مبادرة سعودية تقود لإطلاق أول أسبوع عربي في «اليونسكو»

تسلط الضوء على الثراء الثقافي والحضاري العربي وتنوعهما وتعزيز الحوار بين الثقافات

مقر اليونسكو في باريس (أ.ف.ب)
مقر اليونسكو في باريس (أ.ف.ب)
TT

مبادرة سعودية تقود لإطلاق أول أسبوع عربي في «اليونسكو»

مقر اليونسكو في باريس (أ.ف.ب)
مقر اليونسكو في باريس (أ.ف.ب)

بمبادرة من السعودية، ممثلة في اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، تنظم المجموعة العربية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، «الأسبوع العربي في اليونسكو» خلال الفترة 4 - 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، الذي يقام لأول مرة في تاريخ عمل الدول العربية مع «اليونسكو»، منذ أكثر من نصف قرن، وذلك في مقر المنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس.

وستعمل المبادرة بمشاركة جميع الدول العربية على تسليط الضوء على الثراء الثقافي والحضاري العربي وتنوعهما، وتعزيز الحوار بين الثقافات، والإسهام في تحقيق أهداف التنمية الثقافية، حيث تشكل الفعالية احتفالاً بالثراء الثقافي للعالم العربي، عبر الآداب والفنون المتعددة، كما سيشكل الأسبوع فضاءً فسيحاً للحوار بين الثقافات.

وتعكس مبادرة «الأسبوع العربي في اليونسكو» الجهود التي تبذلها السعودية انطلاقاً من اهتمام قيادتها بالعمل مع المنظمات العالمية وتسخير الإمكانات كافة لدعم المبادرات التي تخدم التواصل الحضاري بين الدول العربية ودول العالم، وهو ما جعل المبادرة تحظى بمباركة ودعم وتأييد الدول العربية، حيث أجمع وزراء الثقافة العرب على إقامة المبادرة، وأثنوا عليها في اجتماع المؤتمر العام لمنظمة «الألكسو» في شهر مايو (أيار) الماضي، في جدة، مما جعلها حلماً يتحقق على أرض الواقع.

وتأتي هذه المبادرة في ظل دعم وتمكين من الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، الذي وجه بتعزيز مستويات التنسيق والتفاهم مع الدول؛ لإيجاد أرضية مشتركة تنطلق منها مبادرات تنموية على مختلف الأصعدة، حيث أصبحت اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم تلعب اليوم دوراً بارزاً في العمل الثقافي والحضاري عربياً ودولياً، بما يسهم في النهوض بالثقافة وتطوير مجالات التربية والثقافة والعلوم على المستويين الإقليمي والعالمي.

تسليط المبادرة السعودية الضوء على الثراء الثقافي والحضاري العربي وتنوعهما (واس)

وفي الوقت الذي تشكل فيه مبادرة السعودية «الأسبوع العربي في اليونسكو»، نقطة ضوء زمانية مهمة تسهم في إعادة التذكير بثراء الثقافة العربية وتنوع مشاربها وعراقة تراثها وغزارة إسهاماتها الإنسانية والحضارية على مر العصور، فهي تعكس قصة نجاح أول تجمع عربي تقوده السعودية في «اليونسكو»، ويعمل على تجاوز الحدود الجغرافية، وتحقيق أهداف طموحة وتعاون حقيقي لإبراز ثراء الثقافة العربية.

ويشتمل «الأسبوع العربي في اليونسكو» على معارض ثقافية وفنية، من بينها سوق للمنتجات الثقافية العربية، ومعرض عن الخط العربي، وآخر عن صور المواقع التراثية في العالم العربي المسجلة في «اليونسكو»، إلى جانب جناح الموسيقى العربية، وفعالية الطهي العربي، وجناح عن الحرف اليدوية العربية، وآخر عن الأزياء العربية.

كما سيتضمن برنامج عمل «الأسبوع العربي في اليونسكو» ندوة عن الرواية العربية، وأخرى عن الذكاء الاصطناعي، وندوة عن الخط العربي، وندوة عن أدب الأطفال، إلى جانب ندوة عن الشيلة الجنبية، بينما ستتضمن العروض المصاحبة مسابقة الخط العربي، وعرضاً لأعمال فنانين ومصممين، إضافة إلى عرض عن فن الرسم بالرمل.

