«فخر السويدي»... فيلم سعودي يتناول قضية التعليم بـ«القاهرة السينمائي»

صنّاع الفيلم على السجادة الحمراء بمهرجان القاهرة السينمائي (إدارة المهرجان)
صنّاع الفيلم على السجادة الحمراء بمهرجان القاهرة السينمائي (إدارة المهرجان)
TT

«فخر السويدي»... فيلم سعودي يتناول قضية التعليم بـ«القاهرة السينمائي»

صنّاع الفيلم على السجادة الحمراء بمهرجان القاهرة السينمائي (إدارة المهرجان)
صنّاع الفيلم على السجادة الحمراء بمهرجان القاهرة السينمائي (إدارة المهرجان)

يقرر مدير مدرسة تأسيس «الفصل الشرعي» في «ثانوية السويدي الأهلية»، ليبدأ رحلة مليئة بالمغامرات، مراهناً ليس فقط على إثبات صحة وجهة نظره حول حاجة الطلاب لاكتشاف مواهبهم ودعمهم، ولكن أيضاً على تحسين حياتهم وتقويم سلوكياتهم.

وعبر القصة التي امتدت لأكثر من ساعتين على الشاشة، تدور أحداث الفيلم السعودي الجديد «فخر السويدي» الذي عُرض ضمن فعاليات مسابقة «آفاق السينما العربية» بالدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

ونشاهد في الأحداث المقسمة لـ8 فصول فهد المطيري «مدير المدرسة الأستاذ شاهين دبكة» وهو يراهن على تأسيس «الفصل الشرعي» باعتباره نهجاً مختلفاً عن المتبع في المدرسة، في حين يزداد حماسه مع مجموعة مختلفة من الطلاب الذين يبدأون رحلتهم مع المدير الذي يعاني من مشاكل في طريقة إدارته للمدرسة.

مشهد من الفيلم (الشركة المنتجة)

وفي الرحلة التي تمر بالعديد من التحولات، نشاهد قصصاً لعدد من الطلاب ما بين فيصل الأحمدي «زياد» العائد من الولايات المتحدة حيث رافق والده خلال تحضيره لرسالة الدكتوراه، مروراً بيزيد الموسى «الطالب سعيد» الساعي لتحسين صورته والتوبة عن أعمال السرقة التي قام بها من قبل، في حين يعمل المدير على احتواء السلوك العدواني الشديد لسعيد القحطاني «الطالب مازن» الذي يشتبك مع الطلاب.

ويمر الشريط السينمائي خلال العام الدراسي لنشاهد التغيرات والتحولات المستمرة ليس فقط بحياة الطلاب، ولكن أيضاً بحياة الأستاذ «شاهين» الذي يتعرض للضغط من أخيه الذي يرأسه في العمل ويطالبه بتحقيق نتائج سريعة أو إغلاق الفصل.

وداخل المدرسة نشاهد العديد من المدرسين أصحاب التأثير على الطلاب، منهم صلاح الدالي «الأستاذ ياسين» مدرس التربية الرياضية الذي يعمل على تحويل السلوك العدواني لـ«مازن» عبر إقناعه بممارسة الرياضة.

ويُذكر أن الفيلم الذي قدمه ثلاثة مخرجين هم: هشام فتحي وعبد الله بامجبور وأسامة صالح، صُوّر في البداية كعمل درامي للعرض على إحدى المنصات الإلكترونية قبل أن يتقرر تحويله لفيلم سينمائي.

الطلاب الثلاثة أبطال فيلم «فخر السويدي» (الشركة المنتجة)

ويبدي المخرج والمنتج المنفذ للفيلم أسامة صالح سعادته بالصورة التي خرج بها العمل، خصوصاً مع السردية والقصة التي يراهن عليها، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «وجود ثلاثة مخرجين أمر لم يكن مشكلة في ظل وجود مساحة لكل مخرج لوضع لمسته الإبداعية وتنفيذ رؤية عامة من الجميع، الأمر الذي أضاف للعمل ولم ينتقص منه».

وأضاف أن «ظروف التصوير خلال فترة الصيف كانت مرهقة بالنسبة لنا، لكن فريق العمل كانت لديه رغبة في تقديم عمل جيد بعد تحضيرات استمرت لأكثر من عامين، وإدراك الجميع ما هو مطلوب منهم أمام الكاميرا»، لافتاً إلى أنهم كانوا حريصين خلال المونتاج على الحفاظ على المسارات الأساسية المرتبطة بالأستاذ «شاهين» وطلابه باعتبارهم الخط الدرامي الأساسي في الأحداث.

