الأديب المصري محمد جبريل يغادر إلى «الشاطئ الآخر»

صاحب «رباعية بحري» يرحل عن 86 عاماً

الأديب المصري الراحل محمد جبريل (حسابه على «فيسبوك»)
الأديب المصري الراحل محمد جبريل (حسابه على «فيسبوك»)
TT
20

الأديب المصري محمد جبريل يغادر إلى «الشاطئ الآخر»

الأديب المصري الراحل محمد جبريل (حسابه على «فيسبوك»)
الأديب المصري الراحل محمد جبريل (حسابه على «فيسبوك»)

خيَّم الحزن على الوسط الثقافي في مصر؛ لرحيل الأديب محمد جبريل، وشيّعه جموع من المبدعين إلى مثواه الأخير، ظُهر الخميس، بعد رحلة عطاء حافلة بالإبداع تكللت بحصوله على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2020، فضلاً عن دوره في توجيه الأدباء من أجيال عدة، عبر ندوة ثقافية أسبوعية كان ينظمها ويديرها على مدى 35 عاماً.

لم ينقطع الكاتب الراحل، طوال أكثر من 50 عاماً، عن كتابة الرواية والقصة، وسيطرت أجواء مدينة الإسكندرية وحيّ بحري الذي وُلد فيه، على عالمه، وأخذ منه عنوان عمله الكبير «رباعية بحري» الذي قدَّمه في أربع روايات، وقدّم للمكتبة العربية ما يزيد على 85 كتاباً بين رواية وقصة ودراسات أدبية. ومن بين أعماله «الشاطئ الآخر»، و«حارة اليهود»، و«غواية الإسكندر»، و«صيد العصاري».

رحيل الكاتب الكبير سيطر بأجوائه الحزينة على مواقع التواصل الاجتماعي، ونعاه عدد من الكُتاب والمبدعين، كما نعاه وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو، وكتب كثير من الكُتاب والمبدعين من أصدقاء وتلامذة الكاتب الراحل كلمات مؤثرة عن رحيله.

ونعاه الروائي إبراهيم عبد المجيد، على «فيسبوك»، وكتب: «ألف رحمة للكاتب والناقد والمفكر والإنسان النبيل محمد جبريل، صاحب الكتابات الرائعة عن الإسكندرية وغيرها والكتب النقدية، وصاحب الأفضال على أجيال من الكُتاب بنشاطه في نقابة الصحافيين. عانى كثيراً في الأعوام الأخيرة، لكنه لم يغب عنا أبداً».

أحد لقاءات أدباء بجبريل (حسابه على «فيسبوك»)
أحد لقاءات أدباء بجبريل (حسابه على «فيسبوك»)

وقالت كاتبة السيناريو وسام سليمان، وهي ممن شاركوا في الندوة التي كان ينظمها الأديب الراحل كل أربعاء في جريدة المساء المصرية: «كان الكاتب الراحل محمد جبريل يفرض على اللقاء الأسبوعي نوعاً من الانضباط والعدالة في التعامل مع الأعمال التي يطرحها الشباب، وكان غيابه، إنْ حدث لظروف استثنائية، يجعل ساعات اللقاء كأنها خالية من الضياء الذي يميزها».

وأضافت وسام، لـ«الشرق الأوسط»: «كانت آراؤه دائماً ما تفتح طريقاً للكُتاب وتجعلهم يكتشفون أنفسهم، فضلاً عن مساندته لهم. كما كان قادراً على حماية المبدعين المبتدئين، فقد كان عمري 16 عاماً حين كنت أرتاد الندوة، وشجّعني ونشر لي قصة في صحيفة المساء، وفرحت جداً بدعمه الذي كنا نحتاج إليه ونحن على أول طريق الإبداع».

إحدى الندوات التي كان يديرها الأديب محمد جبريل خلال تسعينات القرن الماضي (حسابه على «فيسبوك»)
إحدى الندوات التي كان يديرها الأديب محمد جبريل خلال تسعينات القرن الماضي (حسابه على «فيسبوك»)

وتابعت صاحبة أفلام «فتاة المصنع»، و«بنات وسط البلد»، و«أحلى الأوقات»، و«في شقة مصر الجديدة»، أن «تحويل أعمال محمد جبريل للسينما أمر يحتاج إلى قراءة جيدة، ونحن نسعى للاستفادة من الأعمال الأدبية لجبريل في مجال الدراما».

ويصف الشاعر مسعود شومان، الروائي الراحل بأنه كان «أيقونة عظيمة»، مضيفاً، لـ«الشرق الأوسط»: «هو الذي تبنّاني وكثيراً من زملائي وأصدقائي حين كنا لا نزال ندرس في الجامعة، وفي ندوته الشهيرة تعرفت على كل الأصدقاء الذين ظلوا رفاقاً لدرب الإبداع حتى الآن، فهناك تعرفت على الشعراء يسري حسان وياسر الزيات ومحمود الحلواني، وأسماء كثيرة من كُتاب القصة والسيناريو».

محمد جبريل عُرف بأعماله الأدبية الكثيرة (حسابه على «فيسبوك»)
محمد جبريل عُرف بأعماله الأدبية الكثيرة (حسابه على «فيسبوك»)

وتابع شومان: «كانت فضيلة أن نتعلم النقد في ندوته، عبر مناقشة أعمالنا وتلمُّس مناطق الضعف والقوة فيها، كان كل هذا يتم في إطار من الأُبوة التي كان يمثلها محمد جبريل، وكان يتعامل مع الجميع من هذا المنطلق».

