«العلاقات السامة»... كيف تكتشفها وتتعامل معها؟

أشارت الدراسة إلى أن ضغط الدم سجّل مستوى أعلى لدى الشخص الذي التقى للتو بصديق ينطبق عليه في الواقع وصف «صديق عدو» (متداولة)
أشارت الدراسة إلى أن ضغط الدم سجّل مستوى أعلى لدى الشخص الذي التقى للتو بصديق ينطبق عليه في الواقع وصف «صديق عدو» (متداولة)
TT

«العلاقات السامة»... كيف تكتشفها وتتعامل معها؟

أشارت الدراسة إلى أن ضغط الدم سجّل مستوى أعلى لدى الشخص الذي التقى للتو بصديق ينطبق عليه في الواقع وصف «صديق عدو» (متداولة)
أشارت الدراسة إلى أن ضغط الدم سجّل مستوى أعلى لدى الشخص الذي التقى للتو بصديق ينطبق عليه في الواقع وصف «صديق عدو» (متداولة)

كانت غاييل بريتون تصر دائماً على أنها وشقيقتها الكبرى سييرا ليستا مجرد شقيقتين - بل هما أفضل صديقتين. لكن زوج غاييل هو أول من أدرك أن علاقة زوجته بسييرا هي علاقة سامة. فقد تجاهلت غاييل حقيقة أن سييرا كانت تلغي خطط الخروج معاً دائماً وتطعن في ظهرها وتجعلها تشعر بالسوء.

يوضح لوك زوج غاييل «هذا هو الجزء الذي يزعجني أكثر من غيره، تشعر غاييل باستمرار وكأنها مخطئة. تكون منتبهة عند كل رسالة نصية؛ تحلل كل مكالمة هاتفية للتأكد من أنها لم تسئ إلى شقيقتها. إنه أمر مرهق بالنسبة لي لذا لا يمكنني إلا أن أتخيل كيف يكون الأمر بالنسبة لغاييل».

لا تشعر غاييل بالارتياح بوصف شقيقتها على أنها «عدوة تتظاهر بأنها صديقة»، حيث تصر غاييل على أنها لا تشعر بأي عداء تجاه سييرا، ولكن عندما أجرت اختباراً جديداً بسيطاً لسُمية العلاقة صممته عالمة النفس جوليان هولت لونستاد في جامعة بريغهام يونغ في ولاية يوتاه الأميركية، أشارت النتيجة إلى ما يسميه علماء النفس «علاقة متناقضة» أو «علاقة حب وكراهية»، وفق تقرير لصحيفة «التلغراف» البريطانية.

علاقة مرهقة للغاية

يشير بحث هولت لونستاد، الذي نُشر في أحدث إصدار من مجلة «نيو ساينتست»، إلى أن العلاقات المتناقضة يمكن أن تكون مرهقة للغاية لدرجة أنها تلحق الضرر بصحتنا العقلية والجسدية ويمكن أن تؤدي حتى إلى شيخوختنا قبل الأوان.

في دراستها، ربطت هولت لونستاد 102 مشارك بأجهزة مراقبة ضغط الدم لمدة ثلاثة أيام، وقاموا بتشغيلها أثناء أي تفاعل اجتماعي. بعد ذلك سجلوا من التقوا بهم وقيموهم باستخدام اختبار السمية. عندما حللت هولت لونستاد النتائج، كان من الواضح أن ضغط الدم سجل مستوى أعلى أثناء اللقاءات مع أولئك الذين حصلوا على حالة «صديق عدو».

تعترف غاييل بأنها تشعر بالسعادة والخوف في الوقت نفسه عند التفكير في رؤية شقيقتها. وتوضح قائلة: «أنا أحبها، لكنها بالتأكيد تجعلني أشعر بالتوتر. فأنا أعاني من الأرق عندما تكون هناك خطة للقاء، وأكون دائماً في حالة تأهب قصوى في التجمعات العائلية عندما تكون في الجوار. ويستغرق الأمر نحو ثلاثة أيام لأتعافى من ذلك».

تشير أبحاث هولت لونستاد إلى أن الأصدقاء والآباء والأشقاء والزملاء وحتى الأزواج يمكن أن يكونوا في علاقة متناقضة، أي «أصدقاء أعداء». وتقول إن التناقض يمكن أن يأتي في أشكال عديدة: فقد يفتقرون إلى الاهتمام بحياتك، أو يتراجعون بانتظام عن الخطط، أو يتقلبون في عاطفتهم. وقد يتجاهلونك أو يحتفظون بالأسرار.

