اتحاد كتّاب أفريقيا وآسيا يكرّم ورثة مبدعين ومفكرين

من بينهم عائلات نجيب محفوظ ويوسف السباعي ومصطفى مشرفة

اتحاد كتّاب أفريقيا وآسيا يكرّم ورثة المبدعين (إدارة الاتحاد)
اتحاد كتّاب أفريقيا وآسيا يكرّم ورثة المبدعين (إدارة الاتحاد)
TT

اتحاد كتّاب أفريقيا وآسيا يكرّم ورثة مبدعين ومفكرين

اتحاد كتّاب أفريقيا وآسيا يكرّم ورثة المبدعين (إدارة الاتحاد)
اتحاد كتّاب أفريقيا وآسيا يكرّم ورثة المبدعين (إدارة الاتحاد)

تحت عنوان «أبناء وأحفاد»، أطلق اتحاد كتّاب أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية مبادرة تهدف إلى تكريم نماذج مختارة من أبناء وأحفاد كبار الأدباء والعلماء والمفكرين والفلاسفة، الذين ساهموا في حماية تراث آبائهم وأجدادهم، وصون أعمالهم ومنجزهم الإبداعي والعمل على التذكير المستمر بهم، من بينهم عائلات نجيب محفوظ ويوسف السباعي ومصطفى مشرفة.

وعدّ أمين عام اتحاد أفريقيا وآسيا، الكاتب أحمد المسلماني، أن هذه المبادرة تستهدف «توجيه رسالة تقدير لعائلات المبدعين الذين فارقوا حياتنا، والذين يتعاملون مع النتاج المعرفي كورثة فكريين وحراس ثقافيين، لا فقط كورثة شرعيين»، وفق بيان للاتحاد، الاثنين.

وحظيت هدى نجيب محفوظ (أم كلثوم) بأول تكريم من اتحاد كتّاب أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية في إطار هذه المبادرة.

وتعليقاً على هذا التكريم قالت هدى: «لقد سعدت للغاية بهذا التكريم من قبل اتحاد عريق يمتد تاريخه إلى 66 عاماً، وبالنسبة لي فإن هذا أول تكريم لي، لذلك فإن اعتزازي به بلا حدود»، وفق بيان الاتحاد.

وأشارت هدى إلى اطلاعها على لقاءات الأمين العام للاتحاد مع والدها الراحل، ولفتت إلى قصة كتابة نجيب محفوظ مقدمة كتاب «عصر العلم» للدكتور أحمد زويل، وهي «المقدمة التي كتبها أحمد المسلماني ووقّع عليها والدي بخط يده».

وقال المسلماني لـ«الشرق الأوسط»: «الهدف من تكريم ورثة المبدعين ليس الورثة الشرعيين فحسب، وإنما تكريم الورثة الذين بذلوا جهوداً حثيثة لتخليد أسماء الرموز، ولم يتوقفوا عند البحث عن الحقوق المادية أو الحقوق الشرعية، بل دأبوا على نشر أعمالهم وإحياء ذكراهم».

نجيب محفوظ (أسرته)

وأضاف أن القائمة المصرية للمكرّمين تضم يوسف السباعي حفيد يوسف السباعي، مؤسس الاتحاد، وأمل مصطفى محمود ابنة الدكتور مصطفى محمود، والدكتور علي مصطفى مشرفة ابن شقيق العالم الكبير الراحل الذي يحمل الاسم نفسه.

يعدّ اتحاد كتّاب أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية الظهير الفكري لحركة «عدم الانحياز»، وقد تأسس عام 1958 في سريلانكا، ويضم في عضويته 47 دولة من ثلاث قارات، وقام الأديب المصري يوسف السباعي بنقل مقر الاتحاد إلى القاهرة عقب توليه مسؤولية وزارة الثقافة في سبعينات القرن الماضي.

وعلى مدى عقود شهد الاتحاد نشاطاً بارزاً شارك فيه رموز الفكر والثقافة والإبداع من الدول المنضمة للاتحاد، ومن بينهم الأديب والكاتب لطفي الخولي، الذي تولى منصب الأمين العام للاتحاد خلفاً ليوسف السباعي، والأديب عبد الرحمن الشرقاوي، والشاعر محمود درويش، والكاتب إدوار الخراط.


مقالات ذات صلة

ما الذي تبقى من الاستشراق؟

ثقافة وفنون أرنست رينان

ما الذي تبقى من الاستشراق؟

أثار المفكر المرموق أنور عبد الملك في حينه (1962) موضوعاً مهماً، وهو يعرض لأزمة الاستشراق.

د. محسن جاسم الموسوي
ثقافة وفنون جوهر التاريخ وروح الأسطورة في منعطفات النص

جوهر التاريخ وروح الأسطورة في منعطفات النص

منذ رواية «زينب» لمحمد حسين هيكل، وحتى أعمال إلياس خوري، وقبلهما التوحيدي والجاحظ، هناك أنواع متعدّدة من السرد.

قاسم حداد
ثقافة وفنون «المسرح الألماني المضاد»... رد الاعتبار لتجربة راينر فاسبندر

«المسرح الألماني المضاد»... رد الاعتبار لتجربة راينر فاسبندر

رغم وفاته في سن السادسة والثلاثين، فإن الكاتب المسرحي والمخرج السينمائي والممثل الألماني راينر فيرنر فاسبندر (1945 - 1982) ترك وراءه كنزاً من الإبداع

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
ثقافة وفنون تمثالان من متحف البحرين الوطني بالمنامة (مقبرة الحجر الأثرية)

سيّدتا الحجر تحافظان على سرّ هويتهما الفنية

كشف أثري بمقبرة في بلدة بالبحرين، تم العثور فيها على تمثالين أنثويين في مدفن فارغ من أي عظام بشرية، ويتميّزان بأسلوب فني فريد من نوعه.

