مصر: 115 فناناً يشاركون في مهرجان الموسيقى العربية

تكريم محمد منير إلى جوار زياد الرحباني وممدوح سيف

الإعلان عن تفاصيل الدورة الجديدة لمهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ32 (دار الأوبرا المصرية)
الإعلان عن تفاصيل الدورة الجديدة لمهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ32 (دار الأوبرا المصرية)
TT

مصر: 115 فناناً يشاركون في مهرجان الموسيقى العربية

الإعلان عن تفاصيل الدورة الجديدة لمهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ32 (دار الأوبرا المصرية)
الإعلان عن تفاصيل الدورة الجديدة لمهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ32 (دار الأوبرا المصرية)

أهدت دار الأوبرا المصرية الدورة الـ32 لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية المقرر عقدها بين 11 إلى 24 أكتوبر إلى اسم «فنان الشعب سيد درويش»، ويشارك في هذه الدورة 115 فناناً من 20 دولة عربية، يقدمون 48 حفلاً على مدى أسبوعين، بالإضافة إلى مشاركات بحثية من دول أجنبية.

ويشارك في حفلات العام الحالي مجموعة من الفنانين والموسيقيين، من بينهم علي الحجار، وهاني شاكر، وتامر عاشور، وأحمد سعد، والموسيقار عمر خيرت، وعاصي الحلاني، ووائل جسار، بالإضافة إلى عبير نعمة، ومدحت صالح، ومحمد محسن، وفؤاد زبادي، ولطفي بوشناق.

وتشهد الدورة الجديدة للمهرجان غياب عدد من الفنانين المصريين والعرب الذين اعتادوا المشاركة في الدورات السابقة، من بينهم: صابر الرباعي، وأنغام، وأصالة، وخالد سليم، وشيرين.

الأوبرا المصرية تعلن عن الدورة الجديدة لمهرجان الموسيقى العربية (دار الأوبرا المصرية)

وقال عضو اللجنة العليا للمهرجان، الموسيقار يحيى الموجي، إنهم تواصلوا مع عدد كبير من الفنانين للمشاركة في المهرجان، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «بعضهم كان لديه ارتباطات أخرى، والبعض الآخر وقف الأجرُ عائقاً أمام حضوره، خصوصاً الفنانين العرب، نظراً لانخفاض قيمة الجنيه وصعوبة سداد نفس الأجور التي كانوا يتقاضونها في النسخ السابقة بالدولار (الدولار يساوي 48.37 جنيه مصري)».

وتابع: «على الرغم من أهمية المهرجان وتاريخه، فإن بعض الفنانين لديهم حسابات أخرى»، مشيراً إلى أن «بعض الفنانين المصريين اعتذروا أيضاً عن المشاركة بسبب الأجر، لكن في النهاية سيظل الباب مفتوحاً أمام جميع الفنانين للوجود في الدورات المقبلة».

ويكرّم المهرجان 19 شخصية ساهموا في إثراء الحياة الفنية، وفق ما أُعلن خلال المؤتمر الصحافي الذي أقيم، الخميس، في دار الأوبرا المصرية، لإعلان تفاصيل الدورة الجديدة، ومن بين المكرمين: الفنان المصري محمد منير، والموسيقار اللبناني زياد الرحباني، بالإضافة إلى الموسيقار السعودي ممدوح سيف، والفنان المغربي فؤاد زبادي، والفنان التونسي لطفي بوشناق، بجانب الشاعرين الراحلين حسين السيد، ومأمون الشناوي، وأيضاً اسم الفنان الراحل أحمد الحجار.

