مدوَّنة سعودية لحفظ تراث 14 قرناً من نقوش الجزيرة العربية

رصدتها فرق هيئة التراث المنتشرة في جميع مناطق المملكة

واجه الآثاريون مشاقَّ في الوصول إليها والتنقيب في أسرارها وفك رموزها (واس)
واجه الآثاريون مشاقَّ في الوصول إليها والتنقيب في أسرارها وفك رموزها (واس)
TT

مدوَّنة سعودية لحفظ تراث 14 قرناً من نقوش الجزيرة العربية

واجه الآثاريون مشاقَّ في الوصول إليها والتنقيب في أسرارها وفك رموزها (واس)
واجه الآثاريون مشاقَّ في الوصول إليها والتنقيب في أسرارها وفك رموزها (واس)

بعد أن بقيت مئات النقوش القديمة محفوظة على الصخور وفي بطون الأودية في الجزيرة العربية، وواجه الآثاريون مشاقَّ في الوصول إليها وفك رموزها، أضحت تلك الكنوز التاريخية الشاهدة على الحضارة العربية والإسلامية متاحة من خلال مدونة لغوية أطلقتها السعودية تمكن الباحثين والمهتمين من الوصول إليها والوقوف على تفاصيلها.

وتتضمن مدونة «نقش» التي أطلقها مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، بالتعاون مع هيئة التراث السعودية، على شبكة الإنترنت، نصوصاً منقوشةً من القرن الأول الهجري حتى القرن الثالث الهجري، رُصدت نقوشها من خلال جهود فرق هيئة التراث التي تنتشر بدأب وحرص في كل المناطق داخل حدود السعودية.

وتبيّن هذه النقوش مظاهر مختلفة من الحضارة العربية عبر التاريخ منها تطور الحرف العربي، وقد سُطّرت على أسطح مختلفة من الجبال والهضاب الصخرية، والأحجار المتنقلة؛ لتكون شواهد كتابة للحضارة العربية والإسلامية في الجزيرة العربية.

وتنوعت مضامينها بين الزخارف الإسلامية، والآيات القرآنية، والعبارات الدينية، والأدعية، والأبيات الشعرية، والرموز، وغيرها. وتسعى المدونة إلى حفظ التراث العربي والإسلامي وتعزيز المعرفة بمراحل تطور الكتابة العربية، وإثراء مصادر البيانات اللغوية للنقوش الكتابية العربية الإسلامية المصنفة مع بياناتها الوصفية.

ووثقت المدوَّنة بصريّاً العديد من النصوص العربيَّة المنقوشة على الحجارة، أو الألواح، أو الصخور، أو أي آثار أخرى في السعوديَّة، وتضمُّ النقوش التذكاريَّة، والدينيَّة، والأدبيَّة، والتجاريَّة التي تعكس الظروف الثقافيَّة والاجتماعيَّة على مر العصور، وتُسهم في إبراز الأهمية التاريخية واللُّغوية للنقوش العربيَّة، وفهم التطور اللُّغوي والثقافي في المنطقة، كما أنها تعد مصدراً مهماً لدراسة تطور الكتابة والخط العربي عبر العصور.

النقوش تعد مصدراً مهماً لدراسة تطور الكتابة والخط العربي عبر العصور (واس)

متحف أثري مفتوح

تقوم السعودية بجهود حثيثة لتعقّب واكتشاف الآثار الوطنية في الجزيرة العربية، من خلال أعمال ومشاريع هيئة التراث التي تتولى إطلاق مواسم التنقيب، والعديد من المبادرات التي تبحث في الفنون الصخرية والنقوش الكتابية على صخور وجبال المملكة، واستكشاف تراث يوثّق تاريخ الحضارات والأمم التي درجت على أرض الجزيرة العربية.

وتنتشر في السعودية آلاف النقوش والفنون الصخرية التي تؤكد العمق التاريخي للجزيرة العربية، بوصفها موطناً للعديد من الحضارات الإنسانية المتعاقبة منذ سنوات ما قبل الميلاد وما بعده حتى العصر الإسلامي، حيث توافدت هجرات الجزيرة العربية تارة منها بسبب الجفاف، وتارة إليها بعد ازدهارها، وتركت خلفها مجموعة من الآثار بقيت حتى العصر الحالي؛ من مبانٍ، ونقوش صخرية، وكتابات، وسدود، وأسوار، ومقابر وخلافها من الآثار التي ظلت ثابتة في مواجهة عوامل التعرية.

