مهرجان القاهرة يحتفي بالسينما الفلسطينية... ويجتذب «عُروضاً عالمية»

اختار «أحلام عابرة» لافتتاح دورته الـ45... ويستضيف أفلام «المسافة صفر»

لبلبة تتوسط يسري نصر الله ومحمود حميدة قبل بدء المؤتمر الصحافي - (إدارة المهرجان)
لبلبة تتوسط يسري نصر الله ومحمود حميدة قبل بدء المؤتمر الصحافي - (إدارة المهرجان)
TT

مهرجان القاهرة يحتفي بالسينما الفلسطينية... ويجتذب «عُروضاً عالمية»

لبلبة تتوسط يسري نصر الله ومحمود حميدة قبل بدء المؤتمر الصحافي - (إدارة المهرجان)
لبلبة تتوسط يسري نصر الله ومحمود حميدة قبل بدء المؤتمر الصحافي - (إدارة المهرجان)

يحتفي مهرجان القاهرة السينمائي خلال دورته الـ45 بالسينما الفلسطينية بشكل لافت، حيث وقع اختيار إدارته على الفيلم الفلسطيني «أحلام عابرة» للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي ليكون فيلم افتتاح المهرجان، وهو واحد من بين 17 فيلماً تتنافس على جوائز المسابقة الدولية للمهرجان.

وتحدث رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي، إلى جانب مدير المهرجان الناقد عصام زكريا، خلال مؤتمر صحافي بالقاهرة، (الأحد)، عن تحضيرات الدورة الجديدة، مؤكدين سعيهما لعرض مجموعة من الأفلام السينمائية المتميزة بمختلف برامج المهرجان، فيما تحدث عدد من مسؤولي المسابقات والبرامج المختلفة التي ستقام ضمن فعاليات النسخة الجديدة.

وقال الفنان حسين فهمي إن الاتحاد الدولي للمنتجين تفهم الظروف التي دفعت لإلغاء الدورة الماضية ولم يكن من الممكن عدم إقامة المهرجان هذا العام أيضاً، مشيراً إلى أن المهرجان ركز على استقطاب الأفلام المتميزة، بالإضافة إلى الاهتمام بترميم الأفلام وعرضها مع وجود 10 أفلام قديمة ستعرض بنسخ مرممة ضمن الفعاليات.

جانب من المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)

واستحدث المهرجان الذي يعرض في دورته المقبلة نحو مائتي فيلم عدداً من الجوائز؛ منها «جائزة الفيلم الفلسطيني» التي تضم لجنة تحكيمها كلاً من الإعلامي المصري عمرو الليثي والمنتجة الفلسطينية ليالي بدر بالإضافة إلى الممثل المصري مصطفى شعبان، بجانب لجنة لتحكيم «أفلام غزة» التي تضم في عضويتها المنتج المصري جابي خوري، والممثلة السورية كندة علوش، بالإضافة إلى الناقد المصري أحمد شوقي.

وقال مدير المهرجان عصام زكريا لـ«الشرق الأوسط» إن لجنة تحكيم «أفلام غزة» ستمنح جوائزها لأحد الأفلام القصيرة المعروضة ضمن «المسافة صفر»، التي قدمها صناع السينما تحت القصف الإسرائيلي في غزة؛ تقديراً لطبيعة الأعمال الموجودة وصعوبة منافستها مع أي تجارب أخرى، بينما ستكون لجنة جائزة الفيلم الفلسطيني معنية بمشاهدة جميع الأفلام الفلسطينية الموجودة في المهرجان.

وأكد المستشار الفني للمهرجان الناقد محمد طارق لـ«الشرق الأوسط» استحداث المهرجان هذا العام 4 جوائز جديدة من بينها جائزة أفضل فيلم أفريقي طويل، وأفضل فيلم آسيوي طويل، لافتاً إلى أن صناع المهرجان حرصوا على زيادة قاعات العرض وتعدد مواقعها، لإتاحة الفرصة للجمهور المتواجد في مناطق بعيدة عن وسط القاهرة لمشاهدة الأفلام الموجودة ببرنامج المهرجان.

وستتضمن دورة هذا العام للمرة الأولى تقديم عروض للأفلام المشاركة في المهرجان بصالات «فوكس» في شرق وغرب القاهرة.

لبلبة تتوسط يسري نصر الله ومحمود حميدة قبل بدء المؤتمر الصحافي - (إدارة المهرجان)

ويمثل الفيلم المصري «دخل الربيع يضحك» للمخرجة نهى عادل السينما المصرية في المسابقة الدولية، وهو الفيلم الذي يعتمد على مجموعة من الوجوه الجديدة، وتدور أحداثه خلال فصل الربيع من خلال أربع حكايات مختلفة، وسبق أن حصل على دعم من عدة مهرجانات سينمائية.

وتشهد المسابقة عروضاً عالمية أولى لعدد من الأفلام منها الفيلم اللبناني «موندوف» للمخرج كريم قاسم، الذي تدور أحداثه في إحدى القرى اللبنانية، والفيلم التونسي «نوار عشية» للمخرجة خديجة لمكشر، والياباني «زهرة الثلج» للمخرج كوتا يوشيدا.

ويكرم المهرجان رئيس لجنة تحكيم المسابقة الدولية المخرج وكاتب السيناريو البوسني دانيس تانوفيتش، فيما يمنح جائزة «فاتن حمامة للتميز» للممثل المصري أحمد عز، مع تكريم المخرج المصري يسري نصر الله بجائزة «الهرم الذهبي لإنجاز العمر».