جانب من المؤتمر الصحافي لمهرجان الموسيقى العربية (دار الأوبرا المصرية)

ويناقش المؤتمر العلمي المصاحب للمهرجان 4 محاور رئيسية؛ من بينها واقع الموسيقى العربية، والروافد الثقافية، بالإضافة إلى التأثيرات المتبادلة بين الموسيقى العربية وموسيقى الفلامنكو الإسبانية. كما تضمّ المسابقة المصاحبة للمهرجان 4 أقسام بمراحل عمرية مختلفة، من بينها مسابقة للتوزيع الموسيقي الأوركسترالي، حيث يُعيد المتسابق توزيع أحد مؤلفات الموسيقار سيد درويش. بالإضافة إلى ذلك، سيُنظّم معرض للخط العربي للفنانين محمد الشيمي ومحمد عطا.

ويرى الناقد الموسيقي المصري مصطفى حمدي أن قائمة المطربين المشاركين، سواء من مصر أو الدول العربية، تعكس غياباً لافتاً لكبار الفنانين، رغم مكانة المهرجان وأهميته. وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «المشكلة لا تتعلّق فقط بالأجور، التي تكون أقل مما يحصل عليه الفنانون في الحفلات خارج الأوبرا، ولكن أيضاً لأسباب ترتبط بمشاكل فنية وتنظيمية في الدورات السابقة».

وأوضح حمدي: «هناك شعور لدى بعض الفنانين بأن حفلاتهم لا تخرج بالشكل المناسب أمام الجمهور في المهرجان، وغالباً ما تتكرّر مشاكل الصوت خلال الحفلات، مما يدفعهم للاعتذار عن المشاركة مرة أخرى، لكني ألوم على الفنانين المصريين الذين لم يحرصوا على دعم المهرجان».

وهذه هي المرة الثانية التي يُكرِّم فيها «الموسيقى العربية» الفنان محمد منير، بعد تكريمه في عام 2019، حيث أحيا حفلاً كبيراً ضمن فعاليات المهرجان في دورته الـ28. ويرى حمدي أن «إعادة تكريم منير مرة ثانية قد تكون اختياراً جانبه الصواب، رغم التقدير الكبير لموهبته وقيمته الفنية، لكن هذا التكرار يطرح العديد من علامات الاستفهام، خاصةً في ظل وجود العديد من الأسماء الأخرى التي تستحق التكريم».

لكن عضو اللجنة العليا للمهرجان لا يرى مشكلة في إعادة تكريم فنان كُرّم من قبل، تقديراً لمسيرته الفنية، حيث أكد الموجي أن «منير يُعدّ اليوم من أهم الأصوات الموسيقية في العالم العربي، وبالتالي تكريمه للمرة الثانية يمثل احتفاءً بمشواره وما قدمه من أعمال ستظل مع الجمهور».

وخلال المؤتمر الصحافي، أوضح الدكتور خالد داغر، مدير المهرجان، أنهم لم يطلقوا على الدورة الجديدة اسم الموسيقار المصري حلمي بكر، الذي رحل في بداية العام الحالي وكان عضواً باللجنة العليا للمهرجان لسنوات؛ لأن النسخة السابقة كانت مهداة إليه وهو على قيد الحياة.


مقالات ذات صلة

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

يوميات الشرق أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

قالت المخرجة المغربية أسماء المدير، إن رحلتها من أجل الحصول على تمويل لفيلمها «كذب أبيض» لم تكن سهلة.

انتصار دردير (سلا (المغرب))
يوميات الشرق مسابقات اختيار أفضل جواد وفرس (محافظة الشرقية)

مصر: مهرجان الخيول العربية الأصيلة يلفت الاهتمام

للعام الـ28، تستضيف محافظة الشرقية (دلتا مصر)، مهرجان الخيول العربية الأصيلة، ليتسابق نحو 200 جواد عربي أصيل على لقب الأفضل.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

قالت الفنانة المصرية داليا البحيري إن التكريم الذي يحظى به الفنان يكون له وقع رائع على معنوياته إذ يُشعره بأنه يسير في الطريق الصحيح.

