«أيام القاهرة للمونودراما» يواجه الاكتئاب ويحتفي بقضايا حواء

مساندة لبنان وفلسطين تهيمن على أجواء افتتاح المهرجان

تكريم الفنان الفلسطيني غنام غنام (إدارة مهرجان أيام القاهرة للمونودراما)
تكريم الفنان الفلسطيني غنام غنام (إدارة مهرجان أيام القاهرة للمونودراما)
TT

«أيام القاهرة للمونودراما» يواجه الاكتئاب ويحتفي بقضايا حواء

تكريم الفنان الفلسطيني غنام غنام (إدارة مهرجان أيام القاهرة للمونودراما)
تكريم الفنان الفلسطيني غنام غنام (إدارة مهرجان أيام القاهرة للمونودراما)

هيمنت مساندة لبنان وفلسطين في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على أجواء افتتاح الدورة السابعة من المهرجان الدولي «أيام القاهرة للمونودراما» الذي انطلق، الثلاثاء، على المسرح المكشوف في دار الأوبرا المصرية، وتستمر فعالياته حتى 5 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

ويُقصد بمسرح «المونودراما» العروض التي تعتمد في قصتها على وجود ممثل واحد فقط، وأكدت الفنانة إلهام شاهين، أبرز المكرمين في حفل الافتتاح، أنها «ليست قادرة على الفرح بشكل طبيعي، ونحن حولنا حروب ودمار، ولكن قلوبنا مع فلسطين الحبيبة، التي لم تعد بمفردها تمرّ بظروف صعبة، وإنما لبنان وسوريا والعراق والسودان وليبيا». مضيفة في كلمتها خلال الحفل: «قلوبنا موجوعة، وأتمنى أن يصل صوتنا للعالم كله، فنحن شعوب تنادي بالسلام، ولا ننادي بالحرب».

ومن المكرمين الآخرين الذين تحدثوا في الافتتاح، الفنان الفلسطيني غنام غنام الذي أكد أن «فلسطين حاضرة في المهرجان منذ اللحظة الأولى، وأن دعمها واجب علينا جميعاً»، وفق تعبيره.

من عرض مونودراما الصندوق (إدارة المهرجان)

وشملت قائمة المكرمين أيضاً الفنان المصري هاني رمزي، والدكتور جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين ورئيس دائرة السينما والمسرح في بغداد، فيما تأجل تكريم الفنانة المصرية نيللي، والفنان التونسي منير العرقي إلى حفل ختام المهرجان المقرر السبت المقبل.

ويشارك في الدورة الجديدة من المهرجان 25 عرضاً تعكس مختلف التوجهات والمدارس المسرحية الحديثة، منها العرض السعودي «يوميات رجل مهزوم» من إخراج مطر زايد، واللبناني «قوم يابا» من إخراج قاسم الإسطنبولي، والجزائري «علب» من إخراج خيرة بوعتو، والكويتي «وجود» من إخراج نصار نصار، والإماراتي «قطرة» للمخرج سعيد الهرش، والأردني «رحيل» لإياد الريموني، فضلاً عن عرض «ميديا» من اليونان و«سينبوسيس» من إسبانيا.

وعُرضت في حفل الافتتاح مسرحية «الصندوق» من تأليف وإخراج وتمثيل مريم راضي، وهي مشروع تخرّجها في أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، قسم تمثيل. ويناقش العمل أزمة المرض النفسي في بعض المجتمعات العربية التي لا تزال تُنظر إليه بوصفه «وصمة عار» و«سبة مجتمعية»، حيث يدعو العرض إلى التعاطف مع المرضى النفسيين وتفهم حالتهم.

تكريم الفنان هاني رمزي (إدارة المهرجان)

كما عُرضت أيضاً مسرحية «ودارت الأيام» التي ترصد أزمة منتصف العمر في نسختها النسائية من خلال زوجة تكتشف عند موت زوجها أنه خدعها وتزوج عليها سراً، وأن جميع تضحياتها على مدار سنوات حياتها الزوجية ذهبت أدراج الرياح، والمسرحية من إخراج فادي فوكيه، وتمثيل وفاء الحكيم.

