«شات جي بي تي» يحدّد هوية الإرهابيين

يلعب دوراً تكميلياً في رصد احتمال انخراطهم في أنشطة متطرّفة

يمكن للبرامج الآلية تحليل دوافع الإرهابيين الإلكترونيين (رويترز)
يمكن للبرامج الآلية تحليل دوافع الإرهابيين الإلكترونيين (رويترز)
TT

«شات جي بي تي» يحدّد هوية الإرهابيين

يمكن للبرامج الآلية تحليل دوافع الإرهابيين الإلكترونيين (رويترز)
يمكن للبرامج الآلية تحليل دوافع الإرهابيين الإلكترونيين (رويترز)

أفادت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة «تشارلز داروين» في أستراليا بأنّ تقنيات مثل «شات جي بي تي» يمكن أن تلعب دوراً تكميلياً في تحديد هوية الإرهابيين، واحتمال انخراطهم في أنشطة متطرّفة، ما يزيد كفاءة جهود مكافحة الإرهاب.

واستخدمت الدراسة المنشورة في دورية «جورنال أوف أغريشين آند كونفلكت» أدوات آلية مثل «شات جي بي تي»، بالإضافة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحديد هوية المتطرّفين العنيفين الذين وصفتهم بـ«الإرهابيين الإلكترونيين القابعين خلف لوحة المفاتيح»، من خلال تحليل النصوص الآلية والتعرُّف إلى الهوية النفسية واللغوية لهم، وتقويم تهديداتهم التي تُرصد في هذا الإطار.

وقال المؤلف الرئيسي الدكتور أوني إيتايوي، وهو خبير في اللغويات الجنائية التي تركز على الإرهاب في جامعة «تشارلز داروين»: «ميزة برامج اللغة الآلية مثل (شات جي بي تي) أنها يمكن استخدامها أداة تكميلية لا تتطلّب تدريباً محدداً».

وأضاف في بيان منشور، الجمعة، على موقع الجامعة: «في حين لا يمكن لهذه البرامج أن تحلّ بديلة للأحكام والتقويمات البشرية، أو تستطيع تأليف ذلك النوع من النصوص الدقيقة، مثل القصائد الشعرية والنصوص الأدبية، بيد أنها تقدّم أدلة تحقيقية قيّمة، وتُسرّع من بلورة الشكوك، وتعزّز فهمنا للدوافع وراء الخطاب الإرهابي».

وأدخل الباحثون 20 بياناً عاماً بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 نفّذها فريق من الإرهابيين الدوليين، إلى برنامج الاستعلام اللغوي وحساب الكلمات «LIWC».

ثم قدّموا لبرنامج «شات جي بي تي» عيّنة من التصريحات الصادرة عن 4 إرهابيين ضمن مجموعة البيانات هذه، وطرحوا عليه سؤالين: «ما الموضوعات والسمات الرئيسية في هذا النصّ؟ وما الدعاوى التي تهدف هذه الرسائل إلى إيصالها؟».

حدَّد «شات جي بي تي» الموضوعات الرئيسية لنصوص مختارة من إرهابيين (جامعة تشارلز داروين)

حدَّد البرنامج الموضوعات الرئيسية للنصوص المختارة عن 4 إرهابيين، وهو ما كشف أدلة على دوافع كل فرد منهم. وقال باحثو الدراسة إنه يمكن لـ«شات جي بي تي» إنتاج فئات موضوعية ودلالية جيّدة إلى حد معقول.

وتشمل الموضوعات الانتقام والدفاع عن النفس، ورفض الأنظمة الديمقراطية، ومعارضة العلمانية والأنظمة الحاكمة، والنضال والاستشهاد، وإزالة الصفة الإنسانية عن المعارضين، وانتقاد الهجرة الجماعية، ومعارضة التعدّدية الثقافية، وموضوعات أخرى.

كما حدّد أدلة على دوافع العنف، بما فيها الرغبة في الانتقام والسعي إلى العدالة، والمشاعر المعادية للغرب، والقمع والعدوان من الأعداء، والمظالم الدينية، والخوف من العنصرية الثقافية.

