الذكاء الاصطناعي ينافس الأطباء في علاج آلام الظهر

آلام أسفل الظهر مشكلة صحية شائعة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم (جامعة سيدني للتكنولوجيا)
آلام أسفل الظهر مشكلة صحية شائعة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم (جامعة سيدني للتكنولوجيا)
TT

الذكاء الاصطناعي ينافس الأطباء في علاج آلام الظهر

آلام أسفل الظهر مشكلة صحية شائعة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم (جامعة سيدني للتكنولوجيا)
آلام أسفل الظهر مشكلة صحية شائعة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم (جامعة سيدني للتكنولوجيا)

كشفت دراسة أسترالية، أن روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مثل «تشات جي بي تي»، قد تكون فعّالة بشكل يقارب استشارة الأطباء عند تقديم نصائح حول علاج آلام أسفل الظهر.

وأوضح باحثو جامعة «سيدني للتكنولوجيا» أن الدراسة تسلط الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في معالجة واحدة من أبرز أسباب الإعاقة عالمياً، ونشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية (Annals of the Rheumatic Diseases).

وآلام أسفل الظهر مشكلة صحية شائعة، تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، وتعد من أبرز أسباب الإعاقة والغياب عن العمل. وتنشأ هذه الآلام نتيجة أسباب متعددة، بما في ذلك الإجهاد العضلي، ومشاكل العمود الفقري، أو الوضعيات الخاطئة.

وفي كثير من الأحيان، يمكن التحكم في آلام أسفل الظهر من خلال الراحة، والتمارين الرياضية، والعلاجات الطبيعية، لكن في بعض الحالات الشديدة، قد يتطلب الأمر تدخلاً طبياً متخصصاً لتجنب تفاقم الحالة.

ومع انتشار استخدام روبوتات الدردشة لتقديم توصيات صحية، أصبحت دقة تلك التوصيات أمراً بالغ الأهمية.

وخلال الدراسة، استهدف الباحثون تقييم مدى فاعلية روبوتات الدردشة، مثل «تشات جي بي تي» في الإجابة عن الأسئلة الشائعة التي يطرحها المصابون بآلام أسفل الظهر.

ووجدت الدراسة أن تلك الروبوتات تتفوق في الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالعلاجات المقترحة وإدارة الألم الذاتي، في حين كانت الأسئلة المتعلقة بعوامل الخطر تحتوي على أكبر نسبة من الأخطاء.

على سبيل المثال، أجابت عن أسئلة مثل: ما العلاجات التكميلية، مثل التدليك أو الوخز بالإبر، التي قد تُخفف من آلام أسفل الظهر؟ بتوصيات دقيقة.

كما أظهرت الدراسة قدرة روبوتات الدردشة على التعرف على الحالات التي تتطلب إحالات طبية، حيث أوصت بزيارة مختصين في الرعاية الصحية في 70 إلى 100 في المائة من الحالات التي تحتاج إلى استشارة طبية.

ومع ذلك، أشارت الدراسة إلى أن روبوتات الدردشة قدمت توصيات غير دقيقة لأسئلة شائعة، مثل الادعاء بأن الوضعية السيئة تسبب آلام أسفل الظهر بنسبة 88 في المائة، على الرغم من عدم صحتها.

كما أشار الباحثون إلى قيود في أداء هذه الروبوتات؛ حيث كانت إجاباتها غالباً معقدة ومناسبة للأشخاص ذوي التعليم من الصف العاشر إلى التعليم الجامعي.

وقال الباحث المشارك بالدراسة بجامعة «سيدني للتكنولوجيا»، الدكتور جيوفاني فيريرا: «تشير أبحاثنا إلى أن روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي قد تكون مصدراً قيماً لأولئك الذين يسعون إلى توجيه أولي في علاج آلام أسفل الظهر».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «من المهم أن نتذكر أن هذه الأدوات يجب أن تُستخدم مكملاً للرعاية الطبية المتخصصة، وليس بديلاً عنها».


مقالات ذات صلة

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
تكنولوجيا غالبية القُرَّاء يرون أن الذكاء الاصطناعي يكتب قصائد شعر أفضل من البشر (رويترز)

دراسة: الذكاء الاصطناعي يكتب قصائد أفضل من البشر

أكدت دراسة جديدة أن قصائد الشعر التي تكتب بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي أفضل من تلك التي يكتبها البشر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك استخدام الذكاء الاصطناعي للقيام بالكشف الأولي على المريض يمكن أن يؤدي للكشف عن كسور بالعظام قد يغفل عنها الإنسان (أ.ف.ب)

4 طرق لتحسين الرعاية الصحية بواسطة الذكاء الاصطناعي

يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة على تحقيق ثورة في الرعاية الصحية العالمية، خصوصاً مع وجود 4.5 مليار شخص لا يستطيعون الحصول على خدمات الرعاية الصحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «الشورت» يحسّن كفاءة المشي في الهواء لدى كبار السنّ (نيتشر)

«شورت» ذكي لتحسين حركة المرضى وكبار السنّ

أعلن باحثون في «جامعة ميونيخ التقنية» عن تطوير «شورت» ذكي يساعد الأشخاص على المشي بسهولة مع تقليل ملحوظ في استهلاك الطاقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا تمكنك «دورا» من تصميم مواقع ثلاثية الأبعاد مذهلة بسهولة تامة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأي معرفة برمجية (دورا)

صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود»

تتيح «دورا» للمستخدمين إنشاء مواقع مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر إدخال وصف نصي بسيط.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.