«مجدٍ مباري» احتفاء سعودي بإرث تاريخي ممتد لـ200 عام
يقدم المعرض القصص التاريخية بتسلسل زمني (بوابة الدرعية)
وسط منطقة الدرعية التاريخية، فتح معرض توثيقي أبوابه لسرد القصة الملحمية للإمام تركى بن عبد الله، مؤسس الدولة السعودية الثانية، وأخذ الزوّار في رحلة غامرة تحكي التاريخ الذي سطّره الإمام بعد تعرض الدرعية للتدمير عند نهاية الدولة السعودية الأولى، وكيف استعاد الإمام تركي زمام الأمور، وأعاد بناء الكيان، واستأنف المسيرة.
وبدأ المعرض، السبت، استقبال زوّاره، وتعريفهم على قصة الإمام تركي بن عبد الله، التي تلمع بين طيّات التاريخ؛ انطلاقاً من الدرعية مهد البداية ونواة التكوين، وعن ارتباط الإمام تركي بها، مروراً بكثير من المحطات التاريخية التي شكّلت قصة تأسيس الدولة السعودية الثانية؛ حيث سُطّرت صفحات من العزم والإصرار، لتصل إلى إرث حافل بالقيم والقصائد والتاريخ الاجتماعي الذي ينقله معرض «مجدٍ مباري».
ويهدف المعرض إلى تعريف الزوّار بالإمام تركي بن عبد الله، الذي يُعدُّ من أبرز القادة السعوديين، وصاحب شخصية مؤثرة، كما يُسلط الضوء على الأحداث التاريخية والسياسية والاجتماعية والقصص التي عاشها الإمام أثناء رحلته منذ خروجه من الدرعية وحتى دخوله الرياض.
وتُمثّل الدرعية جزءاً مهمّاً من حياة الإمام تركي بن عبد الله؛ حفيد مؤسس الدولة السعودية الأولى، إذ وُلد فيها عام 1183هـ/1769م، وعاصر الدولة السعودية الأولى في قمة مجدها وعزّها، فنشأ فيها حين كانت مركزاً اقتصادياً مهمّاً، ورمزاً للرخاء والوفرة، وقد تعلّم الحكمة، وأُسس القيادة على يد أئمة الدولة السعودية في حي الطريف وقصوره، ودرس في كتاتيب مساجد الدرعية، وتميَّزت شخصيته بالحنكة والحكمة والعدل.
ويُقدّم المعرض، الذي يفتح أبوابه أمام الزوّار خلال الفترتين الصباحية والمسائية، القصص التاريخية بتسلسل زمني يعتمد على مجموعة من المؤثرات البصرية والصوتية، وعدد من التفاصيل الجمالية المميزة، وتشمل أقسام المعرض مقدمة عن البرنامج، وميلاد ونشأة الإمام تركي، وملحمة المجد، وإرث الإمام تركي بن عبد الله وغيرها من أبواب التعريف بهذه الشخصية وأثرها التاريخي.
في رحلة الإمام تركي بن عبدالله لاستعادة أرضه، لم يكن له سوى سيفه "الأجرب"؛ الرفيق و المؤازر والمدافع، يروي لنا "الأجرب" قصته ومعنى أن تكون "خويٍ مباري" لرمز الشجاعة والثبات.#مجد_مباري كتبه الإمام تركي بن عبدالله قبل 200 عام pic.twitter.com/8wGhq8lE1V
ويُسلط المعرض الضوء على «السيف الأجرب»، الذي اصطحبه الإمام تركي في مسيرة استئناف العهد السعودي، وكان خلال ذلك رفيقه في المعارك، ورمزاً لانتصاراته التي كتبت تاريخاً يستعيده المعرض بعد 200 عام من تسجيله في ذاكرة الأيام.
