«موزة على الحائط»: مزاد على العمل الفني المثير للجدل بسعر افتتاحي مليون دولار

عرض عمل لكاتيلان على الحائط (سوذبي)
عرض عمل لكاتيلان على الحائط (سوذبي)
TT

«موزة على الحائط»: مزاد على العمل الفني المثير للجدل بسعر افتتاحي مليون دولار

عرض عمل لكاتيلان على الحائط (سوذبي)
عرض عمل لكاتيلان على الحائط (سوذبي)

في خطوة جديدة نحو استكمال مسيرته الجريئة في عالم الفن المعاصر، يعود العمل المفاهيمي الشهير للفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان إلى دائرة الضوء مرة أخرى.

فقد أعلنت دار المزادات «سوذبي» عن عرض قطعة من العمل التي تتضمّن موزة مثبتة على الحائط بشريط لاصق في مزاد مرتقب في نوفمبر (تشرين الثاني)، بتقدير أولي يتراوح بين مليون و1.5 مليون دولار، وفقاً لشبكة «بلومبرغ».

انطلق كاتيلان أول مرة في معرض «آرت بازل» في «ميامي بيتش» عام 2019، وسرعان ما جذب انتباه العالم، حيث أحدث ضجةً كبيرة وجذب حشوداً ضخمة.

وخلال أيام قليلة، أصبحت الموزة المثبتة بالشريط اللاصق حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وألهمت نسخاً ساخرة وميمات عديدة، بل حتى إنها أُكلت من قِبل أحد الزوار، مما أضفى مزيداً من الإثارة على الحدث.

وعلى الرغم من بساطة المواد المستخدمة، حقّق العمل الفني مبيعات تتراوح بين 120 ألفاً و150 ألف دولار للنسخة الواحدة، وقد أهدى جامع فنون إحدى النسخ إلى متحف «غوغنهايم»، في حين هماك نسختان يملكهما فردان.

يعلّق رئيس قسم الفن المعاصر لأميركا في «سوذبي»، ديفيد غالبرين، قائلاً إن «العمل ليس مجرد موزة وشريط لاصق؛ بل يمثّل فكرة حول عبثية سوق الفن نفسه... كما أنه يعيد طرح سؤال مهم حول مفهوم القيمة في الفن، ويجسد نقاشاً ثقافياً واسعاً».

القيمة الفنية بين السخرية والعبث

وحسب الشبكة، قيمة الفن تتجاوز مجرد المادة المستخدمة في العمل، ففي النهاية لوحة لبيكاسو ليست سوى صبغة على قماش، وتمثال مايكل أنغلو هو حجر منحوت.

وبإضافته شهادة الأصالة، وتعليمات العرض، وشريطاً لاصقاً وموزة قابلة للتجديد، تظل لوحة كاتيلان عملاً مفتوحاً أمام تفسيرات جديدة.

ويتوقع جالبرين أن المزاد سيكون فرصة مثالية لإعادة تسليط الضوء على العمل، مع اهتمام متزايد من هواة الجمع التقليديين والجمهور العام، على حد سواء.

ويقول، في ختام حديثه: «بما أن هذا العمل الفني قد اخترق حدود الفن، ووصل إلى الوعي الثقافي العام، فإن مزاد نوفمبر قد يكون حدثاً يُشاهد ويُتابَع حول العالم».


مقالات ذات صلة

معرض صور في باريس يلقي نظرة على حال الأفغانيات

آسيا صورة من معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس للتعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات (أ.ف.ب)

معرض صور في باريس يلقي نظرة على حال الأفغانيات

يتيح معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس التعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات، ومعاينة يأسهن وما ندر من أفراحهنّ.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الخط العربي حاضر (من المعرض)

حين تتفاهم الحضارات بلغة الألوان والفنون

يقدم المعرض مروحة واسعة مفتوحة على عدد من الثقافات والحضارات. إنها مقتنيات تعكس مهارة الإنسان المبدع وروعة المخيلة البشرية والنفوذ الكوني للفن على مرّ القرون.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق «الحزن» لوحة للفنان فتحي علي (الشرق الأوسط)

«يوميات القاهرة» تُلهم 5 تشكيليين مصريين لاكتشاف السعادة والمعاناة

يمكن للمشاهد الذي لا يعرف تفاصيل القاهرة، أو لم تسبق له زيارتها من قبل، أن يتعرّف على زخمها الإنساني، من خلال تأمل أعمال هذا المعرض الجماعي.

