مسلسل «فريد» ... خطوة نحو عالم دبلجة المسلسلات التركية باللبنانية

مدير قناة إم تي في لـ«الشرق الأوسط»: القرار كان صعباً... وأصررنا على التحدّي

مسلسل «فريد» أول خطوة في عالم الدبلجة باللبنانية على «إم تي في»
مسلسل «فريد» أول خطوة في عالم الدبلجة باللبنانية على «إم تي في»
TT

مسلسل «فريد» ... خطوة نحو عالم دبلجة المسلسلات التركية باللبنانية

مسلسل «فريد» أول خطوة في عالم الدبلجة باللبنانية على «إم تي في»
مسلسل «فريد» أول خطوة في عالم الدبلجة باللبنانية على «إم تي في»

التجدد ضمن رؤية مستقبلية ينعكس إيجاباً على الإعلام المرئي اللبناني، هذا ما تفعله محطة «إم تي في» في خطوة سبّاقة، من خلال الانخراط بعالم دبلجة المسلسلات الأجنبية. سبق أن شقّت هذه الصناعة طريقها مع شركة «فيلملي» للمخرج الراحل نقولا أبو سمح في الثمانينات. فكان أول من أنتج مجموعة من المسلسلات المدبلجة في العالم العربي، ولكن محطة «إم تي في» تدخل هذا المجال بدبلجة لبنانية، في حين كانت أعمال أبو سمح بالفصحى.

هذه الخطوة تعدّ الأولى من نوعها في لبنان. وقرّرت المحطة ولوجها في قرارٍ صعب كما وصفه مديرها كريستيان الجميّل، الذي يوضح لـ«الشرق الأوسط»: «اتخذنا قرارنا منذ فترة، بيد أن اندلاع الحرب أخّر ولادته. وصعوبته تكمن في الميزانية المالية التي يتطلّبها المشروع. أضف إلى ذلك إيجاد فريق من الممثلين المحليين للمشاركة فيه».

وكي تقوم الخطوة على الجودة ومستوى دبلجة رفيع، لجأت «إم تي في» إلى شركة نقولا أبو سمح للدبلجة. «اليوم يتسلّم إدارتها ابن أخيه، ورأيناها الأنسب؛ لأنها رائدة في هذا المجال. وفي جعبتها عشرات الأعمال المدبلجة من مكسيكية وأجنبية».

الممثلة ماري أبي جرجس بطلة «فريد» (إم تي في)

تجارب عدة قامت بها المحطة المحلية قبل الانطلاق بأولى حلقات مسلسل «فريد» التُّركي. «رغبنا في تقديم مُنتجٍ على المستوى المطلوب. فحبكنا نص الدبلجة ليكون سهل الاستيعاب للمشاهد اللبناني والعربي معاً. اخترنا اللهجة البيضاء القائمة على المحكية اللبنانية. فلهجتنا انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة. وساهم في انتشارها إنتاجات عربية مشتركة ارتكزت على نجوم وفريق تمثيلي لبناني».

تهدف «إم تي في» إلى توسيع خطوتها في المستقبل القريب. فتتحوّل الصناعة من محلية إلى نتاج يُصدَّر إلى أسواق عربية. افتُتح المشروع مع مسلسل «فريد» الذي يلاقي نجاحاً كبيراً في بلده الأم تركيا كما على قنوات فضائية عربية.

خالد السيد يشارك في دبلجة «فريد» باللبنانية (إم تي في)

اشترت «إم تي في» المسلسل المدبلج بلهجة سورية، كما درجت العادة. ولن يُقدِم المشرفون على دبلجته باللبنانية على أي تغيير في أحداثه ولا على عدد حلقاته.

حتى الآن دُبلجت 50 حلقة منه باللبنانية، يبدأ عرضها مع الأيام الأولى من عام 2025 على شاشة «إم تي في».

ويشير الجميّل في سياق حديثه: «لا تقوم هذه الخطوة على التوفير بل العكس تماماً. نحن ندفع مبالغَ طائلة لتنفيذها. كما أننا نشتري المسلسل مدبلجاً مسبقاً. فمن النادر جداً الحصول على نسخة تركية أصليّة من دون دبلجة. وبالتالي فإن تكلفة شراء نسخات من هذا النوع تكون مرتفعة».

