«سرابيوم الإسكندرية» يوثق اندماج «الإغريق» في الحضارة المصرية القديمة

فيلم «سرابيوم الإسكندرية» (مكتبة الإسكندرية)
فيلم «سرابيوم الإسكندرية» (مكتبة الإسكندرية)
TT

«سرابيوم الإسكندرية» يوثق اندماج «الإغريق» في الحضارة المصرية القديمة

فيلم «سرابيوم الإسكندرية» (مكتبة الإسكندرية)
فيلم «سرابيوم الإسكندرية» (مكتبة الإسكندرية)

يوثق فيلم «سرابيوم الإسكندرية» حالة الاندماج بين الحضارة المصرية القديمة والحضارة الإغريقية، خصوصاً فترة الحكم اليوناني لمصر التي بدأت في عهد خلفاء الإسكندر الأكبر من الحكام البطالمة.

الفيلم الذي أطلقته مكتبة الإسكندرية، الأربعاء، هو الحدث ضمن سلسلة «عارف/ أصلك ... مستقبلك» التي تضم عدداً من الأفلام الوثائقية القصيرة من إنتاج المكتبة، وصل إلى 41 فيلماً، تتناول جوانب متعددة من الحضارة المصرية القديمة والحديثة والشخصيات العامة والتاريخ الطبيعي وعديد من الموضوعات الأخرى.

ويستعرض فيلم «سرابيوم الإسكندرية» تاريخ معبد السرابيوم، ودوره في التواصل بين الحضارتين المصرية واليونانية، التي تعد امتداداً تاريخياً لحضارة الإغريق، ويسرد الفيلم قصة دخول الإسكندر المقدوني إلى مصر، ثم ما حدث بعد رحيله من تقسيم إمبراطوريته على قادة جيشه.

يركز الفيلم على اختيار القائد سوتير (بطليموس الأول) مصر لتكون مقراً لحكم الأسرة البطلمية، ليبدأ عصر البطالمة اليونانيين، الذي استمر نحو 300 عام، وتميز بالتفاعل الثقافي بين اليونانيين والمصريين.

مكتبة الإسكندرية (صفحة المكتبة على «فيسبوك»)

واستطاع بطليموس الأول مد جسور التآخي بين الحضارتين المصرية واليونانية، خصوصاً في مسألة الدين، من خلال توحيد معبود مشترك عُرف باسم «سيرابيس»، الذي دمج بين المعبودات المصرية مثل أوزيريس وأبيس، والمعبودات اليونانية مثل ديونيسوس وإسكليبيوس، وفق بيان لمكتبة الإسكندرية.

ولتحقيق الدمج والتآخي والصلح بين اليونانيين والمصريين شيّد بطليموس معابد سيرابيس، الشهيرة باسم «السرابيوم»، وكان من أهمها سرابيوم الإسكندرية، الذي اكتشفه آلان رو عام 1942، ويقع المعبد على التل المعروف باسم «أكروبول الإسكندرية»، في منطقة راكوتيس، (كرموز حالياً)، ويشتهر بالوصول إليه عبر سلالم عديدة.

وكان يحتوي على معبد مستطيل مكون من ثلاثة أروقة، ويضم معبداً لسرابيس وإيزيس وحوربوقراط، بالإضافة إلى مكتبة الإسكندرية الصغرى وهي جزء من مكتبة الإسكندرية القديمة التي كانت تضم نحو 40 ألف مخطوط، وتعرضت المعابد للتدمير عام 391 ميلادي مع الاعتراف بالمسيحية ديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية.

وأوضح الدكتور أيمن سليمان، مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لمكتبة الإسكندرية أن «سلسلة (أفلام عارف) هي سلسلة لتقديم القصص التراثية في صورة أفلام قصيرة تصدرها مكتبة الإسكندرية وصدر من السلسة حتى الآن 41 فيلماً من خلال منظور غير تقليدي يستهدف النشء والشباب عبر أسلوب سهل ومبسط ولا تتعدى الفترة الزمنية لكل فيلم من 2-3 دقائق باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «فيلم (السرابيوم) آخر إصدارات السلسلة، و(السرابيوم) يعد الحلقة التي تم فيها الانتقال من الحضارة المصرية القديمة إلى الحضارة اليونانية، فبوصول البطالمة للحكم كان لابد من وجود أرضية مشتركة يمكن من خلالها إدماج الحضارتين على الأرض المصرية، وهنا تم بناء السرابيوم كمعبد يجمع بين رموز المعتقدات المصرية القديمة ورموز المعتقدات اليونانية».

وتعمل سلسلة الأفلام الوثائقية «عارف... أصلك ومستقبلك» على تقديم مختلف أبعاد التراث الثقافي والطبيعي بمصر، عبر محتوى بصري مدعم بالمؤثرات الجرافيكية والرسوم ثلاثية الأبعاد.

