ما السر وراء شكل نوافذ الطائرات الدائري؟

طائرة تابعة لشركة «بوينغ» (رويترز)
طائرة تابعة لشركة «بوينغ» (رويترز)
TT

ما السر وراء شكل نوافذ الطائرات الدائري؟

طائرة تابعة لشركة «بوينغ» (رويترز)
طائرة تابعة لشركة «بوينغ» (رويترز)

عندما يتعلق الأمر بنوافذ الطائرات، فليس من المألوف أن تكون مربعة.

قد يبدو السبب وراء شكل نوافذ الطائرات الدائري عادياً وغير استثنائي، ولكن هناك في الواقع قصة ترتبط بأحداث أليمة تقف خلف التصميم، وفقاً لخبراء الطيران. وتعتمد الشركات هذا التصميم الدائري بشكل حصري للحفاظ على سلامتنا، بحسب صحيفة «نيويورك بوست».

في مقطع فيديو على منصة «تيك توك» حصد أكثر من مليونَي مشاهدة، أوضح أحد طياري الخطوط الجوية الأميركية المعروف باسم «كابتن ستيف» أن النوافذ ذات الحواف المستديرة تم تركيبها في الخمسينات من القرن الماضي، بعد سلسلة من الكوارث، في أثناء الطيران، التي تسببت فيها نظيراتها المربعة.

أوضح الطيار: «تم تصميم بعض طائرات الركاب بنوافذ مربعة... وفي أوروبا، عندما بدأت الطائرات في الصعود إلى ارتفاعات أعلى تطلبت مزيداً من الضغط، ظهرت مشكلة».

وأضاف أنهم «خسروا بعض الطائرات في الجو»؛ لأن الشكل المربع للنوافذ خلق «شقاً رفيعاً» حول الحافة بسبب الضغط على هيكل الطائرة.

وأشار الطيار إلى أنه عندما تَشكَّل عدد كافٍ من هذه الشقوق، «انفصلت» الطائرة حرفياً بسبب الضغط.

ولمنع هذه الحوادث الغريبة في أثناء الطيران، قام المهندسون بتدوير إطارات النوافذ حتى لا تنكسر تحت الضغط، و«لم يواجهوا مشكلة منذ ذلك الحين»، وفقاً للطيار.

شعر المشاهدون بالارتياح لسماع الأساس المنطقي وراء هذا الاختيار التصميمي الذي يبدو غير ذي أهمية.

قال أحد المعلقين: «هذا منطقي للغاية»، بينما كتب آخر: «شكراً على التوضيح! فكلما ازدادت معرفتي، أصبحت رحلات الطيران أسهل».

بعد فحص عدد من حوادث التحطم، خلص خبراء الطيران إلى أن «النوافذ المربعة نسبياً كانت تخلق تركيزات إجهاد أعلى بكثير من المتوقع».

كتبت إدارة الطيران الفيدرالية: «تسببت التركيزات هذه في إجهاد المادة حول زوايا النوافذ؛ مما أدى بسرعة إلى تمزق جسم الطائرة».


مقالات ذات صلة

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نائب الرئيس للتسويق في «طيران الرياض» أسامة النويصر (الشرق الأوسط)

«طيران الرياض»: 132 طائرة إجمالي طلبياتنا من «بوينغ» و«إيرباص»

قال نائب الرئيس للتسويق في «طيران الرياض» أسامة النويصر لـ«الشرق الأوسط» إن إجمالي عدد طلبيات الطائرات وصل إلى 132 طائرة.

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق اللافتة التي وضعها مطار دنيدن (سي إن إن)

مطار نيوزيلندي يثير الجدل... ويضع حداً زمنياً لـ«عناق الوداع»

أثار مطار دنيدن في نيوزيلندا الجدل حول العالم بعدما فرض «حداً أقصى» لـ«عناق الوداع»؛ حيث وضع لافتة جديدة تفرض حداً أقصى يبلغ 3 دقائق على العناق بمنطقة الإنزال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يتضمن جناح «الدرعية» تجارب تفاعلية فريدة للزوار (الشرق الأوسط)

