«مسرح مصر» لإعادة الوهج إلى شارع عماد الدين بالقاهرة

دار عرض جديدة تنضم إلى «البيت الفني»

«مسرح مصر» أحدث دور العرض في شارع عماد الدين وسط القاهرة (البيت الفني للمسرح)
«مسرح مصر» أحدث دور العرض في شارع عماد الدين وسط القاهرة (البيت الفني للمسرح)
TT

«مسرح مصر» لإعادة الوهج إلى شارع عماد الدين بالقاهرة

«مسرح مصر» أحدث دور العرض في شارع عماد الدين وسط القاهرة (البيت الفني للمسرح)
«مسرح مصر» أحدث دور العرض في شارع عماد الدين وسط القاهرة (البيت الفني للمسرح)

يستعد البيت الفني للمسرح في مصر لضم دار عرض جديدة هي «مسرح مصر»، في خطوة من شأنها المساهمة في إعادة الوهج الفني إلى شارع عماد الدين (وسط القاهرة)، وفق مراقبين، وهو الشارع الذي كان مشهوراً في الماضي بكثير من الأنشطة الفنية ودور العرض السينمائية والمسارح أو «التياترو».

وتفقَّد رئيس البيت الفني للمسرح، المخرج هشام عطوة، الثلاثاء، مسرح مصر الذي يعدّ أحدث دور العرض، ومن المقرر افتتاحها فور الانتهاء من كامل أعمال المشروع، بغرض متابعة المشروع للعمل علي سرعة تشغيله.

ووجه رئيس البيت الفني للمسرح بسرعة الانتهاء من المشروع كاملاً، للتمكن من افتتاحه واستقبال العروض المسرحية الجديدة، وفقاً لخطة عمل ذات طبيعة خاصة تتناسب والمسرح المجهَّز بأحدث التقنيات الفنية، لافتاً إلي تميز موقعه الجغرافي»، وفق بيان للبيت الفني للمسرح.

وأكد عطوة الذي تولى رئاسة البيت الفني للمسرح قبل أيام، أهمية العمل في المستقبل علي دخول مزيد من دور العرض المسرحي الجديدة للخدمة، تنفيذاً لسياسات وزارة الثقافة الهادفة إلي انتشار الخدمة الثقافية.

شارع عماد الدين قديماً (صفحة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري)

ويرى أستاذ النقد والدراما بأكاديمية الفنون المصرية، الرئيس الأسبق للمركز القومي للمسرح، الدكتور أسامة أبو طالب، أن «العمل على افتتاح مسرح مصر بشارع عماد الدين أمر في غاية الأهمية للحركة المسرحية المصرية والعربية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أتمنى كل التوفيق للفنان هشام عطوة بعد توليه رئاسة البيت الفني للمسرح، وأثق بأنه سيبذل قصارى جهده لتحريك المياه الراكدة، لأن الحالة الحالية للمسرح المصري ليست حالة نهضة وإنما أشبه بالشعلات والومضات المسرحية التي تتوهج وما تلبث أن تنطفئ».

وتضم مصر 41 مسرحاً، وفق تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تضمن وصول متوسط عدد المشاهدين إلى 512 ألف مشاهد، كما بلغ متوسط الإيرادات الإجمالية للمسارح العامة 44 مليون جنيه خلال عام 2022.

وأشار التقرير إلى وصول عدد الفرق المسرحية في مصر إلى 75 فرقة، وبلغ عدد العروض التي قدمتها الفرق 2442 عرضاً، وبلغ عدد مشاهدي الفرق المسرحية 375 ألف مشاهد في العام المشار إليه.

ولفت أستاذ النقد والدراما إلى أن «الثقافة المسرحية التي يغلب عليها طابع المهرجانات تظل موسمية وليست مستدامة»، ودعا إلى إعادة فتح قنوات بين الجمهور والمسرح، موضحاً أن «مسرح مصر هو إضافة، وبالتأكيد هو معدٌّ إعداداً جيداً، ولكن تجب دراسة برنامجه، ومعرفة ما الذي سوف يُقدم في إطار حركة مسرحية شاملة، قوامها جودة ما يقدَّم واختلافه عن المسارح الأخرى، مسارح التسلية».