وأشار سليمان إلى أن السلسلة تستهدف إنتاج 100 فيلم مع نهاية عام 2025، مضيفاً: «من بين الأفلام التي يتم إعدادها حالياً أفلام عن مسجد عمرو بن العاص ومسجد أحمد بن طولون والسيرة الهلالية وصناعة الفخار».

وتستهدف السلسلة التعريف بالحضارة المصرية على مر الأزمان، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، فبالإضافة إلى اللغة العربية التي تعتمدها الأفلام، تُتيح الترجمة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية.

وتضم السلسلة الوثائقية 41 فيلماً من بينها: «توت عنخ آمون» و«رحلة مسلة» و«الألعاب في مصر القديمة» و«هيباتيا» و«بورتريهات الفيوم» و«الأقصر» و«الجلف الكبير» و«القاهرة الخديوية» و«الكنيسة المعلقة».


مقالات ذات صلة

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)

وزير الثقافة السعودي يلتقي مبتعثي «صناعة المانجا» في اليابان

وزير الثقافة السعودي مع عدد من الطلاب المبتعثين وقيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة وشركة «مانجا للإنتاج» (واس)
وزير الثقافة السعودي مع عدد من الطلاب المبتعثين وقيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة وشركة «مانجا للإنتاج» (واس)
TT

وزير الثقافة السعودي يلتقي مبتعثي «صناعة المانجا» في اليابان

وزير الثقافة السعودي مع عدد من الطلاب المبتعثين وقيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة وشركة «مانجا للإنتاج» (واس)
وزير الثقافة السعودي مع عدد من الطلاب المبتعثين وقيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة وشركة «مانجا للإنتاج» (واس)

حث الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي رئيس مجلس إدارة هيئة الأدب والنشر والترجمة، السبت، الطلاب المبتعثين في برنامج أسس صناعة القصص المصورة «المانجا» في اليابان، على أهمية التأهيل العلمي والأكاديمي في التخصصات الثقافية للإسهام بعد تخرجهم في رحلة تطوير المنظومة الثقافية في بلادهم.

وأكد الأمير بدر بن عبد الله، خلال لقائه عدداً من الطلاب المبتعثين في مقر إقامته في طوكيو، دعم القيادة السعودية لكل ما من شأنه تنمية القدرات البشرية في المجالات كافة.

ويُقام البرنامج التدريبي بالتعاون بين هيئة الأدب والنشر والترجمة، وشركة «مانجا للإنتاج»، التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان «مسك»، الذي يستهدف موهوبي فن المانجا ضمن برنامج تدريبي احترافي باستخدام التقنيات اليابانية؛ منبع هذا الفن.

حضر اللقاء الدكتور محمد علوان الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، والدكتور عصام بخاري الرئيس التنفيذي لشركة «مانجا للإنتاج»، وعددٌ من الطلاب والطالبات المبتعثين لدراسة فن المانجا في أكاديمية كادوكاوا، إحدى أكبر الأكاديميات في اليابان، التي تهتم بتدريب واستقطاب الخبرات والمهتمين بصناعة القصص المصورة.

يشار إلى أن البرنامج التدريبي يتضمن 3 مراحل رئيسية، بدءاً من ورش العمل الافتراضية التي تقدم نظرةً عامة حول مراحل صناعة القصص المصورة، تليها مرحلة البرنامج التدريبي المكثّف، ومن ثم ابتعاث المتدربين إلى اليابان للالتحاق بأكاديمية كادوكاوا الرائدة في مجال صناعة المانجا عالمياً.

كما تم ضمن البرنامج إطلاق عدد من المسابقات المتعلقة بفن المانجا، وهي مسابقة «منجنها» لتحويل الأمثلة العربية إلى مانجا، ومسابقة «مانجا القصيد» لتحويل القصائد العربية إلى مانجا، ومؤخراً بالتزامن مع عام الإبل 2024 أُطلقت مسابقة «مانجا الإبل» للتعبير عن أصالة ورمزية الإبل في الثقافة السعودية بفن المانجا.

وتجاوز عدد المستفيدين من البرنامج 1850 متدرباً ومتدربة في الورش الافتراضية، وتأهل منهم 115 للبرنامج التدريبي المكثّف، أنتجوا 115 قصة مصورة، وابتُعث 21 متدرباً ومتدربة إلى اليابان؛ لصقل مواهبهم على أيدي خُبراء في هذا الفن، إضافة إلى استقبال 133 مشاركة في مسابقة «منجنها»، وما يزيد على 70 مشاركة في مسابقة «مانجا القصيد»، وأكثر من 50 مشاركة في «مانجا الإبل».

يذكر أن هيئة الأدب والنشر والترجمة تقدم برنامج أسس صناعة القصص المصورة «المانجا» بالتعاون مع شركة «مانجا للإنتاج»، بهدف تأسيس جيل مهتم بمجال صناعة المانجا، وصقل مهارات الموهوبين، ودعم بيئة المحتوى الإبداعي في المملكة.