تقول غاييل إنها لا تعرف أبداً كيف ستكون تصرفات سييرا. يمكن أن تكون دافئة ومحبة أو باردة ومتقلبة المزاج، هذا رغم حقيقة أنها تعمل في وظيفة أكثر ربحية من غاييل وقد خطبت للتو.

أضافت غاييل: «إن سييرا الشخص الأكثر مرحاً الذي أعرفه وتقدم النصائح والدعم الجيدين، لكنها يمكن أن تجعلني أشعر أيضاً وكأنني فعلت شيئاً خاطئاً وأجد نفسي أتساءل بشدة بشأن ما فعلته وتسببت فيه بإهانتها».

مصدر دائم للانزعاج

تشعر غاييل بأن شقيقتها مصدر دائم للانزعاج والقلق، وتستاء من حقيقة أن سييرا تحب معاقبتها على ما يبدو وأنها لا تقدّر علاقتهما بنفس الطريقة التي تتصرف بها غاييل.

يقول لوك «مؤخراً لم تدعها سييرا إلى مشروبات عيد ميلادها. كان تجمعاً صغيراً جداً في حانة، أعترف بذلك، لكن لا يمكنني أن أخبرك بمدى الألم الذي شعرت به غاييل بسبب استبعادها». ومع ذلك، تعتقد غاييل حقاً بأنها وسييرا لا تزالان أفضل صديقتين.

وفقاً لطبيبة النفس الدكتورة أودري تانغ، فإن هذه هي الطريقة التي تبدأ بها الصداقة دائماً -شخصان يستمتعان بقضاء الوقت معاً والقيام بنفس الأشياء. ولكن بعد ذلك يؤثر التغيير في حالة العلاقة أو المهنة أو الصحة على الطريقة التي يتصرف بها أحد الطرفين؛ وفي بعض الحالات يكون كلا الطرفين مذنباً.

تقول تانغ «لن نعرف أننا متورطون في صداقة سامة حتى نبدأ في الشعور بالسوء، وسيكون هذا بسبب انخراط صديقنا المزعوم في أنماط سلوكية سلبية مثل كسر خطط اللقاء، أو التقليل من شأننا، أو عدم التحقق من مشاعرنا أو القيام بالنميمة عنا».

وتضيف: «يمكن أن ننجذب دون وعي إلى علاقات غير متوازنة، وبعد ذلك لأننا نعتبرها اختيارنا نكافح للحفاظ عليها».

وتانغ، التي عاشت أربع علاقات سامة بنفسها في مرحلة البلوغ، ترى أن السلوك السام قد لا يكون متعمداً، مما يجعل من الصعب جداً تبديده.

كانت أكثر علاقات تانغ سمية مع صديقة في العمل، فقد أفسدت عطلتين وأدت إلى ارتفاع ضغط دمها بشكل كبير؛ تتذكر أنها كانت خائفة للغاية تصفح تطبيق «واتساب» وفي النهاية كان الخيار الوحيد هو كسر النمط وقطع العلاقة.

الاحتفاظ بعلاقة وظيفية

تقول: «في عالم مثالي، ستُجري محادثة صريحة وسيستمعون إليك وحتى يشعروا بالامتنان لأنك نبهت إلى سلوكهم»، «لكن العديد من الناس يفتقرون إلى الوعي الذاتي عند مواجهة الانتقادات».

وتقترح الدكتورة تانغ اتخاذ الشخص القرار بشأن ما إذا كان يريد استمرار العلاقة وعلى أي أساس، وإذا كانت العلاقة تسبب ضغوطاً لا توصف وتؤثر على علاقات أخرى في حياتك، على سبيل المثال مع شريك أو زملاء آخرين، فإن الحل الواضح هو قطع العلاقات.

ولكن إذا كان هذا الشخص سيظل دائماً في حياتك، فأنت تهدف إلى الحفاظ على علاقة وظيفية، و«إن الأمر يتعلق بوضع الحدود وتبني استراتيجيات عاطفية لمعالجة السمية، وهذا يعني عدم السماح للسخط بالتفاقم، وربما توقع أقل من العلاقة»، وفق تانغ.