وفي سياق أعمال المسح التي تُجريها هيئة التراث لتسليط الضوء على المزيد من الكنوز الثقافية التي تحتفظ بها المناطق السعودية الغنيّة بمواقع التراث المهمة على خريطة الحضارات الإنسانية، كشفت هيئة التراث السعودية عن سادس أقدم نقش عربي مبكر في جبل الحقون بمنطقة حمى الثقافية في نجران المسجلة في قائمة التراث العالمي لـ«اليونيسكو»، بوصفها موقعاً ثقافياً ذا قيمة عالمية واستثنائية للتراث الإنساني.

ومثّل هذا الاكتشاف إضافةً علمية قيّمة لسجل الكتابات العربية المبكرة قبل الإسلام، وحلقة مهمة من حلقات تطوّر الكتابة العربية، وفصلاً تاريخياً جديداً يُضاف إلى متحف مفتوح من النقوش الأثرية التي تزخر بها السعودية.

تنتشر في السعودية آلاف النقوش والفنون الصخرية التي تؤكد العمق التاريخي للجزيرة العربية (واس)

أكثر من مليار ونصف مليار كلمة عربية مرقمنة

تعبّر مدونة «نقش» التي أطلقها مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة، بالتعاون مع هيئة التراث، عن التقاء جهود المؤسستين السعوديتين، لحفظ التراث العربي الثقافي واللُّغوي، وتوفير مصدر موثوق للباحثين والمهتمين بالآثار، والتاريخ، واللُّغة العربيَّة، والدراسات المقارنة، إضافةً إلى تعزيز المرجعية العلمية للبيانات اللُّغوية العربيَّة الموثوقة، وتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي في تحليل النقوش وتفسيرها؛ توافقاً مع مستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية (أحد برامج رؤية السعودية 2030)، والاستراتيجية الوطنية للثقافة.

وتندرج مدونة «نقش» ضمن مسار المدوَّنات اللُّغوية، وهو مسار لخدمة العلماء والباحثين في الحقول اللُّغوية، ضمن أعمال المجمع، ومشروعاته، ومبادراته المؤسسيَّة اللُّغوية.

وقد أُطلقت مطلع عام 2024 منصة «فَلَك» للمدونات اللغوية التي تضم أكثر من 10 مدونات لغوية تتضمن أدوات حاسوبية متقدمة؛ لتيسير عمليات تحليل النصوص، وتوسيم البيانات اللغوية، وتمكين المهتمين باللغة العربية من العمل الجماعي في خدمة حوسبة اللغة العربية، وتعزيز المرجعية العلمية للبيانات اللغوية العربية الموثوق بها، وهي إحدى مبادرات المجمع البارزة في مسار الحوسبة اللغوية؛ إذ تحتوي على أكثر من مليار ونصف مليار كلمة.

ويسعى المجمع إلى أن تكون منصة «فَلَك» بوابة شاملة للمدونات اللغوية العربية التي تستقي مفرداتها من سياقات ومستويات لغوية متنوعة متدرجة بين الفصيح والعامي، ومن مصادر لغوية متعددة، مثل الكتب، ووسائل التواصل، والمواقع الإخبارية، والتقارير الرسمية، وغيرها، على أن تتسم بالتطوير والتحسين المستمرين، بالاستعانة بما يصل إليها من ملحوظات جمهور المستخدمين وتعليقاتهم.


مقالات ذات صلة

السعودية ترحب باتفاق وقف النار في غزة

الخليج السعودية تأمل في أن ينهي الاتفاق بشكل دائم الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة (رويترز)

السعودية ترحب باتفاق وقف النار في غزة

رحبت السعودية باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مثمنة الجهود التي بذلتها دولة قطر، ومصر، والولايات المتحدة بهذا الشأن.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
ثقافة وفنون راكان الطوق مترئساً أعمال «مؤتمر وزراء الثقافة العرب» في الرباط الأربعاء (واس)

السعودية تُقدِّر الجهود الجماعية لترسيخ الثقافة في التنمية المستدامة

قدّرت السعودية جميع الجهود الجماعية في مواصلة الزخم لترسيخ أدوار الثقافة في التنمية المستدامة، مع الحفاظ على القيم المشتركة، والاعتزاز بالتراث الثقافي.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
يوميات الشرق ستُصبح أعمال الملتقى جزءاً دائماً من ملامح مدينة الرياض الحضارية (الرياض آرت)

«طويق للنحت» ينطلق في الرياض بمشاركة فنانين من 23 دولة

يساهم «ملتقى طويق للنحت 2025» في إبراز دور السعودية كمركز عالمي للإبداع والثقافة عبر أعمال إبداعية لـ30 فناناً من 23 دولة حول العالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج نائب وزير الخارجية السعودي ونظيره التركي ترأسا جولة المشاورات في أنقرة الأربعاء (واس)

