المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد الاضطرابات النفسية

المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد تدهور الحالة النفسية (جامعة كولومبيا)
المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد تدهور الحالة النفسية (جامعة كولومبيا)
TT

المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد الاضطرابات النفسية

المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد تدهور الحالة النفسية (جامعة كولومبيا)
المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد تدهور الحالة النفسية (جامعة كولومبيا)

كشفت دراسة بريطانية أن الأفراد الذين يعانون تدهوراً في صحتهم النفسية يميلون إلى تصفح محتوى سلبي عبر الإنترنت، مما يؤدي إلى تفاقم حالتهم النفسية.

وأوضح الباحثون من كلية لندن الجامعية أن العلاقة بين الصحة النفسية والتصفح الإلكتروني ثنائية الاتجاه، حيث يؤثر كل منهما في الآخر بشكل متبادل. ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية (Nature Human Behaviour).

شارك في الدراسة أكثر من 1000 شخص، أجابوا عن استبيانات حول صحتهم النفسية، وقدموا سِجل تاريخ تصفحهم عبر الإنترنت.

واعتمد الباحثون على تقنيات معالجة اللغة الطبيعية، المستندة إلى الذكاء الاصطناعي؛ لتحليل النبرة العاطفية للمحتوى الذي جرت زيارته.

وأظهرت النتائج أن المشاركين، الذين كانوا يعانون مزاجاً سيئاً وأعراضاً نفسية أكثر حدة، مالوا إلى تصفح محتوى سلبي بشكل أكبر، مما أدى إلى شعورهم بتدهور أكبر في المزاج بعد التصفح.

وفي تجربة إضافية، قام الباحثون بتوجيه بعض المشاركين لتصفح محتوى سلبي، بينما تعرّض آخرون لمحتوى محايد.

وتبيَّن أن التعرض للمحتوى السلبي تسبَّب في تدهور الحالة المزاجية بشكل ملحوظ، مما يؤكد التأثير السببي للمحتوى السلبي على المزاج.

وعندما أتيح للمشاركين فرصة التصفح بحرية بعد ذلك، فضَّل الذين سبق لهم تصفح المحتوى السلبي مواصلة الاطلاع على محتوى مُشابه، ما يبرز التأثير المتبادل بين الحالة المزاجية والمحتوى المستهلك.

واستجابةً لهذه النتائج، طوَّر الباحثون أداة مجانية جديدة تضيف «تصنيفات المحتوى» إلى نتائج البحث عبر الإنترنت، على غرار الملصقات الغذائية الموجودة على عبوات الأطعمة.

وتهدف هذه التصنيفات إلى توضيح التأثير العاطفي للمحتوى ومدى إفادته وإثرائه، ما يساعد المستخدمين على اتخاذ قرارات مدروسة حول ما يستهلكونه رقمياً.

وفي تجربة عملية لاختبار هذه الأداة، أضاف الباحثون التصنيفات إلى نتائج بحث غوغل، ووجدوا أن المشاركين أصبحوا أكثر ميلاً لاختيار المواقع التي تحمل تصنيفات إيجابية. وأدى ذلك إلى تحسين حالتهم المزاجية بشكل ملحوظ، مقارنة بمن اختاروا محتوى غير مصنف.

وقالت البروفسورة تالي شروت، الباحثة الرئيسية للدراسة من كلية لندن الجامعية: «تُظهر نتائجنا أن تصفح المحتوى السلبي لا يعكس فحسب مزاج الشخص، لكنه يؤدي أيضاً إلى تفاقمه، وهذه الحلقة المفرغة يمكن أن تطيل معاناة الأفراد مع تحديات الصحة النفسية على المدى الطويل».

وأضافت، عبر موقع الجامعة: «نحن معتادون رؤية ملصقات غذائية على منتجاتنا الغذائية، تقدم معلومات مثل السكر والسُّعرات الحرارية والبروتين والفيتامينات لمساعدتنا على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن ما نأكله. وعلى هذا المنوال يمكن تطبيق نهج مُشابه على المحتوى الذي نستهلكه عبر الإنترنت؛ لتمكين الأفراد من اتخاذ خيارات رقمية أكثر صحة ووعياً».


