مصر تستقبل العام الجديد باحتفالات «مبهرة»

عروض للألعاب النارية بالأهرامات والنيل و«الكوربة»

حشود في احتفالات مبهرة في مصر الجديدة (حي مصر الجديدة «فيسبوك»)
حشود في احتفالات مبهرة في مصر الجديدة (حي مصر الجديدة «فيسبوك»)
TT

مصر تستقبل العام الجديد باحتفالات «مبهرة»

حشود في احتفالات مبهرة في مصر الجديدة (حي مصر الجديدة «فيسبوك»)
حشود في احتفالات مبهرة في مصر الجديدة (حي مصر الجديدة «فيسبوك»)

لم يتصوّر الشاب الأربعيني عمرو رضوان (موظف بأحد البنوك) أنه سيواجه زحاماً شديداً في ميدان الكوربة بمصر الجديدة (شرق القاهرة)، حين قرر أن يصطحب أسرته لقضاء سهرة رأس السنة في أحد مطاعم المنطقة التراثية، ورغم أنه وقف لفترة طويلة في الشارع المؤدي للميدان التاريخي، فإنه عقب ذلك انقلبت الأمور من الضيق إلى السعادة الغامرة، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»: «استمتعت جداً بالاحتفالات المبهرة التي وجدتها أنا وأسرتي بميدان الكوربة؛ حيث الألعاب النارية وشجرة الكريسماس الضخمة المنصوبة في شارع الثورة، والألوان الزاهية التي تزين جدران المباني العتيقة».

احتفالات مصرية متنوعة بالعام الجديد (أ.ب)

وأعلن عدد من أحياء العاصمة المصرية القاهرة عن إقامة احتفالات العام الجديد في أماكن عدة، رصدت «الشرق الأوسط» بعضها، خصوصاً في حي مصر الجديدة، وفي منطقة الأهرامات، وفي متنزه ممشى مصر على الكورنيش، فضلاً عن المراكب النيلية والألعاب النارية التي زيّنت سماء العاصمة.

واندمج الأطفال في اللعب مع «بابا نويل»؛ حيث كان أكثر من شخص يرتدي ملابسه ويوزع الهدايا الصغيرة على الأطفال، وفق رضوان، الذي يؤكد أنهم استمتعوا بأجواء الاحتفالات رغم الزحام الشديد والحشود التي انخرطت في أجواء السعادة المحيطة بمكان الاحتفال.

وتجمّلت منطقة الأهرامات بالأضواء والألعاب النارية وعدد من مظاهر الاحتفال التي رصدتها الكاميرات، إضافة إلى محيط المنطقة الأثرية، الذي شهد احتفالات عدة من السائحين والمصريين.

حفل نيكول سابا في رأس السنة بالقاهرة (منظمو الحفل)

وعلى كورنيش النيل، ظهر أيضاً كثير من مظاهر الاحتفالات، ممثلة في الأضواء المبهرة التي زيّنت المراكب النيلية، كما تم تزيين ممشى أهل مصر على الكورنيش بشجرة الكريسماس، ومظاهر الزينة المتنوعة، واحتشد مئات المصريين في منطقة وسط البلد وعلى الكورنيش احتفالاً بالعام الجديد.

وهو المكان الذي اختاره محمد السيد (42 عاماً)، الذي يعمل بمجال العقارات، ليقضي فيه ليلة رأس السنة مع زوجته وابنته، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الوجود وسط الناس وشرب الحمص الساخن (الحلبسة) ولعب الأطفال وفرحتهم تعني لهم كثيراً في استقبال العام الجديد».

روبي في حفل رأس السنة بالقاهرة الجديدة (منظمو الحفل)

وعلى المستوى الفني، زيّنت دار الأوبرا المصرية مسرحها الكبير بشجرة الكريسماس، محاطة بألوان مبهرة، وقدمت 3 عروض فنية في ليلة رأس السنة، من بينها حفل لـ«أوركسترا القاهرة السيمفوني»، الذي قدّم مجموعة من المؤلفات الكلاسيكية الغربية التي تحمل طابع أعياد الميلاد والعام الجديد.

في حين أحيت الفنانة اللبنانية نيكول سابا حفلاً غنائياً بأحد النوادي (شرق القاهرة) وسط جمهور حاشد، كما أحيت الفنانة المصرية روبي حفلاً غنائياً بالقاهرة الجديدة، قدّمت خلاله مجموعة من أغانيها، بعد أن تصدرت «الترند» قبل يومين، بسبب أسعار التذاكر التي وصلت إلى 120 ألف جنيه لمائدة تضم 5 أفراد.