مشكلة في الإصغاء

تقول تانغ: إن السمية يمكن أن تنبع أيضاً من مشكلة في الإصغاء؛ وهناك ثلاثة أخطاء شائعة نرتكبها عندما يتعلق الأمر بالاستماع إلى المقربين: إلقاء النصائح المدروسة بدلاً من الاستماع حقاً؛ الاستماع فقط لانتقاد المتحدث؛ وعرقلته من خلال «التغلب» على تجربته بتجربتنا. بدلاً من ذلك، يجب أن نهدف إلى الاستماع بنشاط، من خلال طرح أسئلة مفتوحة تبدأ ﺑ«من، ماذا، متى، أو كيف»، وإعادة صياغة ما قيل في الحديث للتأكد من أننا فهمنا المقصود بشكل دقيق.

يجب أن نسأل أنفسنا أيضاً عما إذا كنا سامين بعض الشيء أيضاً في علاقاتنا مع الآخرين، بحسب الخبيرة تانغ، التي تقول «إذا أجبرنا أنفسنا على التفكير في نوع الأصدقاء الذي نحن عليه، فإننا نرى العلاقات من منظور جديد. على سبيل المثال، أنا في الواقع صديقة غير عاطفية تماماً؛ يمكنني أن أكون عملية جداً إذا كنت بحاجة إلى مساعدتي ولكنني لست جيدة في الجلوس والإمساك بيدك».

كما أنه، وفق الخبيرة، من المحتمل أنه حتى لو أنقذت نفسك من علاقة سامة واحدة، فسينتهي بك الحال في علاقة أخرى سامة.

وتؤكد عالمة النفس هولت لونستاد أن الشخص العادي لديه من «الأصدقاء الأعداء» ما لا يقل عن عدد الأصدقاء. وتقول تانغ إن الأمر يتعلق بالتعرف على العلامات التحذيرية، وتقترح «التركيز على وضع الحدود وتوفير طاقتك للعلاقات التي تجعلك تشعر بالسعادة».


مقالات ذات صلة

لقاح جديد يمنع عودة سرطان الثدي

يوميات الشرق فريق البحث بكلية الطب بجامعة واشنطن يجري دراسات للتحقق من فاعلية اللقاح الجديد (جامعة واشنطن)

لقاح جديد يمنع عودة سرطان الثدي

أظهرت تجربة سريرية أُجريت في كلية الطب بجامعة واشنطن الأميركية نتائج مشجعة للقاح تجريبي يهدف إلى منع عودة أورام سرطان الثدي الثلاثي السلبي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
العالم العربي المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

في بلدة عمشيت الساحلية الهادئة التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة شمالي بيروت، استأنفت المدارس الحكومية أخيراً مهمتها التعليمية وسط عشرات الآلاف من النازحين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)

فيتامين «د» يخفض ضغط الدم لدى المسنين

أظهرت دراسة دولية أن تناول مكملات فيتامين «د» قد يساعد في خفض ضغط الدم لدى كبار السن المصابين بالسمنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك المكسرات أطعمة غنية بالطاقة وبالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة (أرشيفية - رويترز)

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

وجدت دراسة أجريت على أكثر من 50 ألف مشارك في المملكة المتحدة أن الأشخاص الذين يتناولون حفنة من المكسرات كل يوم قد يخفضون من خطر الإصابة بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك توصيات بممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على وزن صحي (رويترز)

السمنة تزيد وفيات مرضى القلب في أميركا بنسبة 180 %

أظهرت دراسة أميركية أن وفيات أمراض القلب المرتبطة بالسمنة في الولايات المتحدة زادت بنسبة 180 % بين عامي 1999 و2020.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

أحمد عز: تخليت عن عملي في السياحة من أجل «مذكرات مراهقة»

الفنان المصري أحمد عز (إدارة المهرجان)
الفنان المصري أحمد عز (إدارة المهرجان)
TT

أحمد عز: تخليت عن عملي في السياحة من أجل «مذكرات مراهقة»

الفنان المصري أحمد عز (إدارة المهرجان)
الفنان المصري أحمد عز (إدارة المهرجان)

ذكريات متعددة، وخطوات صعبة في البدايات، استعادها الممثل المصري أحمد عز خلال ندوة تحدث فيها عن مسيرته الفنية ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ45، الخميس، بعد منحه جائزة فاتن حمامة للتميز عن مسيرته الفنية.