ويُعدُّ «السيف الأجرب»، الذي رافق الإمام تركي بن عبد الله أثناء إعادة تأسيس الدولة السعودية، من أشهر السيوف في تاريخ شبه الجزيرة العربية والتاريخ السعودي؛ إذ كان في يمين الإمام عند دخوله الرياض عام 1240هـ/1824م، وظل شاهداً على شجاعة الإمام تركي وعزيمته ونخوته التي ما زالت محل ذكر وفخر حتى اليوم.
ويأتي المعرض احتفاءً بما تمثّله الدولة السعودية الثانية من أهمية تاريخية، كونها امتداداً لمرحلة التأسيس والبناء في الدولة السعودية الأولى، وحلقة وصل لمرحلة التطور والازدهار في السعودية.
يُشار إلى أن معرض «مجدٍ مباري» يُعدّ أول برامج موسم الدرعية هذا العام، الذي سيشهد عدداً من الأنشطة احتفاءً بالذكرى المئوية الثانية لتأسيس الدولة السعودية الثانية، وبإرث مؤسسها الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود.
نجح الملتقى في الجمع بين ثقافات متعدّدة وحضارات متنوعة، لفتح آفاق جديدة أمام القراء من مختلف الفئات العمرية والتوجهات الفكرية، بتركيزه على التّعليم المُستدام.
تشهد مدينة بورتسودان حراكاً دبلوماسياً مطرداً لإنهاء الاقتتال بوصل المبعوث الأممي، رمطان لعمامرة، ومباحثات خاطفة أجراها نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي.
أحمد يونس (كمبالا)
«جدة للكتاب» يسدل الستار عن 10 أيام حافلة بالإبداع والمعرفةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5094161-%D8%AC%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%8A%D8%B3%D8%AF%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D9%86-10-%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%AD%D8%A7%D9%81%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A9
شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)
جدة:«الشرق الأوسط»
TT
جدة:«الشرق الأوسط»
TT
«جدة للكتاب» يسدل الستار عن 10 أيام حافلة بالإبداع والمعرفة
شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)
أسدل «معرض جدة للكتاب 2024» الستار عن فعالياته التي امتدت لـ10 أيام، قدَّم خلالها رحلة استثنائية لعشاق الأدب والمعرفة، وسط أجواء ثقافية ماتعة تخلّلها عدد من النقاشات في جلسات حوارية وندوات وورش عمل غطّت مختلف المجالات الفكرية والثقافية، إضافة إلى الأمسيات الشعرية التي كانت حافلة بالجمال والإبداع والحضور الكبير لعشاق القصيدة النبطية ومحبي الكلمة العذبة.
ووفَّر المعرض، الذي نظمته «هيئة الأدب والنشر والترجمة» في السعودية تحت شعار «جدة تقرأ»، قرابة 400 ألف عنوان معروض، في حين تجاوز عدد الكتب المبيعة 450 ألف كتاب، تناولت مختلف المجالات من كتب دُور النشر المعروضة والمانجا والكتب المخفضة، وسط رغبة كثيرين من الزوار في أن يمتد المعرض لعدة أيام أخرى.
ورفع الدكتور محمد علوان، الرئيس التنفيذي لـ«هيئة الأدب والنشر والترجمة»، شكره للقيادة السعودية على دعمها غير المحدود للحراك الثقافي المتصاعد في المملكة، منوهاً بالحضور اللافت الذي شهده معرض جدة للكتاب، والذي يُعدّ ثالث معارض الكتاب، بعد معرض الرياض الدولي للكتاب، ومعرض المدينة المنورة لعام 2024.