انتصار دردير (سلا (المغرب))
يوميات الشرق الفنان المصري محمود حميدة (صفحته على «فيسبوك»)

«الجونة السينمائي» يكرّم محمود حميدة بجائزة الإنجاز الإبداعي

أعلن مهرجان «الجونة السينمائي» في مصر عن تكريم الفنان محمود حميدة بمنحه جائزة الإنجاز الإبداعي في الدورة السابعة من المهرجان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من فيلم «سكون» لدينا ناصر

«مهرجان طرابلس للأفلام» ألغى حفل الختام وأعلن أسماء الأفلام الفائزة

بسبب الحرب الدّموية التي يعيشها لبنان، أُلغيت غالبية العروض المسرحية والحفلات، والأنشطة الثقافية. وكان «مهرجان طرابلس للأفلام»، قد باشر أعماله، حين اشتد القصف…

«الشرق الأوسط» (طرابلس)

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)
أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)
TT

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)
أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)

قالت المخرجة المغربية أسماء المدير، إن رحلتها من أجل الحصول على تمويل لفيلمها «كذب أبيض» لم تكن سهلة، بل عاشت معاناة على مدى 10 سنوات معه، بيد أن هذا لم يُزعزع ثقتها أبداً، مؤكدةً في حوار مع «الشرق الأوسط» أنها شَرَعت في العمل على فيلم جديد، وتعكف حالياً على كتابة عملٍ روائيٍّ طويل مُستمَداً من الواقع.

وأشارت أسماء المدير إلى أنها لا تضع نفسها تحت ضغوط النجاح، وليس بالضرورة أن يحظى فيلمها المقبل بقدر نجاح «كذب أبيض»، وأن هذا حدث مع كبار مخرِجي السينما في العالم.

وحرصت المخرجة الشابة على حضور المهرجان الدولي لفيلم المرأة الذي يُقام بمدينتها «سلا» بالمغرب، وقد استقبلها الجمهور بحفاوة، وأقام المهرجان حواراً معها بحضور المخرجين الشباب، وطلبة مدارس السينما.

ووضع فيلم «كذب أبيض» أسماء المدير في مكانة سينمائية جيدة، بعدما طافت معه على مدى عام في مهرجانات عدة، حاصداً جوائز كثيرة، فما وقْعُ ذلك كله عليها؟

تجيب أسماء المدير: «لم أتغيّر، لكن مسيرتي المهنية تغيّرت، فقد تحقّق جزء كبير من أحلامي السينمائية، من بينها وصول الفيلم لمهرجان (كان) وفوزه بجائزتين، وتمثيله لبلادي بالأوسكار، وقد حقّقت ما أردته من أن يكون إنتاجاً عربياً خالصاً، من المغرب والسعودية وقطر، كما نجاحه بوصفه أول فيلمٍ مغربي يحصل على الجائزة الكبرى في مهرجان (مراكش)، وترشّحي لجائزة (الروح المستقلة) مع سينمائيين كبار، على غرار مارتن سكورسيزي، وجوستين تريت؛ مخرجة فيلم (تشريح سقوط)، لا شك أن (كذب أبيض) فتح أمامي أبواب السينما العالمية».

لقطة من فيلم «كذب أبيض» (إدارة مهرجان «سلا»)

لم يكن نجاح الفيلم لحظياً، فالنجاح في رأي أسماء مجموعة من المحطات عبر الزمن، وسنوات تتخلّلها مراحل سقوط ونهوض، تُعِدّ نفسها كما لو كانت في سفر ووصلت إلى المحطة التي تبغيها، مثلما تقول: «قد يجعلني ذلك لا أشعر بنشوة النجاح سوى مع مرور الوقت، حين ألتقي بصُنّاع أفلام كبار يقولون لي: لقد نجحت».

هل يكون النجاح الباهر عائقاً أمام تجربتها السينمائية المقبلة، ومتى تبدأها؟

تجيب أسماء، ذات الـ34 عاماً، قائلة: لقد «بدأتها بالفعل، أعمل على فكرة فيلم روائي مرتبط بقصة حقيقية، ولكن بطريقتي، وأحاول أن أستمد أفلامي من الواقع، ولا أضع نفسي تحت ضغوط النجاح، وليس بالضرورة أن يكون العمل المقبل بنجاح (كذب أبيض)، نعم سأشتغل عليه بالجدية نفسها، لكنني لا أتحكم في النجاح، فقد لا يعجب الجمهور مثلاً، وليس معنى ذلك أنني فشلت، بل عليّ أن أُجرّب شكلاً آخر، ومَن يخشى التجربة يفتح لنفسه باب الفشل».

