دفاعاً عن غسالة الملابس!

امرأة فلسطينية ترتب الملابس على خط في مخيم بالقرب من مستشفى «ناصر» بخان يونس (إ.ب.أ)
امرأة فلسطينية ترتب الملابس على خط في مخيم بالقرب من مستشفى «ناصر» بخان يونس (إ.ب.أ)
TT

دفاعاً عن غسالة الملابس!

امرأة فلسطينية ترتب الملابس على خط في مخيم بالقرب من مستشفى «ناصر» بخان يونس (إ.ب.أ)
امرأة فلسطينية ترتب الملابس على خط في مخيم بالقرب من مستشفى «ناصر» بخان يونس (إ.ب.أ)

هل يمكن الاستغناء عن غسالة الملابس في هذا العصر؟ يطالب أتباع «النمو السلبي»، وهي حركة لإنقاذ العالم من خلال تقليص الاقتصاد، ببعض الأفكار الجدلية، منها هذه الفكرة.

تقول كيلسي بيبر، في موقع «فوكس»، إن طالب دكتوراه هولندياً طالب بعدم امتلاك أي غسالة ملابس، وتنقل عنه قوله: «غسل الملابس يدوياً هو مهمة شاقة، خصوصاً إذا كانت لديك كمية كبيرة، لكنه لا يزال نشاطاً بدنياً وتمريناً. نقضي وقتاً في الصالة الرياضية، ونركض في الهواء الطلق للحفاظ على اللياقة البدنية، فلن يكون صعباً تخصيص بعض ذلك الوقت والطاقة لغسل الملابس يدوياً».

وتضيف كيلسي: «اشتعل الجدل حول هذا الرأي؛ لأنه يعكس كثيراً مما يحرك حركة النمو السلبي الحديثة: جهل بواقع الحياة، وأولويات سخيفة. غسل الملابس يدوياً هو عمل مرهق، ومزعج، وقد شغل وقت النساء لمدة طويلة منذ أن بدأنا نرتدي الملابس. مقارنة عمل غسل الملابس يدوياً بشكل يومي مع الذهاب لصالة الألعاب الرياضية هو أمر غير جاد. عشرات من مؤرخي عمل المرأة تدخلوا لشرح مدى سوء غسل الملابس يدوياً، وجميع الأسباب التي تجعل من الغسالة طفرة كبيرة في جودة الحياة والرفاهية البشرية».

وترى أن «الشيء الآخر الذي يجعل هذا الرأي سخيفاً هو أن آلات الغسيل لا تُسهم بشكل كبير في أي من المشكلات البيئية، لأن تكلفة تشغيل آلة الغسيل لمدة عام كامل لا تتجاوز بضعة دولارات؛ إذ شهدت تحسينات كبيرة منذ الثمانينات وأصبحت أكثر توفيراً للماء والكهرباء».

وتؤكد كيلسي أن «هناك شيئاً إيجابياً في النقاش حول آلات الغسيل، وهو الفرصة لتذكير أنفسنا بمدى تحسّن العالم مقارنة بما كان عليه سابقاً، وكم كانت أمهاتنا وجداتنا يقمن بعمل من الجهد الشاق الذي نستطيع الآن أن نقدّر حرية التخلص منه».

وتستحضر كيلسي محاضرة من «تيد» قدّمها الأكاديمي السويدي هانز روسلينغ، يقول فيها: «كنت في الرابعة من عمري عندما رأيت والدتي تضع الملابس في غسالة لأول مرة في حياتها. كان ذلك يوماً عظيماً بالنسبة إلى والدتي. كان والداي قد ادخرا أموالاً لسنوات حتى تمكنا من شرائها. وفي اليوم الأول الذي كانت ستستخدم فيه، دعونا جدتي لترها. وكانت جدتي حتى أكثر إثارة، إذ كانت طوال حياتها تسخّن الماء باستخدام الحطب، لغسل ملابس سبعة أطفال يدوياً. وها هي الآن تشاهد الكهرباء تقوم بهذا العمل».

ويكمل روسلينغ: «فتحت والدتي الباب بعناية، ووضعت الملابس في الغسالة، ثم عندما أغلقت الباب، قالت جدتي: (لا، لا، لا، لا. دعيني، دعيني أضغط على الزر) وضغطت جدتي على الزر، وقالت: (أعطوني كرسياً، أريد أن أراها وهي تعمل)، وجلست أمام الغسالة، وشاهدت برنامج الغسيل بأكمله. كانت مبهورة. بالنسبة لجدتي، كانت الغسالة معجزة».

وتختتم كيلسي: «لا يزال هناك مليارات من الناس لا يملكون آلات غسيل، ولا حتى الوصول إلى الكهرباء لتشغيلها. ومع ذلك يمكننا دعم تطوير تقنيات أرخص وأفضل».


