«إلى حيث ننتمي» جردة أعوام مضت في لوحات ومنحوتات

يشكّل انطلاقة موسمه للمعارض بمناسبة الأعياد في بيروت

منحوتات ورسومات تعود بنا إلى سنوات ماضية (الشرق الأوسط)
منحوتات ورسومات تعود بنا إلى سنوات ماضية (الشرق الأوسط)
TT

«إلى حيث ننتمي» جردة أعوام مضت في لوحات ومنحوتات

منحوتات ورسومات تعود بنا إلى سنوات ماضية (الشرق الأوسط)
منحوتات ورسومات تعود بنا إلى سنوات ماضية (الشرق الأوسط)

اختار غاليري «آرت أون 56» معرضاً جماعياً يتألف من نحو 20 لوحة تشكيلية ليطلق موسمه الفني لفصل الشتاء، يودّع معه عاماً ويستقبل آخر في جردة حساب تعود بنا إلى سنة 2012 حتى اليوم. وتشير صاحبة الغاليري، منى وادي محرّم، إلى أن المعرض بمثابة احتفالية بلبنان الثقافة. وتتابع: «بعد كل المصاعب التي مررنا بها كان لا بد من وقفة فنية نتواصل عبرها مع الجمال والقوة».

وتشارك في هذا المعرض مجموعة من الرسامين والنحاتين اللبنانيين والسوريين، من بينهم جورج باسيل ووسام بيضون وليلى داغر وعماد فخري وديالا خضري وغادة جمال ويامن يوسف، وغيرهم.

وتتوزّع اللوحات على صالات «آرت أون 56»، فتطلّ على قطع فنية زيتية وأكليريك و«ميكسد ميديا». وتحت عناوين مختلفة كـ«نعم للحرية ولا لـ...». و«الشقراء» و«الزهرة الزرقاء» و«بيروت» و«رحلة الأمل» و«قطع من السماء». تستوقفك مجموعة زهير دبّاغ المنفذة في عام 2016، فهي مصنوعة من الطين الأحمر (تيراكوتا) مع خلفية سوداء. وتقرأ فيها صفحات تاريخ أشخاص من دون ملامح هائمة في مهب الحياة.

وأمام لوحة «قبل الحفلة» لديالا خضري تحلّق في عالم ثلاثي الأبعاد؛ فتقدّم مشهداً من بيوت بيروت وتقاليد أهلها، وتجمع فيها ما بين سماء العاصمة وسجادة تستلقي على حديد الشرفة قيد التنظيف. فيما تتسمر أمام لوحة لجورج باسيل تذكّرك بأشهر لوحات القرن السادس عشر: «موناليزا» لليوناردو دافنتشي، وتكتشف بأنها تتألف من طبقات «ميكسد ميديا» عمّرها باسيل بدقة في عام 2023.

وفي لوحة «إرادة جيل» لهيبة بلعة بواب نفّذتها في عام 2020، ترى الحياة من منظار ملوّن بالشباب، تُصورّه منشغلاً بالتخطيط لغدٍ أفضل بواسطة تقنية اللصق (كولاج).

وغالبية لوحات «إلى حيث ننتمي» تلفتك بأحجامها الضخمة. تطبعك بالخيال وتزوّدك بذبذبات إيجابية تحتاج إليها بعد فترة حرب دامية. ولعلّ تنوّع تقنياتها وأطياف ريشتها يكمن فيها سرّ جماليتها، وأحياناً تأخذك إلى عالم الحسابات الهندسية كما مع الفنان السوري منير الشعران، فتحل معه ألغاز رسمة بسيطة وغامضة في آن بعنوان «نعم للحرية ولا لـ...»، وبالخط العربي الذي يتقن تطريزه بلوحاته يترك لك حرية إكمال العبارة كما تشاء.

وبألوان زاهية من الأزرق والأصفر والأخضر، وعلى مساحة قماش (كأنفاس) واسعة تتعرّف إلى طبيعة «المتحكمون باللعبة»، بتوقيع إدغار مازجي، الذي يصورّهم على هيئة رجلين مقنّعين، يبدّلان خيوط الحقبات كما يرغبان، تصغر الكرة الأرضية بين أياديهما ككرة الـ«بولينغ»، يقذفانها لتضرب ما يطالعها من أجسام خشبية متسببة بفوضى.

