مصر لإعادة توظيف المباني التاريخية بطريقة عصرية

ضمن احتفالات اليوم العالمي للعمارة

عرض لإحياء مدرج غرناطة وقصر السلطانة ملك بمصر الجديدة (الجهاز القومي للتنسيق الحضاري)
عرض لإحياء مدرج غرناطة وقصر السلطانة ملك بمصر الجديدة (الجهاز القومي للتنسيق الحضاري)
TT

مصر لإعادة توظيف المباني التاريخية بطريقة عصرية

عرض لإحياء مدرج غرناطة وقصر السلطانة ملك بمصر الجديدة (الجهاز القومي للتنسيق الحضاري)
عرض لإحياء مدرج غرناطة وقصر السلطانة ملك بمصر الجديدة (الجهاز القومي للتنسيق الحضاري)

تحت عنوان «حياة جديدة لتراث قديم: توجّهات معاصرة لإعادة توظيف المباني التاريخية في مصر»، افتتح وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد هنو، الاثنين، معرضاً يستهدف إعادة إحياء المباني التاريخية، وتوظيفها بطرق عصرية مبتكرة، وذلك في إطار الاحتفال باليوم العالمي للعمارة.

وتضمّن المعرض الذي حضر افتتاحه المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري بمصر، صوراً لمجموعة من الأعمال التراثية التي أُعيد إحياؤها وترميمها، مع شرح لكيفية استدامتها اجتماعياً واقتصادياً، ومشاركة المجتمع المحيط في الاستدامة بالأنشطة البيئية والثقافية، وأيضاً الاقتصادية.

الفعالية التي أُقيمت بالتعاون بين لجنة الفنون التشكيلية والعمارة بالمجلس الأعلى للثقافة، والجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وقطاع الإنتاج الثقافي، تضمّنت ندوة استعرض فيها عدد من الخبراء والمتخصصين في العمارة نماذج للمباني التي أُعيد إحياؤها.

وعدّ وزير الثقافة أن المباني التراثية المعروضة «تجسّد ببراعة جماليات التراث المصري، وتعرض رؤى مبتكرة لإعادة توظيفه»، مؤكداً في بيان للوزارة، أهمية هذا الحدث في تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث المعماري وتطويره، بما يحافظ على الهوية المصرية. بينما أشار رئيس جهاز التنسيق الحضاري، محمد أبو سعدة، إلى الندوة التي أُقيمت بالتزامن مع الفعالية، والتي تناولت استعراض الممارسات المعاصرة لإعادة الاستخدام والتوظيف المتوافق لمباني التراث في تنمية المجتمع المحلي، وزيادة الوعي بالتراث المعماري، من خلال نشاطاته، وإقامة الفعاليات الفنية والثقافية به.

وزير الثقافة المصري ورئيس جهاز التنسيق الحضاري خلال المعرض (وزارة الثقافة المصرية)

وقال رئيس لجنة الفنون التشكيلية والعمارة بالمجلس الأعلى للثقافة، الدكتور هابي حسني، إن «المعرض والندوة المصاحبة له ركّزت على إحياء المباني التراثية، والتأكيد على الرؤية المعاصرة في إحيائها، وتضمّن المعرض أكثر من 40 مشروعاً».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أن فكرة الفعالية قائمة على «إعادة توظيف المباني القديمة لتأدية خدمات بوظائف قد تكون جديدة، مثل ريادة الأعمال، أو الأنشطة الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية».

وضرب حسني أمثلة بـ«تطوير مكاتب البريد، مثل مبنى البريد السريع خلف مبنى بريد العتبة التاريخي (وسط القاهرة)، ومكتب بريد مغاغة بمحافظة المنيا (جنوب مصر)، وقصر السلطانة ملك، ومدرج غرناطة في مصر الجديدة».

ولفت إلى «المشاركة الشعبية، وتجاوُب الناس في المشروعات المختلفة، مثل بازار عباس في بورسعيد، أو ترميم المجموعة التراثية في إسنا، ودمج الناس في إعادة توظيف المكان وفق متطلبات البيئة المحيطة».

وخلال الندوة المواكبة للمعرض قدّم الدكتور علاء الحبشي، عضو لجنة الفنون التشكيلية والعمارة، وأستاذ العمارة بجامعة المنوفية، عرضاً حول «الترميم لإعادة التوظيف ببيت يكن كمركز ثقافي مجتمعي»، من جهتها تحدثت الدكتورة دليلة الكرداني، عضو المجلس الأعلى للثقافة، وأستاذ العمارة بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، حول «إعادة الحياة للمباني التذكارية بمصر الجديدة»، وعرضت أعمال الحفظ والترميم، وإعادة تأهيل وإحياء مبنى غرناطة، وكذلك قصر السلطانة ملك بمصر الجديدة، وأوضحت مشاركات المجتمع المدني في إعادة الإحياء.

وقدّم المعماري معاذ أبو زيد، الحاصل على جائزة بينالي فينيسيا للعمارة 2018، عرضاً لـ«تأصيل الطابع المعماري لمكاتب البريد بالمدن المصرية»، وكيفية إعادة هذه المباني لأصلها، مع دمجها في الواقع المحيط لها.

