الشاعر مرزوق بشير: الدراما القطرية ليست في أفضل حالاتها بسبب قيود الإنتاج

لن تستعيد الأغنية التقليدية وضعها السابق في مجتمع تتغير فيه ثقافة الاستماع

د. مرزوق بشير بن مرزوق
د. مرزوق بشير بن مرزوق
TT

الشاعر مرزوق بشير: الدراما القطرية ليست في أفضل حالاتها بسبب قيود الإنتاج

د. مرزوق بشير بن مرزوق
د. مرزوق بشير بن مرزوق

عدّ الكاتب والباحث القطري الدكتور مرزوق بشير بن مرزوق، أستاذ نظرية الدراما والنقد بكليّة المجتمع في الدوحة، أن الحضور الثقافي لدولة قطر في معرض الرياض يمثلّ تقديراً مهماً للثقافة القطرية، ويساهم في تعزيز الثقافة ودعمها بين البلدين.

الدكتور مرزوق بشير، أحد الشعراء الذين أثروا الكلمة الغنائية الرومانسية في الخليج؛ فقد كتب منذ السبعينات أشعاراً غنائية في الوطن والغزل، وكانت أغنيته «جيتك يا قطر» عام 1973 التي غناها الفنان علي عبد الستار باكورة أعماله الفنية.

وبمناسبة اختيار معرض الرياض الدولي للكتاب قطر «ضيف شرف» هذه الدورة، التقت «الشرق الأوسط» الكاتب والشاعر القطري الدكتور مرزوق بشير بن مرزوق، وأجرت معه الحوار التالي:

* ماذا يعني الحضور الثقافي القطري في السعودية من خلال معرض الرياض الدولي للكتاب؟

- يعني الحضور الثقافي لدولة قطر في معرض الرياض الكثير، إضافة إلى كونها «ضيف شرف» المعرض هذا العام، وهذا تقدير مهم للثقافة القطرية من معرض الكتاب، كذلك فإن له دوراً في تعزيز الثقافة ودعمها بين البلدين، حيث الامتداد الثقافي بينهما، وهي ثقافة تكاد تكون واحدة ومتجانسة؛ لأنها محصّلة للتشابه الاجتماعي بين البلدين، والحضور الثقافي لدولة قطر والمملكة العربية السعودية متواصل تاريخياً، وحضور قطر اليوم في معرض الرياض إنما هو محطة من محطات التعاون بين البلدين الشقيقين.

* كيف ترى التعاون بين المبدعين الخليجيين وخصوصاً بين السعودية وقطر؟

- هناك حضور قائم ومتواصل بين المبدعين القطريين والسعوديين، حيث تحضر الثقافة السعودية بشكل دائم في المشهد الثقافي القطري، وكذلك الثقافة القطرية حاضرة في المشهد الثقافي السعودي، سواء من خلال المناسبات واللقاءات المبرمجة، أو من حيث اللقاءات الفردية بين المثقفين في البلدين.

* هل هناك حاجة إلى زيادة الأعمال الثقافية والفنية الخليجية المشتركة؟

- الثقافة عموماً فعل مستمر ويتطور مع تطور المجتمعات، وبالتالي زيادة الأعمال الثقافية والفنية الخليجية المشتركة أمرٌ ضروري لتبادل التجارب بين المثقفين والفنانين في المنطقة، كما أن التجمعات الثقافية والفنية هي لحظة توقف لتقييم مسارات الثقافة والفنون بين البلدان الخليجية.

يعزز «معرض الكتاب - 2024» التواصل الثقافي بين المبدعين والمثقفين (واس)

شاعر الأغنية

* تصف نفسك بأنك «كاتب أغنية ولستَ شاعراً»... أليس كاتب الأغنية هو شاعر أيضاً؟

- صحيح، كاتب الأغنية في النهاية هو شاعرٌ، لكن بطريقة وأسلوب مختلفين عن الشاعر التقليدي الذي يكتب القصيدة لتُلقى على المتلقي مباشرةً، وهي لا تحتاج إلى وسائط لنقلها بين الشاعر ومتلقي القصيدة، أما كتابة الأغنية فهي مشروع مبدئي يؤسس للأغنية الشاملة التي يشترك في تجهيزها النهائي الملحن والمغني والفرقة الموسيقية، وغيرهم من الوسائط، وكاتب الأغنية يشبه كاتب سيناريو الأفلام الذي يجهّز المشروع البصري قبل أن يتحول فيلماً متكاملاً، ويختلف عن الكاتب الروائي.