التراث السعودي في قلب العاصمة الصينية بكين

جناح «الدرعية» تضمن تجارب تفاعلية فريدة للزوار، من خلال تقديم القهوة السعودية والتمر، كما يمكن للزوار تجربة ارتداء «بشت البرقاء» والمشاركة في أنشطة فنية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة «رايان إير» تظهر على مدرج في بيرغامو بإيطاليا (إ.ب.أ)

اشتعلت فيها النيران عند الإقلاع... إجلاء 184 راكباً من طائرة لـ«رايان إير» في إيطاليا

أُجلي أكثر من 180 شخصاً، أمس (الخميس)، من طائرة ركاب تابعة لشركة «رايان إير» للطيران، من صُنع شركة «بوينغ»، بعد أن اشتعلت فيها النيران خلال عملية الإقلاع.

«الشرق الأوسط» (روما)

درة: «وين صرنا» مجازفة فنية «ثلاثية الأبعاد»

الفنانة التونسية درة تخوض أولى تجاربها في الإخراج (إنستغرام)
الفنانة التونسية درة تخوض أولى تجاربها في الإخراج (إنستغرام)
TT

درة: «وين صرنا» مجازفة فنية «ثلاثية الأبعاد»

الفنانة التونسية درة تخوض أولى تجاربها في الإخراج (إنستغرام)
الفنانة التونسية درة تخوض أولى تجاربها في الإخراج (إنستغرام)

وصفت الفنانة التونسية درة الفيلم الوثائقي «وين صرنا»، أولى تجاربها في الإخراج والإنتاج، الذي يعرض ضمن فعاليات الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بأنه «مجازفة فنية ثلاثية الأبعاد»، مؤكدة أنها تحب التميز والابتعاد عن التقليد والمحاكاة، وتهوى استكشاف مناطق جديدة، وعدّت خوضها تجربة الإخراج دافعاً لظهور طاقات كامنة بداخلها وتحدياً بالنسبة لها.

وقالت درة في حوارها لـ«الشرق الأوسط»، إنها وقفت خلف الكاميرا وليس أمامها في فيلم «وين صرنا»، وقدمت نماذج واقعية، وهو ما شكّل مجازفة من ناحية الاستعانة بالممثلين غير المحترفين، والإنتاج، والإخراج.

وكشفت درة أن «الفيلم تمت صناعته عبر خطوط عريضة بدون سيناريو تقليدي»، وقالت: «حاولت تسليط الضوء على القصة عبر حوار واقعي، ولم أوجه الممثلين بنص مكتوب، بعد أن تعرفت على أسرة نادين بطلة الفيلم، التي أرسلت لي رسالة عبر (السوشيال ميديا) واستنجدت بي في لحظة صعبة، وتعاطفت معها وعرضت عليها تقديم قصة حياتها في عمل وثائقي».

كواليس تصوير الفيلم الوثائقي «وين صرنا» (إنستغرام)

وتؤكد درة أنها بكت كثيراً خلف الكاميرا، خصوصاً في المشاهد التي تحمل حواراً مباشراً يمس الأحداث من خلال تلاقي النظرات بينها وبين الأسرة بطلة الفيلم، وفق قولها.

وقالت الفنانة التونسية: «اختيار تقديم وثائقي (وين صرنا) وسط الموت والدمار كان بهدف الحديث عن بشر ما زالوا يعيشون، وسط مشاعر النجاة من الموت، وفقدان البيت، والتأثر النفسي».

وأوضحت أن «الجزء الأكبر من الفيلم تم تصويره في مصر، وجزء آخر في غزة عن طريق مصور محترف لصعوبة وجودها هناك».

وتؤكد درة أن «المصور قدم مادة فائقة الدقة رغم صعوبة المتابعة وانقطاع الإنترنت، لكنه كان من الضروري تصوير اللحظات الحقيقية بين مصر وغزة، ومشاعر الزوجة التي تنتظر زوجها للخروج من الدمار والنجاة من الموت».

وذكرت أن «الفيلم لا يهدف للربح، بل تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني، مع العلم أنني في البداية عرضت الفيلم على جهات إنتاجية لتمويله لكنني قمت بإنتاجه بنفسي من أجل تحقيق طموحي في تقديم هذه القصة الإنسانية دون تدخلات خارجية».

