الشيخة جواهر القاسمي لـ«الشرق الأوسط»: الأفلام الخليجية تنمو والطموح يكبُر

«الشارقة السينمائي»... سينما الطفل تجدّد جلدها

يشجّع المهرجان الأطفال والشباب في مجال صناعة السينما (الشرق الأوسط)
يشجّع المهرجان الأطفال والشباب في مجال صناعة السينما (الشرق الأوسط)
TT

الشيخة جواهر القاسمي لـ«الشرق الأوسط»: الأفلام الخليجية تنمو والطموح يكبُر

يشجّع المهرجان الأطفال والشباب في مجال صناعة السينما (الشرق الأوسط)
يشجّع المهرجان الأطفال والشباب في مجال صناعة السينما (الشرق الأوسط)

عام 2013، وُلد أول مهرجان سينمائي عربي متخصّص بأفلام الطفل؛ هو مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب. والأحد المقبل، يفتتح نسخته الـ11 برؤى وتطلّعات جديدة.

لم يعد طفل اليوم كما كان قبل 10 سنوات؛ وهو ما يركز عليه المهرجان الذي سيعرض 98 فيلماً تُمثّل 18 دولة، اختيرت من بين 1834 فيلماً من 73 دولة، كما اختار المهرجان فلسطين لتكون ضيفة شرف نسخته الجديدة.

في حوار «الشرق الأوسط» مع المديرة العامة لمؤسّسة «فن» ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، الشيخة جواهر القاسمي، قالت عن الأفلام المُشاركة: «منذ بداية المهرجان، كانت قليلة المشاركات العربية أو الخليجية أو الإماراتية. الآن تتزايد، كما المُشاركات العربية، والطموح يكبُر».

الشيخة جواهر القاسمي تطمح بعيداً (الشرق الأوسط)

وأضافت: «ثمة مُشاركات من تونس ومصر والجزائر والسعودية والكويت، علماً أنّ صناعة الأفلام ليست سهلة ولا سريعة، فبعضها تستغرق صناعته 10 سنوات، وأخرى 20 عاماً، في حين تتطلّب أفلامٌ سنة واحدة أو سنتين. نحن هنا لنشجِّع صنّاعها ونعرض أفلامهم، كما أننا على تواصل مع المهرجانات والمخرجين للاطّلاع على جديدهم. فمثلاً، ثمة أفلام نصبر عليها، وننتظر مع صنّاعها ولادتها، وهذا قد يستغرق سنوات، لكنّ الدعم والتشجيع يمنحهم دافعاً ليدركوا أنّ المهرجان يؤمن بهم وبطاقاتهم وإبداعهم، مما يفتح لهم المجال للوصول بعيداً».

سينما الطفل

عن واقع سينما الطفل والشباب في المنطقة العربية، أجابت القاسمي: «تغيّرت كثيراً منذ 20 عاماً حتى اليوم. السينما الآن لا تشبه ما نشأنا عليها، فقد أكانت أفلاماً ترفيهية أو أفلام تحريك فقط. على العكس، أطفال وشباب هذا الجيل واعون ومتفّهمون جداً، يمكنهم مناقشة قضايا اجتماعية ونفسية؛ لا تجذبهم الأفلام التقليدية الممتعة أو المُسلّية، وإنما الفيلم الذي يترك الأثر ويحرّك المشاعر ويكون هادفاً. الأفلام الموجَّهة إلى الشباب والأطفال مُتاحة بكثرة عالمياً؛ ويمكن القول إنّ إنتاجها ينمو في العالم العربي، لكننا لا نزال نطمح إلى الكثير».

إحدى الجلسات الحوارية من الدورة الماضية للمهرجان (الشرق الأوسط)

هل يركّز المهرجان على رفع الذائقة السينمائية لهذه الفئة أو تأهيلها لريادة صناعة الأفلام في المستقبل؟ ردَّت القاسمي: «نصبّ تركيزنا على مجال السينما عموماً، سواء برفع الذائقة السينمائية، أو مهارات التحكيم أو اختيار الأفلام أو فهم النقد، وفي الوقت عينه، نكترث بالتخصّص السينمائي، سواء عبر الكتابة أو الإخراج أو التصوير أو المكياج وتصميم الأزياء... مجال السينما واسع ومتنوّع، ولا نرغب في أن نوجّه الشباب إلى تخصّص محدّد وواحد؛ وإنما نحاول جعلهم مطّلعين على جميع عناصر هذه الصناعة».