وتضمّ اللجنة العليا للمهرجان في عضويتها الفنانين: صفية العمري، ولطفي لبيب، وأحمد وفيق، ولقاء الخميسي، وإيهاب فهمي، في حين تتكون لجنة تحكيم المسابقة العامة للمهرجان من الفنان المصري محسن منصور، مدير فرقة المسرح الحديث، والكاتبة السعودية الدكتورة ملحة عبد الله، والدكتور عامر صباح المرزوق، أستاذ الفنون في جامعة بابل العراقية.

بوستر مهرجان «أيام القاهرة للمونودراما» (إدارة المهرجان)

وتقدم الدكتورة ملحة عبد الله الملقبة بـ«عميدة المسرح السعودي» تعريفها الخاص لمسرح المونودراما قائلة إنه «محاكاة لفعل درامي محدّد له طول معين تقوم به شخصية واحدة يقدمها ممثل واحد، وهو يستعرض أزمة الشخصية تجاه نفسها أو تجاه الآخرين من خلال المناجاة مع الذات».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «للمونودراما وظيفة هامة وهي وظيفة المسرح بشكل عام، التي نجدها في النظريات القديمة عند أرسطو، وهي التّطهر؛ أي إحلال المتلقي نفسه مكان البطل، ومن ثمّ يشعر بالراحة العميقة في أنه على أرض الواقع وبعيد عن الخيال، حيث لم يتورط في أزمة البطل حرفياً».

وتابعت: «المتلقي طيلة العرض يتعرض لما أسميه بـ(الانزلاق الوجداني) والتسرب الانفعالي عبر تماهيه الشديد مع الشخصية والحدث على نحو يجعله يتقلّب بين اللذة والكدر، ويمر بمجموعة من التوترات، وهنا تُفرَّغ الطاقة السلبية وشحنة التوتر، فتُحقن رسالة العمل النبيلة والإنسانية تحت جلد المتفرج بشكل غير مباشر».


مقالات ذات صلة

أفلام مدعومة من «البحر الأحمر» للمنافسة في «وهران السينمائي»

يوميات الشرق مشهد من فيلم «شاي أسود» (الشركة المنتجة)

أفلام مدعومة من «البحر الأحمر» للمنافسة في «وهران السينمائي»

تخوض مجموعة من الأفلام المدعومة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي المنافسة في المسابقة الرسمية لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي بالجزائر في دورته الـ12.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق عروض متنوعة شهدتها احتفالية العلوم بمكتبة الإسكندرية (مكتبة الإسكندرية)

عروض لتشييد الأهرامات وصناعة الأحبار بمكتبة الإسكندرية

بعروض فنية وورش عمل وأنشطة متنوعة، استقبلت مكتبة الإسكندرية (شمال مصر) احتفالية العلوم تحت عنوان «العلوم في مصر القديمة».

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق صورة تذكارية لفريق العمل - (إدارة المهرجان)

مهرجان «الجونة» يتمسك بدعم السينما رغم الاضطرابات السياسية

كشف مسؤولو مهرجان الجونة السينمائي تفاصيل الدورة السابعة من المهرجان، وأعلنوا مشاركة أكثر من 70 فيلماً سينمائياً تنوعت بين الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق المخرجة الفنلندية كاتيا غاوريلوف الفائزة بالجائزة الكبرى عن فيلمها «جوفيدا» (إدارة مهرجان سلا)

الفيلم الفنلندي «جوفيدا» يُتوج بـ«الجائزة الكبرى» في مهرجان «سلا»

فاز الفيلم الفنلندي «جوفيدا» بالجائزة الكبرى، إذ ذكرت لجنة تحكيم المسابقة في حيثيات فوزه أنه عمل مبهر بصرياً ومؤثر عن الإدماج القسري للشعوب.

انتصار دردير (سلا (المغرب))
يوميات الشرق أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

قالت المخرجة المغربية أسماء المدير، إن رحلتها من أجل الحصول على تمويل لفيلمها «كذب أبيض» لم تكن سهلة.