مشهد من الفيلم السعودي «فخر السويدي» (إدارة المهرجان)

وتضم عضوية لجنة تحكيم «المسابقة الدولية» كلاً من المونتير المصري أحمد حافظ، والممثلة التونسية عائشة بن أحمد، والمخرج الإيطالي أندريا بالاورُو، مع الممثلة الإسبانية أنجيلا مولينا، والمخرجة التايلاندية أنوشا سويتشاكورنبونج، والمنتجة الكاتبة الفرنسية ﺴﻴﻠﭭﻲ بيالا.

وتشهد مسابقة «آفاق السينما العربية» عرض 14 فيلماً، من بينها العرض العالمي الأول للفيلمين السعوديين «ثقوب» للمخرج عبد المحسن الضبعان، و«فخر السويدي» للمخرج هشام فتحي، بالإضافة إلى المصري «وين صرنا» للفنانة التونسية درة زروق.

لقطة من فيلم «أحلام عابرة» - (إدارة المهرجان)

وتتضمن مسابقة الأفلام القصيرة عرض 32 فيلماً من بينها «أبو جودي» للمخرج عادل أحمد يحيى، وعرض الفيلمين السعوديين «2/1 رﺣﻠﺔ» للمخرجة رنا مطر، و«انصراف» للمخرجة جواهر العامري، فيما تتواجد المخرجة شيرين دياب بفيلمها «عقبالك يا قلبي».

وأرجع المدير الفني للمهرجان، عصام زكريا، زيادة أعداد الأفلام المعروضة في المسابقة لوجود عدد من الأفلام التي فضل صناعها تأجيل عرضها من العام الماضي لتشارك في المهرجان بعدما ألغيت الدورة الماضية بسبب «حرب غزة»، مشيراً إلى أن هذه الخطوة لاقت تقديراً من جانبهم كإدارة.


مقالات ذات صلة

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» الذي جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، وتلعب بطولته الفنانة سلاف فواخرجي.

انتصار دردير (القاهرة)

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
TT

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)

على عمق يتخطى 100 متر تحت الأرض (328 قدماً) ثمة عالم مفقود من الغابات القديمة والنباتات والحيوانات. كل ما يمكنك رؤيته هناك قمم الأشجار المورقة، وكل ما تسمعه صدى أزيز حشرة الزيز وأصوات الطيور، الذي يتردد على جوانب الجروف، حسب «بي بي سي» البريطانية .على مدى آلاف السنين، ظل ما يعرف بـ«الحفرة السماوية» أو «تيانكنغ»، كما تُسمى باللغة المندرينية، غير مكتشفة، مع خوف الناس من الشياطين والأشباح، التي تختبئ في الضباب المتصاعد من أعماقها. إلا أن طائرات الدرون وبعض الشجعان، الذين هبطوا إلى أماكن لم تطأها قدم بشر منذ أن كانت الديناصورات تجوب الأرض، كشفت عن كنوز جديدة، وحوّلت الحفر الصينية إلى معالم سياحية. ويُعتقد أن ثلثي الحفر، التي يزيد عددها عن 300 في العالم، توجد في الصين، منتشرة في غرب البلاد، منها 30 حفرة، وتضم مقاطعة «قوانغشي» في الجنوب أكبر عدد من هذه الحفر، مقارنة بأي مكان آخر. وتمثل أكبر وأحدث اكتشاف قبل عامين في غابة قديمة تحتوي على أشجار يصل ارتفاعها إلى 40 متراً (130 قدماً). تحبس هذه الحفر الزمن في باطنها، ما يحفظ النظم البيئية الفريدة والدقيقة لقرون. ومع ذلك، بدأ اكتشافها يجذب السياح والمطورين، ما أثار المخاوف من أن هذه الاكتشافات المدهشة والنادرة قد تضيع إلى الأبد.

بوجه عام، تعد هذه الحفر الأرضية نادرة، لكن الصين، خاصة «قوانغشي»، تضم كثيراً منها بفضل وفرة الصخور الجيرية. جدير بالذكر هنا أنه عندما يذيب نهر تحت الأرض الصخور الجيرية المحيطة ببطء، تتكون كهوف تتمدد صعوداً نحو الأرض. وفي النهاية، تنهار الأرض تاركة حفرة واسعة، ويجب أن يكون عمقها وعرضها لا يقل عن 100 متر حتى تُعدّ حفرة أرضية. وبعض الحفر، مثل تلك التي جرى اكتشافها في «قوانغشي» عام 2022، أكبر من ذلك، مع امتدادها لمسافة 300 متر في الأرض، وعرضها 150 متراً.

من وجهة نظر العلماء، تمثل هذه الحفر العميقة رحلة عبر الزمن، إلى مكان يمكنهم فيه دراسة الحيوانات والنباتات، التي كانوا يعتقدون أنها انقرضت. كما اكتشفوا أنواعاً لم يروا أو يعرفوا عنها من قبل، بما في ذلك أنواع من أزهار الأوركيد البرية، وأسماك الكهوف البيضاء الشبحية، وأنواع من العناكب والرخويات. وداخل محميات من الجروف الشاهقة، والجبال الوعرة، والكهوف الجيرية، ازدهرت هذه النباتات والحيوانات في أعماق الأرض.