أعلنت إدارة مهرجان «برلين السينمائي الدولي» عن مشاركة الفيلم المصري - السعودي «ضي... سيرة أهل الضي» ضمن مسابقة «أجيال» خلال الدورة الـ75 للمهرجان المقررة إقامتها في الفترة من 13 إلى 23 فبراير (شباط) 2025.
وتعد هذه هي المشاركة الأولى للسينما المصرية بالمهرجان منذ عام 2018 عندما شارك الفيلم الوثائقي «الجمعية» للمخرجة ريم صالح بعروض البانوراما السينمائية، فيما يعد أول فيلم روائي منذ مشاركة فيلم «عمارة يعقوبيان» للمخرج مروان حامد في دورة المهرجان عام 2006.
وعرض الفيلم عالمياً للمرة الأولى بحفل افتتاح الدورة الماضية لمهرجان «البحر الأحمر السينمائي»، وتدور أحداثه حول «ضي» مراهق ألبينو (عدو الشمس) النوبي، الذي يخوض رحلة من جنوب مصر إلى شمالها مع عائلته المفككة ومدرسة الموسيقى الخاصة به، لتحقيق حلمه في الغناء.
ويشارك في بطولة الفيلم السعودية أسيل عمران، والممثلة السودانية إسلام مبارك، ومن مصر حنين سعيد، وبدر محمد، وتأليف هيثم دبور، وإخراج كريم الشناوي، ويشاركهم إنتاج الفيلم المنتج السعودي فيصل بالطيور، ويظهر ضمن أحداثه عدد من ضيوف الشرف منهم أحمد حلمي ومحمد منير.
وعبّر مؤلف الفيلم الكاتب هيثم دبور عن سعادته بالمشاركة في إحدى المسابقات الرسمية لواحد من أهم وأعرق المهرجانات العالمية في العالم، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى «أنهم بصفتهم صناعاً للفيلم يشعرون بسعادة بأن يكون مهرجان برلين ثاني مهرجان يشارك فيه الفيلم بعد مهرجان البحر الأحمر، مع وجود خطة لعرض الفيلم في عدد من المهرجانات السينمائية خلال الفترة المقبلة».
ويعكس الاختيار الرؤية الثاقبة للقائمين على برمجة مهرجان «البحر الأحمر السينمائي»، وفق الناقد السعودي أحمد العياد الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن اختيار الفيلم ليكون في حفل الافتتاح وبعد ذلك يعرض ضمن مسابقات (برلين السينمائي) يعكس ما نجح (البحر الأحمر) في تحقيقه من توجيه أنظار أهم المهرجانات الأوروبية تجاه السينما العربية».
وأضاف العياد أن «لوائح المهرجانات الدولية تسمح بعرض أول في بلد الإنتاج والمشاركة في المسابقات المختلفة وهو ما انطبق على فيلم (نورة) عندما شارك في مهرجان (كان) بنسخته الماضية، ويتكرر اليوم مع فيلم (ضي ... سيرة أهل الضي)، بعدّه إنتاجاً مصرياً – سعودياً مشتركاً»، لافتاً إلى أن هذا الأمر لم يكن يحدث من قبل مع اكتفاء المهرجانات العربية عادة بعرض الأفلام المحلية بعد مشاركتها دولياً.
ويبدي الناقد المصري محمد عبد الرحمن إعجابه بالفيلم واللغة السينمائية التي استخدمها صناعه في إيصال فكرته، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «العمل جيد على المستوى الفني ويقدم تجربة سينمائية مغايرة للمألوف، بُذل فيها مجهود كبير لتخرج إلى النور»، لافتاً إلى «تميز مشاركات ضيوف الشرف من الفنانين الذين ظهروا بأدوار أضافت للأحداث على غرار منير ومحمد ممدوح».
وصور الفيلم المصري – السعودي في أكثر من 50 موقعاً بمختلف المحافظات المصرية، كما استغرق اختيار بطله بدر محمد عاماً ونصف عام، نظراً للبحث عن مراهق بمواصفات خاصة من الناحية الشكلية، والقدرة على الجمع بين التمثيل والغناء.
ويشير العياد إلى أن مسابقة «أجيال» التي اختير فيها الفيلم من البرامج المهمة التي تشهد تجارب سينمائية مختلفة من عدة بلدان حول العالم، الأمر الذي يعني ثقة مبرمجي المهرجان في تميز الفيلم والتجربة التي يرويها.
وهنا يبدي دبور سعادته بإتاحة الفرصة لجمهور مختلف من أجل مشاهدة الفيلم في «برلين السينمائي» وفتح آفاق جديدة أمام الفيلم عبر المهرجان الذي يحظى باهتمام كبير من صناع السينما حول العالم، مضيفاً: «رهاننا نحن صناع الفيلم يمتد أيضاً لشباك التذاكر ولا يقتصر على العروض بالمهرجانات فحسب».