الجراحة الروبوتية لسرطان القولون تقلّل الألم وتسرّع التعافي

طبيب يُجري جراحة روبوتية (جامعة تينيسي)
طبيب يُجري جراحة روبوتية (جامعة تينيسي)
TT

الجراحة الروبوتية لسرطان القولون تقلّل الألم وتسرّع التعافي

طبيب يُجري جراحة روبوتية (جامعة تينيسي)
طبيب يُجري جراحة روبوتية (جامعة تينيسي)

أظهرت دراسة جديدة أن الجراحة الروبوتية توفر العديد من المزايا، مقارنةً بالجراحات التي تعتمد على المنظار لاستئصال سرطان القولون والمستقيم.

وقارنت الدراسة بين المرضى الذين خضعوا لاستئصال أورام القولون والمستقيم باستخدام الروبوت، وآخرين خضعوا لاستئصالها بالمنظار، وفُحِصت آلامهم ومتطلباتهم من المواد الأفيونية المخدّرة بعد الجراحة، ووقت العودة إلى العمل.

ووفق نتائج الدراسة المنشورة في دورية «الجراحة الروبوتية» (Robotic Surgery)، «تفوّق النهج الروبوتي على النهج المنظاري في جميع الحالات».

وهو ما علّق عليه الدكتور أوموت ساربيل، رئيس قسم جراحة الأورام في كلية الطب بجامعة هارفارد الأميركية، وأحد باحثي الدراسة، قائلاً: «يُدرك معظم المرضى والأطباء أن الجراحة الأقل توغلاً التي تشمل الجراحة بالمنظار والجراحة الروبوتية، أفضل من الجراحة المفتوحة، عندما يكون ذلك ممكناً».

وأضاف في بيان، الاثنين: «توضح ورقتنا البحثية بشكل جيد ما اشتبه فيه جرّاحو الروبوتات لبعض الوقت، وهو أن المرضى يعانون من ألم أقل مع الجراحة الروبوتية».

ويُعدّ استئصال أورام القولون والمستقيم إجراءً جراحياً يتطلّب إزالة جزءٍ أو كل القولون (الأمعاء الغليظة) و/ أو المستقيم، وغالباً ما يتم إجراؤه لعلاج حالات مثل سرطان القولون والمستقيم، أو مرض التهاب الأمعاء.

والهدف من الجراحة هو إزالة الجزء المصاب أو التالف من القولون أو المستقيم، وفي بعض الحالات يُعاد توصيل الأطراف السليمة للجهاز الهضمي.

واعتماداً على عدد من المتغيرات قد يستخدم الجرّاح أحد هذه الخيارات الثلاثة: الجراحة المفتوحة، أو منظار البطن، أو تقنيات بمساعدة الروبوتات، حيث يُجري الجرّاح العملية باستخدام عصي التحكم لإدارة الأذرع الروبوتية، وإجراء عملية الاستئصال.

ووصفت الدراسة حالات 578 مريضاً خضعوا لجراحة القولون والمستقيم الروبوتية أو بالمنظار بين عامَي 2018 و 2022، حيث أفاد المرضى في المجموعة الروبوتية بأنهم شعروا بألم أقل أثناء وجودهم في المستشفى، وبعد أسبوع واحد من خروجهم، مقارنةً بالمجموعة المنظارية.

وأظهرت النتائج أن استخدام المرضى في المجموعة الروبوتية للمواد الأفيونية المخدّرة أقل بكثير من مجموعة المنظار. وأخيراً، بين المرضى الذين عادوا إلى العمل ذهب أولئك الذين خضعوا للجراحة الروبوتية إلى العمل في وقت أبكر من المجموعة المنظارية.

ويقول باحثو الدراسة إن المفاصل الدّاخلية المتعدّدة للذراع الروبوتية ومستوى الثّبات المعزّز آلياً عند إجراء الجراحة يقلّلان من الاضطرابات التي تحدث في أنسجة جدار البطن، مما يؤدي إلى تسريع الشفاء بعد الجراحة.


مقالات ذات صلة

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

يوميات الشرق من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد تدهور الحالة النفسية (جامعة كولومبيا)

المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد الاضطرابات النفسية

كشفت دراسة بريطانية أن الأفراد الذين يعانون تدهور صحتهم النفسية يميلون إلى تصفح محتوى سلبي عبر الإنترنت، مما يؤدي إلى تفاقم معاناتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق كاميلا ملكة بريطانيا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الأدب بحضور الأميرة آن (رويترز)

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

حصلت الملكة البريطانية كاميلا، زوجة الملك تشارلز، على الدكتوراه الفخرية؛ تقديراً لـ«مهمتها الشخصية» في تعزيز محو الأمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

الحرب تؤثر على جينات الأطفال وتبطئ نموهم

لا يعاني الأطفال الذين يعيشون في بلدان مزقتها الحرب من نتائج صحية نفسية سيئة فحسب، بل قد تتسبب الحرب في حدوث تغييرات بيولوجية ضارة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».