* أنتَ أبرز كُتّاب الأغنية القطرية، في السبعينات كنتَ تكتب الأغنية ويلحنها الموسيقار الراحل عبد العزيز ناصر، ويغنيها الفنان علي عبد الستار، وكان لك دور بارز في تحديد ملامح الأغنية القطرية وهويتها... ماذا ينقص الفنّ القطري اليوم لكي يستعيد موقعه القديم؟

- لقد طرأ تطور كبير على الأغنية عموماً على المستويين العربي والخليجي؛ بسبب ظهور وسائل ووسائط جديدة لنقل الأغنية، كما أن ذائقة المتلقي اليوم مختلفة عن ذائقة المتلقي في الماضي، الذي يتقبل الشكل الكلاسيكي للأغنية الطويلة إلى حدٍ ما، وتعتمد على الآلات الموسيقية التقليدية، بالطبع لن تستعيد الأغنية التقليدية وضعها السابق في مجتمع تتغير فيه ثقافة التلقي والاستماع، والأفضل هو المحافظة على نمط الأغنية التقليدية، ومسايرة التطور الجديد في الشكل الغنائي جنباً بجنب، بمعنى عدم التفريط بالإرث الغنائي السابق، وعدم رفض التطور الجديد لشكل الأغنية الحديثة.

* ترأست «جائزة الدوحة للكتابة الدرامية» ألا تلاحظ أن هناك تراجعاً كبيراً في الدراما القطرية؟

- كانت الدراما القطرية لسنوات طويلة منافسة للدراما الخليجية، بل والعربية، حيث الدعم الإنتاجي متوافر بشكل جيد، والشغف بين القائمين عليه في حالة توهّج وحماس، والدراما القطرية اليوم ليست في أفضل حالاتها للقيود الإنتاجية، سواء الرسمي منها أو حتى الخاص، وكذلك الاشتراطات المقيدة على النصوص الدرامية، والخلط بين وظيفة الإعلام ووظيفة الدراما، حيث يميل الإعلام إلى الدعائية والمباشرة، بينما وظيفة الدراما هي عرض قضايا المجتمع وطرح الأسئلة عليها دون انتظار الإجابات الجاهزة والمعلبة.


مقالات ذات صلة

أبناء منصور الرحباني يُطلقون مئويته ووزارة التربية تتعاون لترسيخ إرثه في المدارس

الوتر السادس أبناء منصور الرحباني يطلقون فعاليات مئوية والدهم (الشرق الأوسط)

أبناء منصور الرحباني يُطلقون مئويته ووزارة التربية تتعاون لترسيخ إرثه في المدارس

بحضور حشدٍ من الشخصيات الثقافية والفنية والإعلامية، أطلق أبناء منصور الرحباني برنامج مئويته من بيروت.

كريستين حبيب (بيروت)
خاص الفنان السوري دريد لحّام (فيسبوك)

خاص دريد لحّام لـ«الشرق الأوسط»: انقضت سنوات القهر وأنا لم أكن مع النظام بل ضد الفوضى

يتحدث الفنان السوري المخضرم دريد لحّام إلى «الشرق الأوسط» عن ارتياحه لنهاية نظام الرأي الأحادي في سوريا ويسترجع السنوات التي مُنعت فيها أعماله بسبب الرقابة.

كريستين حبيب (بيروت)
ثقافة وفنون غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

تشهد منطقة الباحة، جنوب السعودية، انطلاقة الملتقى الأول للأدب الساخر، الذي يبدأ في الفترة من 22-24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وينظمه نادي الباحة الأدبي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مجموعة من المشاهير الراحلين الأعلى دخلاً رغم وفاتهم منذ سنوات

ملايين الدولارات في حسابات أموات... كيف يجني المشاهير الراحلون أموالاً طائلة؟

لا تعني وفاة المشاهير أن ثرواتهم تتوقّف عن التكاثر، بل إنها قد تتضاعف بعد رحيلهم كما هي الحال مع مايكل جاكسون... فكيف يحصل ذلك ومَن المستفيدون؟

كريستين حبيب (بيروت)
شمال افريقيا الكاتب الجزائري بوعلام صنصال يتحدث في مؤتمر صحافي خلال الدورة الثانية والستين لمهرجان برلين السينمائي الدولي 9 فبراير 2012 (أ.ب)

الجزائر تواجه دعوات متزايدة للإفراج عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال

دعا سياسيون وكتاب وناشطون إلى الإفراج عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

محمد سعد يحقق إيرادات واعدة في أول أيام عرض «الدشاش»

محمد سعد في لقطة من البرومو الدعائي للفيلم (الشركة المنتجة)
محمد سعد في لقطة من البرومو الدعائي للفيلم (الشركة المنتجة)
TT

محمد سعد يحقق إيرادات واعدة في أول أيام عرض «الدشاش»

محمد سعد في لقطة من البرومو الدعائي للفيلم (الشركة المنتجة)
محمد سعد في لقطة من البرومو الدعائي للفيلم (الشركة المنتجة)

حقق أحدث أفلام الفنان المصري محمد سعد «الدشاش» إيرادات واعدة تجاوزت 2.5 مليون جنيه (الدولار يُعادل 50.77 جنيه مصري)، في أول أيام عرضه، متصدراً المرتبة الأولى في قائمة شباك التذاكر بمصر، الأربعاء.

