّين من جنسيات مختلفة، تستقبلهم عبارة الترحيب المعتادة: «يا مرحباً ومليون سهلاً».

حراج في «سوق الزل» (تصوير: تركي العقيلي)
حراج في «سوق الزل» (تصوير: تركي العقيلي)

وخلال الـ10 الأواخر من رمضان، تفتح محلات كثيرة حتى أوقات متقدّمة من الصباح وقُرب الظهيرة، مما يُسهم في ارتفاع مبيعات الموسم وعيد الفطر لتُعادل 4 أضعاف المبيعات في الأشهر الأخرى، وفق تجّار تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط»، بما يعادل الثلث من دخلهم السنوي.

وتُباع في «سوق الزّل» المقتنيات الأثرية والتحف، والسجاد (الزّل) والأحذية المصنعة محلياً، والمشالح (البشوت)، والسيوف، والدلال، وكذلك العود والعطور، إضافةً إلى الهيل والقهوة الزعفران وغيرها، مما يجذب الزوار بما يُشبه التجمُّع السياحي التراثي.

في هذا السياق، يقول أبو عبد الرحمن (44 عاماً)، وهو بائع يعرفه كثير من روّاد المكان، لـ«الشرق الأوسط»، إنّ السوق برغم أنها عُرفت سوقاً للزّل، وهو نوع من أنواع السجاد الخاص بالاستخدام خلال المناسبات أو التجمّعات في الأماكن المفتوحة، فالمفارقة أنّ تجارة الزّل ليست أكثر رواجاً من الملابس والبخور فيها، مما يدل، وفق حديثه، على تطوّرٍ طرأ على السوق بما يتوازى مع سير التحوّلات الاجتماعية لدى مجتمع منطقة الرياض.

بدوره، قال هادي (38 عاماً) وهو سعودي مهتم بـ«البسطات» في السوق، إنها أسهمت في تنويع المعروض واستقطاب فئات مختلفة من الزوار بفضل الأشياء غير التقليدية التي تُباع في بعضها.

أنواع مختلفة من معروضات البيع في «البسطات» المجاورة لـ«سوق الزّل» (تصوير: تركي العقيلي)
أنواع مختلفة من معروضات البيع في «البسطات» المجاورة لـ«سوق الزّل» (تصوير: تركي العقيلي)

أما نسيم مجاهد (50 عاماً)، وهو بائع هندي في محلّ مستلزمات تجارية بموقع بارز في السوق، فأشار إلى أنّ شهر رمضان يُعدُّ أهم موسم للسوق، لاستعداد الناس منذ ما قبل بدايته لفترة العيد، بالإضافة إلى أنها تشهد، بشكل عام، انتعاشاً اقتصادياً كبيراً، نظير الإقبال على الحراج وعلى الجامع لصلاة التراويح. وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أنّ نظراءه من العاملين في المحلات المحيطة بـ«سوق الزّل» يشعرون بروحانية خاصة لرمضان، نظير التجمّعات التي تنتشر في المكان قُبيل اقتراب موعد الإفطار، بحضور مختلف ومتنوّع بين سعوديين وأجانب يتشاركونه ليعكس تنوّعاً ثقافياً يملأ المكان.

ورغم بساطة السوق، فإنّ ما يميّزها في نظر زوار تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط» هو تفاصيل مبانيها التي بقيت كما هي منذ بدايتها، ليشهد الزائر تجربة تسوّق مختلفة، ويتبضّع بين جنبات التاريخ، ويرى ما كانت عليه حال الأجداد، ويُشاهد الزبائن من جميع أطياف المجتمع يأتون لشراء حاجاتهم التي قد لا تكون موجودة إلا في هذه السوق المميّزة.