جهود متواصلة
وأكد الدكتور علوان أن الهيئة تعمل بجهد لتطوير كل نسخة من معارض الكتاب، لتصبح أكثر تميزاً وجاذبية عبر أفكار إبداعية مبتكرة، مشيراً إلى أن هذه الجهود تأتي بتوجيه ومتابعة من وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان؛ بهدف تحقيق مستهدفات «رؤية المملكة 2030» التي تُولي أهمية كبرى لتعزيز الثقافة، ودورها المحوري في تحسين جودة الحياة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار الدكتور علوان إلى أن السعودية باتت منارة الإبداع على المستويين العربي والدولي، بفضل تنوعها الثقافي والموروث الحضاري الثري الذي جعلها وجهة جاذبة للفعاليات الثقافية والفنية، لافتاً النظر إلى أن وزارة الثقافة تسعى بشكل حثيث لتحويل المملكة إلى منصة رئيسية لصناعة النشر والتوزيع، من خلال توفير بيئة مثالية ومتطورة تلبي احتياجات القرّاء ودُور النشر على حدٍّ سواء.
وأعرب عن فخره بما وصلت إليه السعودية في مجال صناعة النشر، مشيداً بالدراسات المتقنة والخطط المحكمة التي تقف وراء نجاح هذه الفعاليات، مؤكداً أن «هيئة الأدب والنشر والترجمة» تحرص على جعل الكتاب في متناول الجميع، وتوسيع منافذ النشر، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من «رؤية السعودية 2030».
ندوات وورش عمل وأمسيات شعرية
وأتاح المعرض عدداً من الورش العمل والندوات والأمسيات الشعرية، ومنها تلك التي تناولت جهود العلماء السعوديين في خدمة اللغة العربية، وأشادت بالمبادرات الرائدة لـ«المجمع» في نشر اللغة العربية وآدابها عالمياً.
واستعرض الدكتور محمود إسماعيل تجربته في إدارة معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها، وإعداده سلاسل تعليمية مميزة مثل «العربية للحياة»، و«القراءة الميسرة». وتناول أيضاً مشروع البنك الآلي السعودي للمصطلحات «باسم»، مؤكداً دوره في تعزيز المصطلحات العلمية والتقنية باللغة العربية.
بدوره، قدَّم الدكتور عبد الله القرني نبذة عن تاريخ معاهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، مشيراً إلى دورها في تأهيل الطلاب من مختلف دول العالم للالتحاق بالجامعات، وأشاد ببرامجها المُحكَمة التي أسهمت في تخريج أجيال من الأكاديميين المتخصصين.
بينما تناولت ورشة عمل بعنوان «النظريات الأساسية في الموسيقى» مجموعة من القواعد والمبادئ التي تُشكل الأساس لفهم الموسيقى وبنائها، كما تناولت الأشكال الموسيقية، والحروف الموسيقية في المدرج، والمفاتيح التي تساعد على فهم بنية المقطوعات.
فكرة إصدار كتاب
وفي أمسية ملهمة، ضمن فعاليات المعرض، أُقيمت ورشة عمل بعنوان «من أين تأتي الفكرة؟». قاد الورشة المهندس بدر السماري، الذي حثّ الحضور على أهمية القبض على التفاصيل البسيطة في حياتهم اليومية وتدوينها باستمرار، مشيراً إلى أنها تُعد منطلقاً لفكرة كتابات مميزة ومليئة بالتفاصيل الباهرة.
وأوضح السماري أن كل كاتب محترف يحتفظ بملف يحتوي على شذرات من أفكار متنوعة «جملة قالها سائق أجرة، أو موقف في السوق، أو حتى وصف غريب سمعه في مكان عام». وأكد أن هذا الملف، وإن بدا بلا قيمة لشخص آخر، يُمثل أداة ثمينة لتحفيز مخيلة الكاتب واسترجاع أفكار قابلة للتطوير.
وشدَّد السماري على أهمية تدوين التفاصيل التي نمر بها في حياتنا اليومية، مثل وقوفنا في طابور طويل، أو شجار عابر في متجر، أو رائحة المطر في الصحراء، أو حتى شعور الإنسان أثناء الإقلاع بالطائرة. وقال: «دعونا نكتب عن الشخصيات الغريبة التي نقابلها، عن المشاعر التي نختبرها للمرة الأولى، فهذه التفاصيل هي روح الكتابة».
