عوضاً عن «أنا آسف»... عبارات للاعتذار في مكان العمل لا تجعلك تبدو ضعيفاً

موظفة بالخطوط الجوية الأميركية تنظر نحو مكاتب تسجيل الوصول الهادئة في مطار ميامي الدولي ليلة عيد الميلاد (أ.ب)
موظفة بالخطوط الجوية الأميركية تنظر نحو مكاتب تسجيل الوصول الهادئة في مطار ميامي الدولي ليلة عيد الميلاد (أ.ب)
TT

عوضاً عن «أنا آسف»... عبارات للاعتذار في مكان العمل لا تجعلك تبدو ضعيفاً

موظفة بالخطوط الجوية الأميركية تنظر نحو مكاتب تسجيل الوصول الهادئة في مطار ميامي الدولي ليلة عيد الميلاد (أ.ب)
موظفة بالخطوط الجوية الأميركية تنظر نحو مكاتب تسجيل الوصول الهادئة في مطار ميامي الدولي ليلة عيد الميلاد (أ.ب)

بالنسبة إلى كثير من الأشخاص، فإن قول جملة «أنا آسف» بعد مواقف معينة، حتى تلك التي لا تتطلب اعتذاراً، أمر طبيعي. لكنَّ الاعتذار المفرط يمكن أن يأتي بنتائج عكسية، خصوصاً في مكان العمل: قد يعطي ذلك الآخرين نظرة سلبية عنك، ويقلل من احترامك لذاتك ومن تأثير الاعتذارات المستقبلية.

تقول باتريس ويليامز ليندو، الرئيسة التنفيذية لـ«Career Nomad»، وهي شركة استشارات مهنية، إن هذه العادة يمكن أن تأتي من انعدام الأمان، وقد تكون شائعة بشكل خاص بين النساء والأشخاص ذوي البشرة الملونة.

توضح ليندو: «لقد تعلمنا ثقافياً، خصوصاً من منظور المرأة السوداء، أن نكون متواضعين للغاية وأن نقلل من شأن انتصاراتنا. هكذا نشأت... كانت مشكلة أن تكون فخوراً بالطريقة التي تتحدث بها عن نفسك وإنجازاتك. لذلك نشعر بعدم الكفاءة وعدم الأمان».

وتسبب الحاجة إلى الاعتذار المفرط هذا النمط من الشك الذاتي، وتدعو إلى التعرف على المواقف التي يجب عليك أن تعتذر خلالها، أو أن تتخلى فيها عن ذلك.

فيما يلي ثلاثة سيناريوهات شائعة قد تجد نفسك فيها متجهاً نحو الإفراط في الاعتذار، وما الذي يجب أن تفكر بقوله بدلاً من ذلك، وفق شبكة «سي إن بي سي»:

إذا كنت تواجه صعوبات تقنية

اكتسبَ العمل الهجين والعمل من بُعد شعبية كبيرة في السنوات القليلة الماضية، مما دفع الناس إلى استخدام أجهزتهم الإلكترونية أكثر من أي وقت مضى. لسوء الحظ، بغضّ النظر عن مدى معرفتك بالتكنولوجيا، فمن المؤكد أن الصعوبات التقنية تحدث. وعادةً لا تكون خطأك.

فكِّر في مكالمة فيديو بها خلل، على سبيل المثال. قد تشعر بالحاجة إلى الاعتذار إذا استغرق تحميل العرض التقديمي وقتاً طويلاً، أو إذا كان هناك تأخير فني آخر.

تقول ليندو: «غالباً ما يستخدم الناس عبارة (أنا آسف) عندما يحتاجون إلى ملء الفراغ. إنهم لا يشعرون بالراحة مع الصمت».

بدلاً من الاعتذار عن أشياء خارجة عن سيطرتك، استخدم عبارات مثل «أقدِّر صبرك» و«شكراً لك على العمل معي»، للتغلب على أي حرج واستعادة جو الثقة.

إذا كنت بحاجة إلى الانضمام لمحادثة

افترض أنك تحضر اجتماعاً يقوده زميل. يثير شخص ما نقطة تتفق معها أو لا تتفق معها، وتريد مشاركة وجهة نظرك.

قد تقرر التدخل بالقول، «آسف، ولكنني أود أن أبدي رأيي». تشير ليندو إلى أن هذا الموقف لا يتطلب اعتذاراً.