مقالات ذات صلة

مراوح التهوية تقضي على البكتيريا في دورات المياه

صحتك تحسين أنظمة التهوية في دورات المياه يقلل خطر استنشاق جزيئات البكتيريا الضارة (جامعة يورك)

مراوح التهوية تقضي على البكتيريا في دورات المياه

أظهرت دراسة صينية أن استخدام مراوح التهوية يمكن أن يقلل بشكل كبير خطر استنشاق جزيئات البكتيريا الضارة في دورات المياه العامة بعد عملية تدفق المياه في المرحاض.

صحتك نقص الموظفين المدربين على تحليل ما يسمى تخطيط كهربية القلب أثناء المشي يؤدي إلى مأزق كبير في الرعاية الصحية (رويترز)

الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل بيانات أجهزة مراقبة القلب

أظهرت دراسة كبرى أن الذكاء الاصطناعي أفضل من البشر في تحليل مراقبة إيقاع القلب على المدى الطويل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق المراهقون يستهلكون كميات أكبر من السعرات الحرارية في وقت متأخر من اليوم (جامعة بريغام يونغ)

لماذا يزداد نهم المراهقين للطعام ليلاً؟

توصلت دراسة أميركية إلى أن الساعة البيولوجية تلعب دوراً رئيساً في تحديد أنماط تناول الطعام لدى المراهقين، خصوصاً الذين يتناولون الطعام بنهم خلال ساعات الليل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق استخدم الباحثون المجهر الإلكتروني لدراسة العظام (مجلة «ساينتيفيك ريبورتس»)

علماء آثار: الأوروبيون الأوائل ربما أكلوا أدمغة أعدائهم

تشير دراسة حديثة إلى أن الأوروبيين القدامى ربما أخرجوا أدمغة أعدائهم الموتى وأكلوها، وفق موقع «سي إن إن» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شوكولاته «غوديفا»... (تريبيون ميديا)

القلب يتذوق الطعام الحلو

أظهرت دراسة جديدة أن القلب يمكنه استشعار الأطعمة الحلوة ويمكنه زيادة قوة انقباض عضلة القلب استجابة لذلك، فيما وصف بأنه «اكتشاف مدهش».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مؤشر على علاقة سعيدة جداً... هل تعرف هذه المعلومات عن شريكك؟

الأشخاص الأكثر سعادة في علاقاتهم وأكثرهم نجاحاً يرون في شريكهم ما لا يستطيع الآخرون رؤيته أو ما قد يتجاهلونه عادة (رويترز)
الأشخاص الأكثر سعادة في علاقاتهم وأكثرهم نجاحاً يرون في شريكهم ما لا يستطيع الآخرون رؤيته أو ما قد يتجاهلونه عادة (رويترز)
TT

مؤشر على علاقة سعيدة جداً... هل تعرف هذه المعلومات عن شريكك؟

الأشخاص الأكثر سعادة في علاقاتهم وأكثرهم نجاحاً يرون في شريكهم ما لا يستطيع الآخرون رؤيته أو ما قد يتجاهلونه عادة (رويترز)
الأشخاص الأكثر سعادة في علاقاتهم وأكثرهم نجاحاً يرون في شريكهم ما لا يستطيع الآخرون رؤيته أو ما قد يتجاهلونه عادة (رويترز)

يعتقد معظم الأزواج أنهم يعرفون بعضهم البعض جيداً، لكن العلاقة الحقيقية هي أكثر بكثير من مجرد معرفة طعام الشريك المفضل أو البرامج التلفزيونية المحببة.

ووجد الطبيب النفسي المتخصص في العلاقات والسعادة مارك ترافرز، بحسب تقرير لشبكة «سي أن بي سي»، أن الأشخاص الأكثر سعادة في علاقاتهم وأكثرهم نجاحاً يرون في شريكهم ما لا يستطيع الآخرون رؤيته أو ما قد يتجاهلونه عادة.