ومن المنتظر أن تتيح مبادرة «الأسبوع العربي في اليونسكو» فرصة كبرى للتعريف بالثراء الثقافي العربي وتفاعل منظمة اليونسكو والدول الأعضاء فيها مع فعالياتها التي تعكس فنوناً متعددة وأنشطة ثقافية متنوعة، بينما ستعزز هذه المبادرة من مكانة الثقافة العربية عالمياً، بما توفره من منصة مثالية غير مسبوقة لنشر الثقافة العربية وأفكارها وتعزيز الصورة الذهنية لتراثها العريق.

ومن المنتظر أن تحقق مبادرة «الأسبوع العربي في اليونسكو» نتائج تتمثل في تعزيز مكانة الثقافة العربية في «اليونسكو»، وتطوير شراكات جديدة بين الدول العربية ومنظمة اليونسكو والدول الأعضاء الأخرى، وتعزيز الحوار بين الثقافات والتفاهم المتبادل، وضمان استدامة مبادرة «الأسبوع العربي في اليونسكو» وضمان نجاحها على المدى الطويل، وتحفيز الشباب على الاهتمام بالثقافة العربية.


مقالات ذات صلة

حلب «الشاهدة على التاريخ والمعارك» تستعد لنفض ركام الحرب عن تراثها (صور)

المشرق العربي لقطة جوية تُظهر قلعة حلب (أ.ف.ب)

حلب «الشاهدة على التاريخ والمعارك» تستعد لنفض ركام الحرب عن تراثها (صور)

أتت المعارك في شوارع حلب والقصف الجويّ والصاروخي على كثير من معالم هذه المدينة المُدرجة على قائمة اليونيسكو، لا سيما بين عامي 2012 و2016.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
يوميات الشرق آلة السمسمية (وزارة الثقافة المصرية)

مصر لتسجيل «الكشري» بقوائم التراث غير المادي باليونيسكو

بعد أن أعلنت مصر إدراج الحناء والسمسمية ضمن قائمة الصون العاجل بمنظمة اليونيسكو، تتجه لتسجيل الكشري أيضاً.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)

«الورد الطائفي» في قوائم «اليونيسكو»

أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، نجاح السعودية في تسجيل.

عمر البدوي (الرياض) «الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.

يوميات الشرق صابون الغار الحلبي الشهير من الأقدم في العالم (أ.ف.ب)

الحنّة والصابون الحلبي والنابلسي... «تكريم» مُستَحق

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، الحنّة والتقاليد المرتبطة بها، والصابون النابلسي، وصابون الغار الحلبي، في قائمة التراث الثقافي غير المادي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

انطلاق «معرض جازان للكتاب» فبراير المقبل

المعرض يتضمّن برنامجاً ثقافياً متنوعاً يهدف إلى تشجيع القراءة والإبداع (واس)
المعرض يتضمّن برنامجاً ثقافياً متنوعاً يهدف إلى تشجيع القراءة والإبداع (واس)
TT

انطلاق «معرض جازان للكتاب» فبراير المقبل

المعرض يتضمّن برنامجاً ثقافياً متنوعاً يهدف إلى تشجيع القراءة والإبداع (واس)
المعرض يتضمّن برنامجاً ثقافياً متنوعاً يهدف إلى تشجيع القراءة والإبداع (واس)

تنظّم «هيئة الأدب والنشر والترجمة» السعودية، أول نسخة من «معرض جازان للكتاب» خلال الفترة بين 11 و17 فبراير (شباط) 2025؛ سعياً لإبراز الإرث الثقافي الغني للمنطقة، وتعزيز الحركة الأدبية والفكرية والعلمية في البلاد.

ويشمل المعرض الذي يأتي ضمن فعاليات موسم «شتاء جازان 25»، برنامجاً ثقافياً متنوعاً يهدف إلى تشجيع القراءة والإبداع؛ حيث يضم مشاركات مميّزة من دور نشر محلية ودولية، وندوات أدبية، وورشات عمل متخصصة. كما يُقدّم أنشطة تفاعلية تناسب جميع الفئات العمرية، مع التركيز على الأطفال والشباب، وعروض فنية وتراثية تعكس التنوع الثقافي وأصالة منطقة جازان. كما يتيح فرصة التعرّف على أحدث الإصدارات الأدبية والفكرية، مما يعزّز التبادل الثقافي بين المشاركين.

جاء هذا الحدث ضمن جهود «الهيئة» لتعزيز الحراك الثقافي في السعودية، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، من خلال نشر قيم المعرفة والإبداع، وتحفيز صناعة النشر المحلية.

ويُعد «معرض جازان للكتاب 2025» دعوة مفتوحة لكل عشاق الثقافة للاحتفاء بالفكر والأدب، واستكشاف عوالم الإبداع والابتكار التي تُثري الهوية الوطنية.