برنامج حافل للأطفال
قدّمت منطقة الأطفال برنامجاً حافلاً ولافتاً، للفئة العمرية الممتدة من 3 إلى 12 سنة، عبر 9 أركان؛ منها ما خُصص لرعاية الأطفال، وآخر لتقديم تجارب تفاعلية بمشاركة الأطفال؛ منها «الطاهي الصغير وتصميم الأزياء وبحر اللغة والرسوم المتحركة وحرفة وقصة والخط العربي»، وغيرها مما كان له الأثر الكبير في تنمية ثقافة الأطفال بمزج الأنشطة التعليمية بالترفيهية لخلق أجواء من المرح لدى الأطفال، وتعزيز حب القراءة والاطلاع لديهم منذ الصغر.
وجمع ركن «حرفة وقصة» في ركن الطفل بين الإبداع والأصالة بلمسة مبتكرة، حيث مثّل تجربة فريدة للأطفال تجمع بين الحِرف اليدوية وروح الابتكار، وتتيح للصغار فرصة التعبير عن أنفسهم من خلال أنشطة ممتعة مستوحاة من عالم الكتب.
يتميز الجناح بتقديم أنشطة تفاعلية ملهمة، تشمل: صنع فواصل الكتب، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وصنع بطاقات ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى تزيين حامل الزهور الخشبي. هذه التجارب تسهم في تنمية مهارات الأطفال وصقل مواهبهم، مع الحفاظ على ارتباطهم بالتراث وروح الأصالة.
تفاعل مع الأنشطة
وفي مشهد يعكس حيوية الجيل الجديد وشغفه بالمعرفة، أظهر طلاب وطالبات المدارس حضوراً لافتاً في المعرض، حيث توافدوا، خلال الفترات الصباحية، من مختلف المراحل الدراسية، مستكشفين زوايا المعرض الغنية بكنوز المعرفة والأدب والعلوم، ومتفاعلين مع الأنشطة الثقافية والفنية المصاحبة.
«المانجا» تخطف الأنظار
جذب ركن «المانجا» والأنمي اهتماماً كبيراً من الطلاب، حيث قدَّمت دُور النشر المتخصصة في القصص المصورة اليابانية أنشطة تفاعلية مميزة. وجد الطلاب في هذا الركن تجربة تجمع بين الإبداع والثراء الثقافي، مما عزَّز اهتمامهم بهذا الفن المتنامي الذي يُلهم الخيال وينمي المهارات الإبداعية.
ولم يقتصر الإقبال على المراحل المتقدمة، بل أبدى طلاب المراحل الأولية اهتماماً خاصاً بركن الطفل وأجنحته المتنوعة، التي احتضنت أنشطة تعليمية وترفيهية تهدف إلى تعزيز حب القراءة لديهم منذ الصغر.
20 فكرة ملهمة
وفي إطار المعرض، احتفل الكاتب عبد الله هزازي، في آخِر أيام المعرض، بتوقيع كتابه الجديد «عشرون فكرة ملهمة لمعلمي ومعلمات الصفوف الأولية»، شهد حفل التوقيع حضوراً مميزاً من الأقارب والأصدقاء، بالإضافة إلى عدد من زوار المعرض الذين أثنوا على مضمون الكتاب ورسالته التعليمية.
ويُعدّ الكتاب دليلاً إبداعياً للمعلمين والمعلمات، حيث يقدم أفكاراً مبتكرة تسهم في تطوير أساليب التدريس للصفوف الأولية، وتعزيز التميز والإبداع في العملية التعليمية.
ومع إسدال الستار على معرض جدة للكتاب 2024، تحتفل المملكة بإنجاز ثقافي جديد يعزز مكانتها على خريطة الثقافة العالمية، ويؤكد التزامها المستمر بدعم الأدب والفنون في رحلة مستمرة من الإبداع والتطوير، وكان المعرض قد استضاف أكثر من 1000 دار نشر ووكالة محلية وعربية ودولية، موزعة على 450 جناحاً مقدِّماً تجربة لا تُنسى لعشاق الأدب والفنون.