وتقول: «إذا كانت لديك معلومات لإضافتها إلى محادثة أو وجهة نظر معارضة، فهذا أمر طبيعي تماماً. يستخدم الناس عبارة (أنا آسف) في هذه المواقف لاختراق المحادثة وإسماع صوتهم عندما لا يكون عليهم ذلك».

بدلاً من الاعتذار، استخدم عبارات مثل «أود أن أضيف»، أو «أعتقد ذلك»، أو «إليك وجهة نظر مختلفة». تساعدك هذه العبارات على المساهمة في المحادثة دون أن تبدو خائفاً من فعل ذلك.

قيّم الموقف قبل أن تتحدث باستخدام طريقة STAR (الموقف والمهمة والفعل والنتيجة)، التي يمكن أن تخفف من الحاجة إلى الاعتذار، كما تشرح ليندو.

وتوضح: «لنفترض أنك تريد التعبير عن وجهة نظر معارضة. أولاً، فكِّر في الموقف واسأل نفسك، (هل هذا هو الوقت المناسب؟) إذا لم يكن كذلك، فكِّرْ في المهمة التي يمكنك تنفيذها، ربما التواصل مع مدير أو مستشار مسبقاً، قبل قول شيء قد تضطر إلى الاعتذار عنه... قرِّرْ الإجراء الذي تريد اتخاذه، واسأل نفسك: ما النتيجة التي أبحث عنها بعد هذه المحادثة؟».

إذا ارتكبت خطأ

كلنا نرتكب أخطاء، خصوصاً في العمل. إذا قمت بمهمة بشكل غير صحيح أو أسأت إلى شخص ما عن طريق الخطأ، فإن قول «أنا آسف» لن يكون بالضرورة الرد الخاطئ، لكنه لن يكون أقوى رد أيضاً.

يمكن لعبارات أخرى أن توضح بشكل أفضل أنك مستعد لفعل ما يلزم لتصحيح الموقف. يمكن أن تشمل:

«شكراً لك على الملاحظات».

«أتحمل المسؤولية الكاملة».

«أقدِّر لفت انتباهي إلى ذلك... كيف يمكنني التحسن؟».

تلاحظ ليندو أن الاعتذار الصادق ليس سيئاً، ولكن من الأفضل أن تقول: «أنا آسف» فقط عندما تقصد ذلك حقاً للتأكد من أن الأمر يبدو صادقاً.


مقالات ذات صلة

واشنطن: لا يمكننا دفع تكاليف معسكرات سجناء «داعش» في سوريا للأبد

الولايات المتحدة​ صورة عامة لمخيم الهول للنازحين في محافظة الحسكة بسوريا 2 أبريل 2019 (رويترز) play-circle

واشنطن: لا يمكننا دفع تكاليف معسكرات سجناء «داعش» في سوريا للأبد

قالت واشنطن إن المساعدات الأميركية لإدارة وتأمين معسكرات في شمال شرقي سوريا تضم ​​سجناء مرتبطين بتنظيم «داعش» لا يمكن أن تستمر إلى الأبد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ العلم الأميركي وعلم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يرفرفان في واشنطن (رويترز) play-circle

بعد إلغاء برامج وكالة التنمية الدولية... أطقم وزارة ماسك تواجه دعوى قضائية

كشفت إفادات جديدة لموظفين بالوكالة الأميركية للتنمية الدولية إن مساعداً لإيلون ماسك وآخرين من خارج الوكالة يعطون توجيهات بالإنهاء الفوري لمئات برامج المساعدات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم الروسي ألكسندر فينيك لدى وصوله إلى المحكمة العليا اليونانية في أثينا 6 ديسمبر 2017 (أ.ب) play-circle 01:57

في صفقة تبادل... أميركا تطلق سراح روسي أُدين بغسل 4 مليارات دولار

أطلقت واشنطن سراح المدان الروسي ألكسندر فينيك كجزء من صفقة تبادل مع موسكو. وفينيك محكوم بالسجن 20 عاماً واتهم بغسل أربعة مليارات دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - موسكو)
يوميات الشرق سيارة تشانغ ياتشو المتضررة تظهر أمام مقر شركة  «تسلا» في تشنغتشو بالصين (أ.ب)

«تسلا» تقاضي السائقين الصينيين الذين يشكون من سياراتهم بعد الحوادث

كانت تشانغ ياتشو جالسة في مقعد الركاب في سيارتها من صنع شركة «تسلا» عندما قالت إنها سمعت صوت والدها المذعور قائلاً: «المكابح لا تعمل!»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) يصافح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسينت خلال لقائهما في كييف (أ.ف.ب)

وزير الخزانة الأميركي: صفقة المعادن قد تمنح أوكرانيا «درعاً أمنية» بعد الحرب

أجرى وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسينت اليوم الأربعاء محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة لكييف.

