منشآت على «نيل القاهرة» مهدَّدة بالإزالة بعد إلغاء حق الانتفاع

كلية السياحة والفنادق و«المسرح العائم» وحديقة أم كلثوم من بينها

مقر كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان (إدارة الكلية)
مقر كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان (إدارة الكلية)
TT

منشآت على «نيل القاهرة» مهدَّدة بالإزالة بعد إلغاء حق الانتفاع

مقر كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان (إدارة الكلية)
مقر كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان (إدارة الكلية)

اتّسعت دائرة المنشآت الموجودة على «نيل القاهرة» المهدَّدة بالإزالة بعد أيام من إعلان بعض الفنانين عن مخطّط لإزالة «المسرح العائم» بجزيرة الروضة.

وتشمل الأماكن المقرَّر إزالتها «المسرح العائم»، ونادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة، ونادي قضاة مجلس الدولة، ونادي النيابة الإدارية، وكلية السياحة والفنادق التابعة لجامعة حلوان، بالإضافة إلى مقر لشرطة المسطحات المائية وحديقة أم كلثوم.

ووفق الخطابات المُرسلة إلى مسؤولي المنشآت المقرَّر إزالتها، فإنّ هذه الأراضي منحت بنظام حق الانتفاع من خلال تخصيصها، مع التأكيد على ضرورة أن تُخلى بأقرب وقت ونقل المتعلقات الموجودة فيها.

في هذا السياق، قال عضو مجلس النواب (البرلمان) عن الدائرة التي تقع المنطقة في إطارها خالد القط لـ«الشرق الأوسط»، إنّ «الدولة تعمل عادةً على تعويض الأماكن التي تزال من موقعها لأغراض التطوير والتوسعة»، مؤكداً أنّ «مخاطبة الجهات للأماكن التي ستشهد تطويرها والتوسعة فيها جرى بالتأكيد بعد مناقشات موسعة وبناء على قرارات مدروسة».

أما كلية السياحة والفنادق التابعة لجامعة حلوان، فحذَّرت من تداعيات القرار على العملية الدراسية، وعدَّت أن نقل المقر من موقعه الحالي إلى أحد المباني داخل الجامعة يعني «فقدان الكلية لموقعها الاستراتيجي الذي يخدم أهدافها الأكاديمية والتدريبية»، وسيؤدّي إلى «تراجع مستوى التكامل بين البرامج التعليمية والأنشطة العملية في المجال السياحي والفندقي».

وأكدت إدارة الكلية، في بيان، أنّ موقعها الحالي هو جزء من هويتها وتاريخها الممتد بكونها مرتبطة بالنشاط السياحي والفندقي المحيط بها، الأمر الذي يعزّز التجربة العملية والتعليمية للطلاب، علماً بأنّ سلسلة من أهم الفنادق الكبرى بالعاصمة المصرية تحيط بالموقع الحالي للكلية.

وأكد مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الذي تشمله قرارات الإزالة، في بيان، «بذل الجهود لإيجاد حلول مناسبة، وطرق جميع الأبواب، وسلك السبل المشروعة لمحاولة الإبقاء على المقر ودراسة كافة السيناريوهات والحلول المطروحة بما لا يتعارض مع مصالح الأعضاء والمصالح القومية».

نادي أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة من الخارج (جامعة القاهرة)

وكانت سيدة المسرح العربي الفنانة المصرية سميحة أيوب قد ناشدت الأسبوع الحالي الرئيس عبد الفتاح السيسي منع هدم «المسرح العائم»، مؤكدة الأهمية التاريخية والثقافية للمسرح الذي يضم أيضاً مسرحاً للطفل، لافتة إلى حاجة الدولة لافتتاح مزيد من المسارح عوض هدمها.

ويعود تاريخ إنشاء «المسرح العائم»، الواقع في حي المنيل وسط القاهرة إلى خمسينات القرن الماضي، وأطلق عليه اسم الفنانة المصرية فاطمة رشدي؛ إحدى رائدات المسرح والسينما، كما جرت صيانته وتطويره قبل سنوات، ويضمّ مسرحين هما «الصغير» و«الكبير» لعروض فرقتي «المواجهة والتجوال»، و«فرقة الشباب».