كما أحيا الفنان مصطفى قمر حفل رأس السنة في مسرح «البالون» بالجيزة، التابع لوزارة الثقافة المصرية، مستعيداً مع جمهوره أغانيه القديمة التي اشتهر بها، كما قدم عدداً من أغانيه الجديدة.

احتفالات مبهرة في منطقة الأهرامات بحلول عام 2025 (أ.ب)

ويرى المتخصص في الإرشاد السياحي والحضارة المصرية، الدكتور محمود المحمدي، أن «احتفالات رأس السنة تظهر الوجه السياحي والتراثي والروح الاستثنائية التي يتمتع به الشارع المصري»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الاحتفال برأس السنة الميلادية طقس متوارث من طقوس وعادات المصريين القدماء»، وتابع: «تأتي احتفالات السنة الجديدة وإطلاق الألعاب النارية في منطقة الأهرامات لتحمل رسالة إلى العالم من أرض الأهرامات الخالدة، بأن هذا الأثر العظيم سيظل شاهداً على التاريخ، ويحتفل كل عام بقدوم العام الجديد، وتدعو الجميع لزيارتها».


مقالات ذات صلة

أنغام تراهن على مواكبة الصيحات الموسيقية بألبومها الجديد

يوميات الشرق أنغام تطلق ألبومها الجديد «تيجي نسيب» (الشركة المنتجة)

أنغام تراهن على مواكبة الصيحات الموسيقية بألبومها الجديد

تراهن الفنانة المصرية أنغام على مواكبة أحدث الصيحات الموسيقية العالمية في ألبومها الجديد «تيجي نسيب» الذي احتفلت بإطلاقه، الأربعاء، في حفل كبير بإحدى دور العرض.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق ملصقات وسلع تحمل صور إلفيس بريسلي في برمنغهام ببريطانيا (إ.ب.أ)

سحر إلفيس بريسلي يتوهَّج في ذكرى ميلاده الـ90

تعمُّ الاحتفالات أرجاء بريطانيا إحياءً للذكرى الـ90 لميلاد أسطورة الغناء إلفيس بريسلي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الممثل بن أفليك وزوجته السابقة جنيفير لوبيز (رويترز)

بعد زواج دام عامين... جينيفر لوبيز وبن أفليك يتوصّلان إلى تسوية طلاق

توصّل النجمان الأميركيان بن أفليك وجينيفر لوبيز إلى تسوية بشأن طلاقهما، بعد 5 أشهر من الانفصال الذي أنهى زواجهما الذي دام عامين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق المُلصق الترويجي للأغنية (حساب تامر حسني بفيسبوك)

تامر حسني ورامي صبري يخطفان الاهتمام في «فعلاً ما بيتنسيش»

تصدرت أغنية «فعلاً ما بيتنسيش» التي جمعت تامر حسني ورامي صبري في «ديو غنائي» للمرة الأولى في مشوارهما «تريند» موقع «يوتيوب».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق المغنية الأميركية بيبي ريكسا مصابة بجرح في الحاجب بعد أن رماها معجب بهاتفه (إنستغرام)

صفعات وضرب بالهواتف والمأكولات... بعض هدايا جمهور الحفلات إلى المغنِّين

بعد أن كان نجوم الغناء يُرمَون بالورود خلال حفلاتهم، باتوا يُرشَقون بالأغراض المؤذية التي تنتج عنها إصابات. ما خلفيَّة هذه الظاهرة المستجدة؟

كريستين حبيب (بيروت)

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
TT

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)

رحلت الإعلامية المصرية ليلى رستم، الخميس، عن عمر يناهز 88 عاماً، بعد تاريخ حافل في المجال الإعلامي، يذكّر ببدايات التلفزيون المصري في ستينات القرن العشرين، وكانت من أوائل المذيعات به، وقدمت برامج استضافت خلالها رموز المجتمع ومشاهيره، خصوصاً في برنامجها «نجمك المفضل».

ونعت الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة الكاتب أحمد المسلماني، الإعلامية القديرة ليلى رستم، وذكرت في بيان أن الراحلة «من الرعيل الأول للإعلاميين الذين قدموا إعلاماً مهنياً صادقاً متميزاً وأسهموا في تشكيل ثقافة ووعي المشاهد المصري والعربي، حيث قدمت عدداً من البرامج التي حظيت بمشاهدة عالية وشهرة واسعة».