محمود الزيباوي
ثقافة وفنون «أمشي ويصل غيري»... سامح محجوب يستعيد جماليات قصيدة التفعيلة

«أمشي ويصل غيري»... سامح محجوب يستعيد جماليات قصيدة التفعيلة

ديوان جديد للشاعر المصري سامح محجوب يستعيد من خلال أجوائه جماليات قصيدة التفعيلة

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

أحداث لبنان تخيّم على مشاركة دُور نشره في «معرض الرياض للكتاب»

تواجه الدور اللبنانية تحديات في الصناعة بسبب الحرب (الشرق الأوسط)
تواجه الدور اللبنانية تحديات في الصناعة بسبب الحرب (الشرق الأوسط)
TT

أحداث لبنان تخيّم على مشاركة دُور نشره في «معرض الرياض للكتاب»

تواجه الدور اللبنانية تحديات في الصناعة بسبب الحرب (الشرق الأوسط)
تواجه الدور اللبنانية تحديات في الصناعة بسبب الحرب (الشرق الأوسط)

ألقت الأحداث التي تعصف بلبنان بظلالها على دُور النشر اللبنانية المشارِكة في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي انطلق (الخميس) الماضي، ويشهد مشاركة واسعة من دُور نشر محلية وعربية ودولية.

ولطالما اعتادت دُور النشر اللبنانية على المشاركة في معرض الرياض، بوصفه أهم وجهات المنطقة في بيع المؤلفات وتوزيعها؛ نظراً لما يشهده من إقبال جماهيري واسع، بيد أن الأحداث التي تعصف بلبنان بالتزامن مع أيام المعرض، خيّمت على بعض الدُّور اللبنانية المشارِكة وأثّرت عليها، وأصحابها يتابعون عن كثب تطوّرات الأحداث هناك.

يجلس أيمن عبد الواحد، مالك «دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع» اللبنانية، بقلق في جناح الدار الذي امتلأ بالكتب وبالقلق على حد سواء، يستقبل زوّاره مشوَّشاً بسبب متابعة الأحداث التي تعصف ببلده لبنان.

ويتحدث إلى «الشرق الأوسط» بقليل من الانتباه، وهو يتواصل عبر هاتفه مع عائلته؛ إذ تتعرض المنطقة حيث يقطنون لقصف لم يهدأ منذ ساعات، يقول إنه يتواصل كل دقيقة مع أبنائه الجالسين تحت وابل القصف الهستيري، ويتمنّى لهم ولبلده السلامة، وأن تمرّ هذه الأزمة التي تُحدق بأبنائه وبكل العائلات اللبنانية المكلومة بخسارات بسيطة.

تدأب دور النشر اللبنانية على المشاركة في معارض الكتب السعودية (الشرق الأوسط)

«دار الفارابي»؛ إحدى أهم الدور اللبنانية التي دأبت على الحضور في معرض الرياض للكتاب، تشارك في نسخة العام الحالي بنحو 95 كتاباً جديداً، في محاولة للبقاء متماسكة في سوق الكتاب المطبوع، لما تواجهه دور النشر من تحديات تهدّد مكانة الكتاب المطبوع في المشهد القرائي العربي، بينما تواجه دُور النشر اللبنانية إلى جانب ذلك تحديات من نوع خاص، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها لبنان، والتي تزداد حدةً هذه الأيام.

يقول محمد القاروط، إن «دار الفارابي» مثل بقية الدور اللبنانية، تحرص على المشاركة في كل المعارض السعودية منذ سنوات طويلة، مشيراً إلى أن معرض الرياض الدولي للكتاب يُعدّ وجهة مهمة لدور النشر العربية.

ويضيف القاروط، أن الدار قرّرت أن تُرسل موظفاً واحداً للعمل في الجناح؛ نظراً للظروف التي يمرّ بها لبنان.

وعن خطة العودة إلى لبنان بعد نهاية المعرض، حيث لا يزال مطار رفيق الحريري الدّولي في بيروت يعمل بالحدّ الأدنى من طاقته؛ نتيجة الأحداث، ووقف شركات الطيران العالمية رحلاتها من لبنان وإليه، باستثناء 4 منها فقط، يقول محمد: «الأمر متروك لنتيجة الأحداث الحالية، أتمنى من كل قلبي أن تؤول إلى خير، وأن تمرّ هذه السحابة بسلام»، لكنه مثل بقية دور النشر التي التقتها «الشرق الأوسط»، حيث يصرّ الناشرون من لبنان على الاستعداد للمشاركة في معرض جدة للكتاب الذي يُنظَّم بعد شهرين.

من جانبه، يقول توفيق جروس، صاحب «دار جروس برس» اللبنانية، إنه حريص على الحضور في معرض الرياض الدولي، وقد تيسّر له الوصول قبل انطلاقه بأيام، وتمنّى أن تنتهي الأزمة في لبنان سريعاً، وألّا تنقطع صلة القراء العرب والسعوديين بما تُنتجه دور النشر والطباعة اللبنانية، وأن تؤول كل الظروف لصالح الخير والمعرفة والإنسان في كل الأحوال.