بيع زوج نادر من الجرار يعود إلى عصر «مينغ» بـ12 مليون دولار

جرتان من الخزف تعودان إلى القرن السادس عشر (سوذبيز)
جرتان من الخزف تعودان إلى القرن السادس عشر (سوذبيز)
TT

بيع زوج نادر من الجرار يعود إلى عصر «مينغ» بـ12 مليون دولار

جرتان من الخزف تعودان إلى القرن السادس عشر (سوذبيز)
جرتان من الخزف تعودان إلى القرن السادس عشر (سوذبيز)

بيع زوج من جرار الأسماك النادرة، يعود إلى عصر سلالة مينغ بالقرن السادس عشر، بمبلغ 9.6 مليون جنيه إسترليني (12.5 مليون دولار) في مزاد، متجاوزاً تقدير الدار البالغ مليون جنيه إسترليني (1.3 مليون دولار).

وأشعلت الجرار الخزفية، التي صنعت خصيصاً للإمبراطور جياجينغ، حرب مزايدات استمرت 20 دقيقة بين أكثر من 10 من المهتمين بجمع التحف الفنية، قبل بيعها في النهاية إلى جامع خاص في آسيا، بحسب بيان من دار المزادات «سوذبيز»، الأربعاء.

وأعلنت الدار أن «هذه النتيجة الرائعة تجعل من هذه الجرار أغلى عمل فني صيني يباع في مزاد على مستوى العالم، العام الحالي». ويكمن جزء من قيمة المجموعة في حقيقة أن هذا كان أول ظهور على الإطلاق لزوج كامل من جرار الأسماك بغطائها في مزاد.

ويذكر أن الجرار التي صنعت بين عامي 1522 و1566 في عهد الإمبراطور جياجينغ، تعكس تقدماً ملحوظاً في إنتاج الخزف خلال هذه الفترة، وأبرزت «سوذبيز» أن الجرار تميزت بزخارف من أسماك الشبوط الذهبية التي تبدو كأنها تطفو في برك غنية بزهر اللوتس ونباتات أخرى.

وفي سياق متصل، أكد نيكولاس تشاو، رئيس قسم الأعمال الفنية الصينية في آسيا لدى «سوذبيز»، في مقابلة مع شبكة (سي إن إن) الأميركية عام 2017، أن سوق الخزف الصيني شهد ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار منذ ازدهار الاقتصاد الصيني أواخر تسعينات القرن الماضي.

وأوضح تشاو أن الأثرياء الجدد في الصين يسعون بشدة إلى استعادة تراثهم، مشدداً على أهمية صناعة الخزف في التاريخ الصيني.

وقال: «لطالما كانت صناعة الخزف جزءاً أساسياً من الثقافة الصينية، ورغم وجود تقاليد في الشرق الأوسط وأوروبا، فإن الصين طورت هذه التكنولوجيا على مدى آلاف السنين، ما جعلها فريدة لا مثيل لها عالمياً».


مقالات ذات صلة

مصباح مملوكي يكسر الأرقام القياسية ويحقق أكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني بالمزاد

يوميات الشرق «مصباح صرغتمش» الأغلى سعراً على الإطلاق (بونامز)

مصباح مملوكي يكسر الأرقام القياسية ويحقق أكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني بالمزاد

بعد مزايدة تنافسية حامية في صالة المزاد وعبر الهواتف حقق «مصباح صرغتمش» رقم لم يسبقه مثيل تجاوز الـ5 ملايين جنيه إسترليني.

عبير مشخص (لندن)
يوميات الشرق مصباح صرغتمش يُعرَض في المزاد (بونامز)

أنار مدرسة بالقاهرة القديمة... مصباح نادر من العصر المملوكي للبيع في لندن

تعرض «دار بونامز» في لندن بمزادها القادم مصباحاً أثرياً نادراً من عصر المماليك صنع في القاهرة.

عبير مشخص (لندن)
يوميات الشرق آفاق جديدة في سوق الفنّ العالمية (إ.ب.أ)

أول عمل فنّي أنجزه روبوت «بشريّ» يُباع بمليون دولار

بيعت لوحة فنّية أنجزها روبوت الذكاء الاصطناعي لشخصية عالم الرياضيات الشهير، آلان تورينغ، الذي كان رمزاً لفكّ الشيفرات خلال الحرب العالمية الثانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الدرعية ستحتضن أول مزاد عالمي في السعودية (خاص)

«سوذبيز» لتنظيم أول مزاد لها في السعودية

تعزيزاً لوجودها في السعودية، وبعد أن أنشأت أول مكتب لها في الرياض، أعلنت دار «سوذبيز» للمزادات تنظيم أول مزاد فني عالمي في المملكة يوم 8 فبراير (شباط) المقبل، ت

عبير مشخص (لندن)
يوميات الشرق لوحة «إضاءات» للفنان أحمد ماطر من القطع التي ستعرض في المزاد المقبل (سوذبيز)

«أصول» أول مزاد عالمي لـ«سوذبيز» في السعودية

في قلب الرياض وتحديداً من الدرعية التاريخية ستطلق دار سوذبيز أول مزاد عالمي في السعودية، وهو المزاد الأول للدار بعد أن حصلت على ترخيص بافتتاح مقر لها بالمملكة.

