أعلن فريق دولي من العلماء عن اكتشاف نوع جديد من ثعابين «الموراي»، أُطلق عليه اسم «موراي هاديس» (Uropterygius hades)، نسبة إلى إله العالم السفلي في الأساطير اليونانية.
وأوضح الفريق بقيادة باحثين من جامعة «صن يات سين» الوطنية في تايوان، أن هذا النوع يتميز بلونه البني الداكن وقوامه النحيف، ويفضل العيش في بيئات غير مألوفة، مثل مصبات الأنهار المظلمة والطينية. وينتمي «موراي هاديس» إلى عائلة ثعابين «الموراي»، المعروفة بأجسامها الرشيقة والطويلة، ولسانها السريع الحركة الذي يساعدها في التقاط الطعام من بين الصخور والشعاب المرجانية.
وعلى عكس معظم أنواع ثعابين «الموراي» التي تعيش في الشعاب المرجانية بالمحيطات الاستوائية، تم العثور على «موراي هاديس» في بيئات غير مألوفة، تمتد من جنوب اليابان وتايوان، وإلى الفلبين، وجنوب جاوة وفيجي.
وقد اكتشف العلماء هذا النوع بالصدفة أثناء استكشافهم كهفاً في نهر بويرتو برينسيسا الجوفي في الفلبين، ضمن دراسة تهدف إلى مسح التنوع البيئي للحياة المائية. وعندما وضع الثعبان في حوض مائي، لاحظ الباحثون سلوكاً نادراً يتمثل في الحفر باستخدام ذيله أولاً، وهو سلوك غير معتاد بين ثعابين «الموراي». كما أظهر الثعبان حساسية شديدة تجاه الضوء؛ حيث يسعى دائماً إلى الاختباء عند تعرضه لأي إضاءة.
وتشير الدراسة التي نُشرت نتائجها، الاثنين، في دورية (ZooKeys) إلى أن «موراي هاديس» يمتلك عينين صغيرتين تتكيفان مع الإضاءة المنخفضة في بيئات موحلة ومظلمة. كما أن عدد المسام الحسية في رأسه أقل مقارنة بأنواع أخرى، مما يقلل من انسدادها بالطين، ويعزز قدرته على التكيف مع بيئته. ويعتمد الثعبان بشكل رئيسي على الإحساس الكيميائي لاكتشاف فرائسه وتجنب المفترسات، بدلاً من الاعتماد على البصر.
وقال الباحثون إن هذا الاكتشاف يُعد إضافة مميزة إلى قائمة تضم نحو 230 نوعاً معروفاً من ثعابين «الموراي» حول العالم. ورغم أن معظم هذه الأنواع تعيش في البيئات البحرية، فإن «موراي هاديس» يُبرز ندرة الأنواع التي تتكيف مع بيئات المياه العذبة والمصبات النهرية. وأضافوا أن النوع المكتشف حديثاً يُعدُّ مثالاً حياً على التكيف البيئي، ويفتح الباب أمام مزيد من الأبحاث لفهم كيفية تكيف هذه الكائنات مع الظروف البيئية المختلفة.
كما لفت الباحثون إلى وجود نوع واحد فقط من ثعابين «الموراي» يقضي غالبية حياته في المياه العذبة، بينما يتمتع بعضها بقدرة على التعايش في بيئات منخفضة الملوحة، مثل «الموراي العملاق النحيف» (Strophidon sathete) ومع ذلك، فإن الأنواع التي تكيَّفت خصيصاً للعيش في البيئات الاستوائية نادرة للغاية، مما يبرز أهمية «موراي هاديس» كاكتشاف فريد يُثري فهمنا للتنوع البيولوجي.