يسرا وإسعاد يونس تستعيدان «أيامهما الحلوة» في «الجونة السينمائي»

بعثتا رسالة إلى «الزعيم» عادل إمام

يسرا جلست في مقعد المذيعة لمحاورة إسعاد يونس (الجونة السينمائي)
يسرا جلست في مقعد المذيعة لمحاورة إسعاد يونس (الجونة السينمائي)
TT

يسرا وإسعاد يونس تستعيدان «أيامهما الحلوة» في «الجونة السينمائي»

يسرا جلست في مقعد المذيعة لمحاورة إسعاد يونس (الجونة السينمائي)
يسرا جلست في مقعد المذيعة لمحاورة إسعاد يونس (الجونة السينمائي)

استعادت النجمتان يسرا وإسعاد يونس «أيامهما الحلوة» في مهرجان الجونة السينمائي؛ حيث أدارت يسرا جلسة حوارية مع إسعاد يونس كشفت عن صداقتهما القوية التي تعود لسنوات طويلة مضت، وذكريات أول عمل جمعهما وكثير من المواقف الضاحكة التي جمعتهما.

وحلّت إسعاد يونس ضيفة على المهرجان بصفتها ممثلة ومنتجة وصاحبة دور عرض سينمائي وإعلامية تنشر «السعادة» بين ضيوفها والجمهور عبر برنامجها الشهير «صاحبة السعادة». وجلست يسرا في مقعد المذيعة لتدير حواراً فنياً وإنسانياً أضفت عليه يونس المرح بتعليقاتها الكوميدية، وقالت يسرا، في البداية، إن «إسعاد صديقة وشقيقة تجمعنا عِشرة عمر وأفراح وأحزان، وأنا أعرف أنها لا تحضر أي ندوة تُدعى إليها؛ لذا فإن هذا حدث فريد بالمهرجان»، وردت إسعاد بأنها لا يمكن ألا تستجيب لدعوة يسرا مهما كانت مشغولياتها.

إسعاد يونس تحدثت عن بداية مشوارها الفني (الجونة السينمائي)

وتابعت يسرا: «على الرغم من أننا قد لا نلتقي كثيراً بسبب انشغالنا، فإني أثق بأنها بجانبي دائماً، لأنني (مريضة ربو)، فإنه مع حدوث أي عواصف ترابية أجدها تتصل بي لتطمئن علي». وكشفت إسعاد أن أول عمل جمعهما كان فيلم «الأفوكاتو» للنجم عادل إمام وتأليف وإخراج رأفت الميهي عام 1983، وأضافت: «منذ ذلك الحين تجمعنا صداقة كبيرة، والغريب أننا لم نكن نفهم الفيلم ونحن نصوّره، وكان عادل إمام هو الوحيد الذي يفهمه، وحدثت مشكلة لرفع قضية على الفيلم، وكدت أتعرض للحبس فيها، لكن الحمد لله انتهت على خير، وصار الفيلم من كلاسيكيات السينما المصرية».

وبأسلوب الـ«فلاش باك» أرادت يسرا أن تعرف كيف بدأت إسعاد مذيعة في الإذاعة، قالت إسعاد كان عمري 16 عاماً حين التحقت بالإذاعة إثر إعلان كانوا يطلبون فيه من يقوم بتنظيم مكتبة الموسيقى الكلاسيك، وقابلت الإعلامي الكبير طاهر أبو زيد وهو صاحب الفضل عليّ لأنه رحّب بي رغم صغري، وانتقلت بعدها للعمل بالبرنامج الأوروبي ثم بإذاعة «الشرق الأوسط»، وبعد تخرجي في الجامعة تم تعييني مذيعة هواء.

وقدّمت إسعاد أول أعمالها الدرامية من خلال مسلسل «ميزو»، بعدما اختارها الفنان سمير غانم للمشاركة فيه، وعن تلك التجربة تقول: «كنت في مبنى التلفزيون وفوجئت بسمير غانم يقول لي: عندنا مسلسل ونريدك في دور معنا، وكان يعرفني بحكم زوجي السابق الفنان نبيل الهجرسي، كما كنت أسجّل معه برامج بالإذاعة، وذهبت للقاء المخرج محمد أباظة وأعطاني مشهداً ليختبرني، فأعجبه وبدأنا التصوير، وكنا نصوّر طوال اليوم ونخرج من الاستوديو لنفاجأ بأننا صرنا مشهورين بسبب العمل».

وكانت مسرحية «الدخول بالملابس الرسمية» من الأعمال التي كشفت عن موهبة إسعاد يونس وقد رشّحها للدور المخرج السيد راضي، مثلما تروي: «أخذني إلى مسرح الأندلس وقدمني لسهير البابلي قائلاً: هذه من ستؤدي شخصية (سعيدة مبارك). فنظرت لي بطريقتها وكأنها توافق على مضض، وكنت قد سمعت لطفي لبيب في الإذاعة يقول: (أنت بابا وأنتِ ماما) فأخذتها عنه وأضفت لها (وأنتِ أنور وجدي) ليستقبل الجمهور (الإفيه) ويردده».

