سوزان ساراندون تدخل «القائمة السوداء» لهوليوود بسبب دعم غزةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5080230-%D8%B3%D9%88%D8%B2%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D9%87%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%88%D8%AF-%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%BA%D8%B2%D8%A9
سوزان ساراندون تدخل «القائمة السوداء» لهوليوود بسبب دعم غزة
اعتذرت عن تعليقات وُصِفت بالمعادية للسامية
سوزان ساراندون خلال مؤتمر صحافي للمجموعة النسوية «كود بينك» بالكابيتول هيل في 15 فبراير 2024 للاحتجاج على دعم الولايات المتحدة لقصف إسرائيل لغزة (كود بينك)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
سوزان ساراندون تدخل «القائمة السوداء» لهوليوود بسبب دعم غزة
سوزان ساراندون خلال مؤتمر صحافي للمجموعة النسوية «كود بينك» بالكابيتول هيل في 15 فبراير 2024 للاحتجاج على دعم الولايات المتحدة لقصف إسرائيل لغزة (كود بينك)
أعلنت الفنانة الأميركية سوزان ساراندون أنها أُدرجت على «القائمة السوداء» من قِبل استوديوهات هوليوود الرئيسية، بسبب مواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية، وأبرزها مشاركتها في تجمّع مؤيد لفلسطين في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وفق صحيفة «إندبندنت» البريطانية.
وظهرت الممثّلة والناشطة، البالغة من العمر 78 عاماً، في احتجاج بنيويورك، للتظاهر ضد الحرب الإسرائيلية على فلسطين، وفي الاحتجاج قالت ساراندون إن كثيراً من الناس «يخافون من أن يكونوا يهوداً في هذا الوقت، ويتذوّقون ما يشعر به المسلمون في هذا البلد الذي يتعرّض للعنف في كثير من الأحيان».
واعتذرت ساراندون لاحقاً عن التعليق، قائلة إن الصياغة كانت «خطأ فادحاً»، وأنها كانت تنوي التعبير عن قلقها بشأن الهجمات المعادية للسامية.
وقالت في ذلك الوقت: «كانت هذه الصياغة خطأ فادحاً؛ لأنها تعني أن اليهود كانوا غرباء عن الاضطهاد حتى وقت قريب، بينما العكس هو الصحيح»، وأردفت: «أشعر بالأسف الشديد؛ لأنني قلّلت من شأن هذا الواقع، وآذيت الناس بهذا التعليق، كان هدفي إظهار التضامن مع النضال ضد التعصب بجميع أشكاله، وأنا آسفة لأنني فشلت في القيام بذلك».
وفي مقابلة حديثة مع صحيفة «التايمز»، قالت ساراندون إن الجدل أدّى إلى تركها من قِبل وكالتها، ولم تَعُد قادرة على المشاركة في أفلام هوليوود. وتابعت ساراندون: «لقد تخلّت عني وكالتي، وتم سحب مشاريعي، لقد تم استخدامي مثالاً لما لا يجب عليك فعله إذا كنت تريد الاستمرار في العمل».
وتابعت ساراندون: «هناك كثير من الناس عاطلون عن العمل الآن (منذ) نوفمبر من العام الماضي... فقدوا وظائفهم بصفتهم حراساً، وكُتّاباً، ورسامين، وأشخاصاً يعملون في الكافيتريا، ومعلّمين بدلاء تم فصلهم لأنهم غرّدوا بشيء ما، أو أُعجبوا بتغريدة، أو طلبوا وقف إطلاق النار».
وعندما سُئِلت الفنانة الأميركية عما إذا كان سيُعرض عليها أي أدوار سينمائية واسعة النطاق مرة أخرى، أجابت ساراندون: «لا أعرف، أي شيء في هوليوود».
وتُواصِل ساراندون الدعوة إلى إنهاء العنف في فلسطين منذ اندلاع الحرب.
وقُتل أكثر من 43 ألف فلسطيني، وأُصيب أكثر من 100 ألف فلسطيني منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفق وزارة الصحة في غزة.
وهذا الأسبوع، ذكر مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، أن ما يقرب من 70 في المائة من جميع القتلى الفلسطينيين المؤكَّدين في غزة كانوا من النساء والأطفال، واتهمت المنظمةُ إسرائيلَ بالفشل في «الامتثال للمبادئ الأساسية للقانون الإنساني».
