محمود حميدة: خلعت أسناني من أجل «جنة الشياطين»https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5074837-%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF-%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AE%D9%84%D8%B9%D8%AA-%D8%A3%D8%B3%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AC%D9%84-%D8%AC%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D9%86
مريم الخشت خلال الحوار مع محمود حميدة (إدارة المهرجان)
احتفى مهرجان «الجونة السينمائي» بالممثل المصري محمود حميدة في ندوة «ماستر كلاس»، الجمعة، تحدث فيها عن مسيرته الفنية بحضور مجموعة من الفنانين الذين حرصوا على الاستماع لحديثه عن تجربته السينمائية، منهم بشرى، ولبلبة، وحسين فهمي.
وقال حميدة إنه طوال مسيرته الفنية لم ينتبه إلى نظرة من حوله إليه، وهو الأمر الذي تنبّه له خلال تسلّمه التكريم في حفل افتتاح المهرجان، بعد الكلمة التي ألقتها المخرجة إيناس الدغيدي عن مشواره الفني، الأمر الذي تسبّب في مغالبته للدموع خلال وقوفه على خشبة المسرح.
وخلال الحديث الذي أدارته الممثلة مريم الخشت، تحدث حميدة عن أهمية صناعة السينما بوصفها من الصناعات المهمة تاريخياً التي تعاني بسبب غياب القانون، مشيراً إلى أن «جزءاً من الأزمة مرتبط باحتقار البعض لمهن التسلية رغم أهميتها والدور الكبير الذي تلعبه في حياتنا اليومية».
وتطرّق حميدة للصّعوبات التي واجهته في تصوير فيلم «جنة الشياطين» مع المخرج أسامة فوزي، واضطراره لاقتلاع أسنانه من أجل تقديم شخصيته في الفيلم الذي سيُعرض (السبت) ضمن الاحتفاء به في فعاليات المهرجان، لافتاً إلى أنه حَرِص على تقمّص الشخصية، وقال: «خلعت أسناني من أجل (جنة الشياطين)، واستبدلت بالأسنان العلوية أسناناً ذهبية للظهور بها خلال الأحداث».
«يملك محمود حميدة تجربة سينمائية ثرية»، حسب الناقد المصري خالد محمود، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه التجربة التي استمرت على مدار أكثر من 3 عقود استطاع حميدة خلالها تقديم أدوارٍ متنوعة وتجارب مهمة سينمائياً، خصوصاً فيلمه الأول (فارس المدينة) الذي قدّمه المخرج الراحل محمد خان».
وأضاف محمود أنه «على الرغم من أن أعماله تتباين في المستوى وتختلف من تجربة لأخرى، فإنه قدّم مسيرة متنوعة متماشية مع الظروف التي مرّت بها صناعة السينما».
وهو رأيٌ يدعمه الناقد السينمائي السعودي أحمد العياد الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «يُعدّ حميدة من النجوم المصريين الذين استطاعوا إثبات وجودهم سينمائياً بأدوار مختلفة وصادقة حتى وإن كانت مساحتها صغيرة على الشاشة في بعض الأحيان»، لافتاً إلى أن حميدة يعدّ أحد الفنانين المثقفين الذين لديهم رؤية تجاه عملهم واهتمام به.
وعدّ العياد أن «تجربة حميدة في تقديم مجلة معنية بصناعة السينما (الفن السابع) والاهتمام بنشر الثقافة السينمائية في وقت لم تكن مثل هذه المشروعات الإعلامية رائجة أمر يستحق التقدير والتحية».
وهذه هي المرة الثالثة التي يُكرَّم فيها حميدة خلال أقل من شهرين بعدما كُرِّم في افتتاح مهرجان «المسرح التجريبي» في القاهرة، الشهر الماضي، ومهرجان «وهران للفيلم العربي» في الجزائر مطلع الشهر الحالي.
ويعتقد خالد محمود أن «تعدُّد التكريمات للفنانين في وقت قصير أمرٌ لا يكون صحياً»، لكن في الوقت نفسه يجد أن «هناك أهمية لوجود الممثلين المصريين في المهرجانات العربية، خصوصاً أن الجيل السابق، على غرار نور الشريف وعادل إمام ومحمود عبد العزيز لم يعد موجوداً للمشاركة في المهرجانات السينمائية العربية».
