حقق فيلم «الدشاش»، للفنان المصري محمد سعد، إيرادات تقترب من 50 مليون جنيه (الدولار الأميركي يعادل 50.24 جنيه مصري)، منذ بداية عرضه بمصر، مطلع شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، وفق بيان الموزع السينمائي المصري محمود الدفراوي، والذي يؤكد صموده وتصدُّره شُباك التذاكر أمام الأفلام المعروضة؛ ومن بينها «الحريفة 2»، و«الهنا اللي أنا فيه»، و«المستريحة»، و«بضع ساعات في يوم ما».
ويشهد «الدشاش» عودة الفنان سعد للمنافسة بالسينما، بعد ابتعاده نحو 6 سنوات منذ تقديمه بطولة فيلم «محمد حسين»، ومشاركته في بطولة فيلم «الكنز 2» عام 2019.
واتفق نقاد على أن صمود «الدشاش» في صدارة شُباك التذاكر يكمن في عودة بطله بعد فترة من الغياب، وتغيير جِلده الفني، بالإضافة إلى ضعف الأعمال المعروضة خلال موسمي رأس السنة ومنتصف العام الدراسي، وتعطش الناس للون الشعبي في السينما.
وتدور أحداث «الدشاش» في إطار شعبي وأكشن حول شخص خارج عن القانون، يمتلك ملهى ليلياً يواجه كثيراً من الأعداء والعقبات والمشكلات، لكن حياته تتغير بشكل مفاجئ وتنقلب رأساً على عقب، وسط كثير من المفارقات والأحداث والصعوبات التي تواجهه.
يشارك في بطولة «الدشاش» نخبة من النجوم؛ من بينهم باسم سمرة، زينة، نسرين أمين، خالد الصاوي، ومن تأليف جوزيف فوزي، وإخراج سامح عبد العزيز.
ويرى الناقد الفني المصري الدكتور نادر رفاعي أن «الإيرادات اللافتة التي حققها (الدشاش) سببها عدم وجود أفلام جماهيرية كبرى تُنافسه بهذا الموسم»، وفق حديثه، لـ«الشرق الأوسط».
ويتفق معه الناقد الفني المصري مصطفى شهيب، مؤكداً أن «الأفلام المعروضة في موسم رأس السنة ضعيفة نوعاً ما، وأن محمد سعد استخدم حملة دعاية كبيرة، بجانب استعانة صُناع الفيلم بالصفحات السوشيالية للترويج، بالإضافة لكثافة الظهور الإعلامي لسعد، على غير العادة وبـ(لوك) الشخصية التي يجسدها بالفيلم».
ويؤكد شهيب، لـ«الشرق الأوسط»، أن فضول الناس لرؤية سعد بعيداً عن شخصية «اللمبي»، التي اشتهر بها، أسهم في تصدره، حتى إن الحفلات الأولى كانت مزدحمة بالناس، فقد لعب على المضمون، وقدَّم حكاية شعبية وهي الجاذبة للجمهور المتعطش لهذا النوع من الحكايات.
كان محمد سعد قد أكد، خلال تصريحات إعلامية، على هامش العرض الخاص للفيلم، أنه «استجاب لرغبة الناس والنقاد، وقدَّم شخصية مغايرة بعيداً عن شخصية (اللمبي)، التي دار في فلكها لسنوات».
ولم تصمد أفلام محمد سعد الأخيرة كثيراً في دُور العرض، ولم تحقق أرباحاً لافتة، حيث عَدَّها نقاد ومتابعون «استنساخاً» لشخصية «اللمبي»، باستثناء دوره في فيلم «الكنز» للمخرج شريف عرفة.
ووفق الكاتب والناقد الفني المصري سمير الجمل، فإن ترقب الناس تغيير النمط الذي اعتاده سعد لسنوات، أسهم في تصدر «الدشاش»، كما أن سعد معروف بأنه ممثل كوميدي، لكن لقطات البرومو المتناقضة جذبت الجمهور.
ويوضح الجمل، لـ«الشرق الأوسط»، أن قصة الفيلم ليست جديدة، فهي تشبه أفلاماً مثل «أمير الانتقام»، و«أمير الدهاء»، لكنه يؤكد أن الجزء الجيد في الفيلم هو عدم الانتقام بقسوة في نهاية المطاف، حيث استخدم مبدأ «العفو عند المقدرة»، وكان مريحاً بعد أن زهدت الشخصية في الإجرام والعصابات.
وخلال السنوات التي ابتعد فيها محمد سعد عن السينما، قدَّم بطولة مسرحيتي «اللمبي في الجاهلية»، و«علي بابا»، وقد عُرِضا في فعاليات «موسم الرياض»، بجانب بطولته في المسلسل الكوميدي «إكس لانس»، الذي عُرض قبل عامين.
وبدأ محمد سعد مسيرته الفنية مطلع تسعينات القرن الماضي، وشارك في أعمال فنية بالمسرح والتلفزيون والسينما والإذاعة؛ أبرزها أفلام «55 إسعاف»، و«اللمبي»، و«اللي بالي بالك»، و«عوكل»، و«بوحه»، و«كتكوت»، و«كركر»، و«بوشكاش»، و«اللمبي 8 جيجا»، و«تتح»، وغيرها.