حفلات غنائية «خجولة» بموسم العام الجديد بمصر

أعدادها تراجعت بشكل لافت مقارنة بالسنوات الماضية

أنغام ستحيي حفلاً خارج مصر (حسابها على فيسبوك)
أنغام ستحيي حفلاً خارج مصر (حسابها على فيسبوك)
TT

حفلات غنائية «خجولة» بموسم العام الجديد بمصر

أنغام ستحيي حفلاً خارج مصر (حسابها على فيسبوك)
أنغام ستحيي حفلاً خارج مصر (حسابها على فيسبوك)

بعدما كانت تشهد مصر تنظيم نحو 30 حفلاً غنائياً بموسم «العام الجديد» في السنوات السابقة، فإن هذا العدد تراجع إلى نحو 10 حفلات فقط في موسم الاحتفال ببداية عام 2025.

وأرجع خبراء ومتابعون سبب هذا التراجع إلى الأحداث السياسية والحروب بمنطقة الشرق الأوسط، ورغم اتجاه مطربين مصريين إلى الغناء في بلدان عربية أخرى، فإن مطربين لبنانيين فضلوا إحياء حفلات العام الجديد في مصر، وفي مقدمتهم وائل جسار، الذي من المقرر أن يحيي حفلاً بأحد فنادق مدينة 6 أكتوبر (غرب القاهرة)، كما تحيي الفنانة نوال الزغبي حفل «ليلة رأس السنة» في مصر، وذلك بعد طرحها أغنيات مصرية بالآونة الأخيرة من بينها «حفلة»، و«أنا مش بتساب».

الملصق الدعائي لحفل رامي صبري (إنستغرام)

وأعرب الفنان وائل جسار عن سعادته لمقابلته الجمهور المصري في حفل «رأس السنة»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «اعتدت منذ سنوات طويلة على إحياء حفلات رأس السنة بمصر، وبالنسبة لي أصبح الغناء في هذا اليوم بمصر أمراً مقدساً، (ليلة رأس السنة لا بد أن تكون في مصر)، وهذا العام سأحتفل معهم بنجاح أغنيتي (كل وعد)».

ومن أبرز الحفلات التي من المقرر أن تشهدها القاهرة في تلك الليلة، حفل الفنان رامي صبري، الذي من المقرر أن يقام في أحد فنادق القاهرة، والذي سيحييه بمفرده لتقديم باقة كبيرة من أغنياته الجديدة؛ نظراً لطرحه ألبومين غنائيين خلال العام المنقضي.

الملصق الدعائي لحفل وائل جسار ونوال الزغبي (إنستغرام)

وعلى مسرح البالون بالقاهرة، يحيي الفنان مصطفى قمر حفل العام الجديد بعد فترة غياب طويلة عن مشاركته مع وزارة الثقافة المصرية، ومن المتوقع أن يقدم مصطفى قمر مجموعة من أشهر أغانيه مثل «السود عيونه»، و«جت تصالحني»، و«مُنايا»، و«افتكروني».

كما يحيي الفنان هشام عباس بصحبة الفنان حميد الشاعري حفل رأس السنة 2025 في كايرو جاز كلاب Cairo Jazz Club في القاهرة.

وفي محافظة الإسكندرية (شمال مصر) يحيي الفنان تامر عاشور ليلة رأس السنة على مسرح راديسون بلو في الإسكندرية، وهو أول حفل جماهيري له بعد حصوله على جائزتين من حفل «بيلبورد للموسيقى العربية»، الذي أقيم في مدينة الرياض عن فئتي أفضل أغنية مصرية لعام 2024، وأغنية العام عربياً لعام 2024.

أنغام ستحيي حفلاً خارج مصر (حسابها على فيسبوك)

وفضل مطربون مصريون إحياء حفلات العام الميلادي الجديد خارج البلاد، وفي مقدمتهم الفنانة أنغام التي من المقرر أن تحيي حفلاً في أبوظبي ضمن فعاليات مهرجان «ليالي الوثبة»، كما سيشدو الفنان محمد حماقي بالإمارة نفسها، ولكن ضمن فعاليات مهرجان «أم الإمارات»، أما الفنان تامر حسني سيكون على موعد بالغناء مع الفنانة اللبنانية نانسي عجرم في حفل غنائي كبير في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

ويرى الناقد الفني المصري فوزي إبراهيم أن موسم حفلات رأس السنة في مصر جيد مقارنة ببعض الدول العربية المجاورة، مضيفاً: «يجب ألا نغفل الأحداث السياسية بالمنطقة التي تؤثر إلى حد بعيد على الفن والغناء»، لكنه شدد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أن «عدد الحفلات يعد قليلاً مقارنة بما كانت تشهده مصر قبل عدة سنوات، حيث كانت تستضيف أكثر من 30 حفلاً غنائياً يضم نجوم الغناء العربي كافة»، كما أنه «لا يمكن إغفال الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر وتعد سبباً رئيسياً في انخفاض عدد الحفلات»، وفق تعبيره.