مشاورات سعودية - تركية لتعزيز التعاون الثنائي

بحثت جولة المشاورات السياسية الثانية بين وزارتي الخارجية السعودية والتركية سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (أنقرة)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان والوزير سيرغي لافروف (الخارجية السعودية)

فيصل بن فرحان ولافروف يبحثان المستجدات الإقليمية

بحث الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، المستجدات الإقليمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

كتاب مصري جديد يحتفي بشكري سرحان في مئوية ميلاده

شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)
شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)
TT

كتاب مصري جديد يحتفي بشكري سرحان في مئوية ميلاده

شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)
شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)

في ظل الجدل الذي أثير مؤخراً حول «موهبته»، احتفى مهرجان الأقصر السينمائي في دورته الـ14 بذكرى مئوية ميلاد الفنان المصري الكبير شكري سرحان (13 مارس «آذار» 1925 - 19 مارس 1997)، وأصدر المهرجان بمناسبة ذلك كتاب «شكري سرحان... ابن النيل» للناقد المصري سامح فتحي، ويضم الكتاب فصولاً عدة تستعرض مسيرة الفنان منذ مولده وحتى أصبح نجماً من كبار نجوم السينما المصرية، متوقفاً عند أهم أفلامه التي وصلت إلى 161 فيلماً، بدءاً من أول أفلامه «نادية» 1949 للمخرج فطين عبد الوهاب، وحتى آخرها «الجبلاوي» 1991 للمخرج عادل الأعصر.

وكان قد أثير جدل حول انتقادات وجهها الممثل الشاب عمر متولي، نجل شقيقة عادل إمام، في برنامج يبثه عبر «يوتيوب» استضاف خلاله الممثل أحمد فتحي، تناولا خلاله سيرة الفنان الراحل شكري سرحان، حيث اتفقا على أنه «حقق نجومية أكبر من موهبته الحقيقية»؛ ما دفع أسرة الفنان الراحل لتقديم شكوى لنقابة الممثلين، حيث قدم نقيب الممثلين الفنان أشرف زكي اعتذاراً لأسرة الفنان الراحل، مهدداً كل من يتجاوز في حق الرموز الفنية بالشطب من النقابة. وفي المقابل اعتبر نقاد وفنانون الهجوم على فتحي ومتولي بمنزلة «تضييق على حرية إبداء الرأي على الأعمال الفنية ونجومها».

شكري سرحان في أحد أدواره (أرشيفية)

أعمال هادفة

ووصف المؤلف مسيرة شكري سرحان الفنية التي امتدت على مدى نصف قرن بأنها تميزت بـ«اختيار الأعمال الهادفة والجادة، وعدم الابتذال أو السقوط في حب الظهور وشهوة المال»، حيث شارك في «مئات الأدوار بالمسرح والسينما، وأمتع الملايين، وأثرى الحياة الفنية بكل ما هو مفيد وهادف».

فيما عَدّه الناقد سعد القرش في مقدمة كتاب «ابن النيل» بأنه الأكثر حظاً، وأنه من بين نجوم السينما المصرية الذي «كان الأقرب إلى الملامح النفسية والجسدية لعموم المصريين في جيله، رغم أنه لم يكن في وسامة محمود مرسي أو كمال الشناوي وعمر الشريف ورشدي أباظة، ولا يتمتع ببنية جسدية تنقله إلى الفتوات مثل فريد شوقي، حيث كان للنجوم صورة ذهنية لدى المشاهدين يشبهون أو يتشبهون بنجوم هوليوود من حيث تسريحة الشعر ولمعانه والشارب».

الناقد المصري سامح فتحي (الشرق الأوسط)

يستعرض سامح فتحي بدايات سرحان، الذي وُلد بالإسكندرية لكنه ينتمي لقرية «الغار» بمحافظة الشرقية، وكان الأوسط بين شقيقيه صلاح وسامي، وقد أثرت فيه حياة القرية، كما ذكر هو بنفسه، فقد أكد أن النشأة الدينية كانت إحدى سمات حياته منذ طفولته، فقد اعتاد على ارتياد المساجد وحفظ القرآن الكريم، وكان والده يعمل أستاذاً للغة العربية، ويحرص على أن تمضي الأسرة شهور الدراسة بالمدينة ثم تنتقل للقرية في الإجازة.