«بوستر» فيلم «ديبلودوكس» المُشارك في المهرجان (الشرق الأوسط)

الأثر السينمائي

بسؤالها عن الأثر الذي تركه المهرجان بعد عقد على ولادته، أجابت: «الأثر الأهم هو تشجيع الأطفال والشباب في مجال صناعة السينما، ليس فقط عن طريق الإخراج، وإنما أيضاً التصوير والسيناريو والتمثيل. الأثر الأهم الذي لمسناه هو أنه استطعنا من خلال المهرجان اكتشاف لجنة تحكيم من الشباب الواعدين تخصّصوا في النقد الفنّي والتحكيم، واختير بعضهم لاحقاً للتحكيم في مهرجانات دولية».

وتابعت: «كبُر المجتمع السينمائي المرتبط بالأطفال والشباب، داخل الدولة وخارجها، مما ذاع صيت المهرجان في الخارج، وهذا انعكس على كمية الأفلام المُشاركة فيه وعدد المشاهير والمتخصّصين الدوليين الذين يتعاونون معنا سنوياً، بالإضافة إلى كمّ المهرجانات الدولية التي تتعاون أيضاً».

«بوستر» الفيلم الكويتي «عماكور» المُنتظر قريباً ضمن المهرجان (الشرق الأوسط)

وعن طموح الدورة الجديدة، أشارت القاسمي إلى أنها تعكس طموح الأطفال والشباب: «هذا المهرجان منهم وإليهم، فندرس طوال الوقت ما الجديد الذي يهتمّون به، وماذا يرغبون في المُشاهدة والمناقشة. ولأنه لهم، نحاول دائماً جعلهم يتعلّمون شيئاً، فلا يكتفون بالاستمتاع بالمُشاهدة. لاهتمامنا بجعلهم مثقّفين ومتعلّمين، نطلق كل عام برنامجَ دولة الشرف، سواء أكانت عربية أم غير عربية، فنعرض أفلام هذه الدولة ونستضيف شخصيات منها يتحدّثون عن إنتاج الأفلام والسينما في دولتهم منذ البداية حتى اليوم؛ وفي الوقت عينه نتحدّث عن تراثهم وعاداتهم وتقاليدهم».

السجادة الخضراء

يُذكر أنّ مهرجان هذا العام استقطب مجموعة أفلام من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ومصر وفرنسا، وإيران وروسيا وفلسطين وكوريا الجنوبية وإسبانيا وألمانيا، التي مثلت جميعها قائمة الدول الأعلى مشاركة في نسخة المهرجان الـ11، في حين تستضيف منصة «السجادة الخضراء» التي تتيح للجمهور إمكان لقاء صنّاع الأفلام والمخرجين والضيوف، 4 أفلام مختلفة حصرية؛ في مقدّمتها الفيلم الكويتي «عماكور» لأحمد الخضري، والفيلم الإيطالي «المدربون» لأندريا جوبلين، وفيلم «الأستاذ» لفرح نابلسي، وفيلم المغامرات «ديبلودوكس» لفويتيك واوززيك؛ وهو من إنتاج سلوفاكيا والتشيك وبولندا.


مقالات ذات صلة

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

يوميات الشرق بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

في خطوة عدّها الاتحاد الأوروبي «علامة فارقة في الشراكة الثقافية مع ليبيا»، يواصل مهرجان للأفلام الأوروبية عرض الأعمال المشاركة في العاصمة طرابلس حتى الخميس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة

إيمان الخطاف (الدمام)

ولد عام غرق «تيتانيك» وعاش الحربين العالميتين... وفاة أكبر معمر في العالم

جون تينيسوود (رويترز)
جون تينيسوود (رويترز)
TT

ولد عام غرق «تيتانيك» وعاش الحربين العالميتين... وفاة أكبر معمر في العالم

جون تينيسوود (رويترز)
جون تينيسوود (رويترز)

توفي أكبر رجل معمر في العالم عن عمر ناهز 112 عاماً.