يسرا وإسعاد تحدثتا عن صداقتهما القوية (الجونة السينمائي)

وتستعيد يسرا وإسعاد ذكرياتهما: «صارت سهير ثالثنا وكنا نذهب إلي بيتها في أي وقت فتُعد لنا الطعام وتفرش لنا مرتبة لننام عليها وجمعتنا ذكريات نصفها لا يُحكى». ووجّهت إسعاد رسالة لعادل إمام قائلة: «وحشتنا جداً. ولأننا نحبك، نريدك أن تكون مرتاحاً لأنك ستظل بالذاكرة مدى الحياة»، فيما قالت يسرا: «وحشتنا يا زعيم».

وتطرّق الحوار إلى اتجاه إسعاد للكتابة في مسلسل «بكيزة وزغلول» فقالت: «صوّرنا المسلسل في 24 يوماً وجاءني الفنان المنتصر بالله وقال لي: المسلسل (مكسر الدنيا)، فقلت له: كيف عرفت؟ قال الشارع يخلو من الناس وقت عرضه. وكان هذا وقتها مقياساً لنجاح العمل الدرامي قبل ظهور (السوشيال ميديا) التي لا تقدم مقاييس صحيحة».

وعن السينما قالت إسعاد إنها أنتجت 85 فيلماً من خلال «الشركة العربية» التي أسستها ومنها أفلام تفخر بها على غرار «رسائل البحر»، و«أسرار البنات»، و«واحد من الناس»، و«سهر الليالي»، و«زهايمر»، و«فبراير الأسود»، مضيفة: «كنت أتمنى أن يكون إنتاجي أكبر من ذلك، وحالياً هناك ارتباك عام في صناعة السينما، ويجب أن يساعد بعضنا بعضاً وأن نرفع من وعي المشاهد».

الحوار تمتع بالدفء والمرح (الجونة السينمائي)

وقالت يسرا في تصريحات، لـ«الشرق الأوسط»، إنها سعيدة للغاية بهذا اللقاء الذي أسعد إسعاد بالقدر نفسه، وبالحضور الكبير الذي أكّد على محبة الجمهور لإسعاد، مؤكدة أنها حرصت على أن يكون الحوار معها دافئاً بقدر المحبة التي جمعتهما وذكريات البدايات الحلوة، وذكرت أنها مَن طلبت من المهرجان أن تدير الحوار مع إسعاد لمعرفتها الوثيقة بها وبشخصيتها ورحلتها التي أثبتت فيها نجاحاً كمذيعة وممثلة ومنتجة قدمت أعمالاً متميزة في كل مجال طرقته. وتضيف يسرا أن نجاح برنامج «صاحبة السعادة» يعود «لاحترامه ضيوفه واحتفائه بهم، وتتطرق فيه إسعاد ببساطة إلى مناطق مضيئة في مسيرتهم، ولا يضعهم في مواقف محرجة كما تفعل أغلب البرامج».

إسعاد تتوسط فنانين عقب ندوتها بمهرجان الجونة (الجونة السينمائي)

وأكدت يسرا أنها ذاكرت كثيراً لأجل الحوار قائلة: «لا تنسوا أن لي تجربة ناجحة في تقديم البرامج حاورت خلالها نحو 350 شخصية مهمة عبر برنامج (العالم العربي اليوم)». وفي سياق آخر تجري الفنانة إسعاد يونس بروفات مسرحية «إس إس هانم» في القاهرة قبل سفرها لعرضها بموسم الرياض في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في عودةٍ مسرحية بعد سنوات من الغياب، ويشاركها البطولة حجاج عبد العظيم ومحمد ثروت وكريم عفيفي، ويخرجها خالد جلال، فيما تبدأ بعد عودتها تصوير الجزء الثالث من مسلسل «كامل العدد» الذي يُعرض شهر رمضان المقبل.


مقالات ذات صلة

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» الذي جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، وتلعب بطولته الفنانة سلاف فواخرجي.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق بوستر مهرجان الفيوم السينمائي الدولي للبيئة والفنون المعاصرة (إدارة المهرجان)

4 أفلام سعودية للعرض في مهرجان الفيوم السينمائي

تشارك 4 أفلام سعودية في الدورة الأولى لمهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة الذي يقام خلال الفترة ما بين 25 و30 نوفمبر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق بطلات فيلم «انصراف» (الشرق الأوسط)

المخرجة السعودية جواهر العامري استلهمت «انصراف» من أحداث حقيقية

عُرض «انصراف» في كلٍ من أميركا وفرنسا وبريطانيا، في حين شهد «مهرجان القاهرة» عرضه العربي الأول.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق العياد بعد تسلم الجائزة في المهرجان (الشرق الأوسط)

ناقد سعودي يحصد جائزة «جيل المستقبل» في «القاهرة السينمائي»

حصد الناقد السينمائي السعودي أحمد العياد جائزة «جيل المستقبل» التي أقيمت نسختها الأولى ضمن فعاليات «أيام القاهرة لصناعة السينما».