محمد حماقي سيحيي حفلاً في أبوظبي ضمن الاحتفال بالعام الميلادي الجديد (حسابه على فيسبوك)

وهو ما يتفق معه الناقد محمود عبد الحكيم، الذي يقول إن «عدد حفلات بداية العام الجديد يعد متوسطاً مقارنة بالسنوات الماضية، وذلك بسبب ارتفاع أسعار أجر المطربين وأسعار إيجار القاعات، لا سيما بعد تراجع سعر الجنيه المصري أمام الدولار الأميركي (الدولار الأميركي يعادل 50.8 جنيه مصري)، فأغلبية الفنانين والمطربين المصريين الكبار والعرب يتقاضون أجورهم بالدولار الأميركي، لذلك يتجه الكثير منهم للغناء في دول أخرى».

ويذهب عبد الحكيم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الأمر لا يتوقف على أجور المطربين فقط، بل إن الآلات الموسيقية وإكسسوارات المسرح في الحفلات الكبرى يتم استيرادها من الخارج، وهو ما يتطلب عملة صعبة»، وفق تعبيره.


مقالات ذات صلة

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يوميات الشرق يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يمثّل الحفل لحظات يلتقي خلالها الناس مع الفرح، وهو يتألّف من 3 أقسام تتوزّع على أغنيات روحانية، وأخرى وطنية، وترانيم ميلادية...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق نجوم الغناء شاركوا في حفل تكريم رحيم (حساب الإعلامي ممدوح موسى بفيسبوك)

نجوم غناء يجتمعون في «ليلة حب» محمد رحيم بالأوبرا المصرية

اجتمع عدد من نجوم الغناء في احتفالية فنية كبيرة تحت عنوان «ليلة حب وتكريم محمد رحيم»، مساء الأربعاء في دار الأوبرا المصرية.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق لحظات ساحرة تشبه رحلات تعبُر بالمرء نحو أحلام لطيفة (الشرق الأوسط)

«كريسماس أون آيس» المُنتَظر... نجاةٌ بالأمل

حين غنّى آندي ويليامز «إنه أروع أوقات السنة»، صَدَق؛ وهذه الروعة تتجلّى بتعميم الجمال. فالفريق ذلَّل الصعاب، ولـ9 أشهر واصل التحضير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق من «الأطلال» إلى «واللهِ أبداً»... جواهر اللغة العربية بأصوات أجيالٍ من المطربين

من «الأطلال» إلى «واللهِ أبداً»... جواهر اللغة العربية بأصوات أجيالٍ من المطربين

من أم كلثوم وفيروز وعبد الوهاب، مروراً بماجدة الرومي وكاظم الساهر، وصولاً إلى عمرو دياب. كيف أسهمَ نجوم الأغنية في إحياء اللغة العربية الفصحى؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق احتلّت الفنانة الأميركية بيونسيه المرتبة رقم 35 على قائمة أقوى نساء العالم (فيسبوك)

بثروتها الضخمة ونفوذها الواسع... بيونسيه تخترق قائمة أقوى نساء العالم

800 مليون دولار و32 جائزة «غرامي» ومسيرةٌ صنعت فيها نفسها بنفسها. مواصفاتٌ كانت كافية لتضع بيونسيه في المرتبة 35 من بين أقوى نساء العالم وفق تصنيف مجلة «فوربس».

كريستين حبيب (بيروت)

مهرجان دولي في الرياض لاستكشاف القيمة الثقافية للألعاب الشعبية

على مدى 7 أيام يحتفي «المهرجان الدولي» بالقيمة الثقافية العريقة للألعاب الشعبية (هيئة التراث)
على مدى 7 أيام يحتفي «المهرجان الدولي» بالقيمة الثقافية العريقة للألعاب الشعبية (هيئة التراث)
TT

مهرجان دولي في الرياض لاستكشاف القيمة الثقافية للألعاب الشعبية

على مدى 7 أيام يحتفي «المهرجان الدولي» بالقيمة الثقافية العريقة للألعاب الشعبية (هيئة التراث)
على مدى 7 أيام يحتفي «المهرجان الدولي» بالقيمة الثقافية العريقة للألعاب الشعبية (هيئة التراث)

لتعزيز التبادل الثقافي وعرض أبعاد متنوعة للهويّات الثقافية المختلفة لدول من حول العالم، أطلقت «هيئة التراث» في السعودية «المهرجان الدولي للألعاب الشعبية‬⁩»؛ لتقديم تجربة فريدة ‏تجمع بين ذكريات الماضي وروح الحاضر، واستعراض تفاصيل تعكس تنوع التراث الثقافي في السعودية.