وتستكمل: «لم أنتظر وأخذت الخطوة بحسم، وتعمقت في التجربة ووثقت لحظة بعينها خلال الأحداث وربما انتظار التمويل كان سيغيبها، ولم أندم على أي مبالغ أنفقت على الفيلم الذي سيعيش لأجيال، ويكفي أنه سيظل بصمة في مشواري في حياتي وبعد مماتي».

وتؤكد درة على دعم زوجها في هذه الخطوة، لافتة إلى أنه لم يعترض على رغبتها نظراً للهدف الإنساني الذي تسعى إليه، لكن بحكم شخصيته العملية وحساباته المختلفة يأخذ كل خطوة بجدية وعن دراية، وعندما شاهد مجهودها وجد أنه يستحق المجازفة والحماس.

وتوضح درة صعوبات التصوير الذي تم خلال شتاء 2023 وامتد للصيف الماضي، قائلة: «لم يكن هناك كارفان للاستراحة، كنا نصور بشغف ولا مجال للتفكير في أي شيء، بجانب النهم لتصوير مشاهد غزة بشكل مكثف قبل مجيء الزوج إلى مصر بالتزامن مع شهر رمضان».

وأضافت أنها لم ترغب في إقحام نفسها كممثلة، واكتفت بإظهار رؤيتها، حتى لا يحيد الفيلم عن هدفه ويفقد مصداقيته، ويحدث إثارة للجدل من خلال ظهورها، لكنها تدخلت في كل العناصر خلف الكاميرا.

الفنانة التونسية درة (الشرق الأوسط)

وترى درة أن «تنفيذ الفيلم من الناحية الأدبية والمادية لم يكن سهلاً، خصوصاً أن الفيلم الوثائقي يختلف عن الفيلم الروائي الذي أعرف آلياته بعكس الوثائقي الذي تعلمت تفاصيله أثناء العمل على مدار الأيام، بجانب استعانتي ببعض الدورات».

وتحدثت درة عن حبها وشغفها بالإخراج باعتباره الحلم الذي ظل يراودها حتى بعد انشغالها بالتمثيل، وتقرّ: «اكتشفت بعد 17عاماً في التمثيل أن المجازفة وحب المهنة هما أساس النجاح».

وعن مشاركة الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، قالت درة: «أرسلت الفيلم للمهرجان بشكل عادي، ولم أخبر أحداً أنني مخرجة الفيلم، للحصول على الانطباع من الأحداث نفسها».

ونوهت إلى أن فيلم «وين صرنا» هو تجسيد حقيقي للرابط الذي يجمعها بالقضية الفلسطينية، موضحة أن لديها محطات مرتبطة بفلسطين، قبل الشهرة منذ أن كانت طالبة جامعية، ولم تكن تتخيل أن تقدم فيلماً عن الحرب لولا أنها تعرفت على الأسرة الفلسطينية التي تأثرت بها للوهلة الأولى.

وأوضحت الفنانة التونسية أنها ارتبطت بالقضية الفلسطينية منذ دراستها للعلوم السياسية وحصولها على الماجستير بجامعة القديس يوسف في لبنان، التي تناولت «اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة»، وزيارتها لمخيماتهم، وتقديم مسرحية عن نص «أربع ساعات في شاتيلا»، للكاتب الفرنسي جان جينيه، مع المخرج التونسي توفيق الجبالي.

لقطة من الفيلم الوثائقي «وين صرنا» (إدارة مهرجان القاهرة السينمائي)

تدور أحداث فيلم «وين صرنا» حول الزوجة نادين التي جاءت إلى مصر بعد 3 أشهر من حرب الـ7 من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بصحبة ابنتيها الرضيعتين، وتنتظر زوجها للقدوم أيضاً، وسط مشاعر خوف وترقب.

وبعد عرضه في مهرجان القاهرة يواصل فيلم «وين صرنا» رحلته عبر المهرجانات، خصوصاً بعد الإعلان عن عرضه في «أيام قرطاج السينمائية» خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وعلى مستوى التمثيل تنتظر درة عرض مسلسل «الذنب» الذي يشاركها بطولته الفنان هاني سلامة، وتقدم خلاله شخصية تعاني من صدمة نفسية، بالإضافة للفيلم التونسي «صاحبك راجل»، وقالت: «أعكف حالياً على قراءة سيناريوهات لأعمال رمضانية للاختيار من بينها».