أحمد عدلي (القاهرة )

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
TT

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

عاد إلى ذاكرة مُؤسِّسة غاليري «آرت أون 56»، نهى وادي محرم، مشهد 4 أغسطس (آب) 2020 المرير. حلَّ العَصْف بذروته المخيفة عصر ذلك اليوم المشؤوم في التاريخ اللبناني، فأصاب الغاليري بأضرار فرضت إغلاقه، وصاحبته بآلام حفرت ندوباً لا تُمحى. توقظ هذه الحرب ما لا يُرمَّم لاشتداد احتمال نكئه كل حين. ولمّا قست وكثَّفت الصوتَ الرهيب، راحت تصحو مشاعر يُكتَب لها طول العُمر في الأوطان المُعذَّبة.

رغم عمق الجرح تشاء نهى وادي محرم عدم الرضوخ (حسابها الشخصي)

تستعيد المشهدية للقول إنها تشاء عدم الرضوخ رغم عمق الجرح. تقصد لأشكال العطب الوطني، آخرها الحرب؛ فأبت أن تُرغمها على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية. تُخبر «الشرق الأوسط» عن إصرارها على فتحه ليبقى شارع الجمّيزة البيروتي فسحة للثقافة والإنسان.

تُقلِّص ساعات هذا الفَتْح، فتعمل بدوام جزئي. تقول إنه نتيجة قرارها عدم الإذعان لما يُفرَض من هول وخراب، فتفضِّل التصدّي وتسجيل الموقف: «مرَّت على لبنان الأزمة تلو الأخرى، ومع ذلك امتهنَ النهوض. أصبح يجيد نفض ركامه. رفضي إغلاق الغاليري رغم خلوّ الشارع أحياناً من المارّة، محاكاة لثقافة التغلُّب على الظرف».

من الناحية العملية، ثمة ضرورة لعدم تعرُّض الأعمال الورقية في الغاليري لتسلُّل الرطوبة. السماح بعبور الهواء، وأن تُلقي الشمس شعاعها نحو المكان، يُبعدان الضرر ويضبطان حجم الخسائر.

الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه (آرت أون 56)

لكنّ الأهم هو الأثر. أنْ يُشرّع «آرت أون 56» بابه للآتي من أجل الفنّ، يُسطِّر رسالة ضدّ الموت. الأثر يتمثّل بإرادة التصدّي لِما يعاند الحياة. ولِما يحوّلها وعورةً. ويصوّرها مشهداً من جهنّم. هذا ما تراه نهى وادي محرم دورها في الأزمة؛ أنْ تفتح الأبواب وتسمح للهواء بالعبور، وللشمس بالتسلُّل، وللزائر بأن يتأمّل ما عُلِّق على الجدران وشدَّ البصيرة والبصر.

حضَّرت لوحات التشكيلية اللبنانية المقيمة في أميركا، غادة جمال، وانتظرتا معاً اقتراب موعد العرض. أتى ما هشَّم المُنتَظر. الحرب لا تُبقى المواعيد قائمة والمشروعات في سياقاتها. تُحيل كل شيء على توقيتها وإيقاعاتها. اشتدَّت الوحشية، فرأت الفنانة في العودة إلى الديار الأميركية خطوة حكيمة. الاشتعال بارعٌ في تأجيج رغبة المرء بالانسلاخ عما يحول دون نجاته. غادرت وبقيت اللوحات؛ ونهى وادي محرم تنتظر وقف النيران لتعيدها إلى الجدران.

تفضِّل نهى وادي محرم التصدّي وتسجيل الموقف (آرت أون 56)

مِن الخطط، رغبتُها في تنظيم معارض نسائية تبلغ 4 أو 5. تقول: «حلمتُ بأن ينتهي العام وقد أقمتُ معارض بالمناصفة بين التشكيليين والتشكيليات. منذ افتتحتُ الغاليري، يراودني هَمّ إنصاف النساء في العرض. أردتُ منحهنّ فرصاً بالتساوي مع العروض الأخرى، فإذا الحرب تغدر بالنوايا، والخيبة تجرّ الخيبة».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه، وربما حيّزه في هذا العالم. تُسمّيه مُتنفّساً، وتتعمّق الحاجة إليه في الشِّدة: «الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه. نرى الحزن يعمّ والخوف يُمعن قبضته. تُخبر وجوه المارّين بالشارع الأثري، الفريد بعمارته، عما يستتر في الدواخل. أراقبُها، وألمحُ في العيون تعلّقاً أسطورياً بالأمل. لذا أفتح بابي وأعلنُ الاستمرار. أتعامل مع الظرف على طريقتي. وأواجه الخوف والألم. لا تهمّ النتيجة. الرسالة والمحاولة تكفيان».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه وربما حيّزه في العالم (آرت أون 56)

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها: الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع، الإسعاف والصراخ... لـ9 أشهر تقريباً، أُرغمت على الإغلاق للترميم وإعادة الإعمار بعد فاجعة المدينة، واليوم يتكرّر مشهد الفواجع. خراب من كل صوب، وانفجارات. اشتدّ أحدها، فركضت بلا وُجهة. نسيت حقيبتها في الغاليري وهي تظنّ أنه 4 أغسطس آخر.