المسرحي د. حسن رشيد لـ«الشرق الأوسط»: الرياض حاضنة الإبداع... والحضور القطري تكريمٌ للثقافة

المثقفون السعوديون يُشكّلون ريادة النقد الأدبي في الوطن العربي

الناقد المسرحي القطري الدكتور حسن رشيد (الشرق الأوسط)
الناقد المسرحي القطري الدكتور حسن رشيد (الشرق الأوسط)
TT

المسرحي د. حسن رشيد لـ«الشرق الأوسط»: الرياض حاضنة الإبداع... والحضور القطري تكريمٌ للثقافة

الناقد المسرحي القطري الدكتور حسن رشيد (الشرق الأوسط)
الناقد المسرحي القطري الدكتور حسن رشيد (الشرق الأوسط)

تحلُّ دولة قطر «ضيف شرف» معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 الذي تنظّمه هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية، تحت شعار «الرياض تقرأ»، وتستمر فعالياته حتى 5 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بـجامعة الملك سعود، بمشاركة روّاد الثقافة والأدب والفكر من المملكة والمنطقة والعالم.

ويقول الناقد المسرحي والقاصّ القطري الدكتور حسن رشيد، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إنّ اختيار دولة قطر في هذه الدورة «ضيف شرف» في معرض الرياض الدولي للكتاب في هذا العام؛ تكريمٌ للإبداع القطري ممثلاً أولاً للمبدع.

وعدّ أن «القارئ والناقد السعوديين يُشكلان الآن ريادة حركة النقد الأدبي في الوطن العربي. ونحن في مسيس الحاجة إلى إطلالة من هؤلاء النقاد على الإبداع القطري شعراً ونثراً».

عرف الدكتور حسن رشيد باشتغاله بقضية المسرحين المحلي والخليجي، فقد واكب انطلاقة الحركة المسرحية في بلاده وفي دول الخليج، وشهد مراحل انتعاشها.

وُلد الدكتور حسن عبد لله رشيد في الدوحة عام 1949، وشغل أستاذ النقد وأدب المسرح، ونائب رئيس الهيئة العربية للمسرح. وقد درس بالمعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة، وكان ضمن أول دفعة من المذيعين القطريين، وهو أول من قال: «هنا إذاعة قطر»، بتاريخ 25 يونيو (حزيران) 1968، وعمل مديراً عاماً للبرامج، ثم مساعد مدير الإذاعة، كما عمل في دائرة الثقافة والفنون، وله أيضاً كثير من الدراسات والبحوث حول المسرح... فإلى الحوار التالي مع الدكتور حسن رشيد:

* كيف ترى اختيار دولة قطر «ضيف شرف» معرض الرياض الدولي للكتاب 2024؟

- عندما تحتضن الرياض أي فعالية إبداعية، فإن الأمر المؤكد أن النجاح حليف ذلك الأمر... واختيار دولة قطر في هذه الدورة «ضيف شرف» في معرض الرياض الدولي للكتاب في هذا العام؛ تكريمٌ للإبداع القطري ممثلاً أولاً للمبدع، سواء كان شاعراً أو باحثاً أم روائياً، يحلّق عبر الواقع والخيال، وهذا الجانب -بلا شك- سوف يُسهم في إلقاء الضوء على جانب مهم؛ أولاً في تقديم المبدع القطري إلى القارئ والناقد السعوديين اللذين يُشكلان الآن -بلا شك- ريادة حركة النقد الأدبي في الوطن العربي. ونحن في مسيس الحاجة إلى إطلالة من هؤلاء النقاد على الإبداع القطري شعراً ونثراً.

وأقول هنا، إننا في أمسّ الحاجة لهؤلاء النقاد... خصوصاً أن النقاد السعوديين يمثلون طلائع النقد بدءاً بالدكاترة: عبد الله الغذامي، وسعد السريحي، ومعجب الزهراني، وعبد العزيز السبيل وعشرات الأسماء. ونحنُ أحوج ما نكون إليهم.

