مصر: كلاب هائمة تخطف الأنظار بتسلقها هرم خوفو

تحظى باهتمام زوار المنطقة... ومتابعون يعدّونها «أداة ترويج للسياحة»

انتشار صور للكلاب في وضعيات لافتة أمام الأهرامات (صفحة الناقد الفني محمد عبد الرحمن «فيسبوك»)
انتشار صور للكلاب في وضعيات لافتة أمام الأهرامات (صفحة الناقد الفني محمد عبد الرحمن «فيسبوك»)
TT

مصر: كلاب هائمة تخطف الأنظار بتسلقها هرم خوفو

انتشار صور للكلاب في وضعيات لافتة أمام الأهرامات (صفحة الناقد الفني محمد عبد الرحمن «فيسبوك»)
انتشار صور للكلاب في وضعيات لافتة أمام الأهرامات (صفحة الناقد الفني محمد عبد الرحمن «فيسبوك»)

حظيت كلاب هائمة في منطقة الأهرامات الأثرية بالجيزة (غرب القاهرة) على اهتمام واسع، بعد أن كان البعض يعدّها مصدر خطر وتهديد لزوار المكان، لكن بعد التقاط عدسة أحد هواة الطيران الشراعي صورة لكلب يوجد بقمة الهرم الأكبر؛ تحول هذا الكلب وأقرانه بالمنطقة الأثرية إلى «نجوم» ومصدر للترويج السياحي.

وسرعان ما انتشرت على «السوشيال ميديا» صور متعددة للكلاب الهائمة في منطقة الأهرامات، وأصبح هذا الكلب الذي تسلّق الهرم بمنزلة «أيقونة سياحية»، وبدأ كثير من المستخدمين يتداولون صورته بوصفه «أداة للترويج للسياحة المصرية».

وعدّ الخبير السياحي المصري محمد كارم أن «تداول صور هذا الكلب، وهو يعتلي قمة الهرم ويهبط منه بسهولة، أسهم في دعاية مجانية للسياحة المصرية ولو بشكل غير مقصود، رغم أن أهرامات الجيزة لها شهرتها العالمية التي تفوق كل دعاية».

تداول واسع لصورة الكلب الذي تسلق هرم خوفو (الخبير السياحي محمد كارم)

وتسلّق الكلب هرم خوفو، الذي يبلغ ارتفاعه نحو 146 متراً، وبني في عصر الأسرة الفرعونية الرابعة نحو عام 2560 قبل الميلاد، ويعد هو الهرم الأكبر بين الأهرامات الثلاثة الشهيرة التي تحظى بشهرة عالمية بوصفها من «عجائب الدنيا السبع القديمة»، ومسجلة ضمن موقع «اليونسكو» للتراث العالمي.

ويتحفظ كارم على ما يتم تداوله من أن الكلب الذي ظهر في الصور ضلّ طريقه وتسلل إلى الهرم، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الكلب ضمن كلاب مقيمة في منطقة الأهرامات منذ القدم، ويتم وصفها بأنها (حُماة الأهرامات) كما يُطلِق عليها أهل الآثار والسياحة». ويضيف: «هذا الكلب وغيره من الكلاب الأخرى المقيمة في المنطقة لها طبيعة خاصة، فهي كلاب معروفة، لها سلالتها الممتدة منذ عصر بناء الأهرامات، لذلك هي قادرة على تسلّق الأهرامات والنزول منها بسهولة شديدة دون أن تضل طريقها، ولها ملامحها الخاصة حتى في طريقة جلوسها التي تُحاكي وضع تمثال (أبو الهول)، وهذا الأمر يعرفه أهل المكان منذ سنوات طويلة».

وسبق أن راجت صور لعدد من القطط التي التقطتها عدسات السائحين في منطقة معابد محافظتي الأقصر وأسوان (جنوب مصر) التي تم تشبيهها بالقطط المرسومة على جدران المعابد، وحسب الخبير السياحي: «هي سلالة من القطط التي يغلب عليها اللون الرمادي، وهي أيضاً سلاسة مقيمة في أرض المعابد منذ القدم وتعرف طبيعة المكان جيداً».

قط مقيم في منطقة معبد فيلة بأسوان (الخبير السياحي محمد كارم)

وتابع: «كما أن هناك قططاً مقيمة في منطقة الأهرامات ما بين الهرم الثاني وحتى (أبو الهول)، ويظهرون في أوقات معينة بجوار الأهرامات، وهم أيضاً من حُماة المنطقة مثل الكلاب، ورغم أن هذه المنطقة جافة ولا يوجد بها ماء كافٍ، فتلك الكائنات تعتمد على رعاية أهل المكان لها».

وكانت مصادر بمنطقة الأهرامات الأثرية قد صرحت لوسائل إعلام محلية، بأن هذه الواقعة نتيجة وجود الأهرامات في منطقة مفتوحة وسط المناطق السكنية، مما يجعل من الصعب السيطرة على الحيوانات الهائمة التي تدخل إليها، إلا أن هذه الكلاب يتم تطعيمها ضد السعار والأمراض الخطيرة لتأمين السائحين الذين يزورون المنطقة.

وتصاعدت على خط «الترند» نداءات «غروبات الرفق بالحيوان»، مطالبين الحكومة المصرية باستغلال كلاب الشوارع في الترويج السياحي، وتوفير بيئة غير ضارة بها، بدلاً من «تسميمها» أو تعذيبها، وهي دعاوى تتزامن مع رواج فيديوهات أخرى لواقعة تعذيب كلاب ضالة، قال مروجو الفيديو إنها في كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، مع مطالبات بفتح تحقيقات مع المتسببين في تعذيبها.