لقطة من المسلسل التركي «فريد»

الخطوة بحدّ ذاتها جريئة وتأتي في خضمّ أحوال اقتصادية متأزمة في لبنان. وكذلك في غياب مداخيل مرتفعة لدى محطات التلفزة بسبب تراجع نسبة الإعلانات التجارية الكثيفة، التي كانت تشكّل في سنوات مضت، المدخول الأساسي عندها.

ومعروف أن الحلقة الواحدة من مسلسل تركي تتراوح تكلفة شرائها ما بين 2500 و3 آلاف دولارٍ. وأحياناً ترتفع هذه الأرقام في حال كانت حديثة الإنتاج وتصل إلى مبالغ تفوق الـ30 ألف دولارٍ للحلقة الواحدة. فالموضوع يرتكز على العرض والطّلب. وأحياناً يفوق سعر الحلقة الواحدة الـ50 ألف دولار.

يشير الجميّل إلى أن اختيار القناة لمسلسلات تركية لدبلجتها يعود لأسباب عدة.

«إنها تستقطب المُشاهد اللبناني بشكل عام لقصصها المشوّقة. وهي أقرب إلى مجتمعنا العربي من المكسيكي. وهناك عادات وتقاليد وأوجه تشابه كثيرة بيننا وبين الأتراك بشكل عام. صاروا مؤخراً خُبراء وحرفيين في الإنتاج الدرامي الرفيع المستوى إلى حدِّ وصولهم إلى العالمية. فجميع هذه العناصر حضّتنا على التفكير بالمنتج التركي قبل غيره».

في الماضي القريب، كان يتناهى إلى آذان مُشاهد المسلسل المدبلج أصوات ممثلين من الفئة الأولى، ولكن مع الأيام ولّى زمن البطالة عندهم. ولم يعد لديهم الوقت ولا الرغبة في الدبلجة.

أسعد حطاب يشارك في مسلسل «فريد» المدبلج باللبنانية (إم تي في)

تجاوزت «إم تي في» صعوبة إيجاد ممثلين لبنانيين يقومون بمهمة الدبلجة. ويوضح كريستيان الجميّل: «لم يكن في استطاعتنا الركون إلى نجومٍ كبار؛ لأنهم لا يقبلون بهذا النوع من المهمات. ارتباطاتهم بإنتاجات درامية عدة تمنعهم من القيام بذلك. بعضهم موجود اليوم في استوديوهات تصوير تركية أو لبنانية وسورية. تعاون معنا مجموعة من الممثلين المعروفين. بيد أن الغالبية المشاركة تتألّف من الصاعدين منهم. ونأمل مع الوقت، أن يتشّجع الممثل اللبناني ويدخل في هذه التجربة أعداد أكثر».

من الممثلين المعروفين المشاركين في دبلجة «فريد»، خالد السيّد، وسعد حمدان، وأسعد حطاب، وإيمان بيطار وغيرهم. ويلعب دور البطلة (سايران) ماري أبي جرجس. في حين يجسد الممثل حسّان حمدان شخصية بطل العمل (فريد) بصوته أيضاً.

ويؤكد كريستيان الجميّل أن رئيس مجلس إدارة القناة ميشال المر يتمسّك بإصرار بهذه الخطوة. «يريد تنفيذها مهما كلّفه الأمر من ميزانية مادية، ومهما استغرقت من وقت. ولذلك سيُعرض المسلسل في الفترة التلفزيونية الذهبية، أي بعد نشرة أخبار المساء مباشرة. ففي ظل غياب إمكانية إنتاج أعمالٍ درامية محلية كان علينا إيجاد بدائل».