وشدد على أنه «يجب تقديم مسرح جاد ناهض ممتع وجاذب لكل فئات المجتمع، وانتقاء ما يقدَّم، والاهتمام بالشباب الذين برزوا في أعمال كثيرة».

شارع عماد الدين في وسط القاهرة المعروف قديماً بشارع الفن (إكس)

ويعدّ شارع عماد الدين من الشوارع الرئيسية في وسط القاهرة، وشهد فترة ازدهار فني كبيرة، وكان يُعرف بشارع الفن في بدايات القرن العشرين، وبه كثير من البنايات العتيقة ذات الطراز المعماري المميز، وكان يضم أكثر من 15 مسرحاً و11 دار عرض سينمائية، ومن أشهر مسارحه القديمة «الماجستك» و«نجيب الريحاني»، ومن أشهر دور العرض السينمائي به «كوزموس» و«بيجال»، وأطلق البعض عليه «برودواي مصر»، وعدَّه بعض المؤرخين خصوصاً في المجال الفني يقابل حي «ويست إند» في لندن أو «بوليفار» في باريس، في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، حتى إن الشوارع المتفرعة منه تحمل أسماء فنانين مثل: علي الكسار، ونجيب الريحاني، وزكريا أحمد.

وأكد أبو طالب أن «شارع عماد الدين بداخله كنز اسمه تاريخ السينما والمسرح المصري، فكان بحق شارع الفن، وأتمنى أن يعود إلى سابق دوره، فقد كان هذا الشارع علامة في وسط البلد بدءاً من المقهى الكبير حتى (مقهى بعرة) الذي كان يجتمع عليه السينمائيون، وأتمنى أن يستعيد هذا الشارع رونقه، وتتوهج أضواء المسرح في القاهرة، كما كانت متوهجة خلال سنين طويلة مضت».


مقالات ذات صلة

«بني آدم»... مُغامرة جديدة لأحمد حلمي مع «عفريت المسرح»

يوميات الشرق المُلصق الدعائي للمسرحية (هيئة الترفيه السعودية)

«بني آدم»... مُغامرة جديدة لأحمد حلمي مع «عفريت المسرح»

ينطلق أول عروض مسرحية «بني آدم» من بطولة الفنان أحمد حلمي على «مسرح بكر الشدي» في الرياض من 23 يناير الحالي إلى 1 فبراير المقبل.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق مسرحها محاكاة لغربة طوعية عاشتها في حياتها (صور زينة دكاش)

زينة دكاش لـ«الشرق الأوسط»: مسرحية «اللي شبكنا يخلّصنا» تختصر بعض حياتي      

أمضت زينة دكاش نحو 14 عاماً مع المساجين في لبنان تعالج أوجاعهم وآلامهم النفسية بالدراما، وكذلك أسهمت في تعديل بعض القوانين المُجحفة بحقّهم.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الأزياء لعبت دورا مهما في العرض (مخرج العمل)

«بلاي»... مسرحية مصرية تتمرد على القوالب التقليدية

مجموعة من الممثلين يحلمون بتقديم عرض مسرحي يكتب لهم الشهرة والانتشار، يحضرون بكل حماس لأداء «بروفة» جديدة من مشروعهم الوليد، لكنهم يفاجأون بغياب المؤلف والمخرج.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق مسرح هبة نجم تذوّقي يُشغِل الحواس بالتقاط رائحة الطعام المنبعثة من «المطبخ» (الشرق الأوسط)

«فريكة» هبة نجم... طَعْمٌ آخر للمسرح اللبناني

علاقة الأنثى بالعمّة شائكة بحجم عمقها إنْ حكمها ودٌّ خاص. في المسرحية تغدو مفتاحاً إلى الآخر، مما يُجرّدها من الشخصانية نحو احتمال إسقاطها على علاقات عاطفية.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق منصور الرحباني في عيون نجوم مسرحه

منصور الرحباني في عيون نجوم مسرحه

في ذكرى رحيل منصور الرحباني يتحدّث غسان صليبا ورفيق علي أحمد وهبة طوجي عن ذكرياتهم مع أحد عباقرة لبنان والشرق وما تعلّموا من العمل على مسرحه

كريستين حبيب (بيروت)

عيون متحرّكة على أعمال فنّية تُحيِّر أميركيين

العيون وما تُخفيه (أ.ب)
العيون وما تُخفيه (أ.ب)
TT

عيون متحرّكة على أعمال فنّية تُحيِّر أميركيين

العيون وما تُخفيه (أ.ب)
العيون وما تُخفيه (أ.ب)

زَعَم أحد سكان بيند في وسط ولاية أوريغون الأميركية أنه وراء وَضْع بعض العيون المتحرّكة التي ظهرت على تماثيل في مختلف أنحاء المدينة مؤخراً، وأثارت ضجّة واسعة وتغطية إعلامية.

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مؤسّس منظّمة «غارديان غروب» غير الربحية المعنيّة بمكافحة الاتجار بالبشر، جيف كيث، قوله إنه استخدم شريطاً لاصقاً لتثبيت العيون المتحرّكة على تمثالَيْن. وأضاف أنه زيَّن تماثيل أخرى في بيند بتنانير «الهولا» وأطواق الزهور؛ وأنّ مثل هذا المزاح كان مُتنفَّساً من الأعباء العاطفية الناجمة عن عمله.

وتابع: «المنظّمة مكانٌ للتعامل مع أعباء ثقيلة جداً»، مشيراً إلى مرور عدد من ضحايا الاتجار بالبشر الذين عمل معهم بـ«صدمات لا يمكن تصوّرها».

وشاركت بلدية المدينة صوراً للعيون المتحرّكة المُثبتة على التماثيل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرةً إلى أنّ مثل هذه المواد اللاصقة يمكن أن تُلحِق الضرر بالأعمال الفنّية. فإحدى الصور تُظهر عيوناً متحرّكة على تمثال لاثنين من الغزلان، في حين تُظهر صورة أخرى عيوناً مُثبتة على مجسَّم للكرة الأرضية. وقال مسؤولو البلدية في وقت سابق إنّ 8 تماثيل تأثَّرت، وتكلفة إزالة العيون المتحرّكة بلغت 1500 دولار.

إثارةُ الجدل ولفتُ الإعلام (أ.ب)

وأثارت المنشورات موجة من التعليقات، إذ قال عدد من مستخدمي مواقع التواصل إنهم أحبّوا العيون المتحرّكة، ولا يتعيَّن على المدينة أن تُنفق وقتاً ومالاً لإزالتها. وغطَّت وسائل الإعلام المنشورَ وتعليقاته، حتى إنها ظهرت في فقرة ببرنامج «ذا ليت شو مع ستيفن كولبير» عبر قناة «سي بي إس».

وأضاف كيث أنه لم يتوقَّع أن تحظى أفعاله بهذا القدر من الاهتمام، كما أنه توجَّه إلى مكاتب البلدية وعرض دفع تكاليف أي أضرار.

وكانت مديرة الاتصالات بمدينة بيند، ريني ميتشل، قد أعربت في تصريح سابق عن أسفها لأنّ منشورها قد أُسيء فهمه. وأضافت أنه لم يكن ثمة نيّة لأن يكون «صارماً»، وأنّ الهدف منه كان زيادة الوعي بشأن الأضرار التي يمكن أن تُسبَّبها المواد اللاصقة لمجموعة الأعمال الفنّية العامة في المدينة.

وختم كيث المقيم في بيند منذ نحو عقدين، قوله بأنه يأمل في أن تُضفي مزحاته بعض الفكاهة والبهجة على حياة الناس اليومية.