فعالية أوروبية تسلط الضوء على تبوُّء المرأة السعودية مناصب قيادية

فارنو: للنساء دور أساسي في تشكيل المجتمع والاقتصاد من خلال تعزيز الابتكار وزيادة الإنتاجية

سفير الاتحاد الأوروبي كريستوف فارنو مع عدد من النساء القياديات خلال الفعالية (سفارة الاتحاد الأوروبي)
سفير الاتحاد الأوروبي كريستوف فارنو مع عدد من النساء القياديات خلال الفعالية (سفارة الاتحاد الأوروبي)
TT

فعالية أوروبية تسلط الضوء على تبوُّء المرأة السعودية مناصب قيادية

سفير الاتحاد الأوروبي كريستوف فارنو مع عدد من النساء القياديات خلال الفعالية (سفارة الاتحاد الأوروبي)
سفير الاتحاد الأوروبي كريستوف فارنو مع عدد من النساء القياديات خلال الفعالية (سفارة الاتحاد الأوروبي)

استضافت غرفة التجارة الأوروبية في السعودية، الثلاثاء، فعالية «النساء في المناصب القيادية – حوار من أجل مستقبل مستدام»، سلطت الضوء على تبوء المرأة السعودية في المناصب القيادية في المملكة بما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030».

وأكد كريستوف فارنو، سفير الاتحاد الأوروبي لدى السعودية، خلال الفعالية، الثلاثاء، على أهمية مساهمة المرأة في التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي، مبيناً أن «الاعتراف بأهمية دور النساء في المناصب القيادية يعد أولوية ليست فقط في أوروبا، لكن أيضاً في السعودية؛ إذ تؤدي النساء دوراً أساسياً في تشكيل المجتمع والاقتصاد من خلال تعزيز الابتكار، وزيادة الإنتاجية، وتعزيز التنوع داخل المؤسسات؛ مما يعود بالنفع على الجميع، وهذا ما يلتزم به الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية بتشكيلها الجديد تحت قيادة الدكتورة أورسولا فون دير لاين التزاماً راسخاً».

السفير فارنو خلال كلمته في الفعالية (سفارة الاتحاد الأوروبي)

من جانبها، ركزت سو دونوغو، نائبة رئيس غرفة التجارة الأوروبية في السعودية والمديرة التنفيذية لشركة «دي إتش إل» في السعودية، على المبادرات الحيوية التي تتم رعايتها لدعم النساء في المناصب القيادية وتعزيز أدوارهن في سوق العمل، وقالت: «تؤدي النساء المتقلدات المناصب القيادية دوراً حيوياً في دفع التغيير الإيجابي وتشكيل مستقبل مستدام، إن وجهات نظرهن الفريدة ومهاراتهن ومساهماتهن ضرورية لتعزيز الابتكار والتنوع واتخاذ القرارات الشاملة؛ مما يسهم في النهاية في جعل عالمنا أقوى وأكثر مرونة للجميع».

ومن أبرز أنشطة الفعالية مناقشة بعنوان «النساء في الأعمال: حوار من أجل مستقبل مستدام»، حيث ناقش الخبراء استراتيجيات تعميق الروابط الاقتصادية وتحقيق التنوع الجنساني، وقدمت هذه المناقشة رؤية قيّمة حول التحديات والفرص التي تواجه النساء في الأدوار القيادية عبر مختلف القطاعات.

من ناحية أخرى، أكد لوركان تيريل، رئيس غرفة التجارة الأوروبية في السعودية، على التزام الغرفة بالتنوع والشمولية بقوله: «من الضروري أن نكون مستعدين تماماً لأي تحدٍ في ظل ما تتسم به بيئة الأعمال الحالية من سرعة وتعقيد، ولا شك أن وجود النساء في المناصب القيادية أمر أساسي لتحقيق التنوع والشمولية في بيئات العمل؛ فوجود النساء بوجهات نظرهن المتنوعة يسهم في تعزيز الابتكار وقابلية الأعمال على التكيف».

وأضاف: «يمكننا استغلال هذا التنوع في اتخاذ قرارات مدروسة في وقتها المناسب، وذلك بالاستماع إلى جميع الأصوات والتوافق مع الاحتياجات الأشمل للأعمال، إن الحرص على وجود النساء في المناصب القيادية ليس مجرد مسألة مساواة، بل هو أمر حاسم للتعامل مع التعقيدات والتغيرات السريعة التي تشهدها الأسواق في الوقت الحاضر».


