الأخطاء الثلاثة الشائعة عند طلب الترقية

الموظفون يشعرون بارتياح أكبر في الشركات التي تقدم خيارات عمل مرنة (رويترز)
الموظفون يشعرون بارتياح أكبر في الشركات التي تقدم خيارات عمل مرنة (رويترز)
TT

الأخطاء الثلاثة الشائعة عند طلب الترقية

الموظفون يشعرون بارتياح أكبر في الشركات التي تقدم خيارات عمل مرنة (رويترز)
الموظفون يشعرون بارتياح أكبر في الشركات التي تقدم خيارات عمل مرنة (رويترز)

إن طلب الترقية قد يبدو أمراً شاقاً وقد تكون المفاوضات صعبة، لكن من المفيد تعلُّم كيفية التنقل في هذه العملية.

يقول هوراسيو فالكاو، خبير التفاوض والمؤلف ورائد الأعمال ومصمم «دورة التفاوض من أجل العالم» في INSEAD، وهي دورة مجانية حول المفاوضات تم إطلاقها في نوفمبر (تشرين الثاني)، إن الناس غالباً ما يتعاملون مع المفاوضات بعقلية خاطئة.

ويشير فالكاو إلى أنه بدلاً من التعامل مع المفاوضات معتقداً أن لديك الحل الصحيح وأن هدفك هو «إقناع» الشخص الآخر، فمن الأفضل أن تتعلم كيف تصبح مفاوضاً أفضل بالفعل، وفقاً لما ذكره موقع «سي إن بي سي» الإخباري.

وقال أيضاً إنه «لكي تصبح مفاوضاً أفضل، إلى حد ما، عليك أن تصبح شخصاً أفضل». «يجب أن تصبح أكثر ذكاءً عاطفياً... وأكثر صبراً وأكثر استعداداً، كما يجب أن يكون لديك المزيد من التعاطف مع الناس».

وأشار إلى أن هناك ثلاثة أخطاء شائعة يجب تجنبها عند التفاوض للحصول على ترقية، وهي:

التحرك بسرعة كبيرة

أول شيء تجب معرفته حول طلب الترقية هو أنه «لا ينبغي لك أن تنتظر المراجعة السنوية لتطلب الترقية»، كما قال فالكاو.

وقال: «يرتكب الكثير من الناس أخطاء في المفاوضات لأنها تسير بسرعة كبيرة، فإن أحد الأشياء التي أخبر بها طلابي كثيراً هي استخدام» الخطوة الصغيرة.

يقول فالكاو إن الحصول على ترقية يتطلب الثقة، والتي تستغرق وقتاً لبنائها. وبدلاً من انتظار المراجعة السنوية لطلب الترقية، يجب على الموظفين إثارة المحادثة قبل وقت طويل من التخطيط للقيام بذلك.

وقال: «يجب أن تكون على اتصال وثيق بمشرفك، وبشكل أكثر انتظاماً، سواء من خلال دعوته إلى تناول القهوة، أو عقد اجتماعات فردية».

تسمح لك هذه المحادثات المنتظمة بطرح الأسئلة وجمع الملاحظات؛ حتى تتمكن من تصحيح نفسك طوال العام، بل تساعدك أيضاً في بناء علاقة أقوى مع رئيسك.

بالإضافة إلى ذلك، تقدم المحادثات فرصة للموظف للتعبير عن أهدافه في الشركة.

ويقترح فالكاو أن تقول شيئاً، مثل: «أنا متحمس للغاية. أود أن أنمو بسرعة. أنا على استعداد لبذل الجهد والطاقة والوقت اللازم لأصبح الشخص التالي (للترقية) في مجموعتي. ماذا عليّ أن أفعل؟».

وقال إن استغلال هذا الوقت للتعبير عن تشوقك للنمو، مع إظهار قدرتك على متابعة خطة على مدار العام يمكن أن يثبت للشركة أن لديك إمكانات قيادية.