وفي الختام قدّمت المعمارية البولندية أجنيشكا دوبروفولسكا عرضاً حول «إعادة استخدام مجموعة السلطان قايتباي»، بما تتضمنه من العمارة الجنائزية المتميزة في جبانة المماليك، والمسجّلة على قوائم اليونسكو للتراث العالمي.


مقالات ذات صلة

تطويع الكلمات بالحديد في معرض «حافة اللغة»

يوميات الشرق من الأعمال بالمعرض (الفنان)

تطويع الكلمات بالحديد في معرض «حافة اللغة»

من معرض لآخر، يفاجئنا السالم بما يصنعه بحروف اللغة. وفي معرضه الأخير، يبرهن على أن الحروف ليست ثابتة، قد لا نتبينها أمامنا، ولكنها تحتفظ بمعانيها ودلالاتها.

عبير مشخص (الرياض)
يوميات الشرق لوحة لفنان سعودي استخدم فيها خامات مختلفة (الشرق الأوسط)

100 فنان عربي يختبرون الألوان في معرض بالقاهرة

عبر أساليب متعددة وخامات مختلفة، بين التصوير والنحت والغرافيك، تنوَّعت المشارَكات في «مهرجان ضي» للفنانين العرب في دورته الثانية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
ثقافة وفنون تُقدَّر عدد الكتب التي تضمها «دار الكتب القطرية» بنحو 400 ألف كتاب (قنا)

معرض للكتاب وبرنامج ثقافي مصاحب لتدشين «دار الكتب القطرية»

تنظم دار الكتب القطرية بالتزامن مع تدشينها بحلتها الجديدة، معرضاً للكتاب، وذلك بمشاركة عدد كبير من دور النشر القطرية.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
لمسات الموضة تعرض فيه حالياً منتجات الدار إلى جانب قِطع فنية (تصوير: سيلفيا ريفولتيلا)

كيف فرضت منحوتة مساحتها في عالم الموضة والفن؟

تعود القصة إلى عام 1999، عندما اشترى الفنان أرنالدو بومودورو مبنى حوّله إلى استوديو ومعرض خاص به في حي سولاري بميلانو.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المظاهر الرمضانية في الشارع المصري (الشرق الأوسط)

«رمضان في البرواز»... معرض فني يحاكي بهجة شوارع القاهرة

تحت عنوان «رمضان في البرواز»، استضافت أكاديمية الفنون المصرية معرضاً تشكيلياً يتناول أهم المظاهر المتعددة لفرحة رمضان في الشارع المصري.

محمد الكفراوي (القاهرة)

فنانون مصريون يشيدون بكوميديا «أشغال شقة جداً» رغم «الانتقادات»

إسلام مبارك وهشام ماجد في لقطة من مسلسل «أشغال شقة جداً» (حسابها بموقع «فيسبوك»)
إسلام مبارك وهشام ماجد في لقطة من مسلسل «أشغال شقة جداً» (حسابها بموقع «فيسبوك»)
TT

فنانون مصريون يشيدون بكوميديا «أشغال شقة جداً» رغم «الانتقادات»

إسلام مبارك وهشام ماجد في لقطة من مسلسل «أشغال شقة جداً» (حسابها بموقع «فيسبوك»)
إسلام مبارك وهشام ماجد في لقطة من مسلسل «أشغال شقة جداً» (حسابها بموقع «فيسبوك»)

أشاد عدد من الفنانين المصريين بالمسلسل الكوميدي «أشغال شقة جداً»، الذي يعرَض حالياً ضمن موسم دراما رمضان 2025، بعد أن عرض موسمه الأول في رمضان 2024 وحقق نجاحاً لافتاً حينها، وفق نقاد ومتابعين.

ومن بين الفنانين الذين أشادوا بالمسلسل نيللي كريم، وتامر حسني، وعمر السعيد، وعارفة عبد الرسول، وكذلك ناهد السباعي التي ظهرت في إحدى حلقات العمل، حيث وصفت شخصيتها بأنها «من ألذ وأحلى أدوارها»، بالإضافة إلى الإعلامي الشهير عمرو أديب.

ووجهت الفنانة نيللي كريم الشكرَ للصُنَّاع، وأشادت بأدائهم عبر حسابها بـ«فيسبوك»، بينما نشر الفنان تامر حسني الملصق الدعائي للعمل عبر خاصية «ستوري» بـ«إنستغرام» وكتب: «مبروك للصُنَّاع والأبطال... مسلسل فوق الرائع»، وكذلك الفنانة عارفة عبد الرسول، التي وصفت كوميديا المسلسل بـ«الرايقة»، بينما أكد الفنان عمر السعيد أنه «أحلى حاجة بتضحك من سنين»، عبر حسابيهما بـ«فيسبوك».

وأشاد الإعلامي عمرو أديب، بالعمل وأداء ممثليه، وكتب أديب على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «إكس»: «هشام ماجد نجح خلاص مش لازم تنتظر لما المسلسل يخلص، بقيت أنتظر ميعاد نزول الحلقة الجديدة علشان أضحك من قلبي».