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يجدد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في لبنان والالتزام بالقرار «1701»

المشرق العربي الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في الضاحية الجنوبية لبيروت - 22 نوفمبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يجدد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في لبنان والالتزام بالقرار «1701»

دعت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، اليوم (الجمعة)، مجدداً إلى التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن «1701» بشكل كامل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا أورسولا فون دير لاين عملت طبيبة مساعدة لعدة أعوام (رويترز)

فون دير لاين تسعف راكباً على متن رحلة إلى زيوريخ

قدّمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خدماتها بصفتها طبيبة، عندما شعر أحد الركاب بتوعك على متن رحلة جوية من بروكسل إلى زيوريخ.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الولايات المتحدة​ سفينة شحن راسية مُحمَّلة بحاويات (أرشيفية - رويترز)

هل تؤدي رسوم ترمب الجمركية إلى إشعال حرب تجارية مع أوروبا؟

قد تكون الدول الأوروبية من بين الأكثر تضرراً إذا نفذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب التعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ذخيرة لمدفع هاوتزر أثناء تدريب في قاعدة للجيش الألماني في مونستر (رويترز)

الاتحاد الأوروبي يحقق هدفه بتزويد أوكرانيا بمليون قذيفة مدفعية

أعلن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم (الثلاثاء)، أن الاتحاد الأوروبي حقق هدفه المتمثل في تزويد أوكرانيا بمليون قذيفة مدفعية.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
شؤون إقليمية غروسي قال إن طريقة العمل القديمة مع إيران لم تعد ممكنة (أ.ف.ب)

طهران تعرض تجميد مخزون اليورانيوم عالي التخصيب

تتجه الأنظار إلى اجتماع فصلي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ من المنتظر أن تدرس قوى أوروبية استصدار قرار «حساس» يدين إيران.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
TT

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)

قد ينشغل اللبنانيون في زمن الحرب بأخبارها وأحوال النازحين وكيفية تأمين حاجاتهم. لكنّ قلةً منهم فكّرت بجزء من المجتمع اللبناني؛ هم الأشخاص الصمّ. فهؤلاء يفتقدون القدرة على السمع وسط حرب شرسة. لا أصوات القذائف والصواريخ، ولا الانفجارات والمسيّرات. ولا يدركون إعلانات التحذير المسبقة لمنطقة ستتعرّض للقصف. وقد تكمُن خطورة أوضاعهم في إهمال الدولة الكبير لهم. فهي، كما مراكز رسمية ومستشفيات ووسائل إعلام، لا تعيرهم الاهتمام الكافي. فتغيب لغة الإشارة التي يفهمونها، ليصبح تواصلهم مع العالم الخارجي صعباً.

من هذا المنطلق، ولدت مبادرة «مساعدة الصمّ»، فتولاها فريق من اللبنانيين على رأسهم نائلة الحارس المولودة من أب وأم يعانيان المشكلة عينها. درست لغة الإشارة وتعاملت من خلالها معهما منذ الصغر؛ الأمر الذي دفع بأصدقائها الصمّ، ملاك أرناؤوط، وهشام سلمان، وعبد الله الحكيم، للجوء إليها. معاً، نظّموا مبادرة هدفها الاعتناء بهؤلاء الأشخاص، وتقديم المساعدات المطلوبة لتجاوز المرحلة.

بلغة الإشارة يحدُث التفاهم مع الأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

تقول نائلة الحارس لـ«الشرق الأوسط» إنّ القصة بدأت مع صديقتها ملاك بعد نزوح أهلها الصمّ إلى منزلها في بيروت هرباً من القصف في بلدتهم الجنوبية، فتوسّعت، من خلالهم، دائرة الاهتمام بأصدقائهم وجيرانهم. وعندما وجدت ملاك أنّ الأمر بات يستدعي فريقاً لإنجاز المهمّات، أطلقت مع هشام وعبد الله المبادرة: «اتصلوا بي لأكون جسر تواصل مع الجمعيات المهتمّة بتقديم المساعدات. هكذا كبُرت المبادرة ليصبح عدد النازحين الصمّ الذين نهتم بهم نحو 600 شخص».