عدم التوقف لطرح الأسئلة

يمكن أن تكون المفاوضات مرهقة، يقول فالكاو: «إذا قال لك الناس شيئاً، ووجدت نفسك تفتقر إلى الكلمات، فهذه هي طريقة عقلك للقول إنك ليس لديك ما تقوله جيداً. توقف واطرح سؤالاً بدلاً من ذلك».

فيما يلي ثلاثة أسئلة مفيدة لطرحها أثناء التفاوض:

1. «كيف توصلت إلى هذا الرقم؟».

يجب دعم الأرقام المقدمة في عرض الوظيفة.

2. «ماذا تفعل إذا كنت مكاني؟».

إن طرح هذا السؤال يمكن أن يسهل فهماً أكبر في المحادثة.

3. «كيف حالنا؟».

يمكن أن تطول المفاوضات؛ لذلك قد يكون من المفيد أخذ استراحة من المحادثة يقترح فالكاو هذا: «إذا كنت تعتقد أنك كنت هناك لفترة من الوقت والأمور منفصلة قليلاً أو بدأت المشاعر تخرج عن السيطرة، اسأل: (كيف حالنا؟)».

وقال إنه في النهاية، ستكون الصفقة المعروضة نتيجة لمدى نجاح المفاوضات؛ لذلك من المهم خلق بيئة للمحادثة لكي تسير على ما يرام.

وجود فكرة واضحة للغاية عن النجاح

قال فالكاو إنه على عكس الكثير من جوانب العمل الأخرى، لا ينبغي للمفاوضات أن تكون لها فكرة واضحة للغاية عن النجاح.

وقال: «المفاوضات فوضوية. إنها تتعلق ببناء الناس واقعاً معاً، إن الاعتقاد بأن هناك فائزاً واحداً وخاسراً واحداً في المفاوضات هو خطأ شائع جداً يرتكبه الناس لأنه في نهاية المطاف، قد تكون الوجهة النهائية في مكان ما بين المعسكرين».

واحدة من أفضل المهارات التي يجب أن تمتلكها هي القدرة على الاستماع وإظهار استعدادك للعمل مع الجانب الآخر. في النهاية، يتعلق الأمر بالوصول إلى «موقف مربح للجانبين».


مقالات ذات صلة

سوق العمل في ألمانيا تحتاج إلى آلاف المهاجرين

الاقتصاد عمال في مصنع سيارات بألمانيا (رويترز)

سوق العمل في ألمانيا تحتاج إلى آلاف المهاجرين

أظهرت دراسة حديثة أن سوق العمل في ألمانيا ستعتمد على المهاجرين «إلى حد كبير» سنوياً على المدى الطويل.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق أحد أفضل الأوقات للتفاوض هو بعد تلقي عرض عمل مباشرة (رويترز)

قبل قبول عرض عمل... خطوات أساسية عليك اتخاذها

عندما يتعلّق الأمر بما هو مهم في الوظائف، فإن الناس لديهم العديد من الأولويات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لفهم كيفية معالجة الآخرين للعالم بشكل أفضل حاول طرح أسئلة مدفوعة بالعاطفة عليهم (رويترز)

لإدارة مشروع جانبي وكسب المال... مهارة واحدة أساسية تحتاج إليها

تُظهر البيانات الحديثة أن أكثر من ثلث البالغين في الولايات المتحدة لديهم عمل جانبي... والأشخاص الذين يكسبون أكبر قدر من المال لديهم شيء مشترك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لتعزيز الثروة من الضروري التركيز على أمر واحد لتكون الأفضل فيه (أ.ب)

مليونير عصامي: 5 عادات تساعدك على بناء ثروتك

كان آلان كوري في الثانية والعشرين من عمره يغمره الأمل في أن يصبح مليونيراً، لم يكن لديه علاقات أو مرشدون أثرياء، لكنه لم يتراجع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق نظام العمل الهجين يخفف الضغوط على الموظفين (بابليك دومين)