وقال الناقد المسرحي باسم صادق لـ«الشرق الأوسط» إن «(المسرح العائم) يمثّل مكانة مهمة لدى المسرحيين وموقعه متميّز»، مشيراً إلى أنّ أفكاراً عدّة طُرحت في الأيام الماضية، منها عودة تصميمه ليكون عائماً داخل النيل، كما صُمم في الستينات قبل بنائه بشكل ثابت.

وأضاف أنّ «المسألة ليست مرتبطة بمعارضة خطط تطوير المنطقة، لكن بأهمية الحفاظ على المسرح وموقعه، وهو ما طرحه عدد من المعنيين»، معرباً عن أمله في الوصول إلى رؤية توافقية تحافظ على المسرح وتسمح بتطوير المنطقة.

وهو رأي يدعمه الناقد الفني محمد عبد الرحمن الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «من الممكن التوصل لرؤية مشتركة بين مخططات التطوير وإبقاء المسرح في موقعه كونه يخدم فئة كبيرة من الجمهور ويقدم أعمالاً فنّية متميّزة ومهمّة».


مقالات ذات صلة

حادث مروري لنور خالد النبوي يثير اهتماماً في مصر

يوميات الشرق نور النبوي (حسابه بموقع فيسبوك)

حادث مروري لنور خالد النبوي يثير اهتماماً في مصر

أثار حادث مروري تعرض له الفنان نور خالد النبوي اهتماماً كبيراً في مصر، وتصدر اسم الفنان الشاب «التريند»، بموقع «غوغل»، الاثنين.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق المذيعة بوسي شلبي (حسابها بموقع «فيسبوك»)

أزمة بوسي شلبي وورثة محمود عبد العزيز إلى مزيد من التصعيد

أثار البيان القانوني الجديد الذي نشره ورثة الفنان الراحل محمود عبد العزيز مزيداً من التصعيد تجاه الأزمة التي أثيرت الأيام الماضية بينهم وبين المذيعة بوسي شلبي.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق أنوسة كوتة مدربة الحيوانات المفترسة (صفحتها على «فيسبوك»)

مصر: محاكمة مدربة السيرك أنوسة كوتة بتهمة الإهمال في «حادث طنطا»

أحالت جهات التحقيق في مصر مدربة السيرك أنوسة كوتة إلى المحاكمة بتهمة الإهمال في حادث التهام نمر ذراع أحد مساعديها في أحد العروض بطنطا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق بوسي شلبي (حسابها بفيسبوك)

إعلاميون يتضامنون مع بوسي شلبي في أزمتها ضد ورثة محمود عبد العزيز

أعلن عدد من الإعلاميين والفنانين تضامنهم مع المذيعة المصرية بوسي شلبي، بعد أزمتها الأخيرة مع ورثة الفنان الراحل محمود عبد العزيز.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تُعلن التزامها بنسق آخر من المعرفة يُعاش ولا يُدرَّس (صور «بنت مبارح»)

فيضُ الذاكرة يُجابه شحَّ المطر... الفلسطينية «بنت مبارح» تُقاوم بالموسيقى

ما تصنعه «بنت مبارح» هو «خريطة مؤدّاة»، لا تُقرأ في الكتب، ولا تُرسم على الورق، وإنما تنبض في الذاكرة، ونَفَس العيش...

فاطمة عبد الله (الشارقة)

«غسق» تحطّ رحالها في بيروت بعد جولة أوروبية

أبطال مسرحية «غسق» على الخشبة (مكتب إعلام المسرحية)
أبطال مسرحية «غسق» على الخشبة (مكتب إعلام المسرحية)
TT

«غسق» تحطّ رحالها في بيروت بعد جولة أوروبية

أبطال مسرحية «غسق» على الخشبة (مكتب إعلام المسرحية)
أبطال مسرحية «غسق» على الخشبة (مكتب إعلام المسرحية)

تُعرض على خشبة «مسرح المدينة» مسرحية «غسق» للمخرجة كريستيل خضر، بدعم من المعهد الفرنسي والسفارة النرويجية في لبنان. وقد اقتبستها عن «الساعون إلى العرش» للكاتب النرويجي الشهير هنريك إبسن، المُلقب بـ«أبو الدراما الحديثة». يُشارك في بطولة العمل كل من رودريغ سليمان، وإيلي نجيم، وروي ديب، وطارق يعقوب. وبعد جولات أوروبية ناجحة شملت فرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، تحطُّ رحالها اليوم في بيروت، وتتناول الصِّراع على السلطة في النرويج خلال العصور الوسطى، بما يُحاكي فشل الدولة اللبنانية في النهوض بعد الحرب.