انتصار دردير (سلا (المغرب))

ابتكار ملابس تتكيف مع درجة الحرارة

هناك بعض الأقمشة التي تتحكم في درجات الحرارة وتتكيف مع مختلف الأجواء (جامعة هوف الألمانية)
هناك بعض الأقمشة التي تتحكم في درجات الحرارة وتتكيف مع مختلف الأجواء (جامعة هوف الألمانية)
TT

ابتكار ملابس تتكيف مع درجة الحرارة

هناك بعض الأقمشة التي تتحكم في درجات الحرارة وتتكيف مع مختلف الأجواء (جامعة هوف الألمانية)
هناك بعض الأقمشة التي تتحكم في درجات الحرارة وتتكيف مع مختلف الأجواء (جامعة هوف الألمانية)

إذا كنت تشعر بالحر الشديد عند ارتداء السترة، ولكن البرد يهاجمك فور خلعها، فإن باحثين من جامعة كاليفورنيا الأميركية، طوروا نسيجاً مبتكراً لتنظيم حرارة الملابس وفقاً لاحتياجات الشخص.

وأوضح الباحثون أن المادة مستوحاة من خصائص جلد الحبار الذي يتميز بقدرته على تغيير الألوان استجابة للبيئة المحيطة، ونُشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية (APL Bioengineering).

وتُقدم بعض العلامات التجارية للملابس الرياضية أقمشة تتحكم في درجات الحرارة وتتكيف مع مختلف الأجواء، لكنها قد لا تناسب جميع الاحتياجات الفردية.

واستلهم الباحثون الخصائص الديناميكية لتغيير لون جلد الحبّار لتطوير مادة يمكنها ضبط الحرارة، وهي قابلة للتنفس (تسهيل انتقال الهواء وتبادل الرطوبة بين الجلد والبيئة المحيطة) والغسيل ويمكن دمجها في الأقمشة المرنة.

ويشير الباحثون إلى أن جلد الحبّار معقّدٌ، ويتكون من طبقات متعددة تعمل معاً للتلاعب بالضوء وتغيير لون الحيوان ونمطه، وتحتوي بعض هذه الطبقات على أعضاء تسمى الخلايا الكروماتوفورية، التي تنتقل بين حالات التمدد والانكماش (عبر العضلات) لتغيير كيفية انتقال الضوء المرئي وانعكاسه.

وصمّم الفريق مادة مركبة تعمل بالأشعة تحت الحمراء، حيث تُصدر الأجسام الساخنة حرارة على شكل إشعاع تحت الأحمر غير مرئي، مثلما تلتقطه الكاميرات الحرارية.

وتتميز هذه الملابس بخصائص حرارية تمكّن من ضبط درجة الحرارة بدقة. وتتكون المادة من بوليمر مغطى بجزيئات نحاس صغيرة، وعند تمديد المادة، تتباعد هذه الجزيئات، مما يغيّر من طريقة انتقال وانعكاس الأشعة تحت الحمراء، وبالتالي يسمح بالتحكّم في الحرارة المنبعثة من الجسم. كما أجرى الفريق تحسينات على هذه المادة لتكون قابلة للغسل وقابلة للتنفس، مما يسمح بدمجها في الأقمشة.

اختبر الفريق الخصائص التكيفية للمادة تحت الأشعة تحت الحمراء باستخدام طبق ساخن لمحاكاة التّعرق بهدف تقييم الخصائص الحرارية الديناميكية.

ورغم إضافة طبقات رقيقة وإنشاء فتحات ودمجها في النسيج، لم تتأثر قدرة المادة على تنظيم الحرارة بشكل فعال.

وأظهرت التّجارب باستخدام تقنيات حديثة، أن هذه المادة الجديدة يمكن أن تكون مثالية للملابس المخصصة للأجواء الباردة مثل سترات التّزلج والجوارب الحرارية والقفازات المعزولة.

علاوة على ذلك، يُمكن استخدام التقنيات المستخدمة في تصنيع هذا النسيج في تطوير تطبيقات أخرى، مثل الأجهزة الإلكترونية القابلة للارتداء أو الأقمشة الكهربائية المرنة، وفق الباحثين.