وعلى مدى 7 أيام، يحتفي «المهرجان الدولي» بالقيمة الثقافية العريقة للألعاب الشعبية، ويعزز التبادل الثقافي بين الدول المشاركة، التي استقطبها المهرجان لعرض أبعاد متنوعة من هوياتها الثقافية المتنوعة.

يمثل المهرجان منصة حيوية للاحتفاء بتراث السعودية الممتد (هيئة التراث)

‏وبين تفاصيل «المهرجان الدولي»، الذي يحتفي بالألعاب الشعبية‬⁩، يتنقل الزوار في أزمنة مختلفة تأخذهم من ماضي اللعبة إلى بهجة اللحظة. ‏

وعبر التجارب والتحديات والألعاب التراثية، التي تملأ أيام المهرجان، تسافر بالزوار الحكايات، التي تحدّت حدود الزمن وخلّدت ذكراها بتراث متأصل في جذور التاريخ، إلى أجواء مملوءة بالبهجة.‏

تتأرجح «الدنانة»... وهي لعبة تقليدية مشهورة في السعودية... لتحاكي تُراث الألعاب الشعبية (هيئة التراث)

وفي المكان حيث يقام المهرجان، تتأرجح «الدنانة» (وهي لعبة تقليدية مشهورة في السعودية) لتحاكي تُراث الألعاب الشعبية، وتعيد عبق المُنافسات والتحديات التي كانت تملأ حياة الناس قديماً، وتذكّر بأجواء تراثية عاشتها أجيال متعاقبة، تجمع بين الألعاب وحكاياتها، وبين تفاصيل تعكس تنوع التراث الثقافي في المملكة.

ويضمّ المهرجان مجموعة من الفعاليات والأجنحة التي تثري تجارب الزوار، ومن ذلك منطقة الحارات، التي تتيح للزائر التجول بين واجهات مباني مناطق السعودية واكتشاف غنى وتنوع التراث العمراني، وتجسيد الألعاب الشعبية والتراثية في السعودية... بالإضافة إلى «أسرار الفاو» المصممة لتكون مغامرة تفاعلية تكشف النقاب عن أسرار قرية الفاو الأثرية.

ويقدم المهرجان رحلة مع الألعاب الشعبية؛ حيث يمكن للزوار استكشاف الألعاب القديمة واستعراض تفاصيل تطورها، بالإضافة إلى الاستمتاع بتجارب الألعاب الشعبية المتنوعة، وإقامة ورشات عمل مبتكرة لتعليم الزوار كيفية صناعة الألعاب والديكورات المنزلية المستوحاة من تلك الألعاب، وأيضاً منطقة أركان الحرف التي تعرض منتجات عدد من الحرفيين المختصين من مختلف مناطق السعودية بمشاركة كثير من الدول، في مساهمةٍ ثقافيةٍ تُثري تنوع وغنى التراث الشعبي.

يضمّ المهرجان مجموعة من الفعاليات والأجنحة التي تثري تجارب الزوار (هيئة التراث)

كما يضم المهرجان جناح «عام الإبل 2024»، الذي يقدم لضيوفه تجربة بصرية للتعرف على الإبل بوصفها رمزاً عميقاً متجذراً في الثقافة السعودية.

ويمثل «المهرجان الدولي للألعاب الشعبية» منصة حيوية للاحتفاء بتراث السعودية الممتد، حيث يعرّف بالألعاب التي ابتكرها المجتمع قديماً لترفيه أفراده عن أنفسهم، وباتت مع الوقت جانباً مهماً من الجوانب التراثية في البلاد. إضافة إلى الإسهام في إبراز القيمة الثقافية العريقة للألعاب الشعبية؛ من خلال استعراضها والتعريف بها بين مختلف شرائح المجتمع.

التجارب والتحديات والألعاب التراثية تملأ أيام المهرجان (هيئة التراث)

يذكر أن «هيئة التراث» تسعى عبر هذا المهرجان، الذي يمتد على مدار 7 أيام، إلى تسليط الضوء على الألعاب الشعبية بوصفها جزءاً من التراث غير المادي في السعودية، وتوثيقها بصرياً وذهنياً، إضافةً إلى دعم التراث الشعبي والحفاظ على استدامته.