مقالات ذات صلة

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق الضوء الاصطناعي يهدد قدرة النحل على تلقيح المحاصيل (رويترز)

الضوء الاصطناعي يهدد نوم النحل

توصَّل الباحثون إلى أن الضوء الاصطناعي يمكن أن يعطل دورات النوم لدى نحل العسل، وهو ما يؤثر سلباً على دوره الحيوي بصفته مُلقحاً للنباتات والمحاصيل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق مهارة مذهلة (إكس)

فِيلة تُذهل العلماء... «ملكة الاستحمام» عن جدارة! (فيديو)

أذهلت فِيلةٌ آسيويةٌ العلماءَ لاستحمامها بنفسها، مُستخدمةً خرطوماً مرناً في حديقة حيوان ألمانية، مما يدلّ على «مهارة رائعة».

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق الجمهور يُحفّز الشمبانزي على أداء أفضل في المهمّات الصعبة (جامعة كيوتو)

الشمبانزي يُحسِّن أداءه عندما يراقبه البشر!

كشفت دراسة يابانية أن أداء الشمبانزي في المهمّات الصعبة يتحسّن عندما يراقبه عدد من البشر، وهو ما يُعرف بـ«تأثير الجمهور».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد الاضطرابات النفسية

المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد تدهور الحالة النفسية (جامعة كولومبيا)
المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد تدهور الحالة النفسية (جامعة كولومبيا)
TT

المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد الاضطرابات النفسية

المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد تدهور الحالة النفسية (جامعة كولومبيا)
المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد تدهور الحالة النفسية (جامعة كولومبيا)

كشفت دراسة بريطانية أن الأفراد الذين يعانون تدهوراً في صحتهم النفسية يميلون إلى تصفح محتوى سلبي عبر الإنترنت، مما يؤدي إلى تفاقم حالتهم النفسية.

وأوضح الباحثون من كلية لندن الجامعية أن العلاقة بين الصحة النفسية والتصفح الإلكتروني ثنائية الاتجاه، حيث يؤثر كل منهما في الآخر بشكل متبادل. ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية (Nature Human Behaviour).

شارك في الدراسة أكثر من 1000 شخص، أجابوا عن استبيانات حول صحتهم النفسية، وقدموا سِجل تاريخ تصفحهم عبر الإنترنت.

واعتمد الباحثون على تقنيات معالجة اللغة الطبيعية، المستندة إلى الذكاء الاصطناعي؛ لتحليل النبرة العاطفية للمحتوى الذي جرت زيارته.

وأظهرت النتائج أن المشاركين، الذين كانوا يعانون مزاجاً سيئاً وأعراضاً نفسية أكثر حدة، مالوا إلى تصفح محتوى سلبي بشكل أكبر، مما أدى إلى شعورهم بتدهور أكبر في المزاج بعد التصفح.

وفي تجربة إضافية، قام الباحثون بتوجيه بعض المشاركين لتصفح محتوى سلبي، بينما تعرّض آخرون لمحتوى محايد.

وتبيَّن أن التعرض للمحتوى السلبي تسبَّب في تدهور الحالة المزاجية بشكل ملحوظ، مما يؤكد التأثير السببي للمحتوى السلبي على المزاج.

وعندما أتيح للمشاركين فرصة التصفح بحرية بعد ذلك، فضَّل الذين سبق لهم تصفح المحتوى السلبي مواصلة الاطلاع على محتوى مُشابه، ما يبرز التأثير المتبادل بين الحالة المزاجية والمحتوى المستهلك.

واستجابةً لهذه النتائج، طوَّر الباحثون أداة مجانية جديدة تضيف «تصنيفات المحتوى» إلى نتائج البحث عبر الإنترنت، على غرار الملصقات الغذائية الموجودة على عبوات الأطعمة.

وتهدف هذه التصنيفات إلى توضيح التأثير العاطفي للمحتوى ومدى إفادته وإثرائه، ما يساعد المستخدمين على اتخاذ قرارات مدروسة حول ما يستهلكونه رقمياً.

وفي تجربة عملية لاختبار هذه الأداة، أضاف الباحثون التصنيفات إلى نتائج بحث غوغل، ووجدوا أن المشاركين أصبحوا أكثر ميلاً لاختيار المواقع التي تحمل تصنيفات إيجابية. وأدى ذلك إلى تحسين حالتهم المزاجية بشكل ملحوظ، مقارنة بمن اختاروا محتوى غير مصنف.

وقالت البروفسورة تالي شروت، الباحثة الرئيسية للدراسة من كلية لندن الجامعية: «تُظهر نتائجنا أن تصفح المحتوى السلبي لا يعكس فحسب مزاج الشخص، لكنه يؤدي أيضاً إلى تفاقمه، وهذه الحلقة المفرغة يمكن أن تطيل معاناة الأفراد مع تحديات الصحة النفسية على المدى الطويل».

وأضافت، عبر موقع الجامعة: «نحن معتادون رؤية ملصقات غذائية على منتجاتنا الغذائية، تقدم معلومات مثل السكر والسُّعرات الحرارية والبروتين والفيتامينات لمساعدتنا على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن ما نأكله. وعلى هذا المنوال يمكن تطبيق نهج مُشابه على المحتوى الذي نستهلكه عبر الإنترنت؛ لتمكين الأفراد من اتخاذ خيارات رقمية أكثر صحة ووعياً».