هيئة الإحصاء البريطانية: العمال عن بُعد ينامون أكثر ويعملون أقل

كشف تحليل رسمي أجرته هيئة الإحصاء البريطانية عن أن العمال الذين يعملون من المنزل يحققون توازناً أفضل بين العمل والراحة ولكنهم يعملون بمعدل أقل بمقدار 10 دقائق.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«زقاق» ينظم ورش عمل فنية لإحياء الدور الثقافي في زمن الحرب

تدريبات منوعة على الأداء الفني (مسرح زقاق)
تدريبات منوعة على الأداء الفني (مسرح زقاق)
TT

«زقاق» ينظم ورش عمل فنية لإحياء الدور الثقافي في زمن الحرب

تدريبات منوعة على الأداء الفني (مسرح زقاق)
تدريبات منوعة على الأداء الفني (مسرح زقاق)

كخليّة نحل يعمل فريق مسرح « زقاق» لإبقاء التواصل بين الخشبة وهواتها. ورشة فنية تلو الأخرى ينظمها كلٌّ من مايا زبيب، ولميا وعمر أبي عازار، ومحمد حمدان، وجنيد سري الدين. يتناولون معاً موضوعات مختلفة منها المعالجة الدرامية والتمثيل والإنتاج المسرحي. وتحت عناوين مختلفة ينظم فريق «مسرح زقاق» البيروتي لقاءات وورشاً تطبيقية.

كان من المفروض أن تحتفل خشبة «زقاق» بعيد تأسيسها الـ18 هذه السنة، ولكن مع نشوب الحرب في لبنان قرّرت تأجيلها بعد عام كامل من التحضير لها. وتوضح مايا زبيب لـ«الشرق الأوسط»: «قرّرنا الاستعاضة عن هذا الاحتفال بورشٍ فنية ننظمها، وهدفها الإبقاء على جسر التواصل بين المسرح وهواته. ومن بين نشاطاتنا (عشْ... ابقَ) الذي أطلقناه في 26 الحالي».

ورش العمل في مسرح زقاق تجذب هواة الخشبة (مسرح زقاق)

في هذه الورشة يتشارك الجميع تجاربهم ويصغي بعضهم إلى بعض. وتوضح زبيب: «نهدف في هذه الورشة إلى كسر العزلة بين المسرح ورواده. ومن خلال هذا المنبر المفتوح نستقي طاقة الاستمرار لأن في اللقاء قوة. وفي هذا المُلتقى نستقبل مداخلات الناس كلٌّ حسب رغبته. وتتضمن قراءة النصوص، والموسيقى، والحكاية أو سواها، إضافة إلى الأعمال الفنّيّة المختلفة من مسرح وموسيقى وتجهيزات فنّيّة وأفلام سينمائية وسواها من الأشكال التواصليّة والتعبيريّة والفنيّة. وتتناول في طرحها التفكّر ومشاركة التجارب حول اللحظة الراهنة».

لا تزيد مدة المداخلة على 10 دقائق ويجتمع في الورشة الفنان والممثل وهواة المسرح. «الجميل في الموضوع هو أننا نلاقي إقبالاً ملحوظاً، فيأتينا الطّلاب وهواة الفنون من كل حدب وصوب. وفي ورشة «رسائل من فوق الأرض» نضطر إلى تفسير موضوع شائك أو حدثٍ معين لم يستوعبه كثيرون، فنُسلّط الضوء عليه من نواحٍ عدة. كما أن لدينا اتصالات مع فنانين من خارج لبنان، نتفاعل معهم عبر شبكة تواصل ضخمة نملكها».

عبر هذه الشبكة ندعو فنانين من الخارج. وتُتبادل الخبرات بين مسرحيين لبنانيين وأجانب، يتناوبون على تقديم أعمالٍ بين لبنان والخارج.