التنوع بالتقنيات وأساليب الرسم يطبع معرض «إلى حيث ننتمي»، وتحتل الذكريات قسماً منه تحت عنوان «غرفة رقم 11» لرفيق مجذوب، فينقل مشاهداته من غرفة سجن دخلها لفترة قصيرة تحمل هذا الرقم. يربطها مجذوب بالإنسانية مصوراً حالة شخص يفتقد الحرية، ويترجمها في كلمات مكتوبة بالإنجليزية على خلفية بيضاء وإطار خشبي أحمر. وقد نفّذ مجموعته هذه في عام 2016.

لوحة ليلى داغر «قطع من السماء» نفّذتها بالزيت والباستيل في عام 2022. وتنقل من خلالها انعكاسات حياة على امرأة تعيش الوحدة. فيما يأخذنا عماد فخري بلوحته «مشهد ثلاثي» إلى علاقة الإنسان الباحث عن الوفاء، فيجدها مع كلبيه اللذين يشعرانه بالسعادة.

الرسام السوري أنس حمصي ينثر رشّة من الأمل والخيال على أجواء المعرض. ومع لوحتيه «رحلة الأمل» و«الحالمون»، يضع شخصياته الملونة والمغمورة بخربشات سوداء في حالة ضبابية. فيما تعبّر صفاء الست عن معاناة إنسان مغدور بمنحوتة من النحاس والحديد، فيخترقها سهم يجمّد الحياة في شرايينها.

وتقابلها منحوتة من الـ«ريزين» للفنان السوري يامن يوسف «آخر الرجال الواقفين»، فنراه ينتصب بقامته الزرقاء خائفاً من لحظة السقوط.

قصص من الحياة يستعيد معها «إلى حيث ننتمي» شريطاً من الذكريات، فيزوّد زائره بحفنة من الفن التشكيلي المعاصر، ويؤلّف بذلك واحة ثقافية وفنية يحتاج إليها اللبناني كي يتنفس الصعداء بعد حالة حرب خانقة عاشها.


مقالات ذات صلة

معرض «البردة» يستلهم «النور» في «لوفر أبوظبي»

يوميات الشرق معرض (البردة) في لوفر أبوظبي

معرض «البردة» يستلهم «النور» في «لوفر أبوظبي»

عبر تكوينات زخرفية وفنية مفعمة بالروحانيات والنور، تخطف الأعمال المشاركة في معرض «البردة» بمتحف اللوفر أبوظبي الأنظار.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
يوميات الشرق من مجموعة «أنصال حادة» في المعرض (الشرق الأوسط)

«رديء الصنع»... معرض مصري مستوحى من أسواق الألعاب الشعبية

يسجّل المعرض الفني الذي يضم 29 عملاً تجربة ذاتية واستكشافية ممتدة عبر نحو ثلاث سنوات، عايشها الفنان المصري علي حسان عبر جولاته داخل أسواق ألعاب الأطفال الشعبية.

منى أبو النصر (القاهرة)
العربات في قاعة العرض في متحف قلعة بفيينا (أ.ف.ب)

متحف عربات الخيول في النمسا رحلة إلى الحقبة الإمبراطورية

عشية عيد الميلاد في فيينا، تستقطب عربة الخيل المفضّلة لدى إمبراطور النمسا-المجر فرانتس يوزف السيّاح، إذ تُعرض للمرة الأولى منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «بينالي الفنون الإسلامية» يتألف من 7 أقسام تتوزع على صالات ومساحات متعددة («بينالي الدرعية»)

إعلان قائمة الفنانين المشاركين في «بينالي الفنون الإسلامية» الثاني بجدة

أعلنت مؤسسة «بينالي الدرعية» القائمة الكاملة من الفنانين المشاركين في النسخة الثانية من «بينالي الفنون الإسلامية»، المقرر افتتاحها في 25 يناير 2025.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق جانب من الأعمال المشاركة في اليوم المصري - النيبالي (وزارة الثقافة المصرية)

الأراجوز والماريونت والحرف اليدوية في يوم مصري - نيبالي

بفنون استعراضية متنوعة وأزياء تقليدية شعبية، وعروض لمسرح العرائس من الأراجوز والماريونت، أطلقت مصر احتفالية بعنوان «يوم مصري - نيبالي».