وتحدث صالح عن بداية الفكرة من الكاتب يزيد الموسى حول تقديم قصة داخل مدرسة، وبها جزء من حياته الشخصية وتفاعله الكبير مع زملائه والإدارة، قبل أن يعملوا على تحويلها لعمل فني متكامل يركز على دور التربية في المسارات التعليمية المختلفة وأهميتها في تشكيل وعي الطلاب.

ويرى الناقد السعودي أحمد العياد أن «مساحة الكوميديا في الأحداث كانت جيدة بالنسبة لطبيعة العمل وما يناقشه من قضايا عدة تمس المجتمع السعودي، وتتطرق لمفاهيم مجتمعية خاطئة في كثير من الأحيان»، مشيراً إلى أن العمل كان بحاجة إلى أن يكون أقصر في المدة.

وأضاف العياد لـ«الشرق الأوسط» أن «الأفلام الكوميدية عادة تصل مدتها إلى نحو 90 دقيقة، لكن في (فخر السويدي) وصلت الأحداث لأكثر من 130 دقيقة، الأمر الذي أعتقد أن صنّاع الفيلم كان عليهم معالجته باختصار عدد من المشاهد ليكون الإيقاع أسرع»، في حين أشاد العياد بأداء فريق العمل في أدوارهم وقدرتهم على إضحاك المشاهدين من دون ابتذال.


مقالات ذات صلة

ترميم 3 أفلام مصرية ضمن «كنوز البحر الأحمر»

يوميات الشرق ترميم فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة» (إدارة مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

ترميم 3 أفلام مصرية ضمن «كنوز البحر الأحمر»

أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن ترميم وعرض 3 أفلام مصرية خلال الدورة الرابعة من المهرجان المقرر إقامتها في الفترة من 5 حتى 14 ديسمبر (كانون الأول).

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من مهرجان «القاهرة السينمائي» (رويترز)

أفلام فلسطينية ولبنانية عن الأحداث وخارجها

حسناً فعل «مهرجان القاهرة» بإلقاء الضوء على الموضوع الفلسطيني في هذه الدورة وعلى خلفية ما يدور.

محمد رُضا (القاهرة)
يوميات الشرق صناع الفيلم بعد العرض الأول في المهرجان (القاهرة السينمائي)

مخرج مصري يوثّق تداعيات اعتقال والده في الثمانينات

يوثق المخرج المصري بسام مرتضى في تجربته السينمائية الجديدة «أبو زعبل 89» مرحلة مهمة في حياة عائلته.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق مهرجانات بعلبك حدثٌ فني عمرُه 7 عقود احترف النهوض بعد كل كبوة (صفحة المهرجانات على «إنستغرام»)

من ليالي أم كلثوم إلى شموع فيروز... ذكريات مواسم المجد تضيء ظلمة بعلبك

عشيّة جلسة الأونيسكو الخاصة بحماية المواقع الأثرية اللبنانية من النيران الإسرائيلية، تتحدث رئيسة مهرجانات بعلبك عن السنوات الذهبية لحدثٍ يضيء القلعة منذ 7 عقود.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق لقطة من الفيلم اللبناني «أرزة» (إدارة مهرجان القاهرة السينمائي)

«أرزة»... فيلم لبناني عن نساء أرهقتها ضغوط الحياة

عن معاناة لسيدة لبنانية تتحمّل مسؤولية تأمين لقمة العيش لابنها وشقيقتها، تدور أحداث الفيلم اللبناني «أرزة» الذي عُرض ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية».

أحمد عدلي (القاهرة)

ابيضاض الشعب المرجانية يضرب العالم... والبحر الأحمر الأقل تضرراً

التنوع البيئي وجماليات الشعب المرجانية في البحر الأحمر (واس)
التنوع البيئي وجماليات الشعب المرجانية في البحر الأحمر (واس)
TT

ابيضاض الشعب المرجانية يضرب العالم... والبحر الأحمر الأقل تضرراً

التنوع البيئي وجماليات الشعب المرجانية في البحر الأحمر (واس)
التنوع البيئي وجماليات الشعب المرجانية في البحر الأحمر (واس)

خلال الصيف الماضي فرض تغيّر المناخ وارتفاع درجة الحرارة لمعدّلات تصل إلى نحو 34 درجة ولمدة زمنية طويلة واقعاً جديداً على الشعب المرجانية حول العالم، مما عرّضها للابيضاض الذي تسبّب في موت هذه الكائنات، في حين تُعدّ شعب سواحل البحر الأحمر الأقل تتضرراً.

