التعليم في سن الرابعة يعزز اكتساب لغة ثانية

تعليم ما قبل المدرسة يُشكل مرحلة حاسمة في حياة الأطفال (جامعة مونتريال)
تعليم ما قبل المدرسة يُشكل مرحلة حاسمة في حياة الأطفال (جامعة مونتريال)
TT

التعليم في سن الرابعة يعزز اكتساب لغة ثانية

تعليم ما قبل المدرسة يُشكل مرحلة حاسمة في حياة الأطفال (جامعة مونتريال)
تعليم ما قبل المدرسة يُشكل مرحلة حاسمة في حياة الأطفال (جامعة مونتريال)

أظهرت دراسة كندية أن التعليم بسن الرابعة، من خلال الالتحاق برياض الأطفال، له تأثير كبير في تعزيز اكتساب الأطفال للغة ثانية.

وأوضح باحثو جامعة «مونتريال» في الدراسة التي نشرت نتائجها يوم الجمعة، بدورية «JAMA Pediatrics» أن التعليم في هذه السن يُسهم بشكل كبير في تسهيل تعلم اللغات الأجنبية. وخلال الدراسة، استهدف الفريق تقييم تأثير خدمات التعليم في مرحلة ما قبل المدرسة على تطوير مهارات اللغة لدى الأطفال الذين يتعلمون لغة ثانية أو ثالثة، بجانب لغتهم الأم، ومقارنة تطورهم اللغوي والاجتماعي والعاطفي مع الأطفال الذين يتحدثون الفرنسية بوصفها لغة أم.

وأظهرت الدراسة أن تعلم لغة أجنبية مثل الفرنسية مع الحفاظ على مهارات اللغة الأم ليس بالأمر السهل. وبناءً على ذلك، يواجه الأطفال صعوبات في التعلم والتواصل في مرحلة رياض الأطفال، ما قد يؤثر سلباً على مسارهم التعليمي. وشملت الدراسة 71 ألفاً و589 طفلاً في مقاطعة كيبيك الفرنسية، وكان من بينهم 4360 طفلاً من عائلات تتحدث لغة غير الفرنسية بوصفها لغة أم.

ووجد الباحثون أن خدمات التعليم ما قبل المدرسة تسهم بشكل كبير في سد الفجوة بين الأطفال الذين يتحدثون الفرنسية بوصفها لغة أم، وأولئك الذين يتعلمونها بوصفها لغة ثانية أو حتى ثالثة. كما وجدوا أن 14 في المائة من الأطفال الذين يتعلمون الفرنسية بوصفها لغة ثانية لم يلتحقوا بالحضانة قبل بدء المدرسة، مقابل 6 في المائة فقط من الأطفال الذين كانت الفرنسية هي لغتهم الأم.

وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين التحقوا برياض الأطفال أو الحضانة في سن الرابعة أظهروا تحسناً ملحوظاً في مهاراتهم المعرفية والاجتماعية والعاطفية، بالإضافة لقدرتهم على التواصل بشكل أفضل مقارنة بالأطفال الذين لم يلتحقوا بهذه الخدمات.

وأشار الفريق إلى أن الفترة من سن سنة إلى 5 سنوات تعتبر حاسمة في اكتساب اللغة، وتطوير المهارات الأساسية التي يحتاجها الطفل في مراحل حياته اللاحقة، حيث يكون الدماغ في طور النمو والتطور السريع، مما يسهل على الطفل تعلم لغات جديدة وفهمها.

وأضاف الباحثون أن نتائج هذه الدراسة تسلط الضوء على دور التعليم ما قبل المدرسة في تحسين فرص تعلم الأطفال الذين يتعلمون الفرنسية بوصفها لغة ثانية أو ثالثة، ما يسهم في تسهيل اندماجهم الأكاديمي والاجتماعي في المستقبل.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تبرز الحاجة الملحة لتعزيز الوصول إلى خدمات التعليم ما قبل المدرسة للأطفال الذين يتحدثون لغة غير اللغة الرسمية للدولة، بهدف تقليل الفجوات التعليمية والاجتماعية، خصوصاً في المناطق التي تعاني من نقص في هذه الخدمات.

يُشار إلى أن تعليم ما قبل المدرسة يُمثل مرحلة حاسمة في حياة الأطفال، حيث يسهم بشكل كبير في تطوير مهاراتهم الأساسية التي تدعم مسيرتهم التعليمية في المستقبل.