وتصدّر فيلم «الدشاش» مؤشرات البحث في موقع «غوغل» بمصر، الخميس، بعد طرحه في دور العرض، لا سيما أنه يشهد عودة سعد للسينما بعد غيابٍ دام 6 سنوات منذ تقديمه لبطولة فيلم «محمد حسين»، ومشاركته في بطولة فيلم «الكنز 2» في عام 2019.

وتدور أحداث «الدشاش» في إطارٍ اجتماعي كوميدي، ومزيجٍ من التشويق والإثارة والأكشن، وفيه يُجسد سعد شخصية «زعيم عصابة» يعمل في ملهى ليلي ويواجه أعداءه، ويعيش حياة صعبة مليئة بالأزمات والتناقضات التي تضعه ما بين الاستمرار والرفض لتفاصيل في حياته، ويشارك سعد في بطولة الفيلم زينة، وباسم سمرة، ونسرين أمين، وخالد الصاوي، والفيلم من تأليف جوزيف فوزي، وإخراج سامح عبد العزيز.

الملصق الترويجي لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة)

وأرجع الناقد الفني المصري مصطفى شهيب الإيرادات اللافتة في أول أيام عرض «الدشاش» إلى «فضول الناس بشكلٍ عام لرؤية سعد وماذا سيُقدّم على شاشة السينما، بالإضافة لارتباط جمهوره بأعماله منذ بدايته، وتعطش الناس لشخصية (البطل الشعبي) التي يفتقدونها في السينما».

ورغم الإيرادات وتصدر الفيلم «التريند»، يؤكّد شهيب في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن قصته مكررة وقُدمت من قبل في أفلام عدة، بجانب الحشد غير المبرر للفنانين، حتى أن نصيب كلٍّ منهم لا يتعدى دقائق، ويكاد يكون ظهورهم يقتصر على مساحة (ضيف الشرف)، على عكس وجود سعد في مشاهد الفيلم بكثرة، وهو ما يخالف الملصق الترويجي.

وأضاف شهيب أن «تفاصيل الفيلم تقليدية، واكتُشفت من الوهلة الأولى. وفيه استخدم سعد تعبيرات وجهه بشكل غير مبرر في مشاهد عدة، بالإضافة إلى المبالغة في أداء الأكشن الشعبي مع عدم ملاءمة البنية الجسدية»، وفق قوله.

محمد سعد في لقطة من البرومو الدعائي للفيلم (الشركة المنتجة)

وأعلن الموزّع السينمائي محمود الدفراوي، عن تخطي «الدشاش» إيرادات 2.6 مليون جنيه، يليه فيلم «الهنا اللي أنا فيه» بمبلغ 1.5 مليون جنيه مصري، وفق بيان نشره، الخميس.

وخلال السنوات التي توقف فيها محمد سعد عن السينما قدّم بطولة مسرحيتي «اللمبي في الجاهلية» عام 2021، و«علي بابا» في عام 2023، وعُرضتا في فعاليات «موسم الرياض»، بجانب بطولته للمسلسل التلفزيوني الكوميدي «إكس لانس»، الذي عرض في موسم دراما رمضان 2023.

ويرى الناقد الفني المصري طارق الشناوي أن «الدشاش» كان بمثابة «طوق نجاة أُلقي للفنان المصري وأجاد التقاطه، وقدّم دوراً مختلفاً بعيداً عن شخصية (اللمبي) التي ارتبط بها مع الناس، حتى وصل مع جمهوره لحالة تشبع»، وفق قوله.

الفنان محمد سعد (حسابه في فيسبوك)

ويضيف الشناوي لـ«الشرق الأوسط» أن «سعد أدّى دوره بشكل لافت على الرغم من أن النص والحالة السينمائية لم يكونا على مستوى عالٍ، لكن الفرصة قدمته بشكل مغاير».

ويتوقع الشناوي اتجاه سعد للسينما بكثرة في الفترة المقبلة، وقال: «وإن كان الفيلم لم يشكّل حالة فنية متكاملة، فإن عودة سعد للجمهور والإقبال الكبير، والحفلات الإضافية والإيرادات أمورٌ مبشرة».

وبعيداً عن شخصية محمد سعد، أكد الشناوي أن «الفيلم في بنائه الفني لعب على التركيبة الجينية المصرية، ما بين اللهو وارتكاب الحماقات، وما بين ثُنائية الشيخ والراقصة، فهذه التناقضات والأُطر المتباينة أحدثت صدى لدى الجمهور».