وبدأت علاقة سرحان بالفن من خلال شقيقه الأكبر صلاح، فحينما افتتحت دار سينما بالقرب من منزلهما، كان وشقيقه، حسبما روى، يتوقفان بجوارها ليستمعا لأصوات الممثلين، ويؤديان بعض الأدوار في حجرتهما حتى لا يشعر بهما والدهما، والتحق مثل شقيقه بفريق التمثيل بمدرسة الإبراهيمية، ثم التحق كلاهما بمعهد الفنون المسرحية في أول دفعة به، وكان من زملائه بالمعهد فريد شوقي وصلاح نظمي.

عثرات ونجاحات

واجه شكري سرحان عثرات في بداية طريقه الفني، حين اختاره منتج فيلم «هارب من السجن» لدور البطولة، حيث كاد يطير من الفرحة ثم قرر المخرج استبداله بالفنان فاخر فاخر، فحزن حزناً كثيراً خصوصاً بعد أن طالع خبراً بإحدى المجلات الفنية بأن الممثل الشاب شكري سرحان أثبت فشله في السينما، ما أصابه باكتئاب لفترة طويلة، لم ينقذه منه إلا خبر آخر كتبه الصحافي صلاح ذهني بمجلة «آخر ساعة»، حيث نشر صورة له وكتب أسفلها «فتى أول ينقصه مخرج»، فاتصل به المخرج حسين فوزي، ومنحه دوراً في فيلم «لهاليبو» مع نعيمة عاكف، ثم شارك في أدوار صغيرة بأفلام عدة من بينها «أفراح» و«بابا عريس».

مع سعاد حسني في أحد الأعمال (أرشيفية)

لكن الفرصة الكبرى والأهم جاءت حين اختاره المخرج يوسف شاهين لبطولة فيلمه «ابن النيل» ليكون هذا الفيلم البداية الحقيقية لشكري سرحان في السينما، وقال الفنان عن ذلك: «منحني الله هذا الشرف العظيم بأن أُمثل (ابن النيل) في هذه القصة، وفي وجود فريق قوي من الممثلين مثل يحيى شاهين ومحمود المليجي وفاتن حمامة».

وأشاد به يوسف شاهين بعد أحد المشاهد التي أداها، قائلاً له: «أنت برعت في أداء هذا المشهد مثل أعظم نجوم هوليوود، وأنا أمنحك أوسكار على ذلك».

انطلاقة كبرى

ويرى سامح فتحي مؤلف الكتاب أن فيلم «شباب امرأة» 1951 قد مثَل انطلاقة كبرى في مسيرة شكري سرحان، وكانت قد رشحته الفنانة تحية كاريوكا للمخرج صلاح أبو سيف لأداء دور «القروي الساذج إمام بلتاجي حسنين»، وقد ساعده على أداء الشخصية جذوره الريفية ليصبح الفيلم المأخوذ عن رواية الأديب أمين يوسف غراب في مقدمة الأفلام الواقعية المهمة في تاريخ السينما المصرية.

شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)

وتعد شخصية «سعيد مهران» بطل رواية نجيب محفوظ «اللص والكلاب» من أبرز الشخصيات التي أداها شكري سرحان، حيث كتب في مذكراته أنه حينما قرأ الرواية جذبته عبارة «خرج من السجن وفي جوفه نار»، ما يوحي بسخونة أحداثها وأنه أطلق لخياله العنان لتجسيد أحداثها التراجيدية، ومَثّل الفيلم الذي أخرجه كمال الشيخ السينما المصرية في مهرجان برلين 1964، وأشاد به النقاد الألمان الذين رأوه «فيلماً مصرياً متكاملاً يرقى إلى مستوى العالمية».

ويشير الكتاب الجديد إلى تقديم الفنان الكبير لتجارب مهمة في السينما العالمية، من بينها فيلم «ابن كليوباترا»، وسلسلة أفلام «قصة الحضارة بين العصور» للمخرج العالمي روسليني، وفيلم «أسود سيناء» مع المخرج الإيراني فريد فتح الله، كما يتوقف عند أعماله المسرحية التي برزت بشكل أكبر بعد نكسة 1967.

غلاف الكتاب الجديد (الشرق الأوسط)

وحاز شكري سرحان جوائز عدة خلال مسيرته، فقد حصل على جائزة أفضل ممثل عن أدواره في أفلام «اللص والكلاب»، و«الزوجة الثانية»، و«رد قلبي»، و«شباب امرأة»، و«ليلة القبض على فاطمة»، كما تم اختياره «أفضل ممثل في القرن العشرين» بعد تصدره قائمة «أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية» بعدد 15 فيلماً في استفتاء مهرجان القاهرة السينمائي 1996، الذي كرمه قبل عام من رحيله.