وهل يعني هذا أن إنتاج الدراما المحلية صار من ماضي القناة؟ يردّ الجميّل: «لا بدّ من العودة إلى هذا النوع من الإنتاجات المحلية كما عوّدتنا القناة في سنوات ماضية. ولكننا اليوم لسنا بهذا الوارد لا نحن ولا غيرنا. وذلك بسبب عدم توفّر الميزانية لعمل بالمستوى المطلوب. فتكلفة هذه الإنتاجات تضاعفت مع نهضة الأعمال المشتركة. ونتمنّى أن تعود في حال تحسّنت الأحوال في لبنان. وهو ما ينعكس إيجاباً على محطات التلفزة المحلية مادياً. لن نستسلم أبداً، وسنقدم دائماً ما يليق بشاشتنا والساحة التمثيلية ككل».

 

 


مقالات ذات صلة

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

يوميات الشرق الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

رحلت الإعلامية المصرية ليلى رستم، الخميس، عن عمر يناهز 88 عاماً، بعد تاريخ حافل في المجال الإعلامي، يذكّر ببدايات التلفزيون المصري في ستينات القرن العشرين.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق دفء الشخصيات (رويال ميل)

احتفال خاص للبريد الملكي البريطاني بمسلسل «قسيسة ديبلي»

أصدر البريد الملكي البريطاني (رويال ميل) 12 طابعاً خاصاً للاحتفال بمسلسل «The Vicar of Dibley» (قسيسة ديبلي) الكوميدي الذي عُرض في تسعينات القرن الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا يستمر معرض «CES 2025» حتى التاسع من شهر يناير بمشاركة عشرات الآلاف من عشاق التكنولوجيا والشركات التقنية في مدينة لاس فيغاس (CES)

معرض «CES» يكشف أحدث صيحات التقنيات الاستهلاكية لـ2025

إليكم بعض أبرز الابتكارات التي تكشف عنها كبريات شركات التكنولوجيا خلال أيام المعرض الأربعة في مدينة لاس فيغاس.

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق انطلق عرض الموسم الثاني من «Squid Game» قبل أيام (نتفليكس)

«الحبّار 2» يقع ضحيّة لعبته... المسلسل العائد بعد 3 سنوات يخسر عنصر الدهشة

بعض المسلسلات لم يُكتب لها أن تفرز مواسم جديدة، إنما عليها الاكتفاء بمجد الموسم الواحد. لكن يبدو أن فريق «لعبة الحبّار» لم يستوعب هذا الأمر.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق أحمد الفيشاوي في لقطة من البرنامج (إنستغرام)

أحمد الفيشاوي يثير جدلاً بشأن مظهره ومقارنة والده بعادل إمام

 لم يتوقف الفنان المصري أحمد الفيشاوي عن إثارة الجدل، بسبب مظهره وأدواره وتصريحاته، وأحدثها في حواره مع الإعلامي العراقي نزار الفارس.

محمد الكفراوي (القاهرة )

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
TT

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)

رحلت الإعلامية المصرية ليلى رستم، الخميس، عن عمر يناهز 88 عاماً، بعد تاريخ حافل في المجال الإعلامي، يذكّر ببدايات التلفزيون المصري في ستينات القرن العشرين، وكانت من أوائل المذيعات به، وقدمت برامج استضافت خلالها رموز المجتمع ومشاهيره، خصوصاً في برنامجها «نجمك المفضل».

ونعت الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة الكاتب أحمد المسلماني، الإعلامية القديرة ليلى رستم، وذكرت في بيان أن الراحلة «من الرعيل الأول للإعلاميين الذين قدموا إعلاماً مهنياً صادقاً متميزاً وأسهموا في تشكيل ثقافة ووعي المشاهد المصري والعربي، حيث قدمت عدداً من البرامج التي حظيت بمشاهدة عالية وشهرة واسعة».

والتحقت ليلى بالتلفزيون المصري في بداياته عام 1960، وهي ابنة المهندس عبد الحميد بك رستم، شقيق الفنان زكي رستم، وعملت مذيعةَ ربط، كما قدمت النشرة الفرنسية وعدداً من البرامج المهمة على مدى مشوارها الإعلامي، وفق بيان الهيئة.

