ملكة جمال لبنان تهتم بتأمين مستلزمات الأطفال الرضّع النازحين

نادين ويلسون نجيم لـ«الشرق الأوسط»: كل شخص يعطي هو إنسان جميل

مشهد نزوح اللبنانيين يحملون أطفالهم الرضّع أثّر بها (إنستغرام)
مشهد نزوح اللبنانيين يحملون أطفالهم الرضّع أثّر بها (إنستغرام)
TT

ملكة جمال لبنان تهتم بتأمين مستلزمات الأطفال الرضّع النازحين

مشهد نزوح اللبنانيين يحملون أطفالهم الرضّع أثّر بها (إنستغرام)
مشهد نزوح اللبنانيين يحملون أطفالهم الرضّع أثّر بها (إنستغرام)

استطاعت ملكة جمال لبنان لعام 2007 نادين ويلسون نجيم أن تجمع ما بين الجمال وفرح العطاء. وضمن مبادرتها «ليبانيز تشيلدرن ريليف فاند» تهتم بتأمين المستلزمات والغذاء للأطفال الرضّع؛ فهذه الفئة من الأطفال لم يسبق أن تطرّق أحدهم إلى كيفية الاعتناء بها. فغالبية المبادرات تعمل على مساعدة النازحين وأولادهم بالمجمل. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «عندما شاهدت أعداداً لا يُستهان بها من النازحين تغادر بيوتها وبلداتها حاملة أطفالها الرضّع حزنت. وقررتُ أن أساعدهم ليتجاوزوا صعوبات هذه المرحلة؛ فالطفل بعمر أسابيع قليلة يجب تأمين وجبات الحليب له بانتظام. كما أن النزوح منع أمهات كثيرات من مزاولة الرضاعة الطبيعية، فالمراكز التي تستقبلهن لا توفّر لهنّ رفاهية الانفراد بأطفالهن».

وصلت مساعداتها إلى مختلف المناطق اللبنانية (إنستغرام)

هكذا بدأت نجيم حملتها الإنسانية التي استطاعت من خلالها مساعدة نحو 6000 طفل رضيع. وتقول: «وزّعنا حتى اليوم نحو 200 ألف حفّاضة، و5000 علبة حليب، وكذلك مجموعة كبيرة من الكريمات والأدوية الخاصة بالأطفال».

حماس نادين ويلسون نجيم للقيام لهذه المبادرة ينبع من مشاعرها المرهفة تجاه الإنسان بشكل عام؛ فهل العطاء برأيها نتيجة تربية يتلقاها المرء أم يولَد من مشاعر معينة؟ تردّ: «لا أعتقد أن هناك شخصاً لا يحب العطاء، لأنه ينعكس فرحاً عليه. أنا شخصياً، وكوني تربيت في كنف عائلة معطاءة ومارست العمل الكشفي، تسكنني قيمة العطاء. وأرى أن كلّ مَن عمل مع مؤسسات الجيش و(الصليب الأحمر) والكشافة لا بد أن يشعر بحبّ العطاء؛ فهو أمر يمكننا اكتسابه أيضاً، فيما لو لم يكن مزروعاً في تكويننا الإنساني».

ساهمت حملتها بمساعدة آلاف أطفال النازحين الرضّع (إنستغرام)

تشعر نادين بأن الشخص الذي لا يمارس العطاء للآخر، وكأنه يخذل نفسه. وتضيف: «هناك أشخاص لامسوني عن قرب، بعد تبرّعهم بفلس الأرملة للإسهام في مبادرتي. بعضهم تبرّع بمبلغ دولارين أو 100 ألف ليرة من شدّة حماسه لمساعدة الآخر. تأثرت بهذه التبرعات الخجولة، ولمست جرعات إنسانية هائلة يتمتع بها اللبناني».

تقول نادين إن القيام بمبادرات مشابهة لا بدّ أن ينطلق من نقاط معينة، تختصرها بمصدر تجاري يبيع منتجاته بأقل سعر من غيره. وكذلك من خلال تحديد الشريحة التي تجري مساعدتها بأعدادها الدقيقة.

تتلقى نادين ويلسون نجيم التبرعات من لبنان وخارجه على حساب خاص نشرته عبر صفحة «إنستغرام» خاصتها. وحتى اليوم، استطاعت مساعدة مناطق مختلفة غير بيروت، وتطال الهرمل وبعلبك ومراكز إيواء في زحلة وعكار وطرابلس.

وعمّا إذا كانت من محبذي القيام بمهمات إنسانية تحت الأضواء، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن الشهرة التي حصدتها من لقب (ملكة جمال لبنان) فتحت أمامي آفاقاً واسعة، وولّدت بيني وبين الناس علاقات وثيقة؛ فوسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً أساسياً في نشر الوعي والترويج لمهمات ومبادرات إنسانية. أما الأضواء والعمل بموازاتها، فمن دون شك توسّع مساحة الانتشار، فتكون بمثابة دعوة عامة ليشارك الناس فيها. هناك أشخاص يقومون بمهمات إنسانية بعيداً عن الأضواء، ربما بإمكانهم القيام بذلك، لتمتُّعهم بمصدر تمويل كافٍ قائم على حالة مادية ممتازة عندهم».

وعن نقاط التشابه التي تجمع ما بين الجمال والعطاء، تقول: «كل شخص معطاء هو بنظري إنسان جميل. ولكن العكس ليس صحيحاً؛ إذ نرى أشخاصاً يتمتعون بالجمال الخارجي فقط. وهذا أمر لا يكفي للتعاطي مع الإنسانية وركائزها. فليس كل امرئ جميل لديه قوة العطاء».

واثقة بأن كل إنسان معطاء هو جميل (إنستغرام)

تفتخر نجيم بتوزيع المساعدات بالعدل والمساواة، وعدم التفرقة بين أطياف أبناء النازحين. وتؤكد أنها كانت ولا تزال بحاجة الداعمين، لاستمرار تأمين حاجات الأطفال الموزعين على مراكز الإيواء والمدارس.

وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «مبادرتي تُعنى بالأطفال ما دون 3 سنوات، وهي تقوم على التبرعات. وأشكر كل من ساهم فيها واهتم بإعانة الأطفال الرضّع من دون تفرقة».



العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.