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق «سفينة الزمن» للفرنسية جان ماري أبريو (إدارة المعرض)

«الأبد هو الآن»... مغامرات تشكيلية تُغرّد خارج السّرب في سفح الأهرامات

يُغرّد المعرض خارج السّرب من خلال مغامرات تشكيلية وأعمال مركبة ذات صبغة حداثية تسعى للتماهي مع اسم المعرض عبر تجسيد «فكرة الزمن».

رشا أحمد (القاهرة)
يوميات الشرق من أعمال معرض «ولدوا في السبعينات» (الشرق الأوسط)

50 غاليري من 14 دولة في معرض إسطنبول للفن المعاصر

استقبلت مدينة إسطنبول بتركيا، الأسبوع الماضي، محبي الفنون من تركيا وخارجها لحضور افتتاح الدورة الجديدة من معرض وسوق إسطنبول للفن المعاصر في نسخته التاسعة عشرة

عبير مشخص (إسطنبول)

حين تتفاهم الحضارات بلغة الألوان والفنون

الخط العربي حاضر (من المعرض)
الخط العربي حاضر (من المعرض)
TT

حين تتفاهم الحضارات بلغة الألوان والفنون

الخط العربي حاضر (من المعرض)
الخط العربي حاضر (من المعرض)

إنه مكان فريد عابق بتاريخ أوروبا يستقبل تاريخاً فريداً آخر زاخراً بروائع الشرق. ففي القصر التاريخي لفندق «البحرية» المُطل على ساحة «الكونكورد» في باريس، بمواجهة المسلة المصرية، يُقام معرض لمجموعة مقتنيات آل ثاني القطرية من تحف تعود للعصور القديمة حتى يومنا هذا. إنها واحدة من المجموعات الخاصة المرموقة في العالم، تستقر في عاصمة النور لعام كاملٍ، حتى خريف 2025، لكي تُتاح رؤيتها لأكبر عدد من عشاق الفنون والصناعات التقليدية القديمة.

الخزف بأحلى تجلياته (من المعرض)

ويقدم المعرض مروحة واسعة مفتوحة على عدد من الثقافات والحضارات. إنها مقتنيات تعكس مهارة الإنسان المبدع وروعة المخيلة البشرية والنفوذ الكوني للفن على مرّ القرون. وهي تُدار من مؤسسة تعنى بالترويج لثراء الفنون وتنوع الثقافات. كما تشجع مشروعات إقامة المتاحف وتنظيم المعارض. وسبق لهذه المقتنيات النادرة أن عُرضت في قاعات مرموقة، مثل متحف «متروبوليتان» في نيويورك، و«فكتوريا وألبرت» في لندن، ومتحف «الأرميتاج» في سان بطرسبرغ، والمتحف الوطني في طوكيو.

وريقات هبطت من الشجرة (من المعرض)

استفاد فندق «البحرية» من مجموعة آل ثاني الضخمة لتقديم كنوزٍ من جميع أنحاء العالم تفتّحت عبر العصور. ولهذا فإن المعرض يحمل عنوان: «الألوان تتكلم كل اللغات». إنها 80 قطعة تنتمي إلى 5 قارات مختلفة، يعود تاريخ أقدمها إلى الألفية الأولى قبل الميلاد. وبما أن الألوان هي العنوان، فقد صُمّم أسلوب العرض وفق هذا التقسيم: القطع التي يطغى عليها اللون الأزرق، ثم الأحمر والأصفر والأخضر والأبيض والأسود. إن استخدام اللون لا يأتي عبثاً. وهناك مفاهيم تتعلق بكل لون حسب الحضارات والمعتقدات.

ثوبها يروي حكايتها (من المعرض)

وقد تختلف الاستخدامات والرموز باختلاف الفترة الزمنية والبلد الذي استُخدمت فيه. ويرى القائمون على المعرض أن هذه المختارات تشكل ما يشبه «صندوق العجائب» بالنسبة للجيل الحالي. فهي فرائد من أزمان ماضية تُبهر المشاهد وتدفعه للتفكير في مدى المهارة التي بلغها الصانع القديم والسعة التي وصل إليها خياله.

من أجواء معرض مجموعة آل ثاني (من المعرض)

وفندق «البحرية» مكان فريد أيضاً، وهو قصر شُيّد في القرن الـ18 ليكون شاهداً على عصر الملك لويس الخامس عشر. ويجاور المبنى قصر مشابه له تماماً يقع على الرصيف المقابل، يشغله اليوم فندق «كريون» العريق. ومنذ 3 سنوات بدأ فندق «البحرية» فتح صالاته لعرض المجموعات الأثرية الخاصة، وأيضاً معارض مؤقتة تُنظّم بالتعاون مع متاحف عالمية ترافقها ندوات لمتخصصين في الآثار ومختلف ميادين الفنون التشكيلية.