* ماذا توفّر مثل هذه الملتقيات الثقافية والأدبية للمثقفين؟

- توفّر مثل هذه الملتقيات الفكرية والثقافية مجالاً أرحب وحراكاً ممتداً بين الأدباء في كل فنون المعرفة والأجيال، وهذا ما كان يحدث منذ القدم خصوصاً في مجال الشعر. مع أننا هنا لسنا في مجال استحضار النماذج، فما أكثرها، ذلك أن الشعر في إطاريه كان حاضراً فيما بيننا، سواء الفصيح أو العامي، وكان دائماً يحلّق في فضاءاتنا، وإن اقتحمت الراويةُ الساحةَ في السنوات الأخيرة عبر عديد من الأصوات السعودية المتميزة.

* ماذا بشأن تعزيز الصلة بين المثقفين الخليجيين خصوصاً؟

- لعلي أشير هنا إلى أن المشهد الختامي لـ«أوبريت مهرجان المسرح الخليجي» الذي أكّد وحدتنا عبر «خليجنا واحد» في لوحة جسّدت التلاحم الأزلي، وتمثّل ذلك عبر العادات والتقاليد والهوية والهواية والأحلام المشتركة، فأقرب شعبين هما السعودي والقطري، بل إننا شعبٌ واحد، وأتذكّر ما قدمه ذات يوم الفنان القطري غانم السليطي في أحد أعماله المسرحية، عندما انطلق من عُمان عابراً الحدود، لا يستوقفه أحد، وهو يحدو فوق بعيره حتى يصل إلى الكويت! أو ذلك النهّام وهو يقف فوق (الفنّة)... ينشد الترانيم: «إيهِ يا بحرُ حكايانا طويلة، من لهُ الليلُ وبجّته الظهيرة»، أو يترنّم مع محمد الفائز في رائعته: «مذكرات بحار»: «ها نحنُ عدنا ننشدُ الهولو على ظهر السفينة».

* ما دور وزارة الثقافة القطرية خلال معرض الرياض الدولي للكتاب؟

- استضافة دولة قطر «ضيف شرف» في معرض الرياض الدولي للكتاب في هذه الدورة، تكريمٌ وترسيخُ للصداقة، وإشادة بدور قطر في إطار الثقافة بما تعنيه من شمولية الكلمة، ذلك أن الوزارة لديها اهتمام حالياً بعديد من الأنشطة، والمشاركات الخارجية، خصوصاً معارض الكتب والفعاليات المسرحية خليجياً وعربياً وعالمياً، والإسهام في نشر الإبداعات الخاصة بالمبدعين من شعراء وأدباء وباحثين وروائيين قطريين وعرب مقيمين في قطر، وإقامة الندوات الفكرية أسبوعياً، سواءً كانت فكرية أو علمية تُقام في الوزارة أو في كيانات تابعة لوزارة الثقافة القطرية، مثل نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي، الذي يصدر مجلة «الجسرة» التي يشرف عليها الأستاذ إبراهيم خليل الجيدة، والدكتور حسن النعمة، والدكتور حسن رشيد، وهي مجلة ذات طابع أدبي.

الجناح القطري في معرض الرياض الدولي للكتاب (الشرق الأوسط)

* ماذا بشأن الجناح القطري في المعرض؟

- سيكون للجناح القطري في معرض الرياض الدولي للكتاب -بلا شك- دور في توزيع المنشورات والدوريات المختلفة، والتقديم والتعريف بالمبدعين القطريين لزوار المعرض، خصوصاً أن معرض الرياض من أهم المعارض العربية للكتاب، وكنتُ أتمنى أن يسمح الوقت لاستضافة عدد أكبر من الباحثين والكتاب والشعراء القطريين، ولدينا عدد من الأسماء المتميزة في مجال السرد والقصة القصيرة والشعر والرواية؛ أذكر من بينهم، الناقدة والباحثة والروائية نورة آل سعد، والروائية الدكتورة هدى النعيمي، والدكتورة والروائية كلثم جبر النعيمي، والشاعرة الدكتورة زكية مال الله، والباحثة والأكاديمية نورة محمد فرج، والفنان والروائي محمد علي عبد الله وهو باحث في التراث، والشاعر محمد علي المرزوقي، والفنان المسرحي والشاعر عبد الرحمن المناعي، والفنان التشكيلي سلمان المالك، والباحث في التراث والموسيقى فيصل التميمي، والباحث والروائي عبد الله الأنصاري... وغيرهم من الأسماء اللامعة في الثقافة والأدب والفنّ في قطر.

