الفنون والتقاليد السودانية تسجّل حضورها اللافت في قلب الرياض

ضمن مبادرة «تعزيز التواصل مع المقيمين» في السعودية

حضور كبير استمر منذ انطلاقة الفعاليات (الشرق الأوسط)
حضور كبير استمر منذ انطلاقة الفعاليات (الشرق الأوسط)
TT
20

الفنون والتقاليد السودانية تسجّل حضورها اللافت في قلب الرياض

حضور كبير استمر منذ انطلاقة الفعاليات (الشرق الأوسط)
حضور كبير استمر منذ انطلاقة الفعاليات (الشرق الأوسط)

في أجواء مفعمة بالألفة والفرح، اجتمعت شريحة كبيرة من السودانيين المقيمين في السعودية في حديقة السويدي بالرياض، ضمن فعاليات «أيام السودان» التي تأتي في إطار مبادرة «تعزيز التواصل مع المقيمين» التي أطلقتها وزارة الإعلام، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وجسّدت هذه الفعالية جسراً للتواصل الثقافي، ومنحت السودانيين فرصة ثمينة للتعبير عن إرثهم العريق بعيداً عن تحديات الوطن.

واستطاع الزوّار إضفاء جزء من الأصالة والتقاليد السودانية في قلب العاصمة السعودية الرياض، حيث تزينت الحديقة بألوان التراث السوداني من الأزياء التقليدية والحرف اليدوية، إلى الرقصات الشعبية التي تسرد تاريخاً غنياً بالفنون والتقاليد. ولم تقتصر الفعالية على السودانيين فحسب، بل جذبت مواطنين ومقيمين من مختلف الجنسيات، جاؤوا للاستمتاع بتفاصيل الثقافة السودانية وكرم ضيافتها.

وأعرب كثير من الزوار السودانيين عن مشاعرهم الحماسية تجاه أجواء الاحتفال والحنين التي ملأت المكان، إذ أشارت أم خالد (44 عاماً)، وهي سودانية مقيمة في الرياض منذ 12 سنة: «هذه الفعالية أعادت لنا ذكريات من الوطن، وكم هو رائع أن يشاهد أبناؤنا تفاصيل ثقافتهم ويعيشونها عن قرب، في أجواء تجسد الترحيب السعودي وتقديره لموروثاتنا».

فعاليات عكست جانباً من الفن والأصالة السودانيين (الشرق الأوسط)
فعاليات عكست جانباً من الفن والأصالة السودانيين (الشرق الأوسط)

وأضاف أحمد عبد الرحيم (52 عاماً)، أحد الزوار الذين حرصوا على حضور كل فعاليات «أيام السودان»: «بعد سنوات من الغربة والحنين للسودان، أجد هنا فرصةً لأشارك أبنائي موسيقانا وقصصنا، وكوني محاطاً بهذه الأجواء في قلب الرياض يمنحني شعوراً كبيراً بالفخر، وفرصة لتعريف زوار من جنسيات مختلفة بتراثنا».

وقال عمر صابر (50 عاماً)، الذي حضر مع عائلته وأطفاله: «لطالما رغبت أن يتعرف أبنائي على السودان من خلال تجربة حية، وليس عبر القصص فقط، وأرى أن هذا الحدث قد أتاح لي الفرصة لنقل جزء من هويتنا لهم، وأشعر بالفخر إزاء التفاعل الكبير من السعوديين والمقيمين مع ثقافتنا».

جذبت الفعاليات عدداً من الزوّار السعوديين (الشرق الأوسط)
جذبت الفعاليات عدداً من الزوّار السعوديين (الشرق الأوسط)

ولا تقتصر هذه الفعالية على الجانب الاحتفالي فحسب، بل تسهم في توطيد جسور التواصل والانسجام بين المقيمين من مختلف الجنسيات، وتتيح للسودانيين استعادة شعور الانتماء الذي فقده كثير منهم بسبب ظروف الحرب، يقول أحد المشاركين السودانيين: «إنه شعور لا يوصف، أن نجد هنا في الرياض مساحةً للاحتفاء بتراثنا، وأن نرى أشقاءنا من مختلف الجنسيات يحتفلون معنا بتراث السودان».