عبير مشخص (لندن)

مصريون يتذكرون أعمال «الساحر» محمود عبد العزيز في ذكرى رحيله الثامنة

الفنان المصري محمود عبد العزيز (فيسبوك)
الفنان المصري محمود عبد العزيز (فيسبوك)
TT

مصريون يتذكرون أعمال «الساحر» محمود عبد العزيز في ذكرى رحيله الثامنة

الفنان المصري محمود عبد العزيز (فيسبوك)
الفنان المصري محمود عبد العزيز (فيسبوك)

مع حلول الذكرى الثامنة لرحيل الفنان المصري محمود عبد العزيز الشهير بـ«الساحر»، احتفل محبوه على «السوشيال ميديا»، الثلاثاء، بتداول مشاهد من أعماله الفنية التي قدّمها على مدى نصف قرن تقريباً، وكان من بينها لقطات وأدوار وصفها نقاد بأنها «أيقونية».

واستعاد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو الشهيرة لمحمود عبد العزيز، مثل مشاهد كواليس الغناء التي اشتهر بها ومقاطع لحوارات مع مؤلفي وملحني فيلم «الكيف»، إنتاج 1985، الذي يعدونه بمثابة «نبوءة» لما يشهده الوسط الفني حالياً من «غزو لنجوم المهرجانات»، على حد تعبير الكثير منهم.

ونشر الفنان كريم محمود عبد العزيز صورة لوالده عبر حسابه على «إنستغرام»، كتب تحتها: «8 سنين على أكثر يوم فارق في حياتي، الله يرحمك يا أبو الرجولة كلها»، فيما حصدت رسالة وجهها شقيقه الفنان محمد محمود عبد العزيز إلى روح والده تفاعلاً لافتاً لتطرقه إلى تفاصيل إنسانية في علاقته بأبيه مثل تزامن ذكرى رحيل الفنان مع ميلاد حفيدته بفارق يوم واحد.

محمود عبد العزيز وكريم عبد العزيز (فيسبوك)

من جانبه عدّ الناقد الفني المصري طارق الشناوي الفنان محمود عبد العزيز «موهبة فريدة في تاريخ الفن المصري؛ لأنه كان متعدد الأوجه ما بين الكوميدي والتراجيدي والرومانسي بل والأكشن، وهي أنماط كان يؤديها بشكل مقنع للغاية»، وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى «ذكاء ونضج اختيارات عبد العزيز، حين وافق على المشاركة في فيلم (البريء)، إنتاج 1986، لأحمد زكي، رغم أنه لم يلعب دور البطولة الأولى وكان وقتها أكثر نجوميةً وشهرةً من زكي».

ويرى الناقد الفني المصري، محمد عبد الرحمن، أن الفنان الراحل محمود عبد العزيز يُعد «أيقونة من أيقونات الفن المصري في النصف الثاني من القرن العشرين؛ حيث قدّم أدواراً أيقونية، ويمتلك حضوراً طاغياً ولديه القدرة على الوصول إلى قلوب الناس»، وأضاف، لـ«الشرق الأوسط»، أن «محمود عبد العزيز تمرّد على ملامحه شبه الأوروبية، لا سيما في مرحلة الشباب وأواسط العمر، وانخرط بأدوار شديدة المصرية، تعكس واقع مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية على نحوٍ بارع وآسر».

وفي الدراما، قدّم عبد العزيز عدداً من المسلسلات التي نالت شهرة واسعة، منها مسلسل «رأفت الهجان» بأجزائه المختلفة، الذي ينتمي إلى نوعية التشويق والجاسوسية، كما لقّب بـ«الساحر» نسبةً إلى فيلم «الساحر» الذي قدّمه في 2002 مع المخرج رضوان الكاشف، ويتناول فيه قضايا الحب في الكهولة ومشكلات تربية البنات في مرحلة المراهقة.

 

محمود عبد العزيز (فيسبوك)

وأكد الناقد الفني محمد عبد الخالق أن «محمود عبد العزيز فنان أحبه الجمهور من أول إطلالة له، بعيداً عن موهبته الفنية التي فرضت نفسها، فقد كان صاحب طلة مريحة يدخل القلب، وكاريزما قوية وخفة دم»، وتابع لـ«الشرق الأوسط» أن «الجمهور عاطفي بطبيعته ويحكم بقلبه أولاً، فضلاً عن جرأة عبد العزيز في تقديم موضوعات قوية وشخصيات غير تقليدية حجزت له مكانة شديدة الخصوصية».

يشار إلى أن محمود عبد العزيز ولد بمدينة الإسكندرية عام 1946 وتخرج في كلية الزراعة، جامعة الإسكندرية، وهي الكلية نفسها التي تخرّج فيها عدد من رموز الفن مثل سمير غانم والمخرج محمد فاضل. وجاءت مشاركاته الفنية الأولى بسيطة للغاية عبر عدد من المسلسلات، إلى أن شارك في مسلسل «الدوامة» مع محمود ياسين عام 1974 وكانت هذه المشاركة بمثابة «نقطة تحول» في معرفة الجمهور به على نحوٍ مهّد لدخوله السينما من خلال فيلم «الحفيد» مع عبد المنعم مدبولي وكريمة مختار ونور الشريف وميرفت أمين، الذي كان بداية موعده مع النجومية.

وبلغ رصيد «الساحر» في السينما نحو 84 فيلماً، من أبرزها «الكيت كات» الذي جسّد فيه شخصية المكفوف خفيف الظل الباحث عن مغامرة، و«الشقة من حق الزوجة» الذي يُعد وثيقةً فنية على حالة المجتمع المصري في حقبة الثمانينات، فضلاً عن أفلام «العذراء والشعر الأبيض»، و«تزوير في أوراق رسمية»، و«العار»، و«الكيف»، و«جري الوحوش»، و«ليلة البيبي دول»، و«سوق المتعة»، و«إبراهيم الأبيض».