مقالات ذات صلة

دراسة ترجّح عدم احتواء كوكب الزهرة على المحيطات إطلاقاً

يوميات الشرق نموذج ثلاثي الأبعاد لسطح كوكب الزهرة تم إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر من قبل وكالة «ناسا» يظهر بركان سيف مونس الذي يظهر علامات نشاط مستمر في هذه الصورة المنشورة دون تاريخ (رويترز)

دراسة ترجّح عدم احتواء كوكب الزهرة على المحيطات إطلاقاً

من المرجح أن أي ماء في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة بقي على شكل بخار، وأن الكوكب لم يعرف المحيطات، وفق دراسة أجرتها جامعة كامبريدج.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأبقار تعد من المصادر الرئيسة لانبعاثات الميثان (جامعة كاليفورنيا)

حل مستدام لتربية أبقار صديقة للبيئة

كشفت دراسة أميركية أن إطعام الأبقار التي ترعى في المراعي الطبيعية مكملات غذائية تحتوي على أعشاب بحرية يمكن أن يقلل انبعاثات غاز الميثان الناتجة عنها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق فحوص التصوير المقطعي المحوسب تستخدم في فحص سرطان الرئة (جامعة لوما ليندا الأميركية)

فحص سرطان الرئة يكشف أمراض القلب

توصلت دراسة كندية إلى أن فحوص التصوير المقطعي المحوسب المستخدمة في فحص سرطان الرئة يمكن أن تكشف أيضاً أمراضاً في القلب، مثل وجود تراكمات الكالسيوم في الشرايين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك تحتوي روائح الجسم على مجموعة من الإشارات الكيميائية التي تتأثر بالحالة العاطفية للشخص (معهد كارولينسكا)

روائح الجسد تعزز العلاج النفسي للقلق

أظهرت دراسة جديدة شارك فيها باحثون في السويد، أن روائح الجسد المصاحبة للحالات العاطفية للإنسان قد تكون لها القدرة على تعزيز التأثيرات المخففة للقلق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
علوم مفتاح إضاءة للمساعدة في تحديد موقع المصباح أثناء الليل (تكساس إيه آند إم للهندسة)

تقنيات ذكية لتوليد الطاقة من الأنشطة المنزلية

نجح فريق من الباحثين من جامعة «تكساس إيه آند إم» الأميركية في تطوير تقنيات ذكية مثل «حصاد الطاقة» لتوليد الطاقة من الأنشطة اليومية البسيطة داخل المنزل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«نور الرياض» أعمال إبداعية تستلهم تراث العاصمة السعودية وتطلعاتها

يستكشف نور الرياض العلاقة العميقة بين الأرض والسماء تحت شعار «بين الثرى والثريا» (نور الرياض)
يستكشف نور الرياض العلاقة العميقة بين الأرض والسماء تحت شعار «بين الثرى والثريا» (نور الرياض)
TT

«نور الرياض» أعمال إبداعية تستلهم تراث العاصمة السعودية وتطلعاتها

يستكشف نور الرياض العلاقة العميقة بين الأرض والسماء تحت شعار «بين الثرى والثريا» (نور الرياض)
يستكشف نور الرياض العلاقة العميقة بين الأرض والسماء تحت شعار «بين الثرى والثريا» (نور الرياض)

ألقت مجموعة من الأعمال الفنية الإبداعية المشاركة في احتفال نور الرياض ضوء أفكارها وابتكاراتها على تراث العاصمة السعودية، واستلهمت من جهة أخرى رحلة مدينة الرياض نحو المستقبل، وذلك من خلال عدد من مشاريعها المستقبلية مثل مشروع المربع الجديد، وتطلعاتها الواعدة، تحت شعار «بين الثرى والثريا» لاستكشاف العلاقة العميقة بين الأرض والسماء، مسلطاً الضوء على الصورة الشعرية التي ترمز في معناها عن «الثَرى» الذي يُبلله المطر وعن نجم «الثريّا» الذي يصور معنى السمو والعلو.

عمل الفنان كريس ليفين «القوة العليا 2024» وسط مدينة الرياض (نور الرياض)

وانطلاقاً من قلب الرياض، يقدم الفنان كريس ليفين عمله الفني «القوة العليا 2024» وهو عبارة عن تركيب ضوئي على مستوى المدينة يُعرض من أعلى برج الفيصلية بارتفاع 267 متراً، فيما يقدم الفنان دان روزجارد من خلال عمله الفني «سبارك» في وادي حنيفة شرارات مضيئة تتطاير في الهواء، صُممت لتتبخر في الليلة نفسها التي تشع فيها، لتضيء المناظر الطبيعية في الوادي.

وفي جانب آخر وسط مركز الملك عبد العزيز التاريخي، يقدم الفريق الفني يونايتد فيجوال أرتيستس عملاً فنياً مكوناً من 1500 طائرة مسيّرة، مستوحى من الفكرة القديمة للقوى الخفية التي تشكّل العالم، كما يضم المركز عمل الفنان السعودي راشد الشعشعي بعنوان «الهرم الخامس»، والذي يعيد من خلاله تشكيل الهرم القديم عبر مسار مضيء يرمز إلى إعادة تشكيل الأنظمة السابقة، ويدعو الزوار للتأمل في تحول الرياض إلى عاصمة للفن.