احتل نحو مائة طالب مقر شركة ليوناردو في مدينة تورينو الإيطالية للتنديد بما يقولون إنه تواطؤ مجموعة الصناعات الدفاعية الإيطالية في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة.
طرابلس توحَّدت ببيروت... وتحيّة جنوبية في «ماراثون السلام» اللبنانيhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5081324-%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%B3-%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%91%D9%8E%D8%AF%D8%AA-%D8%A8%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%AA%D8%AD%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A
طرابلس توحَّدت ببيروت... وتحيّة جنوبية في «ماراثون السلام» اللبناني
شكل آخر للحدث الكبير بحجم النُبل نفسه وجمال المسؤولية (بيروت ماراثون)
المنطلقون عند السادسة صباح الأحد من خطّ بداية السباق في مدينة طرابلس الشمالية، ارتدوا الأبيض ورفعوا العلم اللبناني. تقرَّر ليوم 10 نوفمبر (تشرين الثاني) أن يستضيف الحدث السنوي المُنتظر، وخرَّبت الحرب الخطط. لم تعبُر شوارعَ بيروت أقدام العدّائين أو تتطلّع عيون الأطفال مذهولةً بألوان البالونات والشابات الراقصات والموسيقى الحماسية طوال «سباق المرح». كرنفال «ماراثون بيروت الدولي» أُلغي. الأحد الماضي، وفي يومه المُقرَّر، اتّخذ شكلاً آخر بحجم النُبل نفسه وجمال المسؤولية. سباق من أجل السلام انطلق من طرابلس نحو العاصمة النازفة.
9 فرق هتفت: «كلنا للوطن». فريقٌ سلّم الآخر الأعلام اللبنانية بعد الركض لمسافة 10 كيلومترات، فتكتمل خطّة وَصْل طرابلس ببيروت بركض ما يزيد على 90 كيلومتراً للفرق الـ9 مجتمعةً. وإن حضر العداؤون بعدد أقل مقارنةً بجَرْف الأعداد في يوم الماراثون الكبير، فقد سجَّلوا فارقاً، وأحدث الأفراد وَقْع الجماعة. خَبْطُ الأقدام دوَّى، والرمزية بلغت أشدَّها. رسالة من أجل السلام، والحرب تتمادى... من أجل لبنان، ويتراءى مقبرة.
مَن ركضوا يتشاركون المعاناة والشغف والإنجاز، ويلتقون على الالتزام والوحدة وعظمة روح الرياضة. تفتتح مؤسِّسة جمعية «بيروت ماراثون» ورئيستها، مي الخليل، حديثها مع «الشرق الأوسط» بإعلاء أهمية التكاتُف. تقول إنه «يُجمِّل الإنجاز ويدفع نحو الأفضل».
لـ20 عاماً، التزمت «بيروت ماراثون» بتنظيم النشاط الرياضي في بلد يطفح بالتناقض. تتابع: «ماراثونات عدّة نظّمناها على وَقْع التفجيرات والاغتيالات والاشتعال الأمني. مع ذلك، تجمَّع المشاركون وأعلنوا الوحدة. منذ العام الأول، أردنا نشاطاً رياضياً يجمع. بشر تتعدَّد أديانهم وجنسياتهم التقوا في سباق وُلد عام 2003 ويستمرّ على ثبات المبدأ. اليوم، نركض للسلام على امتداد الوطن».
وُلدت النسخة الأولى من «بيروت ماراثون» بعد حادث مأساوي أصاب مي الخليل. كانت تركض، فصدمتها شاحنة. دخلت في غيبوبة ومكثت عامين في المستشفى... «أنا العدّاءة التي ركضت من أجل لبنان، فحلَّ الأسوأ، لتوظّف شغفها وإرادتها بإقامة نشاط ماراثوني يُقرّبه من العالم ويُوحّد أبناءه من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، تحت شعار (الرياضة للجميع). هنا تُمحى الفروق وتعلو الإنسانية».