محمد الكفراوي (القاهرة )

تذكرة يانصيب بيعت في كاليفورنيا تفوز بـ1.22 مليار دولار

شخص يشتري تذكرة يانصيب «ميغاميليونز» من متجر الذي بيعت فيه التذكرة الفائزة بجائزة 1.22 مليار دولار (أ.ف.ب)
شخص يشتري تذكرة يانصيب «ميغاميليونز» من متجر الذي بيعت فيه التذكرة الفائزة بجائزة 1.22 مليار دولار (أ.ف.ب)
TT

تذكرة يانصيب بيعت في كاليفورنيا تفوز بـ1.22 مليار دولار

شخص يشتري تذكرة يانصيب «ميغاميليونز» من متجر الذي بيعت فيه التذكرة الفائزة بجائزة 1.22 مليار دولار (أ.ف.ب)
شخص يشتري تذكرة يانصيب «ميغاميليونز» من متجر الذي بيعت فيه التذكرة الفائزة بجائزة 1.22 مليار دولار (أ.ف.ب)

ربح «سعيد الحظ» الجائزة الكبرى المقدرة بـ1.22 مليار دولار لـ«ميغا ميليونز» أمس (الجمعة)، بعد أن اشترى التذكرة في شمال كاليفورنيا.

كانت الأرقام الفائزة لـ«ميغا ميليونز» التي تعتبر خامس أكبر جائزة في تاريخ اللعبة، وفقاً لليانصيب: 3، 7، 37، 49، 55 وMega Ball 6.

وهذه التذكرة هي الأولى التي تفوز بالجائزة الكبرى منذ أكثر من 100 يوم، بحسب شبكة «سي إن إن».

وبلغت قيمة جائزة «ميغا ميليونز» الجمعة 549.7 مليون دولار نقداً. وارتفعت الجائزة منذ آخر سحب لها في عشية عيد الميلاد، وكانت الجائزة الكبرى يوم الجمعة مقدرة سابقاً بـ1.15 مليار دولار، لكنها ازدادت بشكل كبير قبل السحب المرتقب.

وتم بيع التذكرة الفائزة في «Sunshine Food & Gas» في كوتونوود بمقاطعة شاستا، وفقاً ليانصيب ولاية كاليفورنيا.

وقالت اليانصيب إن خمس تذاكر أخرى بيعت في أريزونا وكاليفورنيا وتكساس وميسوري فازت بمليون دولار لكل منها في سحب الجمعة من خلال مطابقة الأرقام الخمسة الأولى.

وفقاً لليانصيب، كان هذا العام واحداً من الأقل عدداً لناحية الفوز بالجائزة الكبرى منذ بدء اللعبة في عام 2002؛ إذ فاز ثلاثة أشخاص فقط هذا العام بالجائزة الكبرى.

وكان أكبر مبلغ تم الفوز به على الإطلاق في العام الماضي، حيث حصلت تذكرة واحدة من فلوريدا على جائزة بقيمة 1.602 مليار دولار.

ويتم لعب «ميغا ميليونز» في 45 ولاية أميركية، بالإضافة إلى مقاطعة كولومبيا وجزر فيرجن الأميركية، مما يجعلها واحدة من أكثر ألعاب اليانصيب شهرة وانتشاراً في الولايات المتحدة.

ووفقاً لليانصيب، فإن نصف العائدات من كل تذكرة تظل في الولاية التي بيعت فيها لدعم «القضايا الخيرية ولجان التجزئة».

ويبلغ سعر التذكرة دولارين، مع منح اللاعبين في معظم الولايات القضائية خيار دفع دولار إضافي لمضاعفة جوائزهم غير الجائزة الكبرى. وأعلنت الشركة في أكتوبر (تشرين الأول) أن السعر سيتضاعف بأكثر من الضعف في أبريل (نيسان) 2025، حيث وعدت بجوائز أكبر في المقابل؛ إذ ستكون كل تذكرة بـ5 دولارات.