ليلى رستم اشتهرت بمحاورة نجوم الفن والثقافة عبر برامجها (ماسبيرو زمان)

وتصدر خبر رحيل الإعلامية المصرية «التريند» على منصتي «غوغل» و«إكس» بمصر، الخميس، ونعاها عدد من الشخصيات العامة، والعاملين بمجال الإعلام والسينما والفن، من بينهم الإعلامي اللبناني نيشان الذي وصفها على صفحته بمنصة «إكس» بأنها «كسرت طوق الكلاسيكية في الحوار ورفعت سقف الاحترام والمهنية».

كما نعاها المخرج المصري مجدي أحمد علي، وكتب على صفحته بموقع «فيسبوك» أن المذيعة الراحلة «أهم مذيعة رأتها مصر في زمن الرواد... ثقافة ورقة وحضوراً يفوق أحياناً حضور ضيوفها».

واشتهرت ليلى رستم بلقب «صائدة المشاهير»؛ نظراً لإجرائها مقابلات مع كبار الشخصيات المؤثرة في مصر والعالم؛ مما جعلها واحدة من أعلام الإعلام العربي في تلك الحقبة، وقدّمت 3 من أبرز برامج التلفزيون المصري، وهي «الغرفة المضيئة»، «عشرين سؤال»، و«نجمك المفضل»، بالإضافة إلى نشرات إخبارية ضمن برنامج «نافذة على العالم»، وفق نعي لها نشره الناقد الفني المصري محمد رفعت على «فيسبوك».

الإعلامية المصرية الراحلة ليلى رستم (إكس)

ونعاها الناقد الفني المصري طارق الشناوي وكتب عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «ودّعتنا الإعلامية القديرة ليلى رستم، كانت أستاذة لا مثيل لها في حضورها وثقافتها وشياكتها، جمعت بين جمال العقل وجمال الملامح»، معرباً عن تمنيه أن تقدم المهرجانات التلفزيونية جائزة تحمل اسمها.

ويُعدّ برنامج «نجمك المفضل» من أشهر أعمال الإعلامية الراحلة، حيث استضافت خلاله أكثر من 150 شخصية من كبار الأدباء والكتاب والصحفيين والفنانين، من بينهم طه حسين، وعبد الحليم حافظ، وأحمد رمزي، وفاتن حمامة وتوفيق الحكيم، كما أجرت مقابلة شهيرة مع الملاكم الأميركي محمد علي كلاي.

وأبرزت بعض التعليقات على «السوشيال ميديا» حوار الإعلامية الراحلة مع كلاي.

وعدّ رئيس تحرير موقع «إعلام دوت كوم» محمد عبد الرحمن، رحيل ليلى رستم «خسارة كبيرة» وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإعلامية الراحلة كانت تنتمي إلى جيل المؤسسين للتلفزيون المصري، وهو الجيل الذي لم يكن يحتاج إلى إعداد أو دعم، لكن دائماً ما كان قادراً على محاورة العلماء والمفكرين والفنانين بجدارة واقتدار»، موضحاً أن «القيمة الكبيرة التي يمثلها هذا الجيل هي ما جعلت برامجهم تعيش حتى الآن ويعاد بثها على قنوات مثل (ماسبيرو زمان) ومنصة (يوتيوب) وغيرهما، فقد كانت الإعلامية الراحلة تدير حواراً راقياً يحصل خلاله الضيف على فرصته كاملة، ويبرز الحوار حجم الثقافة والرقي للمذيعين في هذه الفترة».

بدأ أول بث للتلفزيون المصري في 21 يوليو (تموز) عام 1960، وهو الأول في أفريقيا والشرق الأوسط، واحتفل بعدها بيومين بعيد «ثورة 23 يوليو»، وبدأ بقناة واحدة، ثم قناتين، ثم قنوات متعددة تلبي احتياجات شرائح مختلفة من المجتمع، ومع الوقت تطور التلفزيون المصري ليصبح قوة للترفيه والمعلومات، وفق الهيئة العامة للاستعلامات.

وشهدت بدايات التلفزيون ظهور إعلاميين مثَّلوا علامة بارزة فيما بعد في العمل التلفزيوني مثل أماني ناشد، وسلوى حجازي، وصلاح زكي وأحمد سمير، وكانت ليلى رستم آخر من تبقى من جيل الروَّاد المؤسسين.