والتحقت ليلى بالتلفزيون المصري في بداياته عام 1960، وهي ابنة المهندس عبد الحميد بك رستم، شقيق الفنان زكي رستم، وعملت مذيعةَ ربط، كما قدمت النشرة الفرنسية وعدداً من البرامج المهمة على مدى مشوارها الإعلامي، وفق بيان الهيئة.

ليلى رستم اشتهرت بمحاورة نجوم الفن والثقافة عبر برامجها (ماسبيرو زمان)

وتصدر خبر رحيل الإعلامية المصرية «التريند» على منصتي «غوغل» و«إكس» بمصر، الخميس، ونعاها عدد من الشخصيات العامة، والعاملين بمجال الإعلام والسينما والفن، من بينهم الإعلامي اللبناني نيشان الذي وصفها على صفحته بمنصة «إكس» بأنها «كسرت طوق الكلاسيكية في الحوار ورفعت سقف الاحترام والمهنية».

كما نعاها المخرج المصري مجدي أحمد علي، وكتب على صفحته بموقع «فيسبوك» أن المذيعة الراحلة «أهم مذيعة رأتها مصر في زمن الرواد... ثقافة ورقة وحضوراً يفوق أحياناً حضور ضيوفها».

واشتهرت ليلى رستم بلقب «صائدة المشاهير»؛ نظراً لإجرائها مقابلات مع كبار الشخصيات المؤثرة في مصر والعالم؛ مما جعلها واحدة من أعلام الإعلام العربي في تلك الحقبة، وقدّمت 3 من أبرز برامج التلفزيون المصري، وهي «الغرفة المضيئة»، «عشرين سؤال»، و«نجمك المفضل»، بالإضافة إلى نشرات إخبارية ضمن برنامج «نافذة على العالم»، وفق نعي لها نشره الناقد الفني المصري محمد رفعت على «فيسبوك».

الإعلامية المصرية الراحلة ليلى رستم (إكس)

ونعاها الناقد الفني المصري طارق الشناوي وكتب عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «ودّعتنا الإعلامية القديرة ليلى رستم، كانت أستاذة لا مثيل لها في حضورها وثقافتها وشياكتها، جمعت بين جمال العقل وجمال الملامح»، معرباً عن تمنيه أن تقدم المهرجانات التلفزيونية جائزة تحمل اسمها.

ويُعدّ برنامج «نجمك المفضل» من أشهر أعمال الإعلامية الراحلة، حيث استضافت خلاله أكثر من 150 شخصية من كبار الأدباء والكتاب والصحفيين والفنانين، من بينهم طه حسين، وعبد الحليم حافظ، وأحمد رمزي، وفاتن حمامة وتوفيق الحكيم، كما أجرت مقابلة شهيرة مع الملاكم الأميركي محمد علي كلاي.

وأبرزت بعض التعليقات على «السوشيال ميديا» حوار الإعلامية الراحلة مع كلاي.

وعدّ رئيس تحرير موقع «إعلام دوت كوم» محمد عبد الرحمن، رحيل ليلى رستم «خسارة كبيرة» وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإعلامية الراحلة كانت تنتمي إلى جيل المؤسسين للتلفزيون المصري، وهو الجيل الذي لم يكن يحتاج إلى إعداد أو دعم، لكن دائماً ما كان قادراً على محاورة العلماء والمفكرين والفنانين بجدارة واقتدار»، موضحاً أن «القيمة الكبيرة التي يمثلها هذا الجيل هي ما جعلت برامجهم تعيش حتى الآن ويعاد بثها على قنوات مثل (ماسبيرو زمان) ومنصة (يوتيوب) وغيرهما، فقد كانت الإعلامية الراحلة تدير حواراً راقياً يحصل خلاله الضيف على فرصته كاملة، ويبرز الحوار حجم الثقافة والرقي للمذيعين في هذه الفترة».

بدأ أول بث للتلفزيون المصري في 21 يوليو (تموز) عام 1960، وهو الأول في أفريقيا والشرق الأوسط، واحتفل بعدها بيومين بعيد «ثورة 23 يوليو»، وبدأ بقناة واحدة، ثم قناتين، ثم قنوات متعددة تلبي احتياجات شرائح مختلفة من المجتمع، ومع الوقت تطور التلفزيون المصري ليصبح قوة للترفيه والمعلومات، وفق الهيئة العامة للاستعلامات.

وشهدت بدايات التلفزيون ظهور إعلاميين مثَّلوا علامة بارزة فيما بعد في العمل التلفزيوني مثل أماني ناشد، وسلوى حجازي، وصلاح زكي وأحمد سمير، وكانت ليلى رستم آخر من تبقى من جيل الروَّاد المؤسسين.