سجَّلت الفنانة اللبنانية داليدا خليل عبر رابط يُلحِقها بجمعيات خيرية لدعم أبناء أرضها بالمساعدات، وتعمل بلا توقُّف لتكون يداً خيِّرة وسط الأيادي الممدودة.
شهدت السينما المصرية على مدار عقود صناعة أفلام تنوعت حكاياتها ما بين الرومانسي، والتراجيدي، والكوميدي، و«الأكشن» والإثارة، بالإضافة إلى الفيلم الغنائي والموسيقي
داليا ماهر (القاهرة)
« دبلوماسية الكشري»... الطبق المصري يبني جسوراً للتواصل السياسيhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5075444-%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B4%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D8%AC%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B5%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A
« دبلوماسية الكشري»... الطبق المصري يبني جسوراً للتواصل السياسي
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يتناول الكشري خلال زيارته للقاهرة (مطعم أبو طارق)
هنا، في قلب القاهرة، عندما تقصد شارع شامبليون، الذي يحمل اسم مكتشف رموز اللغة الهيروغليفية المصرية، يمكنك التعرف عن قرب على رمزٍ آخر للهوية المصرية، ممثلاً في طبق «الكشري»، لدى مطعم «أبو طارق»، أحد أشهر محال الكُشري في مصر، حيث اكتسب الطبق الشعبي فيه مذاقاً سياسياً، وتحوّل لأداة دبلوماسية، تقرّب المسافات بين الثقافات.
فعلى مدار السنوات الماضية، استقبل «أبو طارق» عشرات الوزراء والدبلوماسيين والمسؤولين الأمميين في القاهرة، كان أحدثهم وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي تغزّل في الطبق بعد تناوله، قائلاً إنه «وجبة لذيذة وشهية». ما عدّه مراقبون بأن تناوله للوجبة الشعبية يؤرخ لـ«دبلوماسية الكشري»، في ظل سنوات من جمود العلاقات بين القاهرة وطهران.
على مدار السنوات الماضية، كتب «أبو طارق» فصولاً أخرى من رواية «دبلوماسية الكشري». فالمطعم الشعبي تحوّل إلى ما يشبه نادياً دبلوماسياً غير رسمي في القاهرة، يجمع وزراء ودبلوماسيّي الشرق والغرب، بعد أن جذبتهم مكونات الطبق من الأرز والمعكرونة والعدس والحمص والبصل، ومعها «الدقة والشطة»، في خلطةٍ وضع سرَّها العم يوسف، مؤسس المطعم، منذ عام 1950.
أسفل صورة مؤسّس المطعم، تحدثنا إلى نجله طارق يوسف، رئيس مجلس إدارة سلسلة محلات «أبو طارق»، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «اجتذب مطعمنا نحو 47 سفيراً في مصر، ومرافقيهم من الملاحق والممثلين الدبلوماسيين، وعشرات المسؤولين من دول عدّة لتجربة الكشري»، مشيراً إلى أن مطعمه، الذي صنّفه الموقع العالمي «TasteAtlas» من بين أكثر 100 مطعم متميّز حول العالم في العام الماضي، أطلق مبادرة منذ 4 سنوات، لتنشيط سياحة الطعام وتبادل الثقافات عبر استضافة كثير من السفراء، الذين رحّبوا بالمشاركة، وتناول الكشري وسط الأجواء الشعبية المصرية.
المحلل والصحافي المصري المتخصص في الشؤون الدولية، خالد الشامي، الذي جمعته مائدة كشري «أبو طارق» مع الوزير الإيراني، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «اختار عراقجي الكشري تحديداً لأنه حاول إيصال رسالة بتقارب الثقافة والتقاليد المصرية والإيرانية، وحرص بلاده ورغبتها في الانفتاح على التقارب مع مصر».
كان سفير نيوزيلندا السابق، جريج لويس، أول من شارك في مبادرة المطعم، ومن ثمّ توالى حضور سفراء بريطانيا، وأستراليا، وتشيلي، والأرجنتين، والمكسيك، وجورجيا، ومالي، وكولومبيا، وبلجيكا، وهولندا، وأفغانستان، ونيبال، والدنمارك، وبيرو، وكوريا الجنوبية، والبوسنة والهرسك، وغيرهم العشرات.