الندوة التي أدارها الناقد المصري رامي المتولي الذي أعد الكتاب الاحتفالي بمسيرة الممثل المصري بعنوان «حلم عز... رحلة صعود إلى القمة»، استمرت لنحو ساعتين، تحدث خلالها عز عن الصعوبات التي واجهته في مرحلة البدايات، متذكراً أول مشهد تمثيلي قدمه في عرض مسرحي بمدرسته لجثة على خشبة المسرح، وكان يقوم شقيقه الأكبر بالتمثيل فيه.

وتحدث عز عن قراره الاستقالة من عمله في مجال الفنادق من أجل تصوير أولى بطولاته السينمائية «مذكرات مراهقة» مع المخرجة إيناس الدغيدي، بعدما رفضت إدارة الفندق الذي كان يعمل به حصوله على إجازة من أجل تصوير الفيلم، مشيراً إلى أنه عندما أخبر عائلته بقرار استقالته كانوا يتناولون الإفطار خلال شهر رمضان، وقام والده من على طاولة الطعام غاضباً.

أحمد عز يستعيد أدواره الأولى وصعوبات البدايات (إدارة المهرجان)

وأكد أن عائلته تأثرت بسبب الانتقادات الحادة التي تعرض لها فيلمه الأول، لدرجة أنهم لم يشاهدوه في السينما ولكن شاهدوه فقط في التلفزيون مرة واحدة، عادّاً أن العمل لم يكن يستحق كل ما قيل في حقه، خصوصاً في ظل وجود رقابة على الأعمال الفنية لا يمكن أن توافق على أعمال تتضمن تجاوزاً.

واستعاد عز مسيرة عدد من صناع السينما الذين دعموه في مسيرته، من بينهم المخرج جمال عبد الحميد الذي منحه دوراً صغيراً في مسلسل «زيزينيا»، بعدما ذهب إليه وطرق بابه من أجل التمثيل، بينما تطرق إلى حصوله على عدد من الأدوار بوصفه بديلاً لزملاء اعتذروا أو تركوا هذه الأعمال، من بينها فيلم «يوم الكرامة»، ومسلسل «ملك روحي» مع يسرا، الذي وقع تعاقده قبل 3 أيام فقط من بداية تصويره.

وأضاف أن المسلسل كان نقطة تحول في مسيرته الفنية، مؤكداً أنه بعد عرض المسلسل في رمضان أصبح معروفاً في الوطن العربي، لافتاً إلى أنه سافر إلى لبنان في إجازة بعد عرض المسلسل، وفوجئ بمعرفة الجمهور به، واستقباله بشكل حافل، حيث كان يعرض العمل عبر شاشة «إم بي سي».

أحمد عز يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

وتحدث الفنان المصري عما وصفه بـ«القرار الخطأ» عندما طلب تصوير مشهد وفاة نجله في فيلم «مسجون ترانزيت» بعد وفاة والدته بوقت قصير من أجل استغلال حالة الحزن التي يعيشها في الواقع، مؤكداً أن القرار لم يكن سليماً، وأنه لم يشعر بتأثير الأمر إلا بعد ذلك بفترة حيث ظل لفترة يمر بحالة نفسية سيئة.

وتطرق عز إلى تصوير مشاهد الأكشن الصعبة بمسيرته، ومن بينها تصويره مشاهد خطيرة في فيلم «الرهينة» داخل مفاعل نووي حقيقي بأوكرانيا، وإصابته بجرج خلال تصوير أحد مشاهد فيلم «الشبح»، مؤكداً أنه يرفض تقديم مشاهد الأكشن غير محسوبة العواقب.

وأشاد الممثل المصري بالدعم الذي تقدمه «هيئة الترفيه» السعودية لصناعة الأفلام المصرية، مع ارتفاع سقف الإنتاج والدعم الكبير الذي يقدم أفلاماً بميزانيات كبيرة، مؤكداً أنها ساعدت على تنفيذ أفلام مهمة وحققت إيرادات كبيرة، من بينها «ولاد رزق 3» الذي وصلت إيراداته إلى مليار جنيه (الدولار يساوي 49.22 جنيهاً)، وفق قوله.

وعدّ الناقد المصري، أحمد سعد الدين، اختيار أحمد عز للتكريم «بصفته من الفنانين الذين تركوا بصمة في السينما، ولديهم مشوار ممتد على مدار أكثر من 25 عاماً، بأفلام استطاع من خلالها تصدر شباك التذاكر في مصر والعالم العربي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «أداء عز التمثيلي في تطور مستمر، كما نجح بالاعتماد على موهبته في تجسيد الأدوار المختلفة».