ووفقاً لترافرز، إذا كان بإمكانك الإجابة على هذه الأسئلة الخمسة حول شريكك، فإن علاقتك مبنية على مستوى كبير من الفهم والاتصال.

1 - ما الحدث الصغير الذي ترك تأثيراً دائماً عليهم؟

جميعنا لدينا تلك اللحظات التي تبقى معنا مدى الحياة، شيء قاله مدرس في المدرسة الثانوية، أو مجاملة من شخص غريب أو رفض بسيط لا يزال يؤلمنا بعد سنوات.

قد تبدو هذه الأحداث غير مهمة في المخطط الكبير للأشياء، لكنها يمكن أن تغير جذرياً الطريقة التي نرى بها أنفسنا، ونادراً ما تظهر في محادثة عادية.

إذا كنت تعرف عن إحدى هذه الذكريات الصغيرة الأساسية في حياة شريكك، فهذا يعني أنك أجريت محادثات عميقة تكشف عن الخيوط غير المرئية لشخصيته.

2 - بماذا يفكر لتحسين نفسيته عندما يشعر بالإرهاق الذهني؟

عندما تصبح الحياة محمومة، يكون لدى كل شخص طريقته الخاصة في إراحة ذهنه. يتخيل البعض ترك وظائفهم والانتقال إلى جزيرة نائية. ويتصفح آخرون قوائم العقارات للمدن التي لن ينتقلوا إليها أبداً، أو يتخيلون نسخاً بديلة من حياتهم.

هذا أكثر بكثير من مجرد عادة غريبة؛ إنها نافذة على كيفية تعامل شريكك مع التوتر. إذا كنت تعرف الإجابة، فهذا يعني أنك تفهم ما يدور بداخله، وهذا نوع نادر من القرب.

3 - ما هو الموقف الاجتماعي الذي يخشاه سراً، لكنه لن يعترف به أبداً؟

لدينا جميعاً سيناريوهات اجتماعية تجعلنا نشعر بعدم الارتياح. ربما يخشى شريكك الحديث القصير في الحفلات، أو يكره الطلب في مطعم في إطار مجموعة.

إن معرفة ما يجعل شريكك غير مرتاح يعني أنه يمكنك أن تكون مصدر دعم في المواقف التي قد يبتسم فيها ويتحملها. هذه علامة على أنك منسجم حقاً مع تغيرات مزاجه الدقيقة؛ وهو شيء لن تلاحظه العين غير المدربة.

4 - ما هي العادة التي التقطها من والديه والتي يتمنى لو كان بإمكانه التخلص منها؟

سواء أحببنا ذلك أم لا، فإننا نرث عادات معينة من تربيتنا، بعضها جيد وبعضها سيئ. على سبيل المثال، ربما يجد شريكك صعوبة في قبول المجاملات لأنه لم يكبر أبداً على سماعها.

إذا كنت تعرف العادة التي يكافح شريكك للتخلص منها، فهذا يعني أنك أجريت محادثات حساسة حول ديناميكيات الأسرة التي شكلته ليصبح ما هو عليه اليوم. هذه هي أنواع التفاصيل التي لا يحصل معظم الناس على فرصة لتعلمها، أو ببساطة لا يهتمون بها.

5 - ما هي اللحظة التي شعر فيها بالفخر بنفسه، لكنه لم يتباه بها أبداً؟

كل شخص لديه إنجازات يفخر بها سراً، لكنه يمتنع عن الإعلان عنها للعالم.

ربما ساعد شريكك ذات يوم شخصاً غريباً بطريقة غيرت حياته، أو تغلب على صراع متعلق بالصحة أو الأسرة أو المال لا يعرف عنه أحد.

إذا كنت تعرف أياً من انتصاراته غير المعلنة، فهذا يعني أن شريكك يشعر بالأمان الكافي لمشاركة أكثر لحظاته تواضعاً وذات مغزى معك. هذا النوع من الثقة لا يقدر بثمن في العلاقة.