تدور أحداث «غسق» في 1 سبتمبر (أيلول) 2020، بمناسبة المئوية الأولى لقيام دولة لبنان الكبير. يقف الممثلون الأربعة في مواجهة الجرَّافات. ويُصبح اللقاء المسرحي فعل مقاومة في وجه النسيان والإفلات من العقاب، ويطرح العمل سؤالاً أساسياً: «هل يمكن بناء سلام فعلي في غياب عدالة حقيقية؟».

تجد المخرجة كريستيل خضر في المسرح أسلوباً للتعبير عن أفكارها وهواجسها، وتُخاطب من خلال العمل أبناء جيلها، الذين كبروا في ظلّ تسويات ما بعد الطائف.

تحاكي كريستيل خضر أبناء جيلها في العمل (مكتب إعلام المسرحية)

تسألها «الشرق الأوسط» هل وجدت أجوبة عن أسئلتها، فتجيب: «في كل عمل أقدِّمه، لا أنطلق من أجوبة جاهزة، بل من أسئلة تُقلقني. وخلال سير العمل، تظهر أمامنا تساؤلات جديدة، غالباً ما تبقى بلا إجابات. ولو كنتُ أملك اليقين، لما كان للعمل ذاك الأثر أو العمق. لذلك، أفضّل أن أترك للجمهور مهمة التأمل والبحث، خصوصاً أن المسرحية تطرح السؤال الجوهري: أين نحن اليوم؟ وربما، ذات يوم، يكون لنا من الشجاعة ما يكفي لنُقدِم على الفعل... الفعل الذي يكسر الحلقة المُفرغة من الكوارث التي وُلدنا فيها».

تتناول المسرحية موضوعات عدّة، من بينها العدالة الأبوية والسلطة، وتُبرز الالتباس الذي يعيشه اللبناني بين العتمة والضوء. ويأتي عنوانها من هذه المشهدية. وتعلّق كريستيل: «لا أقف عند العنوان كجملة شاعرية، وقد أطلقت هذا الاسم على المسرحية لأننا مُعلَّقون بالزمن. وفي النهاية، أنا أقوم بعملي بوصفي فنانة أعمل في مجال المسرح».

بدأت كريستيل التحضير للمسرحية، ومن ثَمَّ عرضها، منذ نحو 3 سنوات، وكان لبنان يومها يمرُّ بأيام عصيبة. فهل واجهت صعوبات معينة في تنفيذها؟ ترد: «في العمل المسرحي، يستمتع المخرج مهما كان التنفيذ صعباً. لقد قمتُ بأبحاث كثيرة ساعدتني على تلمّس خطواتي، ويمكنني القول إنني لم أواجه صعوبات تُذكر، وقد ساعدني في ذلك فريق عمل متكامل من ممثلين وتقنيين».

حازت مسرحية «غسق» على منحة «إبسن سكوب» لعام 2019، وبدعم من مؤسسات أوروبية للإنتاج، من مسارح في مدن مونبيلييه، وتولوز، وألبي الفرنسية.

تطرح المسرحية أسئلة وجدانية كثيرة (مكتب إعلام المسرحية)

جابت كريستيل بالمسرحية عدداً من الدول الأوروبية بين عامي 2023 و2025، متنقلة من ليون، وتولوز، ومرسيليا في فرنسا، إلى برشلونة في إسبانيا، وتورينو في إيطاليا. وعند المقارنة بين هذه العروض وتلك التي تُقدَّم اليوم في لبنان، تؤكد كريستيل أن للتجربة اللبنانية طابعاً خاصاً، فتقول: «لا شك أن العروض في لبنان كانت مختلفة في الجوهر، إذ نشترك مع جمهورنا هنا في الذاكرة الجمعية نفسها. وننطلق من السياقات نفسها، ونلتقي عند نقاط وجع وأمل متشابهة. لذلك، كان وقع المسرحية أعمق وأقسى على المُشاهد اللبناني، لأنها تلامس جراحه المفتوحة، وتستحضر في داخله الغصّة والحسرة. ورغم التقدير الكبير والتفاعل الجميل الذي لقيته العروض الأوروبية، فإن ما حملته الخشبة في بيروت من ضحك وحزن وتسلية كان أشدّ وقعاً، وأصدق تأثيراً».