عمل الفنان السعودي راشد الشعشعي بعنوان «الهرم الخامس» (نور الرياض)

كما يشارك الفنان السعودي حمود العطاوي بعمله «المكعب» المقتبس من المَعلم المستقبلي في الرياض «المربع الجديد»، ويقدم فيه رؤية فنية تستكشف استخدامه الفريد للرموز والأيقونات التي تميزت بها البيوت الطينية الشعبية، كما يهدف الفنان إلى إشراك الزوار ليصبحوا جزءاً من العمل الفني.

وخلال مشاركته للمرة الثانية في احتفال نور الرياض استخدم العطاوي وسائط وخامات مختلفة للتعبير الفني في اتجاه معاصر، حيث يرى في نور الرياض فرصة مهمة لتقديم أعمال بأدوات مبتكرة. ويقول العطاوي إن استخدام الضوء في الأعمال الفنية يعدّ أداة جذب للمتلقين من غير الفنانين، وعن عمله الذي استلهمه من مشروع المربع الجديد، قال العطاوي إن فكرة المشروع تأتي من خلال استلهام الرمزية والأيقونات التي كانت موجودة في البيوت الطينية مثل المثلث، وإن عمله المشارك في أهم احتفال للضوء في العالم يعتمد على فكرة الضوء المنطفئ، وأضاف «هذه هي الشرارة التي أعتمد على إيقادها في نفس المتلقي، من خلال إدماجه فيه، وجعله جزءاً من بناء العمل، انطلاقاً من فلسفتي الشخصية التي ترى أن الثرى يمثل الحاضر والثريا تثمل المستقبل»، وأكد العطاوي أن المشاركين في احتفال الرياض يحظون بفرصة للحوار الفني، من خلال تنوع أفكارهم من جهة، واجتماعهم من جهة أخرى على لغة واحدة وهي الفن.

يقام نور الرياض في مركز الملك عبد العزيز التاريخي ووادي حنيفة وحي جاكس بالرياض (نور الرياض)

يقدم الفنان دان روزجارد من خلال عمله الفني «سبارك» في وادي حنيفة شرارات مضيئة تتطاير في الهواء (نور الرياض)

من جانبها، تشارك الفنانة السعودية ابتسام صالح بعملها الفني «شبّة» الذي يحث على إعادة النظر في علاقة الإنسان بالبيئة، والتذكير بأهمية تحمل المسؤولية الجماعية تجاه التغيير الإيجابي. وتبثّ الفنانة الإلهام من خلال العمل المكون من إضاءة ناعمة داخل 150 عموداً خشبيا، وتخلق حواراً شعرياً بين الأرض (الثرى) والسماء (الثريا).

وقد بدأت ابتسام مسيرتها الفنية من خلال تجربتها كمتدربة في احتفال نور الرياض العام الفائت، وتمكنت هذا العام من المساهمة بأفكارها الفنية من خلال النسخة الحالية للاحتفال، وتضيف «الرياض حاضنة للإبداع، وتنمو بشكل متسارع، وتحظى بمناسبات ومعارض فنية وثقافية متعددة وملهمة». وأضافت ابتسام أن أي فنان يحرص على المشاركة في احتفال نور الرياض، كاشفةً أن عملها «شبّة» يعد محاولة لاستكشاف مخاطر الاحتطاب الجائر، وكل الأضرار التي تحدق بالبيئة، وأشارت إلى أن العمل مكون من مئات القطع الخشبية الموصولة بجبيرة طبية، ترسم مجتمعة خارطة الثريا في السماء، من خلال توزيع وحدات الضوء على الثرى.

تجربة استثنائية تحوّل الرياض إلى معرض فني مفتوح يمزج بين الأصالة والمعاصرة (نور الرياض)

وعاد احتفال نور الرياض ليضيء سماء العاصمة من جديد في الفترة من 28 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 14 ديسمبر (كانون الأول) 2024، تحت شعار «بين الثرى والثريا» في 3 مراكز رئيسة، هي مركز الملك عبد العزيز التاريخي، ووادي حنيفة، وحي جاكس. ويقدم الاحتفال في نسخته الرابعة أكثر من 60 عملاً فنياً ضوئياً، من إبداع أكثر من 60 فناناً يمثلون 18 دولة، في تجربة استثنائية تحوّل الرياض إلى معرض فني مفتوح، يمزج بين الأصالة والمعاصرة، كما يشارك في نسخة هذا العام 18 فناناً سعودياً و43 فناناً عالمياً، يقدمون أعمالاً فنية فريدة يتألق بها المشهد الثقافي والفني في الرياض.