ومع مجموعة شباب مدرّبين على العمل المسرحي قدّم «زقاق» عملاً بعنوان «فلنجعل هذه الغابة رائعة من جديد». وتستطرد مايا زبيب في سياق حديثها: إن «الأفكار كثيرة لا سيما أننا نملك خبرة طويلة مع الخشبة يتجاوز عمرها الـ18 عاماً».

تدور هذه الورش مرّة في الأسبوع، ويجد روادها الدّعمين الاجتماعي والنفسي المطلوبين. وعن ورشة المسرح العلاجي «الخيال كفعل» تُوضح زبيب: «عملنا على تطوير أسلوب المسرح العلاجي ونعلّمه بدورنا لطلاب جدد لنتساعد. أحيانا يتحكّم حدث معين بنوع الورشة المقامة، كما حصل في وقت انفجار المرفأ. جُلْنا يومها على المدارس والمخيمات، والتقينا الناس في ورشة خاصة بالمدينة، فأعدنا الاتصال بين لغة العقل والجسد عندهم». وتتابع :«في هذا النوع من الورشات نخوض تجربة جماعية تُحفّز على عمليّةِ التجدّد الذاتيّ، بالاستناد إلى تقنيّات الوساطة المسرحيّة. فنعمل معاً على تعزيزِ قدرتِنا على التعامل مع هذه الظروفِ الصعبة، عبر توظيفِ القوّة الكامنة فينا وقدرتها على إحداث التغيير».

ورشة أخرى ينظمها فريق العمل بعنوان «ورشة عمل تحريكية»، في 5 و12 و19 ديسمبر (كانون الأول)، ترتكز على تعلّم كيفية شبك جميع حواسنا بعضها مع بعض. «نعتمد هذا النوع من الورش لتجاوز صدمات نفسية نصاب بها إثر حادث نتعرض له. فهي غالباً ما تتسبب بفقداننا الشعور بحواسنا إثرها».

الموسيقى تدخل ضمن برنامج ورش المسرح (مسرح زقاق)

وتقدّم هذه الورشة الحركيّة للمشاركين تمارين هادئة تهدف إلى استعادة اتصالٍ طبيعيٍّ وفعّال بين الجسد والعقل، وكذلك إيقاظ قدرة الجسد الفطريّة على التجدد. وتجمع الورشة في عملها مجالات التحرّك الجسدي، والاستكشاف الداخلي الخلّاق، وممارساتِ التنفّس الواعي، وتقنيّاتِ الاستيقاظِ الذاتيِّ، لتوفر بذلك مساحة للاسترخاء العميق، وتحريرِ المشاعر، وإدراك الذات، وتحفيز الحضور الذهني. ويختبر المشاركون التحركَ وفق إيقاعهم الخاص، مستفيدين من المعرفة الكامنة في أجسادهم من أجل تحري التوترات العميقة، ممّا يعزّز لديهم شعوراً متجدّداً بالثبات والهدوء.

ومن الورشات الفنية الأخرى نتوقف عند «ما العمل؟»، وتضيف مايا زبيب لـ«الشرق الأوسط»: «سننظمها في 2 و3 و4 ديسمبر. وتقوم على تعاون بين الفنان جنيد سري الدين والحضور. وهي ورشة لابتكار أعمال فنية شخصية تنبع من الواقع الحالي، فتحاكي اللحظة التي نعيشها ونواجهها. وتطمح إلى بلورة أعمال انطلاقاً من فكرة ما أو رغبة ما، وتسهم في إنجاز مخطّطها في وقت قصير ومحدّد. ونختبر في هذه الورشة تقنيّةً تجريبية في مواكبة هذا الزمن».

ومن الورش الأخرى التي ينظمها «زقاق» واحدة بعنوان «التواصل القصدي» في 2 و3 و9 ديسمبر، مع محمد حمدان، تُستكشف خلالها تقنية التواصل القصدي من خلال الكتابة. وتعمل على تحفيز عملية إدراك الذات والقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة.