أنغام الطرب اليمني الأصيل تُعانق رقصات الفلكلور في قلب الرياض

انطلاق «ليالٍ يمنية» ضمن مبادرة «انسجام عالمي» لتعزيز التواصل بين الشعوب

وزير الإعلام اليمني وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية لدى اليمن خلال انطلاق «ليالٍ يمنية» في الرياض (متداولة)
وزير الإعلام اليمني وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية لدى اليمن خلال انطلاق «ليالٍ يمنية» في الرياض (متداولة)
TT

أنغام الطرب اليمني الأصيل تُعانق رقصات الفلكلور في قلب الرياض

وزير الإعلام اليمني وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية لدى اليمن خلال انطلاق «ليالٍ يمنية» في الرياض (متداولة)
وزير الإعلام اليمني وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية لدى اليمن خلال انطلاق «ليالٍ يمنية» في الرياض (متداولة)

على إيقاع الطرب اليمني الأصيل، وتناغم رقصات الفلكلور التراثي العريق، انطلقت مساء الأحد في قلب العاصمة السعودية الرياض، فعاليات «ليالٍ يمنية» التي ستستمر 3 أيام، ضمن مبادرة «انسجام عالمي» التي أطلقتها وزارة الإعلام، وهيئة الترفيه في المملكة. وتهدف هذه المبادرة، التي شهدت حضوراً بارزاً لوزراء ودبلوماسيين عرب وأجانب، إلى تعزيز التواصل الثقافي والتعايش بين الشعوب من خلال تسليط الضوء على التراث والعادات والتقاليد اليمنية التي تعد جزءاً من الثقافة المشتركة بين السعودية واليمن.

وزير الإعلام اليمني وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية لدى اليمن خلال انطلاق «ليالٍ يمنية» في الرياض (متداولة)

وشهدت الفعالية، التي احتضنتها حديقة السويدي (جنوب الرياض)، حضوراً كبيراً قُدّر بعشرات الآلاف من العائلات التي توافدت منذ وقت مبكر، بشغف وحماس، للاستمتاع بأجواء تعج بالفن والتراث اليمني الأصيل. وتحولت الرياض مع انطلاق مبادرة «انسجام عالمي» التي جمعت بين ثقافات وجنسيات من الشرق والغرب، إلى لوحة فسيفساء متألقة تنبض بألوان الاندماج الثقافي، وتروي حكاية ممتدة من الأصالة والتنوع والتواصل بين الثقافات.

أعداد كبيرة حرصت على حضور انطلاق فعاليات «ليالٍ يمنية» في العاصمة السعودية الرياض (متداولة)

وتتضمن فعاليات «ليالٍ يمنية» عروضاً فلكلورية وكرنفالاً يمنياً وحفلات غنائية يحييها فنانون يمنيون بارزون مثل حسين محب، وعدنان العيدروس، وسها المصري، وغيرهم، بالإضافة إلى تقديم المأكولات الشعبية والحرف اليدوية المتنوعة. وقال فهد الخليفي، وكيل محافظة شبوة اليمنية، إن «تنظيم هذه الفعاليات ضمن مبادرة انسجام عالمي تعد خطوة مهمة تعزز الروابط الثقافية والاجتماعية بين اليمن والسعودية، وتُظهر للعالم عمق الأواصر المشتركة بين الشعبين الشقيقين».

وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» من موقع الاحتفالية أن «مثل هذه التظاهرة تتيح فرصة فريدة لتعريف العالم بالموروث الثقافي اليمني الغني، وتسهم في تعزيز التواصل والتفاهم المتبادل بين الشعوب». وأشار الخليفي بينما كان يشاهد عرضاً للفلكلور اليمني، إلى أن «المبادرة تجسد روح التعايش والتعاون، وهي انعكاس حقيقي للرؤية المستقبلية التي تركز على توحيد الجهود الثقافية وتعزيز الروابط الإنسانية، بما يخدم التنمية والتقدم المشترك للبلدين».

تأتي فعاليات «ليالٍ يمنية» ضمن مبادرة «انسجام عالمي» التي أطلقتها وزارة الإعلام وهيئة الترفيه السعودية (متداولة)

من جانبه، أكد صالح البيضاني، المستشار الإعلامي بسفارة اليمن لدى الرياض، أن «ليالي اليمن» ضمن مبادرة «الانسجام العالمي» بموسم الرياض تعكس التنوع والثراء الثقافي بين البلدين. وكتب على حسابه بمنصة «إكس»: «لقد استمتعنا بالأغاني اليمنية الأصيلة في سماء الرياض، وسط تفاعل حماسي... نشكر وزارة الإعلام السعودية، وهيئة الترفيه على هذه الأمسيات التي جمعت بين الفن والجمال والإخاء».

تستمر «ليالٍ يمنية» في حديقة السويدي جنوب الرياض بحفلات غنائية وعروض فلكورية عديدة حتى 6 نوفمبر (متداولة)

وتواصل الرياض إبهار زوارها وسكانها على حد سواء، حيث تمتد فعاليات «انسجام عالمي» لتشمل طيفاً واسعاً من الثقافات العالمية، بدءاً من الهند والفلبين، مروراً بإندونيسيا وباكستان، وصولاً إلى السودان والأردن ولبنان وسوريا وبنغلاديش ومصر. ومن المتوقع أن تشهد الفعاليات القادمة تنظيم حفلات غنائية تجسد روائع الموسيقى العالمية، وعروضاً متجولة تنبض بالحياة، إلى جانب فقرات عائلية تمزج بين الثقافة والترفيه، كما تتيح الأجواء للزوار فرصة تذوق الأطعمة الشعبية التي تحمل نكهات تلك الثقافات المتنوعة، واكتشاف الحرف اليدوية التي تحكي قصص الشعوب وتاريخها.


مقالات ذات صلة

مرافق الضيافة السياحية تتضاعف في السعودية

الاقتصاد أحد منتجعات محافظة العلا غرب السعودية (الشرق الأوسط)

مرافق الضيافة السياحية تتضاعف في السعودية

شهدت مرافق الضيافة السياحية بالسعودية نمواً ملحوظاً خلال الربع الثالث من العام الحالي؛ إذ أعلنت وزارة السياحة، الأحد، تجاوز عدد التراخيص المصدَرة 3.950 رخصة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق يأتي الاكتشاف ضمن سلسلة الجهود لتعزيز المعرفة بالسلاحف البحرية وبيئاتها الطبيعية (واس)

اكتشاف أكبر موقع تعشيش لـ«السلاحف» في البحر الأحمر بالسعودية

أعلنت السعودية، السبت، عن اكتشاف أكبر موقع تعشيش للسلاحف البحرية يتم تسجيله على الإطلاق في المياه السعودية بالبحر الأحمر، وذلك في جزر الأخوات الأربع.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق كتاب «العلا موطن الحضارات» باللغة الإنجليزية

السعودية تقدم حضارتها وآثارها القديمة وموروثها الشعبي على ظهر جمل

قدّمت السعودية حضارتها وجوانب رائعة من آثارها ومعالمها التاريخية الخالدة إلى أطفال العالم من خلال مجموعة قصصية أبطالها حقيقيون وشواهدها ماثلة للعيان إلى اليوم.

بدر الخريف (الرياض)
خاص واجهة جدة البحرية

خاص الخطيب: السعودية تؤدي دوراً محورياً في تطوير السياحة العالمية المسؤولة والمستدامة

شدَّد وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب في حديث مع «الشرق الأوسط» على أن المملكة تلعب دوراً محورياً في قيادة تطوير السياحة العالمية المسؤولة والمستدامة وتقديمها.

مساعد الزياني (الرياض)

المخرجة التونسية مريم جعبر لـ«الشرق الأوسط»: «ماء العين» يركز على «العائدين من داعش»

مشهد من الفيلم  (مهرجان الجونة)
مشهد من الفيلم (مهرجان الجونة)
TT

المخرجة التونسية مريم جعبر لـ«الشرق الأوسط»: «ماء العين» يركز على «العائدين من داعش»

مشهد من الفيلم  (مهرجان الجونة)
مشهد من الفيلم (مهرجان الجونة)

تترقب المخرجة التونسية مريم جعبر عرض فيلمها «ماء العين» في الصالات السينمائية خلال العام المقبل مع انتهاء جولته في المهرجانات السينمائية الدولية، معربة عن أملها في أن يثير الفيلم وقصته أسئلة لدى الجمهور، يفكر فيها ويبحث عن إجابات لها.

وحصل الفيلم التونسي على جائزة أفضل فيلم عربي مناصفة، في النسخة الماضية من مهرجان «الجونة السينمائي» في أول عرض له بالمنطقة العربية، وهو من بطولة صالحة النصراوي، ومحمد حسين قريع، وآدم بيسا.

وتدور أحداث الفيلم، الحاصل على دعم من صندوق البحر الأحمر، في الريف التونسي، حول عائلة لديها ثلاثة أبناء، تستيقظ الأم في أحد الأيام على رحيل اثنين منهم للانضمام إلى تنظيم متطرف (داعش)، ويعود أحدهما بعد شهور برفقة زوجته الحامل، مما يضع العائلة أمام أعباءً مرتبطة بطريقة التعامل معهما، في استكمالٍ لفيلمها القصير «إخوان» الذي قدمته جعبر ووصل إلى القائمة القصيرة لجائزة أوسكار أفضل فيلم قصير عام 2018.

وتقول مريم جعبر لـ«الشرق الأوسط» إن «العودة لتصوير الفيلم الروائي الطويل بعد 5 سنوات من فيلمي القصير أمر لم يكن سهلاً، لكن وجود فريق العمل نفسه والعلاقة الإنسانية التي نشأت بيننا واستمرت، ساعداني على الاستمتاع بالتجربة خلال التصوير». وأشارت إلى أن تعايشها مع الشخصيات الرئيسية خلال السنوات الماضية كان من الأمور التي جعلتها وفريق العمل يعملون بحرية أمام الكاميرا، سواء من الممثلين أو سكان القرية التي جرى فيها التصوير.

صالحة النصراوي في مشهد من الفيلم (مهرجان الجونة)

وأضافت أنها «فور الانتهاء من الفيلم قمت بعرضه على بعض التونسيين الذين أعجبوا بالعمل وأحبوه بشدة وتعاملوا معه من منظور إنساني»، لافتة إلى أنها «كانت ترغب في التركيز على الجانب الإنساني، وسعدت بوصول هذه الفكرة إلى من شاهدوا العمل أولاً».

ورغم أن مريم جعبر تعيش معظم الوقت في الولايات المتحدة، فإنها تشعر بالارتباط الشديد بتونس، وتحب تصوير أعمال فيها وعنها باستمرار، وأوضحت: «بحكم مرافقتي لعائلتي، كانت نشأتي بين كندا والولايات المتحدة وتونس، حيث قضيت وقتاً كبيراً مع عائلتي في الجنوب الذي يحمل عادات وتقاليد مختلفة عن شمال تونس الذي شهد تصوير الفيلم».

وذكرت مريم أنها قضت فترة طويلة في القرية بعد اختيارها لتصوير الأحداث فيها حتى تفهم طبيعة عادات أهلها وتقاليدهم وطريقة تعاملهم، لافتة إلى أن دعم الأهالي لها ولفريق العمل ومساندتهم للفيلم عبر فتح منازلهم ومساعدة المصورين والفنيين خلف الكاميرا؛ كلها أمور ساعدت كثيراً في خروج الفيلم للنور، و«ستكون حريصة على مشاهدته معهم».

وأشارت مخرجة الفيلم إلى أن العمل يركز بشكل أكبر على ما يدفع الأشخاص للقيام بأعمال شديدة التطرف، وهو الأمر الذي التفتت إليه خلال وجودها في تونس عام 2016 مع رصد تزايد الملتحقين بتنظيم «داعش» في سوريا وعدة مناطق أخرى من دون أن يكون هناك وجه للتشابه بين هؤلاء الأشخاص أو دوافع مشتركة لهم، لكونهم ينتمون لخلفيات مختلفة.

وتوضح مريم أن «طبيعة المشكلات التي يعيشها الشباب في تونس تختلف عن المشكلات التي يعيشها غيرهم من الشباب، سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة وحتى في بعض الدول العربية والإسلامية؛ الأمر الذي جعلني أركز على معالجة القصة من جانب إنساني بحت»، مشيرة إلى أن تعدد أماكن إقامتها وتنقلها وفّرا لها فرصة لمراقبة الأحداث ورؤيتها بشكل مختلف.

وأضافت: «أسعى في تجاربي السينمائية للبحث عن الأشياء التي تتيح مساحة للترابط الإنساني، مع التركيز على التفاصيل الدقيقة والانتباه للروابط الاجتماعية التي تجمع الأفراد في المجتمع»، وأوضحت أنها «عملت على إبراز هذا الجانب من خلال العلاقات بين الأبطال، بالإضافة إلى طريقة التصوير التي تناقشت فيها مع مدير التصوير لإيصال فكرة الفيلم».

تشعر مريم جعبر بأنها كانت محظوظة بتوافر الإمكانيات المادية والدعم مقارنة بغيرها من المخرجين العرب الذين يجدون صعوبة في تمويل مشاريعهم السينمائية الجديدة، لافتة إلى «أهمية العمل على تسهيل دعم صناعة السينما بشكل أكبر في ظل الحاجة إلى تقديم أفلام مختلفة».

وتابعت أن «جزءاً من المعاناة التي يعيشها صناع السينما العرب لمسته عندما واجه عدد من فريق العمل بالفيلم صعوبة في السفر لحضور عرضه في النسخة الماضية من مهرجان برلين، في حين لم أواجه المشكلة نفسها لكوني أحمل جواز سفر أميركياً».