ألفا مخطوطة نادرة تعكس الإرث العلمي والتاريخي في «معرض المخطوطات السعودي»

مخطوطات تُعرض للمرة الأولى في التاريخ

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان أمام صف من المخطوطات النادرة (وزارة الثقافة)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان أمام صف من المخطوطات النادرة (وزارة الثقافة)
TT

ألفا مخطوطة نادرة تعكس الإرث العلمي والتاريخي في «معرض المخطوطات السعودي»

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان أمام صف من المخطوطات النادرة (وزارة الثقافة)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان أمام صف من المخطوطات النادرة (وزارة الثقافة)

بين نسخ نادرة للقرآن الكريم تعود إلى القرن الثاني الهجري، ونسخة نادرة من التوراة عمرها 1000 عام، ومخطوطات أصلية ونادرة في مختلف فروع العلم والمعرفة، فتح «معرض المخطوطات السعودي» أبوابه للاطلاع على نحو 2000 مخطوطة نادرة وفريدة من محفوظات المراكز والمؤسسات السعودية التي تحتفظ بثلث المخطوطات الإسلامية والعربية في العالم.

وقال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، إن معرض المخطوطات السعودي‬ يتيح فرصة مشاهدة مجموعة من المخطوطات التاريخية للمرة الأولى في التاريخ، مشيراً إلى أن أكثر من 27 في المائة من مجموع المخطوطات العربية والإسلامية الأصلية في الدول العربية، محفوظة ضمن الكنوز الثقافية السعودية.

وفي المعرض المقام في الدرعية، بتاريخها العريض، يجد الزائر نفسه محاطاً بتراث ثقافي وحضاري يعكس قروناً من المعرفة والتطور الإنساني، ويُبرز المعرض من خلال المخطوطات التي تحتفظ بها مؤسسات المملكة، الإرث الثقافي الموثق على مدى أكثر من 12 قرناً، بما في ذلك مقتنيات فريدة تُعرض لأول مرة.

ويساهم معرض المخطوطات السعودي الذي انطلق في الرياض، ويمتد لـ10 أيام، في تطوير هذا الموروث والتعريف بأهميته، ويستعرض نحو 2000 مخطوطة من أهم المخطوطات في مختلف المجالات، كما يضم مجموعة متنوعة من الفعاليات المصاحبة والمبتكرة التي تثري تجربة الزوّار.

يستهدف المعرض الباحثين والجمهور عموماً (هيئة المكتبات)

ويسلط المعرض الضوء على الاهتمام البالغ الذي توليه السعودية للمخطوطات العربية والإسلامية، ويبرز دور المؤسسات السعودية التي تشارك بكنوزها النادرة والفريدة، وبما يبرز جهودها في حفظ التراث الثقافي والتعريف بقيمة المخطوطات.

وتتربع السعودية أوائل قائمة الدول في امتلاك المخطوطات والعناية بها، حيث تأتي في المركز الخامس عالمياً في امتلاك المخطوطات الإسلامية، وتواصل أعمالها في رقمنة المخطوطات وأرشفتها وإتاحتها إلكترونياً للباحثين، وأضحت تضم منصة المخطوطات 126 ألف مخطوطة، تشكل قرابة ثلث مخطوطات العالم العربي، من بينها نسخ نادرة من القرآن الكريم والحديث النبوي ومختلف العلوم، بالإضافة إلى كتب نادرة ونسخ أصلية في مجالات اهتم بها العرب والمسلمون، مثل الطب والفلك والقانون والأدب ووثائق تاريخية نادرة.

وزير الثقافة السعودي في زيارة للمعرض (وزارة الثقافة)

نسخة أصلية لمخطوطة نادرة في المعرض (هيئة المكتبات)

حكايات تروى لإرث يبقى

وتنظم هيئة المكتبات «معرض المخطوطات السعودي» تحت شعار «حكايات تروى لإرث يبقى»، من خلال المجموعة الفريدة والنادرة من المخطوطات التاريخية التي تعرض لعموم الجمهور والمهتمين للمرة الأولى، والتي تغطي مجالات معرفية متعددة.

وفي قسم «القرآن الكريم وعلومه» ضمن المعرض، تتاح أهم وأندر المخطوطات للمصحف الشريف من القرن الثالث حتى القرن الرابع عشر هجري، مع نوادر أصلية مختارة من مخطوطات التفسير وعلوم القرآن المحفوظة في السعودية.

وفي أحد أجنحة المعرض، تتتبّع جدارية داخل المعرض مسيرة ما تحتفظ به السعودية من مخطوطات نادرة وفريدة عبر القرون، ويتشارك المعرض الثري زواره تحقيباً زمنياً لتطور العلوم في مختلف المجالات وإسهامات الرواد من المؤلفين ونسخاً نفيسة من الكتب التي تزينت بخطوط كبار المؤلفين العرب والمسلمين، انتقلت عبر التاريخ حتى استقرت في عهدة إحدى المؤسسات والمراكز السعودية التي تناولتها بالصون والعناية والترميم، واحتفظت بها شاهداً على عطاء البارعين، وأعادت تقديم بعضها إلى المكتبات في ثوب جديد.

ويضمُّ المعرض باقة متنوعة من الفعاليات المصاحبة، تشمل ورش عمل يقدمها نُخبة من العلماء والباحثين، وتحظى بمشاركة المهتمين بالتراث المخطوط؛ لمعرفة أهمية المخطوطات، وتقنيات حفظها وترميمها، ورقمنتها وأرشفتها، إلى جانب دراستها وتحليلها.