وتضيف موضّحةً: «مُخرِجون كبار حدث معهم هذا، ومنهم المخرج الإيراني عباس كياروستامي الذي قدّم أفلاماً قوية، ومن ثمّ قدّم فيلماً لم يكتب عنه ناقد واحد، حتى المخرج يوسف شاهين تعجبني بعض أفلامه، وبعضها ليس على المستوى نفسه، وأذكر حين زارنا المخرج محمد خان خلال دراستنا السينما، قال إنه يصنع أفلامه كما يريدها، وهذا كل شيء، لذا أقرأ النقد وأدَعُه جانباً، فقد انتهى الفيلم بالنسبة لي».

تأثّرت أسماء المدير بمخرجين مغاربة كبار، ومن بينهم حكيم بلعباس في كل أفلامه، ومحمد المعنوني بفيلمه «الحال»، وفوزي بن سعيدي في «ألف شهر».

المخرجة المغربية أسماء المدير (إدارة مهرجان سلا)

عاشت أسماء المدير رحلة معاناة تَعُدُّها رحلة صحية، قائلة: «عانيت مع الفيلم 10 سنوات، كبرت خلالها معه سعياً وراء الإنتاج الذي حلمت به في كل تفاصيله، المونتاج والإخراج والكتابة، وقد بدأته في 2016، وفي عام 2020 وصلنا لآخر محطة تصوير، وخلال عامَي 21 و22 كان المونتاج، ليصدر الفيلم في 2023، قبل ذلك عشت مراحل من الفشل والنجاح، كنت أقدّم ملف الفيلم لصناديق دعم فترفضه، لكنني كنت واثقة أنني أصنع فيلماً حقيقياً، فلم يتزعزع إيماني به، ولم أستسلِم لثقة اكتسبتها، فأنا لا أعرف شيئاً آخر سوى السينما، هي شغفي ودراستي ومهنتي، ومجالي الذي اخترته وتخصصت فيه، وصارت الهواية مهنة، وعندي دائماً نظرة بعيدة أتجاوز بها العراقيل، وأتطلّع لما بعد».

تنظر لما مرّت به بشكل إيجابي، قائلة: «أرى أن هذه الرحلة تجربة صحية، فلو حصلت على دعم كبير في البداية كنت سأجد صعوبة في تحقيق ما وصلت إليه في النهاية، بالنسبة لي هي أشياء صحية لأي مبتدئ، وأغلب صُنّاع الأفلام يواجهون ذلك في البداية».

وتنحاز المخرجة المغربية للأفلام الوثائقية، مؤكّدة: «إنه مجال خصب، وبه حرية أكبر وأشكال كثيرة ممكن تجريبها، الأفلام الروائية أحياناً تكون متشابهة، ومنذ زمن لم نشاهد تجارب مبهرة تخرج عن المألوف، لكن الوثائقي لا يزال خصباً».

فرحتها الكبيرة حين تُوِّج فيلمها بالجائزة الكبرى في «مراكش» (إدارة مهرجان سلا)

لحظات سعادة عاشتها أسماء المدير مع الفيلم في مدن عدة، لكن أسعدها يوم عُرض في مهرجان «مراكش»، تقول: «أجمل ما سمعت عن الفيلم كان في مراكش أيضاً، الجمهور المغربي كان رائعاً في استقباله للفيلم، وقد حظي بنجاح أسعدني، كما عُرض في مهرجان (البحر الأحمر السينمائي)، والآن هناك موزّع سينمائي في مصر يتفاوض على عرضه بالقاهرة مع الجهات التي تملك حقوق توزيعه».