وُلد جون تينيسوود في ليفربول في 26 أغسطس (آب) 1912، وأصبح أكبر رجل معمر في العالم في أبريل (نيسان)، وفق ما أعلنت عائلته وموسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، الثلاثاء.

قالت عائلته في بيان نقلته صحيفة «الإندبندنت»، إن جون تُوفي يوم الاثنين في دار رعايته في ساوثبورت، ميرسيسايد، «محاطاً بالموسيقى والحب».

وقالت العائلة: «كان جون يحب دائماً أن يقول شكراً. لذا، نيابة عنه، شكراً لجميع أولئك الذين اعتنوا به على مر السنين، بمن في ذلك مقدمو الرعاية له في دار رعاية هوليز، وأطباء الأسرة، وممرضات المنطقة، والمعالج المهني، وغيرهم من موظفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية».

وعاش تينيسوود، الذي ترك وراءه ابنته سوزان وأربعة أحفاد وثلاثة من أبناء الأحفاد، ليكون رابع أكبر رجل بريطاني في التاريخ المسجل.

وقالت عائلته: «كان لدى جون العديد من الصفات الجميلة. كان ذكياً وحاسماً وشجاعاً وهادئاً في أي أزمة، وموهوباً في الرياضيات ومحادثاً رائعاً».

وأضافوا: «انتقل جون إلى دار رعاية هوليز قبل عيد ميلاده المائة بقليل، وكان لطفه وحماسه للحياة مصدر إلهام لموظفي دار الرعاية وزملائه المقيمين».

في وقت سابق من هذا العام، أخبر موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية أنه لا يشعر «باختلاف» لبلوغه 112 عاماً.

وقال: «لا أشعر بهذا العمر، ولا أشعر بالإثارة تجاهه. ربما لهذا السبب وصلت إلى هذا العمر. أنا فقط أتعامل مع الأمر بصدر رحب مثل أي شيء آخر، لا أعرف على الإطلاق لماذا عشت كل هذه المدة».

وأضاف: «لا أستطيع التفكير في أي أسرار خاصة لدي. كنت نشيطاً للغاية عندما كنت صغيراً، كنت أمشي كثيراً. لا أعرف ما إذا كان ذلك له علاقة بذلك. لكن بالنسبة لي، أنا لا أختلف عن أي شخص. لا أختلف على الإطلاق».

بخلاف تناول السمك والبطاطا المقلية كل يوم جمعة، لم يكن جون يتبع أي نظام غذائي معين، وقال: «أنا آكل ما يقدمونه لي وكذلك يفعل الجميع».

جون تينيسوود، الذي ولد في العام الذي غرقت فيه السفينة «تيتانيك»، عاش الحربين العالميتين، وكان أكبر رجل في العالم من قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية. عمل في منصب إداري في هيئة رواتب الجيش.

بالإضافة إلى الحسابات والتدقيق، كان عمله يتضمن مهام لوجيستية مثل تحديد مكان الجنود العالقين وتنظيم الإمدادات الغذائية، ثم عمل محاسباً في «شل وبي بي» قبل تقاعده في عام 1972.

وكان تينيسوود من مشجعي نادي ليفربول لكرة القدم طيلة حياته، وقد وُلد بعد 20 عاماً فقط من تأسيس النادي في عام 1892 وشهد جميع انتصارات ناديه الثمانية في كأس الاتحاد الإنجليزي و17 من أصل 19 فوزاً بالدوري.

التقى تينيسوود بزوجته بلودوين في حفل رقص في ليفربول، واستمتع الزوجان معاً لمدة 44 عاماً قبل وفاة بلودوين في عام 1986.

وأصبح أكبر رجل على قيد الحياة في أبريل (نيسان) عن عمر 111 عاماً، بعد وفاة خوان فيسينتي بيريز عن عمر 114 عاماً من فنزويلا.