ورُبطت هذه الموضوعات ببروتوكول تقويم التطرّف الإرهابي «18 TRAP-18»، وهي أداة تستخدمها السلطات لتقويم الأفراد الذين قد ينخرطون في الإرهاب. وتبيّن أنّ تلك الموضوعات تتطابق مع مؤشرات «TRAP-18» للسلوك المهدّد.

وقال إيتايوي: «رغم المخاوف بشأن التسليح المحتمل لأدوات الذكاء الاصطناعي مثل (شات جي بي تي)، كما أثارتها وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون (اليوروبول)، فقد أثبتت هذه الدراسة أنّ العمل المستقبلي الهادف إلى تعزيز قدرات تحديد الملفات الجنائية الاستباقية يمكن أن يطبّق أيضاً نظم التعلّم الآلي على تصنيف النصوص الإرهابية السيبرانية».

وأضاف: «نحن بحاجة إلى التأكد من أنها ستصبح مساعدة عملية في تحديد التهديدات المحتملة مع مراعاة السياقات الاجتماعية والثقافية للإرهاب»، موضحاً أنّ «هذه النماذج اللغوية الكبيرة لها قيمة تتعلّق بعملية التحقيقات، لكنها لا تُعدّ أدلة إثباتية حتى الآن».


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي والإنتاج الافتراضي... نقاش تحوّلات صناعة الأفلام في الرياض

يوميات الشرق ‎⁨«تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأفلام» قدّمها أندري كوزيكوف (هيئة الأفلام)

الذكاء الاصطناعي والإنتاج الافتراضي... نقاش تحوّلات صناعة الأفلام في الرياض

ناقش خبراء عالميون متخصّصون في التقنية وصناعة الأفلام مستقبل السينما في عصر الذكاء الاصطناعي والواقع المعزِّز، وتقنيات الإنتاج الافتراضي.

إيمان الخطاف (الرياض)
يوميات الشرق مؤسِّسة مهرجان «حي القاهرة للفنون» نادين عبد الغفار (إدارة المهرجان)

«حي القاهرة للفنون» ينفتح على الذكاء الاصطناعي مازجاً التاريخ بالمعاصر

الحدث الذي تقيمه مؤسّسة «آرت دي إيجبت»، يتعاون مع مفوّضية شؤون اللاجئين وهيئة الأمم المتحدة للمرأة لاستخدام الفنّ منصةً لمعالجة القضايا الإنسانية الحرجة.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق الروبوت يقطف الفراولة في 2.5 ثانية فقط (جامعة إسكس)

روبوت يحصد الفراولة ويغلّفها في 2.5 ثانية فقط

أعلنت جامعة بريطانية عن اختبار روبوت منخفض التكلفة قادر على قطف الفراولة وتغليفها في ثوانٍ، وذلك ضمن خطة طموحة لمعالجة نقص العمالة في قطاع الزراعة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا كيف نقول «لا» لأسياد الذكاء الاصطناعي

كيف نقول «لا» لأسياد الذكاء الاصطناعي

النظم الذكية تحلل أنشطتنا الرقمية، وترصد التفاصيل داخل صورنا ورسائلنا وعمليات بحثنا على الويب.

بريان اكس تشين (نيويورك)
تكنولوجيا تتيح الخدمة إنشاء نسخ رقمية واقعية باستخدام الذكاء الاصطناعي مع تخصيص لا محدود يشمل الأوضاع والملابس وغير ذلك (HeyGen)

استنسخ نفسك رقمياً باستخدام الذكاء الاصطناعي

تستمر التكنولوجيا في تقديم مفاجآت مذهلة، وها هي شركة «HeyGen» تكشف النقاب عن تحديثها الجديد الذي يُحدث ثورة في عالم الذكاء الاصطناعي. «Avatar 3.0» ليس مجرد…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

أدمغة الكلاب والبشر تتواصل معاً عبر نظرات العين

النظر في عينَي كلبك يعني أن إشارات دماغك ودماغه ستتزامن معاً (جامعة إيوتفوس لوراند)
النظر في عينَي كلبك يعني أن إشارات دماغك ودماغه ستتزامن معاً (جامعة إيوتفوس لوراند)
TT

أدمغة الكلاب والبشر تتواصل معاً عبر نظرات العين

النظر في عينَي كلبك يعني أن إشارات دماغك ودماغه ستتزامن معاً (جامعة إيوتفوس لوراند)
النظر في عينَي كلبك يعني أن إشارات دماغك ودماغه ستتزامن معاً (جامعة إيوتفوس لوراند)

أفادت دراسة حديثة، أجراها فريق من الباحثين في الأكاديمية الصينية للعلوم، بأن أدمغة الكلاب والبشر تتواصل معاً بمجرد النظر إلى بعضهم بعضاً. ووفق النتائج فإن هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها ملاحظة ما يُعرف علمياً بـ«الاقتران العصبي» بين الأنواع المختلفة.