وفي هذا الجانب، زادت السعودية منذ وقت مُبكر، مع دخول موسم الصيف، من جهودها في الحفاظ على شعبها واستعادتها، رغم تعرض الجزء الجنوبي من سواحل البلاد المطلة على البحر الأحمر، لـ«ابيضاض الشعب» بشكل أكبر منه في المناطق الشمالية، وتنخفض هذه الحالة باتجاه الشّمال وصولاً إلى سواحل مدينة حقل.

وهذا الحراك من قبل «المؤسسة العامة للمحافظة على الشعب المرجانية والسلاحف البحرية (شمس)» قلص، وفقاً للتقارير، الآثار الناتجة عن هذه الظاهرة على الشعب المرجانية، وهو حراك سعت فيه السعودية قبل ظاهرة الابيضاض؛ للحفاظ على شعبها المرجانية بهدف المنافسة؛ لما تمتلكه من شعب ذات جماليات وأنواع مختلفة على امتدد الساحل بنحو 2600 كيلومتر.

السعودية تعمل للحفاظ على شعبها المرجانية (واس)

تعدّ الشعب المرجانية رافداً بيئياً واقتصادياً لكثير من الدول، فقد نمت فيها عوائدها لمليارات الدولارات بسبب تدفّق السياح للاستمتاع بسواحلها وبتنوع الشعب فيها، مما يدفع نحو تحرك الدول لاستعادة هذه الشعب، وهو شعار المؤتمر الأخير الذي أطلقته السعودية، في خطوة لتكاتف الجهود لتسريع استعادة الشعب في البحر الأحمر.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال الدكتور عبد العزيز السويلم، كبير التنفيذين لـ«المحافظة والاستراتيجية» في «المؤسسة العامة للمحافظة على الشعب المرجانية والسلاحف البحرية (شمس)»: «يُعدّ البحر الأحمر من أقل السواحل تناقصاً في الشّعب المرجانية»، موضحاً أن «ابيضاضها كان واضحاً وأشد في الجنوب، ويقل باتجاه الشمال، وكان نادراً رصده في خليج العقبة الذي قد يصل فيه إلى واحد في المائة». وتحدّث السويلم عن التأثير الضّار لتغيّر المناح الذي يعدّ سبباً رئيسياً في ابيضاضها.

غابات المانغروف تزين السواحل السعودية (واس)

وأوضح السويلم أن «المرجان كائن حي (حيوان) داخل هيكل أبيض، وما يعطيه هذه الألوان هو وجود طحالب دقيقة. ومع تغيّر المناخ وارتفاع درجات الحرارة فوق المعدّلات الطبيعية، يلفظ المرجان هذه الطحالب ويخرجها، وبعد فترة ومع استمرار الحرارة تموت هذه الكائنات»، لافتاً إلى أن مؤسّسة «شمس» أجرت عمليات مسح مبكر منذ يونيو (حزيران) الماضي، و«كانت المياه حينئذ ما زالت باردة، قبل حدوث هذا التّحول، وأثناء حدوث الابيضاض تعرفنا على المواقع والنسبة، وفي آخر شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، رصدنا عودة الحياة إلى كثير من الشّعب المرجانية، خصوصاً تلك التي سُجّلت».

ولفت إلى أن «هناك أسباباً أخرى تقضي على الشعب المرجانية، منها التلوث، والصيد الجائر، ليس في الكمية فقط؛ وإنما في نوع الأسماك المستهدفة، كذلك التّجريف... وهي عوامل جعلت الشّعب المرجانية حول العالم تتناقص بشكل خطر خلال الأعوام الأخيرة، إضافة إلى التغير المناخي، وظاهرة ابيضاض الشعب المرجانية»، مشدداً على أنها «عندما تكون مضغوطة بيئياً بالعوامل السابقة، تصبح مناعتها وقدرتها على التصدي للعوامل الخارجية أقل».

جزر وشواطئ طبيعية تستهدف السياح (واس)

وتحدث السويلم عن أهمية الشعب وعوائدها الاقتصادية السنوية، مظهراً «أهمية التحرك لإنقاذها، عبر اللجوء إلى طرق عدّة، ومواجهة هذه المشكلة رغم التحديات».

وتُعدّ استعادة الشعب المرجانية جزءاً من المهام الملقاة على مؤسسة «شمس»؛ لذا «استقدمت خبراء من مختلف دول العالم، ومن (نيوم)، وخبراء ببيئة البحر الأحمر، وناقشت جميع الموضوعات التي تركز على كيفية معالجة هذه الظاهرة، حتى يكون لديها فهم أوضح وأشمل للتعامل مع هذه الحالة».