المسرح

* شاركتم مؤخراً في مهرجان المسرح الخليجي، ونعرف أنك كنت من جيل الرواد الذين أسّسوا المسرح القطري، كيف ترى الحركة المسرحية في قطر اليوم؟

- يمكنني القول إن الحياة عادت مجدداً إلى المسرح بفضل الدعم اللامحدود من قِبل وزارة الثقافة القطرية، ممثلة في قيادة الوزير الشاب الشيخ عبد الرحمن بن حمد بن جاسم آل ثاني (وزير الثقافة)، والدكتور غانم بن مبارك العلي الوكيل المساعد للشؤون الثقافية في وزارة الثقافة، بعد فترة غُلّفت بالضبابية، وكانت مشاركة فرقة «قطر المسرحية» في المهرجان الخليجي للمسرح الذي أُقيم مؤخراً في الرياض بارزة، وقد حصلت على جائزتين وترشحت لأكثر منهما، وهذا دليل على أن المسرح القطري في حالة صحو بعد بيات شتوي، بفضل دعم المسؤولين في وزارة الثقافة وإيمانهم بدور المسرح.

* كنتَ تقول إن المعضلة التي تواجه المسرح هي جهاز «التلفزيون» وإغراءاته، الآن ومع تعدد وسائل التواصل هل أصبح المسرح شيئاً من الماضي؟

- سيظل المسرح يؤدي دوره الريادي، ذلك أن للمسرح سحره الخاص، ويقدّم رسالة مباشرة بين المرسل والمتلقي دون وسيط... وفي هذا يكمن سحر المسرح وسرّه، وقد قيل قديماً إن السينما سوف تقضى على المسرح، وقيل أيضاً إن الدراما التلفزيونية سوف تلغي دور المسرح، ولكن مع هذا وذاك ما زلنا نتنفّس المسرح، وما زالت كبرى العواصم تحتضن مهرجانات المسرح.

* كيف ترى المسرح السعودي؟

- لا أخفيك سراً أنني سعدتُ كثيراً عندما حضرتُ مع أخي الفنان القطري غازي حسين مهرجان المسرح السعودي الأول في الرياض، وفُوجئت بهذا الكمّ من المبدعات من بناتنا من مؤلفات ومخرجات وممثلات، بكل هذا الألق والوعي، ولا شعورياً أمسكتُ بالميكروفون في إحدى الأمسيات وعبّرت عن شعوري وفرحتي بصفتي مواطناً خليجياً عربياً، وافتخاري بنجاح الفتاة السعودية في اقتحام هذا الأمر، وهذا النجاح المبهر لهذه الكوكبة من فتياتنا.

* هل ما زلتَ تنادي بعودة المسرح المدرسي؟

- نعم، وبقوة، أتمنى عودة الحياة إلى المسرح المدرسي، والمسرح الجامعي في دولنا، وإقامة فعاليات وورشات ودورات عبر كتاب مخلصين مثل ما كان ذات يوم؛ إذ نستذكر جهود المسرحيين في الخليج أمثال العراقي عوني كرومي، والبحريني عبد الله السعداوي، وغيرهما.


مقالات ذات صلة

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت «الأوركسترا السعودية» أجمل الألحان الموسيقية في ليلة ختامية كان الإبداع عنوانها على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
خاص الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

خاص نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

كشف مسؤول نيجيري رفيع المستوى عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال مشاركته في الاجتماع الـ41 لوزراء الداخلية بدول الخليج في قطر (واس)

تأكيد سعودي على التكامل الأمني الخليجي

أكد الأمير عبد العزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي، الأربعاء، موقف بلاده الراسخ في تعزيز التواصل والتنسيق والتكامل بين دول الخليج، خصوصاً في الشأن الأمني.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».