حينها، ندرت ثقافة الركض لمسافات طويلة، فدُعي عدّاؤون أجانب محترفون إلى أرض الأرز للمشاركة في الحدث. كبُرت الحشود عبر السنوات، فاقتطعت الجمعية رسوم التسجيل لمصلحة جمعيات خيرية. راحت الأقدام تركض للخير، وتكثَّف الخفقان، وسُمَع لهاث الأنفاس كأنه أوركسترا.
ثقافة العطاء عمَّمها «ماراثون بيروت» وكرَّسها. ومن عظمة العمل التطوّعي، تمضي هذه الأيام. منذ الاشتعال الكبير والنزوح المُربِك، تحوَّلت الجهود إلى لملمة الوجع. تُكمل مي الخليل حديثها برَفْع العطاء إلى أعلى المراتب: «أمام الإنسان، لبّى الفريق والمتطوّعون الشباب، النداء. أراهم نبض المستقبل. ننطلق من ثقافة أن نُعطي المجتمع ما نأخذه. فَهْم هذه المعادلة مهم جداً».
اليوم، تتقدَّم ثقافة السلام وتستدعي نشرها في المدى الأوسع. ذلك شعورٌ يملأ العدّاء وهو يُراكم المسافة وصولاً إلى خطّ النهاية. يبلغه ليحيل الداخل على الصفاء. فالسلام الفردي بإمكانه أن يُعمَّم ليصبح العدّاء اختزالاً للبنان. كلاهما يتحمَّل ويُعاند. داخلهما ندوب وصمود. مي الخليل تدرك ذلك. فداخلها أيضاً تألَّم. تقول: «سلام النفس يرتقي بطبيعتنا الإنسانية، فكيف إن اجتمع بـ40 أو 50 ألف عدّاء وعدّاءة؟ هنا يُترجَم سلام الأوطان. يسألونني دائماً: من أجل أي سلام تركضون؟ السلام ليس خطّ النهاية فقط. إنه امتداد سلامنا الداخلي نحو سلام أشمل».
لسنوات، كبُرت تحدّيات «بيروت ماراثون» باشتداد العصف. فتك الوباء، فأُلغي السباق لاقتضاء السلامة العالمية التباعُد بين البشر. وبعد انفجار المرفأ شعرت مي الخليل بأهمية الاضطلاع بدور. «وَجَبت علينا العودة. حجم المسؤولية استدعى توظيف علاقاتنا بالخارج لتجاوُز المرحلة الصعبة. حينها، غادر بعض الفريق بين الغربة والبحث عن فرص تُعوّض إغلاق أبواب |(الجمعية). تعلّمنا مرّة أخرى كيف ننظّم سباقات افتراضية بالتواصل مع ماراثونات دولية. جمعنا مبالغ لجمعيات تنتشل المتضرّرين من كابوسية المرفأ ومقتلة ذلك العصر».
تستدعي الحرب اليوم وَقْفة مُشابهة. بالنسبة إلى مي الخليل، لا شيء يُضاهي مرارة أن تشاهد بلدك يُدمَّر والناس في نزوحهم المريع. كان لا بدّ من إلغاء السباق المُنتَظر يوم 10 نوفمبر وتحوُّل كل الأيام سباقاً للتكاتف والوحدة: «نظّمنا سباق السلام بديلاً للحدث الكبير. أردناه سباقاً مستوحى من مساحة لبنان البالغة 10 آلاف و452 كيلومتراً مربعاً. مشهد رَفْع العلم اللبناني رغم اتّساع الجراح أثَّر عميقاً. على مجموعة نقاط، توزّع العدّاؤون، فانطلقوا من (معرض رشيد كرامي الدولي) في طرابلس إلى واجهة بيروت البحرية. 10 ساعات من الركض للسلام والأمل».
ومن مدينتَي النبطية وصور النازفتَيْن، عَبَر عدّاؤون فوق الأنقاض رافعين الأعلام... زرعوها فوق الخراب لعلَّ زهر الربيع يشقّ الجدران المُهدَّمة وينمو معانداً «اليباس». «الوطن لا يموت. يعيش على المحبة»، تؤكد مي الخليل التي تغرّبت 23 عاماً في نيجيريا بعد زواجها، لكنّ داخلها ظلَّ متعلّقاً بأرض تتشظّى ولا تُقتَل.