شكري أنيس فاخوري لـ«الشرق الأوسط»: هم مترجمو قصص درامية وليسوا مؤلفين

كُرّم بوصفه واحداً من صنّاع مجد «تلفزيون لبنان»

فاخوري أول من كتب دراما الـ«سوب أوبرا» (فيسبوك)
فاخوري أول من كتب دراما الـ«سوب أوبرا» (فيسبوك)
TT

شكري أنيس فاخوري لـ«الشرق الأوسط»: هم مترجمو قصص درامية وليسوا مؤلفين

فاخوري أول من كتب دراما الـ«سوب أوبرا» (فيسبوك)
فاخوري أول من كتب دراما الـ«سوب أوبرا» (فيسبوك)

حُفِر اسم الكاتب شكري أنيس فاخوري في ذاكرة المشاهد العربي عامة واللبناني خاصة منذ التسعينات. يومها سطع نجمه إثر كتابته أول دراما من نوع «سوب أوبرا» في العالم العربي. فمسلسل «العاصفة تهب مرتين» شكّل محطة مفصلية في عالم الدراما العربية. مشواره بدأه في عام 1986، وألّف قصصاً درامية كثيرة. لمع اسمه منذ تلك الفترة بأعمال «اللوحة الأخيرة»، و«مذنبون ولكن»، و«اسمها لا»، و«غداً يوم آخر» وغيرها.

تلفته الممثلتان ستيفاني عطالله وباميلا الكك (فيسبوك)

مؤخراً، وفي مبادرة تقيمها وزارة الإعلام في لبنان بشخص وزيرها زياد مكاري، جرى تكريم فاخوري. وتأتي المبادرة على خلفية تكريم عدد من النجوم الذين صنعوا مجد «تلفزيون لبنان». ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: أن «يأتيني هذا التكريم من بيتي (تلفزيون لبنان) لهو أمر أعتز به. سبق وكُرّمت أكثر من مرة في مهرجان (موركس دور). ولكن لـ(تلفزيون لبنان) معزّة خاصة عندي. وأعتبره بيت أبي الذي انطلقت منه».

في رأيه أن التكريم يبرهن على حب الناس للمكرَّم فيحفّزه ويعزّز ثقته بنفسه. وصار اسمه اليوم محفوراً في القلوب وفي التاريخ. ويضيف في سياق حديثه: «بالنسبة لي أدرك تماماً بأني قمت بواجبي في هذا المجال. ودخل اسمي تاريخ الدراما. فسيبقى محفوظاً فيه إن كتبت أم لا».

ابتعاده عن التأليف الدرامي يعيد أسبابه إلى حالته الصحية. ويوضح: «لدي أسبابي الصحية التي تسهم في ابتعادي عن الكتابة. ما زلت أدرّس في جامعة الكفاءات. ومن ناحية ثانية أنا عميد كلية الفنون فيها منذ 15 عاماً».

وزير الإعلام يكرّم شكري أنيس فاخوري (فيسبوك)

يقول إن طبيعة موضوعات الدراما اليوم لم تتبدّل كثيراً. «لا تزال تمثّل مرآة مجتمعنا». ولكن يلفت من ناحية ثانية إلى تغيير آخر أصابها. «إنها تأخذ منحى الإنتاجات المشتركة بشكل أكبر. فالأسواق العربية فرضت على المنتجين هذا الخط التسويقي. لا شك أن بعض الأعمال تطبعها العصرنة والإثارة والتشويق. لكنها بشكل عام تبقي على الموضوعات الحياتية في الدرجة الأولى».

يتحدث فاخوري عن ظاهرة الأعمال الدرامية المعرّبة. فهو يتابع غالبيتها وشاهد مؤخراً «الخائن» و«كريستال»، كما لفته «صالون زهرة» في جزئه الأول.

ويعلّق: «تنشط اليوم إنتاجات هذا النوع من الأعمال بشكل لافت. يأخذون (فورماتها) الأساسية بالتركية ويترجمونها إلى العربية. وبذلك قلّت الأعمال المكتوبة على غرار ما سبق وقدمته أنا شخصياً من قبل. وكذلك ما اتّبعه زملاء لي أذكر منهم أنطوان غندور، والراحل مروان نجار وغيرهما. ويمكن القول إن المؤلف يغيب اليوم ليحلّ مكانه المترجم. فهذا الأخير يعدّل في النص كي يناسب بأحداثه عاداتنا وتقاليدنا العربية ليس أكثر. ولذلك هؤلاء لا يستطيعون الادّعاء بأنهم كتّاب العمل المعرّب. إنهم وبكل بساطة مترجمون له ليس أكثر».

