انطلاق فعالية «أيام بلاد الشام» لتعزيز التواصل الثقافي في الرياض

ضمن مبادرة «انسجام عالمي» في السعودية

جانب من الفعاليات في حديثة السويدي. (الشرق الأوسط)
جانب من الفعاليات في حديثة السويدي. (الشرق الأوسط)
TT

انطلاق فعالية «أيام بلاد الشام» لتعزيز التواصل الثقافي في الرياض

جانب من الفعاليات في حديثة السويدي. (الشرق الأوسط)
جانب من الفعاليات في حديثة السويدي. (الشرق الأوسط)

تحتضن حديقة السويدي في الرياض فعالية "أيام بلاد الشام"، التي انطلقت ضمن مبادرة "تعزيز التواصل مع المقيمين" التي أطلقتها وزارة الإعلام بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار "انسجام عالمي" التي تهدف إلى تسليط الضوء على التراث الغني والتنوع الثقافي الذي تتميز به منطقة بلاد الشام، وذلك في إطار تحقيق أهداف "رؤية السعودية 2030" لتعزيز التواصل الثقافي والاحتفاء بالتنوع المجتمعي.

حضور واسع في أولى أيام الفعاليات. (الشرق الأوسط)

الفعالية التي تستمر على مدار عدة أيام تقدم تجربة فريدة تعكس أصالة الثقافة الشامية، من خلال عروض تراثية مميزة تشمل الرقصات الشعبية كالدبكة، التي تمثل رمزًا للترابط الاجتماعي والبهجة، وتؤدي الفرق المشاركة هذه العروض وسط أجواء موسيقية تراثية تشعل الحماسة لدى الحضور. كما يتم تسليط الضوء على الأزياء التقليدية التي تعبر عن تنوع مناطق بلاد الشام، مثل الأثواب المطرزة والمشالح التي تبرز جمال التراث والهوية الثقافية.

جانب آخر من الفعالية يحتفي بالمطبخ الشامي العريق، حيث يتمكن الزوار من تذوق أطباق شهيرة مثل المناقيش، الكبة، التبولة، والفتوش، إضافة إلى الحلويات التقليدية كالكنافة والمعمول، والمشروبات المميزة كالقهوة الشامية والشاي بالنعناع.

الفنون الشامية حاضرة. (الشرق الأوسط)

وتهدف "أيام بلاد الشام" إلى تعريف الزوار السعوديين والمقيمين بمكونات هذه الثقافة العريقة، مع تعزيز قيم التفاهم والتعايش بين مختلف الجنسيات. وتعتبر الفعالية منصة للاحتفاء بالتعددية الثقافية وإبراز قيم التناغم والاندماج المجتمعي، بما يتماشى مع تطلعات المملكة نحو بناء مجتمع عالمي منفتح ومتعدد الثقافات.



تراجع حاد في مستويات المياه العذبة عالمياً

مهمة القمر الاصطناعي «GRACE-FO» استهدفت الكشف عن تغيرات كتلة المياه على سطح الأرض وتحتها (ناسا)
مهمة القمر الاصطناعي «GRACE-FO» استهدفت الكشف عن تغيرات كتلة المياه على سطح الأرض وتحتها (ناسا)
TT

تراجع حاد في مستويات المياه العذبة عالمياً

مهمة القمر الاصطناعي «GRACE-FO» استهدفت الكشف عن تغيرات كتلة المياه على سطح الأرض وتحتها (ناسا)
مهمة القمر الاصطناعي «GRACE-FO» استهدفت الكشف عن تغيرات كتلة المياه على سطح الأرض وتحتها (ناسا)

كشفت بيانات الأقمار الاصطناعية التابعة لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا)، بالتعاون مع ألمانيا، عن تراجع حاد ومفاجئ في إجمالي كميات المياه العذبة على سطح كوكب الأرض.

وأوضح الباحثون أن هذا التغيُّر في مستويات المياه قد يشير إلى دخول القارات الأرضية في مرحلة جفاف مستمرة، ونُشرت النتائج، الجمعة، بدورية «Surveys in Geophysics».

وأظهرت قياسات القمرين الاصطناعيين «GRACE» و«GRACE-FO» أن كمية المياه العذبة المخزنة على اليابسة، بما في ذلك المياه السطحية، مثل البحيرات والأنهار والجوفية، انخفضت بنحو 290 ميلاً مكعباً (1200 كيلومتر مكعب) بين 2015 و2023، مقارنةً بالفترة بين 2002 و2014. وقدر الفريق حجم الانخفاض بأنه يعادل 2.5 ضعف حجم بحيرة إيري في أميركا الشمالية.

وتعمل هذه الأقمار الاصطناعية التي أُطلقت بالتعاون بين «ناسا» ووكالات ألمانية، على قياس التغيرات في الجاذبية الأرضية للكشف عن تغيرات كتلة المياه على سطح الأرض وتحتها.

يذكر أنه بدأ التراجع في المياه العذبة مع جفاف كبير في شمال ووسط البرازيل، تلته موجات جفاف في أستراليا وأميركا الجنوبية والشمالية وأوروبا وأفريقيا. وارتبط هذا الجفاف بارتفاع درجات حرارة المحيطات في منطقة المحيط الهادي الاستوائي بين 2014 و2016؛ ما أدى إلى واحدة من أقوى ظواهر «النينيو» المسجلة منذ عام 1950، ما تسبب في تغييرات في أنماط الطقس، وهطول الأمطار على مستوى العالم، ورغم انتهاء ظاهرة «النينيو»، فإنه لم تشهد مستويات المياه العذبة العالمية تحسناً ملحوظاً.

وتُظهر الدراسة أن 13 من أقوى 30 موجة جفاف عالمية، التي رصدتها مهمة «GRACE»، حدثت منذ يناير 2015. ويُرجح الباحثون أن الاحتباس الحراري أسهم في استمرار استنزاف المياه العذبة؛ حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة تبخر المياه من السطح إلى الغلاف الجوي، إضافة إلى زيادة قدرة الغلاف الجوي على احتجاز بخار الماء.

وأكد الباحثون أن تغيُّر المناخ يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة بشكل متزايد، لكنها تكون متقطعة، ما يقلل من قدرة التربة على امتصاص المياه، وتجديد المخزون الجوفي.

وأضافوا: «عندما تكون الأمطار شديدة، تتدفق المياه بدلاً من أن تتسرب إلى الأرض، ما يفاقم من ندرة المياه الجوفية».

ووفقاً للفريق، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت مستويات المياه العذبة العالمية ستعود إلى ما كانت عليه قبل عام 2015، أو ستستقر عند المستويات الحالية، أو ستستمر في التراجع.

وأشاروا إلى أن تزامن انخفاض المياه العذبة مع تسجيل السنوات التسع الأشد حرارة في التاريخ الحديث ليس مجرد صدفة، بل قد يكون مؤشراً لما سيحدث في المستقبل.

وشددوا على الحاجة الماسة إلى اتخاذ تدابير عالمية للحفاظ على الموارد المائية، والتكيف مع التغيرات المناخية لضمان الأمن المائي للأجيال المقبلة.