ويلاحظ العلماء حدوث «الاقتران العصبي» عادة عندما يتفاعل أفراد من النوع نفسه، ويحدث ذلك في الفئران والخفافيش والبشر والقردة.

ووفق الدراسة الجديدة التى أُجريت تحت قيادة عالم الأحياء وي رين من الأكاديمية الصينية للعلوم، ونُشرت نتائجها في دورية «أدفانسد ساينس»: «ربما يكون هذا الارتباط بين الأدمغة مهماً في تشكيل الاستجابات وردود الأفعال خلال اللقاءات الاجتماعية، وقد يؤدي إلى سلوكيات معقدة مثل التعلم، أو تعزيز العمل الجماعي بين الأفراد».

«يحدث (الاقتران العصبي) عندما يتوافق نشاط الدماغ لدى فردين، أو أكثر، خلال التفاعل. وبالنسبة للبشر، غالباً ما يكون هذا استجابةً لمحادثة أو قصة يتبادلها هذان الفردان»، بحسب البيان المنشور، الجمعة، على منصة «ميديكال إكسبريس».

وأضاف البيان أنه «عندما تتفاعل الأنواع الاجتماعية، فإن أدمغتها تتصل. لكن مثل هذه الحالة التي يحدث فيها الاتصال بين أفراد من أنواع مختلفة تكون مثيرة للاهتمام».

وكان الكلب أحد أول الحيوانات التي استأنسها البشر. ولدى الجنسان تاريخ طويل في مشاركة الوقت والمكان معاً. فالكلاب ليست مجرد رفاق لنا، بل لها الآن أيضاً أدوار رئيسية في مجتمعنا، بما في ذلك الدعم العلاجي، واكتشاف الأمراض وحماية ورعي الماشية. ونتيجة لذلك، طوّرت الكلاب بعض المهارات المثيرة للإعجاب، بما في ذلك القدرة على التعرف على حالتنا العاطفية والاستجابة لها.

وفي الدراسة الجديدة، درس الباحثون اقتران الأعصاب باستخدام أجهزة تسجيل نشاط الدماغ، منها جهاز «تخطيط كهربية الدماغ غير الجراحي (EEG)»، الذى يستخدم أغطية رأس تحتوي على أقطاب كهربائية تكتشف الإشارات العصبية.

وفحص الباحثون ما حدث لهذه الإشارات العصبية عندما تم عزل الكلاب والبشر عن بعضهم بعضاً، وفي وجودهم معاً لكن دون النظر إلى بعضهم بعضاً. ثم سُمح للكلاب والبشر بالتفاعل. وعندما نظر الكلاب والبشر إلى بعضهم بعضاً وتمت مداعبة البشر للكلاب، تزامنت إشارات أدمغتهم.

ووجدت الدراسة أن الأنماط الدماغية في المناطق الرئيسية من الدماغ، المرتبطة بالانتباه، متطابقة في كل من الكلب والإنسان.

وكشفت النتائج عن أن الكلاب والأشخاص الذين أصبحوا أكثر دراية ببعضهم بعضاً، على مدى الأيام الخمسة للدراسة، كانت لديهم زيادة في مزامنة الإشارات العصبية.

وكانت دراسات سابقة للتفاعلات بين البشر قد وجدت أن زيادة الألفة بين الناس أدت أيضاً إلى أنماط دماغية متطابقة بشكل أوثق. لذا فإن عمق العلاقة بين الناس والكلاب قد يجعل «الاقتران العصبي» أقوى.

وتشدد نتائج الدراسة على أن «النظر في عينَي كلبك يعني أن إشارات دماغك ودماغه ستتزامن معاً، وأنك تعزز اتصالك به. ويبدو أنه كلما كنتما أكثر دراية ببعضكما بعضاً، أصبح الاتصال أقوى».