لا تواصل بين الصمّ والعالم الخارجي. فهم لا يستطيعون سماع أخبار الحرب عبر وسائل الإعلام، ولا يملكون «لاب توب» ولا أدوات تكنولوجية تخوّلهم الاطّلاع عليها لحماية أنفسهم. كما أنّ لا دورات تعليمية تُنظَّم من أجلهم ليتمكّنوا من ذلك.

كي تلبّي نائلة الحارس رغبات الصمّ وتجد فرصاً لمساعدتهم، كان عليها التفكير بحلّ سريع: «لأنني أدرس لغة الإشارة والترجمة، دعوتُ من خلال منشور على حسابي الإلكتروني متطوّعين لهذه المهمّات. عدد من طلابي تجاوب، واستطعتُ معهم الانكباب على هذه القضية على أرض الواقع».

معظم الصمّ الذين تعتني بهم المبادرة في البيوت. بعضهم يلازم منزله أو يحلّ ضيفاً على أبنائه أو جيرانه.

يؤمّن فريق «مساعدة الصمّ» جميع حاجاتهم من مساعدات غذائية وصحية وغيرها. لا تواصل من المبادرة مع جهات رسمية. اعتمادها الأكبر على جمعيات خيرية تعرُض التعاون.

كل ما يستطيع الصمّ الشعور به عند حصول انفجار، هو ارتجاج الأرض بهم. «إنها إشارة مباشرة يتلقّونها، فيدركون أنّ انفجاراً أو اختراقاً لجدار الصوت حدث. ينتابهم قلق دائم لانفصالهم عمّا يجري في الخارج»، مؤكدةً أنْ لا إصابات حدثت حتى اليوم معهم، «عدا حادثة واحدة في مدينة صور، فرغم تبليغ عائلة الشخص الأصمّ بضرورة مغادرة منزلهم، أصرّوا على البقاء، فلاقوا حتفهم جميعاً».

ولدت فكرة المبادرة في ظلّ مصاعب يواجهها الأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

وتشير إلى أنّ لغة الإشارة أسهل مما يظنّه بعضهم: «نحرّك أيدينا عندما نتحدّث، ولغة الاشارة تتألّف من هذه الحركات اليومية التي نؤدّيها خلال الكلام. كما أن تعلّمها يستغرق نحو 10 أسابيع في مرحلة أولى. ويمكن تطويرها وتوسيعها بشكل أفضل مع تكثيف الدروس والتمارين».

عدد الصمّ في لبنان نحو 15 ألف شخص. أما النازحون منهم، فقلّة، بينهم مَن لجأ إلى مراكز إيواء بسبب ندرة المعلومات حول هذا الموضوع. كما أنّ كثيرين منهم لا يزالون يسكنون بيوتهم في بعلبك والبقاع وبيروت.

بالنسبة إلى نائلة الحارس، يتمتّع الأشخاص الصمّ بنسبة ذكاء عالية وإحساس مرهف: «إنهم مستعدّون لبذل أي جهد لفهم ما يقوله الآخر. يقرأون ملامح الوجه وحركات الشفتين والأيدي. وإنْ كانوا لا يعرفون قواعد لغة الإشارة، فيستطيعون تدبُّر أنفسهم».

يغيب الاهتمام تماماً من مراكز وجهات رسمية بالأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

إهمال الدولة اللبنانية لمجتمع الصمّ يبرز في محطّات عدّة. إن توجّهوا إلى مستشفى مثلاً، فليس هناك من يستطيع مساعدتهم: «ينبغي أن يتوافر في المراكز الرسمية، أسوةً بالخاصة، متخصّصون بلغة الإشارة. المشكلات كثيرة في كيفية تواصلهم مع الآخر. فالممرض في مستشفى قد لا يعرف كيفية سؤالهم عن زمرة دمهم. وليس هناك مَن يساعدهم لتقديم أوراق ووثائق في دعوى قضائية. هذه الثغر وغيرها تحضُر في مراكز ودوائر رسمية».

تختم نائلة الحارس: «التحدّي في الاستمرار بمساعدة الأشخاص الصمّ. فالإعانات التي نتلقّاها اليوم بالكاد تكفينا لأيام وأسابيع. على أي جمعية أو جهة مُساعدة أخذ هؤلاء في الحسبان. فتُدمَج مساعدات الأشخاص العاديين مع مساعدات الصمّ، وبذلك نضمن استمرارهم لأطول وقت».