وانهالت إشادات الفنانين على العمل رغم الانتقادات التي وُجِّهت له بعد عرض حلقاته الأولى، حيث تم اتهامه بـ«العنصرية والتنمر» ضد الأفارقة، وذلك بعد ظهور الممثلة السودانية إسلام مبارك في دور «مدينة» الخادمة النيجيرية، وشمل الانتقاد أيضاً أحد المشاهد التي ظهر فيها الفنان محمد عبد العظيم داخل «الحمام»، وكذلك أحد الألفاظ الذي ورد على لسان الفنان مصطفى غريب، كما انتقد الكاتب خالد منتصر مشهد فحص الأموال المزورة، موضحاً أنه ليس من اختصاص الأطباء الشرعيين.

إسلام مبارك تتوسط أسماء جلال وهشام ماجد (حساب هشام بـ«فيسبوك»)

ولم يتوقف الأمر عند الانتقادات فقط، فقد تقدم المحامي المصري أيمن محفوظ ببلاغ إلى «المجلس القومي للمرأة» ضد صُنَّاع المسلسل، وطالبه بالتدخل لوقف المشاهد المثيرة للجدل، وضرورة تعديل بعض القوانين، لافتاً إلى أن «العمل يسيء للمرأة المصرية، ويروج للانحرافات الأخلاقية»، عادّاً أن «ما ورد على لسان إحدى الممثلات خلال مشهد بالعمل حول تعدد علاقاتها غير مقبول». وفق تعبيره.

في المقابل، استنكرت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله ما أُثير حول المسلسل من انتقادات واتهامات، لافتة إلى أنها «لم تلمس أي شيء من هذا القبيل»، واصفة ما يحدث بـ«التربص بالعمل».

وتضيف خير الله لـ«الشرق الأوسط»: «المسلسل لم يقدم لقطات ضد المنطق، لكن كوميديا الموقف تتطلب أحياناً نوعاً من المبالغة وتصوير موقف بعينه بشكل مغاير للواقع كي يتحقق الضحك وهو هدف المسلسل»، مشيرة إلى أن «تصدره حتى الآن قائمة الأفضل، وحصاده إشادات واقعية دليل نجاح، كما أن هشام ماجد يعي جيداً قيمة السيناريو وتوزيع الأدوار».

ناهد السباعي وهشام ماجد (حسابه بـ«فيسبوك»)

وخلال لقائه في برنامج «تفاعلكم» على قناة «العربية» أكد الفنان هشام ماجد أن اتهام صناع العمل بالعنصرية أمر يزعجهم، موضحاً أن «الأحداث كوميدية»، كما قدم ماجد اعتذاره عمّا استاء منه الناس، مؤكداً «حرص الصُنَّاع على عدم إزعاج أحد».

وبعيداً عن الانتقادات، وجَّه المخرج والمؤلف خالد دياب عبر حسابه بموقع «فيسبوك» الشكرَ لأسرة العمل، وشقيقته المؤلفة شيرين دياب، التي وصفها بـ«الخطيرة» لأفكارها وكتاباتها الذكية، مؤكداً أنه تعلَّم من شقيقه المخرج محمد دياب كثيراً، وأنه صاحب الفضل في دخوله المجال الفني، بينما قال محمد دياب عبر حسابه بـ«فيسبوك» إن «سيناريو العمل ظل يُعرَض على منتجين لمدة 5 سنوات وكان يتم رفضه، إلى أن قدمه هشام ماجد ونجح نجاحاً كبيراً».

مسلسل «أشغال شقة جداً» مكون من 15 حلقة من بطولة هشام ماجد، وأسماء جلال، ومصطفى غريب، وشيرين، وسلوى محمد علي، وتأليف شيرين دياب وخالد دياب، وإخراج خالد دياب، ويضم نخبة كبيرة من ضيوف الشرف.

هشام ماجد يتوسط محمد عبد العظيم ومصطفى غريب (حساب هشام بـ«فيسبوك»)

الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن يقول إن الجدل حول مسلسل «أشغال شقة جداً» يؤكد أنه من أكثر المسلسلات انتشاراً في رمضان بدليل تحليل مشاهد ولقطات بعينها من قبل الناس، رغم التحفظ على بعض الألفاظ التي قد لا تناسب كل أفراد الأسرة، لكنه إجمالاً لا يستحق كل هذا الهجوم.

الممثلة السودانية إسلام مبارك في لقطة من مسلسل «أشغال شقة جداً» (حسابها بـ«فيسبوك»)

وأشار عبد الرحمن في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التعامل مع الحلقتين الأولى والثانية تم بحساسية مبالغ فيها، فلم يكن هناك أي تنمر على أصحاب البشرة السمراء، ولا توجد عنصرية ضد جنسية بعينها، فشخصية (الخادمة النيجيرية) تتسم بالشراهة والقوة البدنية المفرطة، وهذا مرض يحتاج إلى علاج وليس من أجل السخرية كما اعتقد البعض».