مقالات ذات صلة

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

يوميات الشرق إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد شاشة تسجيل الوصول في مكتب «إنفيديا» في أوستن بتكساس (أ.ف.ب)

«إنفيديا» تتفوق على توقعات الأرباح مع ترقب المستثمرين للطلب على رقائق «بلاكويل» للذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة «إنفيديا»، يوم الأربعاء، عن زيادة في أرباحها ومبيعاتها في الربع الثالث مع استمرار الطلب على رقائق الكمبيوتر المتخصصة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا  الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

طلبت الحكومة الأميركية، الأربعاء، من القضاء إجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»، في إجراء يهدف لمكافحة الممارسات الاحتكارية المتّهم بارتكابها عملاق التكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تكريم الفائزين بجائزة «الملك سلمان للغة العربية»

الجائزة تهدف إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة (واس)
الجائزة تهدف إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة (واس)
TT

تكريم الفائزين بجائزة «الملك سلمان للغة العربية»

الجائزة تهدف إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة (واس)
الجائزة تهدف إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة (واس)

كرّم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الفائزين بجائزته في دورتها الثالثة لعام 2024، ضمن فئتي الأفراد والمؤسسات، في 4 فروع رئيسية، بجوائز بلغت قيمتها 1.6 مليون ريال، ونال كل فائز بكل فرع 200 ألف ريال، وذلك برعاية وزير الثقافة السعودي رئيس مجلس أمناء المجمع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان.

وتشمل فروع الجائزة تعليم اللُّغة العربيَّة وتعلُّمها، وحوسبة اللُّغة وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وأبحاث اللُّغة ودراساتها العلميَّة، ونشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعيَّة اللُّغويَّة.

ومُنحت جائزة فرع «تعليم اللُّغة العربيَّة وتعلُّمها» لخليل لوه لين من الصين في فئة الأفراد، ولدار جامعة الملك سعود للنَّشر من المملكة العربيَّة السُّعوديَّة في فئة المؤسسات، فيما مُنحت في فرع «حوسبة اللُّغة العربيَّة وخدمتها بالتقنيات الحديثة»، لعبد المحسن الثبيتي من المملكة في فئة الأفراد، وللهيئة السُّعوديَّة للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» في فئة المؤسسات.

جائزة فرع «تعليم اللُّغة العربيَّة وتعلُّمها» لخليل لوه لين من الصين في فئة الأفراد (واس)

وفي فرع «أبحاث اللُّغة العربيَّة ودراساتها العلمية»، مُنحَت الجائزة لعبد الله الرشيد من المملكة في فئة الأفراد، ولمعهد المخطوطات العربيَّة من مصر في فئة المؤسسات، فيما مُنحت جائزة فرع «نشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعيَّة اللُّغويَّة» لصالح بلعيد من الجزائر في فئة الأفراد، ولمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من الإمارات في فئة المؤسسات.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة، وتقدير جهودهم، ولفت الأنظار إلى عِظَم الدور الذي يضطلعون به في حفظ الهُويَّة اللُّغويَّة، وترسيخ الثَّقافة العربيَّة، وتعميق الولاء والانتماء، وتجويد التواصل بين أفراد المجتمع العربي، كما تهدف إلى تكثيف التنافس في المجالات المستهدَفة، وزيادة الاهتمام والعناية بها، وتقدير التخصصات المتصلة بها؛ لضمان مستقبلٍ زاهرٍ للُّغة العربيَّة، وتأكيد صدارتها بين اللغات.

وجاءت النتائج النهائية بعد تقييم لجان التحكيم للمشاركات؛ وفق معايير محددة تضمَّنت مؤشرات دقيقة؛ لقياس مدى الإبداع والابتكار، والتميز في الأداء، وتحقيق الشُّمولية وسعة الانتشار، والفاعليَّة والأثر المتحقق، وقد أُعلنت أسماء الفائزين بعد اكتمال المداولات العلمية، والتقارير التحكيميَّة للجان.

وأكد الأمين العام للمجمع عبد الله الوشمي أن أعمال المجمع تنطلق في 4 مسارات، وهي: البرامج التعليمية، والبرامج الثقافية، والحوسبة اللغوية، والتخطيط والسياسة اللغوية، وتتوافق مع استراتيجية المجمع وداعمةً لانتشار اللغة العربية في العالم.

تمثل الجائزة إحدى المبادرات الأساسية التي أطلقها المجمع لخدمة اللُّغة العربيَّة (واس)

وتُمثِّل الجائزة إحدى المبادرات الأساسية التي أطلقها المجمع؛ لخدمة اللُّغة العربيَّة، وتعزيز حضورها، ضمن سياق العمل التأسيسي المتكامل للمجمع، المنبثق من برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق «رؤية المملكة 2030».