«الشرق الأوسط» (كييف)

«أسعد أيامي شكراً يا ترمب»... صانع مصاصات بلاستيكية يحتفل

مصنع ينتج مصاصات بلاستيكية في أميركا (سكاي نيوز)
مصنع ينتج مصاصات بلاستيكية في أميركا (سكاي نيوز)
TT

«أسعد أيامي شكراً يا ترمب»... صانع مصاصات بلاستيكية يحتفل

مصنع ينتج مصاصات بلاستيكية في أميركا (سكاي نيوز)
مصنع ينتج مصاصات بلاستيكية في أميركا (سكاي نيوز)

بعد الأمر التنفيذي الذي أصدره دونالد ترمب بشأن المصاصات البلاستيكية، يقول أحد أصحاب الأعمال إن آفاق شركته «تغيرت تماماً» بينما يشعر آخرون بالقلق بشأن العواقب المستقبلية على البيئة وجسم الإنسان.

لم يسعد أي شخص خلال استماعه إلى تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن سياسته الجديدة بشأن المصاصات مثل روس بوياجيان، رئيس شركة تصنيع المصاصات البلاستيكية في غلينديل، كاليفورنيا.

وبحسب تقرير لشبكة «سكاي نيوز»، يمتلك بوياجيان، وهو أميركي من أصل أرمني، شركة «المصاصات الماسية Diamond Straws» منذ عام 1995. وينتج مصنعه أكثر من 800 مصاصة في الدقيقة، ويزود المقاهي والمطاعم الأميركية الكبيرة في الولايات المتحدة.

مصاصات بلاستيكية معروضة في متجر (رويترز)

وتوظف شركة «Diamond Straws» حالياً 15 شخصاً، ولكنها تتوقع ارتفاعاً في الأعمال بعد أمر ترمب التنفيذي الذي أعلن أن الولايات المتحدة «تعود إلى المصاصات البلاستيكية» وتبتعد عن المصاصات الورقية.

وفي هذا الإطار، قال بوياجيان: «لقد كان أحد أسعد أيامي عندما سمعته يقول ذلك. لقد تغيرت أعمالنا بالكامل. في السابق كان الجميع قلقين ويقولون لي ماذا تفعل؟... سوف تخرج من العمل لأن لا أحد يشتري المصاصات البلاستيكية. لذلك شكراً لك يا ترمب».

صناديق من الورق المقوى مكتوب عليها «صنع في الولايات المتحدة» مكدسة حول المصنع. والمصنع واحد من المصانع المتبقية في الولايات المتحدة التي تصنع المصاصات البلاستيكية بعد انتقال جزء كبير من الصناعة إلى الصين.

لقد انتقد ترمب مراراً وتكراراً المصاصات الورقية. وباعت حملته لإعادة انتخابه عام 2019 مصاصات بلاستيكية قابلة لإعادة الاستخدام تحمل علامة ترمب التجارية.

وسيعمل أمره التنفيذي على عكس سياسة إدارة بايدن للتخلص التدريجي من مشتريات الحكومة من المصاصات البلاستيكية، وكذلك أدوات المائدة البلاستيكية والتغليف بحلول عام 2027.

لطالما كان دعاة حماية البيئة قلقين بشأن استخدام المصاصات البلاستيكية، رغم أنهم يقولون إن القضية أكبر بكثير من المصاصات وحدها.

وقالت ديانا كوهين، أحد مؤسسي تحالف التلوث البلاستيكي، ويتضمن عملها تثقيف الناس حول تأثير البلاستيك على البيئة وجسم الإنسان: «المشكلة ليست في المادة، بل في البلاستيك المستخدم لمرة واحدة. نحن بحاجة حقاً إلى الاهتمام بتقليل استخدام هذه المادة والابتعاد عنها. إن استخدام البلاستيك في تناول وشرب جميع الأطعمة التي نتناولها أمر سيء لصحتنا وصحة أطفالنا».

وأضافت: «البلاستيك يلوث أجسادنا. وقد ارتبط بعدد من المشكلات الصحية المختلفة، بما في ذلك مشكلات الخصوبة. فقد تم العثور على جزيئات بلاستيكية دقيقة في أدمغتنا وفي الخصيتين والمشيمة».