وتهدف فعاليات «أيام السودان»، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين، إلى ترسيخ أهداف السعودية كبيئة تحتفي بالتنوع الثقافي وتتيح للمقيمين التعبير عن ثقافاتهم بكل اعتزاز.


مقالات ذات صلة

«سماء العُلا» يعود بتجارب فلكية وسياحية فريدة

يوميات الشرق تستعرض فعاليات المهرجان علاقة العُلا العميقة والموغلة في القدم بعالم الفلك (واس)

«سماء العُلا» يعود بتجارب فلكية وسياحية فريدة

يعود مهرجان «سماء العُلا» في نسخته لعام 2025 بمجموعة تجارب جديدة وفريدة على أرض الحضارات خلال الفترة من 18 إلى 27 أبريل الحالي.

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق تهدف الفعالية إلى تعزيز التنوع الثقافي وبناء جسور تواصل بين المقيمين والزوار (الشرق الأوسط)

«جوازك للعالم»... فعالية سعودية تتيح للمغتربين الاتصال بجذورهم

تحتضن مدينتا الخبر وجدة فعالية «جوازك للعالم»، التي تنظمها هيئة الترفيه السعودية للجاليات المقيمة في المملكة، من دول السودان، والهند، والفلبين، وبنغلاديش.

«الشرق الأوسط» (الخبر)
يوميات الشرق النجمان ناصر القصبي وأحمد عز في كواليس التصوير (هيئة الترفيه)

انتهاء أعمال تصوير أضخم إنتاج سينمائي عربي في الرياض

أعلن المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية، الانتهاء من تصوير فيلم The Seven Dogs، الذي يعد أضخم إنتاج سينمائي يشهده التاريخ العربي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أطفال مبتهجون عقب أدائهم صلاة العيد مع عائلاتهم (تصوير: عبد العزيز النومان)

فعاليات ترفيهية مبهجة تثري ليالي العيد في السعودية

فعاليات وأنشطة ترفيهية متنوعة أطلقتها «الهيئة العامة للترفيه» بالسعودية، فأثرت الأجواء الاحتفالية بعيد الفطر، مقدمة تجارب استثنائية للزوار من داخل وخارج البلاد.

إبراهيم القرشي (جدة)
يوميات الشرق تناولت الجلسة تحويل الشخصيات الشعبية إلى رموز أسطورية جديدة (ديوانية القلم الذهبي)

«دهشة الأساطير الشعبية» بـ«ديوانية القلم الذهبي» في الرياض

ناقشت جلسة حول «دهشة الأساطير الشعبية»، استضافتها «ديوانية القلم الذهبي» بحي السفارات في مدينة الرياض، كيفية تشكّل الأسطورة في المخيال الشعبي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

العادات الخمس الأكثر إزعاجاً في العلاقات العاطفية

حتى أقوى أسعد العلاقات قد تتعثر عندما تُترك عادات مُحبِطة دون علاج (رويترز)
حتى أقوى أسعد العلاقات قد تتعثر عندما تُترك عادات مُحبِطة دون علاج (رويترز)
TT
20

العادات الخمس الأكثر إزعاجاً في العلاقات العاطفية

حتى أقوى أسعد العلاقات قد تتعثر عندما تُترك عادات مُحبِطة دون علاج (رويترز)
حتى أقوى أسعد العلاقات قد تتعثر عندما تُترك عادات مُحبِطة دون علاج (رويترز)

حتى أقوى وأسعد العلاقات قد تتعثر عندما تُترك عادات تبدو صغيرة ومُحبِطة دون علاج؛ حيث تتراكم هذه العادات تدريجياً حتى تصبح فجأة لا تُطاق. وعندما تنتهي العلاقات بهذه الطريقة، غالباً ما يُفكر الأزواج السابقون في «القشة التي قصمت ظهر البعير».

وتقول المُعالجة النفسية جوردان ترافرز التي عملت مع أكثر من 100 زوج، إنها رأت بنفسها كيف يُمكن لبعض السلوكيات غير المُنضبطة أن تُثير الخلاف بين الشريكين. ونقلت عنها شبكة «سي إن بي سي» الأميركية 5 عادات شائعة ومزعجة تُدمر العلاقات.