يقول رئيس مجلس إدارة المطعم: «الأمين العام للجامعة العربية الحالي، أحمد أبو الغيط، عندما كان وزيراً للخارجية المصرية، كان يصطحب ضيوفه من المسؤولين الأجانب لتذوّق الكشري لدينا، وكان يداعبنا بقوله إنه (يقوم بنفسه بعمل الدعاية لنا بين الأوساط الدبلوماسية)».
ويذكر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، لـ«الشرق الأوسط»، أنه أثناء مباحثات مسؤولين مصريين مع نظرائهم الأجانب يتم التطرق أحياناً لبعض الأحاديث الجانبية، للتخفيف من «ثقل» الأحاديث السياسية، قد تكون حول موضوعات ثقافية أو عن العادات والمأكولات الشعبية، وبالتالي يتعرّف الضيف على بعض أنواع الأطعمة الشهيرة، وبعضها تُرشّح له لتذوّقها، وفي الغالب يختار من بينها الكُشري.
«لماذا يجتذب الكشري تحديداً الأجانب؟»، تجيب أستاذة العلاقات الدولية في جامعة القاهرة، الدكتورة نورهان الشيخ، «الشرق الأوسط»، قائلة: «الكشري هو الوجبة الوحيدة التي لا تقدّمها دولة أخرى، وبالتالي تحمل خصوصية شعبية، إلى جانب مرونة تجهيز مكوناتها بالزيادة والنقصان، ما يجعله يقدم بتفضيلات كثيرة، وبالتالي مناسبته لثقافات السفراء المختلفة».
في حين تقول الدكتورة سهير عثمان، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، لـ«الشرق الأوسط»: «ينال الكشري شهرة كبيرة مع اسمه القائم على فكرة المزج بين مكوناته، وهي الفكرة نفسها التي تقوم عليها الدبلوماسية، والتي تحاول المزج بين الدول وثقافاتها».
عودة إلى السفير رخا، الذي يروي واقعة طريفة عندما كان سفيراً لمصر في زيمبابوي، قائلاً: «مع تنظيم السفارة سنوياً حفل العيد الوطني المصري، كان يتم الاحتفاء بتقديم بعض المأكولات الشعبية المصرية لضيوف الحفل، ومنها الكشري، الذي كان يروق كثيراً لممثل دولة الفاتيكان، الذي أخبرني أنه ينتظر الحفل المصري سنوياً ليتذوّق الكشري، وفي مناسبات عديدة كان دائم الإشادة به».
الإشادة نفسها تمتد مع تناول دبلوماسيين أجانب الكشري في القاهرة، وفي مقدمتهم سفير الاتحاد الأوروبي في القاهرة، كريستيان برجر، الذي أكد أن «الكشري من الوجبات المفضلة له»، بجانب وزير خارجية سويسرا، إيجنازيو كاسيس، والمساعدة السابقة لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى بالإنابة، يائل لامبرت. كما أبدى سفير تشيلي، بابلو أرياران، إعجابه الشديد بـ«الكشري» ورأى أنه يستحق نشره في دول العالم وتعلم طهيه. بينما قال سفير جورجيا، ألكسندر نالبندوف، إن «دبلوماسية الطعام تُعدّ أفضل دبلوماسية».
يُظهر نجل مؤسس «أبو طارق» أن كلّ سفير يحاول أن يوثق تجربته في تناول الكشري لديهم عبر الكلمات والصور ومقاطع الفيديو ونشرها بمنصات التواصل الاجتماعي، مُبيناً أنه أصبح هناك تنافس بين السفراء في عدد المشاهدات التي ستجلبها هذه المقاطع، قائلاً إن خوان راتاناك، سفير كمبوديا السابق، حقّق فيديو مشاركته أكثر من مليون ونصف مليون مشاهدة.
هنا، تلفت أستاذة الإعلام إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي هي الأساس الذي يروج لجميع الأطعمة الشعبية التي تشتهر بها مصر، حيث منحت «الفوود بلوغرز» الأجانب فرصة الترويج لها، وسمحت بانتشار صفحات تهدف للتأريخ للمطبخ المصري، كما استخدمتها المطاعم، وعلى رأسها كشري «أبو طارق»، لإبراز استقباله للسفراء والمشاهير، وبالتالي كانت هي السبب الأول لتقديم فكرة «دبلوماسية الكشري».