وُلد محمد جبريل في الإسكندرية عام 1938، وبدأ حياته الصحافية في جريدة «الجمهورية» عام 1959، كما عمل رئيساً لتحرير صحيفة «الوطن» بسلطنة عمان قرابة 9 سنوات، وفي صحيفة «المساء» كان وجوده الأكثر تأثيراً، وظل يكتب فيها مقالات كان آخِرها يوم 18 يناير (كانون الثاني) الحالي، بعنوان «ما لا نراه»، وقد ترأّس القسم الأدبي فيها لأعوام طويلة.

«بيت الرمل» آخِر روايات جبريل المنشورة (حسابه على «فيسبوك»)
«بيت الرمل» آخِر روايات جبريل المنشورة (حسابه على «فيسبوك»)

ومن أشهر روايات الأديب الراحل «أبو العباس»، و«ياقوت العرش»، و«البوصيري»، و«علي تمراز»، و«من أوراق أبي الطيب المتنبي»، فضلاً عن رواية «النوارس»، و«سفينة الجزيري» التي أصدرتها حديثاً «دار الحكمة»، و«بيت الرمل» وهي آخِر رواياته التي صدرت مطلع يناير الحالي عن هيئة قصور الثقافة المصرية.


مقالات ذات صلة

عمر بن أبي ربيعة شاعر الأنوثة الهاربة والعبث المأساوي

ثقافة وفنون عمر بن أبي ربيعة شاعر الأنوثة الهاربة والعبث المأساوي

عمر بن أبي ربيعة شاعر الأنوثة الهاربة والعبث المأساوي

قلّ أن ارتبط اسم شاعر عربي عبر العصور بالمرأة والحب، كما هو حال عمر بن أبي ربيعة.

شوقي بزيع
ثقافة وفنون تمثال أنثوي من محفوظات متحف البحرين الوطني في المنامة

دمية جنائزية من مقبرة الشاخورة الأثرية في البحرين

تحوي مملكة البحرين سلسلة من المقابر الأثرية، من أبرزها مقبرة تُعرف باسم الشاخورة، نسبةً إلى القرية التي تجاورها.

محمود الزيباوي
ثقافة وفنون محفوظ يكشف عن مزاجه وعلاقته بالموسيقى... والخريف

محفوظ يكشف عن مزاجه وعلاقته بالموسيقى... والخريف

لأول مرة، يجمع عمل واحد كل ما قاله نجيب محفوظ حول أسرار فن الكتابة لديه وطقوس الإبداع، من واقع تجربته العملية الخاصة،

رشا أحمد (القاهرة)
ثقافة وفنون حاجتنا إلى الفن

حاجتنا إلى الفن

لا توجد لحظة أفضل للتأمل في معنى الفن وحاجتنا إليه من لحظة غيابه الكامل عن جهاتنا الحسيّة، عندما تجلس وحيداً في صمت،

خالد الغنامي
ثقافة وفنون رواية تمزج تقاليد الأدب الروسي بالحداثة الفرنسية

رواية تمزج تقاليد الأدب الروسي بالحداثة الفرنسية

تتميز تجربة الكاتب جايتو جازدانوف «1903 - 1971» بسمات وخصائص عدة فريدة من نوعها، فهي تمزج تقاليد الأدب الروسي العريقة بالحداثة الفرنسية،

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

تتويج الفائزين بجوائز «المنتدى السعودي للإعلام»

وزير الإعلام سلمان الدوسري مكرماً الدكتور هاشم عبده هاشم (واس)
وزير الإعلام سلمان الدوسري مكرماً الدكتور هاشم عبده هاشم (واس)
TT
20

تتويج الفائزين بجوائز «المنتدى السعودي للإعلام»

وزير الإعلام سلمان الدوسري مكرماً الدكتور هاشم عبده هاشم (واس)
وزير الإعلام سلمان الدوسري مكرماً الدكتور هاشم عبده هاشم (واس)

كرّم «المنتدى السعودي للإعلام»، مساء أمس، الفائزين بجوائز نسخته الرابعة، التي نظمتها هيئة الإذاعة والتلفزيون في الرياض، على مدى ثلاثة أيام، بحضور جمع من الإعلاميين.

واختير الدكتور هاشم عبده هاشم، عضو مجلس الشورى ورئيس تحرير صحيفة «عكاظ» سابقاً، «شخصية العام الإعلامية»، وتوّج الكاتب حازم صاغية بجائزة «العمود الصحافي»، فيما فازت الزميلة «إندبندت عربية» بجائزة مسار «التقرير الصحافي» عن عمل للصحافي أيمن الغبيوي دار حول مترو الرياض.

وعلى صعيد المحتوى، فاز برنامج «في المرمى» من قناة «العربية» بجائزة البرامج الرياضية، وبرنامج «رجال عبد العزيز» من التلفزيون السعودي بجائزة البرامج الوثائقية، وبرنامج «في الصورة» من قناة «روتانا» بجائزة البرامج الحوارية الاجتماعية، وبرنامج «جلسة تاريخية» من دارة الملك عبد العزيز بجائزة برامج البودكاست، وفازت الباحثة أمل محمد أبو مديني من جامعة الملك عبد العزيز بجائزة البحث الأكاديمي في مجالات الإعلام.

وعلى صعيد جوائز التواصل والعلاقات العامة، توجت وزارة الداخلية السعودية بجائزة عن حملتها «لا حج بلا تصريح»، وفازت حملة إطلاق مسلسل الإنمي السعودي (أساطير في قادم الزمان 2) لشركة مانجا للإنتاج بجائزة الأنشطة الاتصالية الإعلامية في القطاع الخاص.