افتراض أن شريكك يستطيع قراءة أفكارك

بدلاً من التعبير عن احتياجاتهم بوضوح، يتوقع كثيرون أن يعرف شريكهم بالضبط ما يحتاجون إليه، وفي الوقت المناسب. ولكن هذه طريقة سهلة لتعريض نفسك لخيبة الأمل. يُطلِق علماء النفس على هذا «وَهْم الشفافية»، وهو «تحيز معرفي» يفترض فيه الناس أن مشاعرهم ورغباتهم واضحة للآخرين، بينما هي في الواقع ليست كذلك.

ووفقاً للدراسات، فإن المبالغة في تقدير مدى معرفة شريكك بأفكارك الداخلية قد تكون ضارة وتؤدي إلى الاستياء؛ لأن التواصل هو أساس علاقة قوية وصحية. وفي العلاقات الناجحة، يُهيئ كلا الشريكين مكاناً آمناً؛ حيث يُمكن لكل منهما التعبير عن احتياجاته ورغباته دون خوف أو خجل.

تسجيل قائمة الحسنات والمساوئ

يمكن للعلاقات الصحية أن تتدهور بسرعة عندما يبدأ الزوجان في حصر حسنات بعضهما بعضاً وأخطائهما. بمجرد أن «يُسجِّل» أحد الشريكين أو كلاهما حسنات بعضهما بعضاً، تتحول العلاقة في النهاية إلى منافسة. وللأسف، عادةً ما يفشل أحد الطرفين.

تُظهر البحوث أن تدوين ملاحظات حول مَن فعل ماذا في العلاقة -سواءً كانت أعمالاً منزلية أو خدمات أو تضحيات- يؤدي دائماً -تقريباً- إلى علاقة بين دائن ومديون، وهذا قد يُقلل من الامتنان. وغالباً ما تُؤدي عقلية «العين بالعين» هذه إلى ديناميكية قائمة على المعاملات؛ حيث يصبح اللطف وسيلة لتحقيق غاية، ويفقد كل مصداقيته. وفي الواقع، فإن العطاء دون انتظار مقابل هو أفضل طريقة لبناء شراكة متبادلة قائمة على المحبة.

السلوك السلبي العدواني

يُعدُّ السلوك السلبي العدواني وسيلة للتعبير عن عدم الرضا عن الشريك دون حل المشكلة فعلياً. تخيَّل أن شريكك منزعج منك ويختار التعبير عن ذلك بحجب المودة. ومع أنه ليس بالضرورة سلوكاً علنياً، فإن البحوث تُظهر أن السلوك السلبي العدواني غالباً ما يُشير إلى عدم الرضا والاستياء، وهو أمر لا ينبغي تجاهله في العلاقة العاطفية.

هذا السلوك ليس جارحاً ومربكاً فحسب؛ بل إنه أيضاً يُعيق الطرفين عن المضي قدماً. فمن دون حوار مباشر وصريح حول المشكلات، لا توجد فرصة لمعالجتها بطريقة بناءة.

التحكم في حياة الشريك

إن تلقِّي النصائح باستمرار حول كيفية إدارة عملك أو هواياتك أو حتى صداقاتك سيشعرك بالسيطرة والاستعلاء. لا أحد يحب النصائح أو الملاحظات السلبية دائماً، ولا أحد يرغب في الشعور بأنه تحت السيطرة؛ خصوصاً في علاقته العاطفية.

يتراجع الرضا عن العلاقة بشكل حاد بمجرد أن تبدأ العلاقة في التحول لما يشبه العلاقة بين الأبوين والأبناء. وانتبه؛ لأنه من السهل تجاوز الخط الفاصل بين الملاحظات البناءة والنقد العدائي. ووفقاً للدراسات، فإن الأخير قد يؤدي إلى انخفاض الرضا عن العلاقة.

أهم دور تلعبه بوصفك شريكاً هو معرفة متى تقدم رأيك، والأهم من ذلك، متى يكون من واجبك ببساطة تقديم الدعم.

الإنصات لمجرد الرد

من أكثر الأمور التي قد يفعلها شريكك والتي تعد مؤشراً على الإهمال هو الإنصات لمجرد التحضير للرد التالي، بدلاً من الإنصات الفعال. وإذا لم تستكشف أو تنغمس فيما يقوله شريكك حقاً، تشير البحوث إلى أنك ستبدو مغروراً، لا متعاوناً. وأسعد الأزواج يستمع بعضهم لبعض بهدف الفهم، وليس فقط لإبداء آرائهم.