يعترف بأن «قصص الدراما التركية أجمل من تلك العربية. إنتاجاتهم الكثيرة ولّدت عندهم الخبرة. فزاد الكتَّاب وعرفوا كيف يبتكرون العقد وتوليدها بشكل جذّاب. إنهم من أقوى صنّاع الدراما اليوم. في حين نحن لا نزال نعتمدها هواية وعلينا الاجتهاد أكثر لنشرها بصورة أفضل».

أنيس شكري فاخوري قدّم مسلسلاً من 177 حلقة (العاصفة تهب مرتين)، فكان سبّاقاً في إطلاق الـ«سوب أوبرا» عربياً. في رأيه أن هذا النوع من الأعمال ليس بالأمر السهل بتاتاً. «هناك ركائز وتفاصيل دقيقة يجب أن يضعها الكاتب في الحسبان، وإلّا وقع في مطبّ الأحداث المملة. ومرّات يشعر المشاهد بالتطويل، ويعتقد لبرهة أن المشهد نفسه سبق ورآه في حلقة سابقة. فالمطلوب لهذا النوع من الأعمال كتّاب، أصحاب مهارة عالية كي لا يقعوا بالمحظور».

وتسأل «الشرق الأوسط» فاخوري عن الموضوع الذي قد يتناوله درامياً فيما لو قدّر له ذلك. يردّ: «لا أختار موضوعاتي بهذه الطريقة أبداً. فهناك فكرة معينة ترد في ذهني، وتأخذني صوب موضوع كامل. فهذه هي طريقتي في التأليف. كتابة قصة درامية تشبه إلى حدّ كبير ولادة قصيدة شعر. فما أن يحضر أول بيت فيها حتى تكتمل معالمها».

فاخوري الذي يقف وراء اكتشاف نادين نسيب نجيم ممثلة درامية يبدي إعجابه بأسماء جديدة. «أحب تمثيل ستيفاني عطالله، وباميلا الكك، فلديهما أسلوبهما الخاص. هناك مواهب شابة كثيرة لا يسعني تذكرها الآن. لكن من ناحية ثانية يعجبني الممثل الشاب نيكولا مزهر. بينما نيكولا معوّض نجح ووصل العالمية. وجميعهم يتمتعون بالأداء الطبيعي غير المصطنع».

وعن سبب تفوّق أسماء نسائية على أخرى رجالية تشهد تراجعاً، في الفترة الأخيرة يردّ: «العنصر الأنثوي بشكل عام يغلب على الرجالي بسبب طبيعة تكوين المرأة. فهي تبقى عنصراً جذاباً في أعمال الدراما أكثر من الرجل».

ويختم شكري أنيس فاخوري واصفاً الدراما اللبنانية بأنها تسير إلى الأمام. «تمشي بشكل تصاعدي وجميعنا لمسنا ذلك. لا شك أن هناك بعض الزّلات التي نرتكبها. ولكنها مع الشراكة العربية الحالية، وجدت طريقها المناسب. وصار لها مكانتها على الخريطة الدرامية».


مقالات ذات صلة

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

يوميات الشرق «البلوغر» والمذيعة المصرية داليا فؤاد بقبضة الشرطة (صفحتها في «فيسبوك»)

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

جدَّدت واقعة توقيف «بلوغر» أزمات صانعات المحتوى في مصر، وتصدَّرت أنباء القبض على داليا فؤاد «التريند» عبر «غوغل» و«إكس».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل كيليان مورفي يعود إلى شخصية تومي شلبي في فيلم «The Immortal Man» (نتفليكس)

عصابة آل شلبي عائدة... من باب السينما هذه المرة

يعود المسلسل المحبوب «Peaky Blinders» بعد 6 مواسم ناجحة، إنما هذه المرة على هيئة فيلم من بطولة كيليان مورفي المعروف بشخصية تومي شلبي.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق جود السفياني (الشرق الأوسط)

جود السفياني... نجمة سعودية صاعدة تثبّت خطواتها في «خريف القلب»

على الرغم من أن الممثلة جود السفياني ما زالت في بداية العقد الثاني من عمرها، فإنها استطاعت أن تلفت الأنظار إليها من خلال مسلسلات محليّة حققت نسب مشاهدة عالية.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الفنان المصري مصطفى فهمي (وزارة الثقافة)

حزن في مصر لرحيل «برنس الشاشة» مصطفى فهمي

خيَّمت حالة من الحزن على الوسط الفني بمصر، الأربعاء، بعد إعلان رحيل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً.

محمد الكفراوي (القاهرة)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.