واستعرضت جلسة «تاريخ المخطوطات النادرة»، نوادر مخطوطات الدرعية، وأهميتها التاريخية والثقافية، وركزت على أحد أبرز الكنوز التاريخية، وهو مخطوط نادر يعود تاريخه إلى أكثر من 800 عام، ويُعد أحد الكنوز الثقافية التي تسكن الرياض، وتناولت النقاشات القيمة العلمية لهذه المخطوطات ودورها في توثيق حقبة مهمة من تاريخ المملكة، مع استعراض أساليب الحفاظ عليها وإبرازها بوصفها إرثاً ثقافياً للأجيال القادمة، واختتمت بتسليط الضوء على أهمية تعزيز الاهتمام بالمخطوطات النادرة، ودورها الحيوي في حفظ الهوية الثقافية وتوثيق التاريخ.

يعكس المعرض جهود المؤسسات السعودية في حفظ المخطوطات (هيئة المكتبات)

ألفا مخطوط أصلي من التراث العربي والإسلامي في المعرض (هيئة المكتبات)

وباستخدام تقنيات الهيلوغرام، يأخذ المعرض زواره في رحلة عبر الزمن، ليكشف عن كنوز مخطوطة تجاوز عمرها أكثر من 1200 عام، مثل كتاب «شرح فصول أبقراط» الذي يتناول مجموعة الفصول المتنوعة التي تعرض بطريقة واضحة تمكن الزائر من قراءتها والتعرف على أبرزها، وكتاب «عنوان المجد في تاريخ نجد» الذي يعود عمره إلى أكثر من 100 عام، محفوظاً في مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض، وتُعد نسخة المملكة الثانية من الكتاب، وهي النسخة الوحيدة الموجودة بعد النسخة الأصلية، ما يجعلها شاهداً على العناية الفائقة بالحفاظ على التراث المكتوب.


مقالات ذات صلة

متى شهدت السعودية أقوى موجة برد تاريخياً؟

يوميات الشرق استمرت أقوى موجة برد شهدتها السعودية 7 أيام متواصلة (واس)

متى شهدت السعودية أقوى موجة برد تاريخياً؟

شهدت السعودية قبل 33 عاماً أقوى موجة برد في تاريخها، واستمرت 7 أيام متواصلة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان والوزير جان نويل بارو (الخارجية السعودية)

فيصل بن فرحان وبارو يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الأمير سلطان بن سلمان والدكتور عبد اللطيف آل الشيخ خلال حفل التدشين (الشرق الأوسط)

السعودية تدشن الأدلة الفنية لتطوير المساجد

دشّنت السعودية الأدلة الفنية لبناء وتطوير المساجد، التي تُعد الأولى من نوعها على مستوى العالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج المحققون يتفقدون مسرح الجريمة في سيتينيي جنوبي مونتينيغرو (إ.ب.أ)

السعودية تأسف لإطلاق النار في مونتينيغرو

أعربت السعودية عن بالغ أسفها لحادثة إطلاق النار في مدينة سيتينيي جنوبي مونتينيغرو، وما نتج عنها من وفاة وإصابة عدة أشخاص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج وزير الدفاع السعودي لدى لقائه وفد الإدارة السورية الجديدة (واس) play-circle 00:36

السعودية: آن الأوان لاستقرار سوريا ونهضتها

قالت السعودية إنه «آن الأوان أن تستقر سوريا وتنهض، وتستفيد مما لديها من مقدرات وأهمها الشعب السوري الشقيق».

جبير الأنصاري (الرياض)

اعتقال ضابط شرطة أطلق سراح سجناء للاحتفال بليلة رأس السنة في زامبيا

الشرطي تيتوس فيري استولى بالقوة على مفاتيح الزنزانات صباح الثلاثاء (شرطة زامبيا - سي إن إن)
الشرطي تيتوس فيري استولى بالقوة على مفاتيح الزنزانات صباح الثلاثاء (شرطة زامبيا - سي إن إن)
TT

اعتقال ضابط شرطة أطلق سراح سجناء للاحتفال بليلة رأس السنة في زامبيا

الشرطي تيتوس فيري استولى بالقوة على مفاتيح الزنزانات صباح الثلاثاء (شرطة زامبيا - سي إن إن)
الشرطي تيتوس فيري استولى بالقوة على مفاتيح الزنزانات صباح الثلاثاء (شرطة زامبيا - سي إن إن)

اعتقلت السلطات في زامبيا ضابط شرطة بتهمة إطلاق سراح عشرات السجناء حتى يتمكنوا من الاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة، وفقاً لتقرير لشبكة «سي إن إن».

وقالت شرطة زامبيا في بيان صحافي، الأربعاء، إن المحقق المفتش تيتوس فيري «استولى بالقوة على مفاتيح الزنزانات» صباح الثلاثاء بينما كان «في حالة سُكر».

وأوضح بيان الشرطة: «بعد ذلك، فتح (فيري) الزنزانات الخاصة بالذكور والإناث وأمر السجناء بالمغادرة، قائلاً إنهم أحرار في العبور إلى العام الجديد».

وتابع أنه تم إطلاق عملية مطاردة لـ13 محتجزاً ما زالوا أحراراً.

وكشف البيان، عن أن بعضهم يواجهون اتهامات بالاعتداء والسرقة من بين جرائم أخرى.

وأضافت الشرطة: «تؤكد شرطة زامبيا التزامها بالحفاظ على القانون والنظام، وتؤكد للجمهور أنه سيتم اتخاذ إجراءات حاسمة ضد أي عنصر يثبت أنه يسيء استخدام سلطته أو يتصرف على نحو يخالف القانون».