وسط زخم المعارض الأثرية المؤقتة التي تنظمها مصر تباعاً في أكثر من دولة حول العالم، تبحث وزارة السياحة والآثار المصرية تنظيم عدة معارض أثرية مؤقتة بالسويد، الأمر الذي ناقشه وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي، مع سفير السويد بالقاهرة، هوكان إيمسجورد، الأحد.
وبحث الطرفان تعزيز التعاون بين البلدين؛ لدفع مزيد من الحركة السياحية الوافدة من السويد إلى مصر، والعمل على الترويج السياحي للمقصد المصري بالسويد بصورة أكبر عبر تنظيم حملات مشتركة ورحلات تعريفية لممثلي وسائل الإعلام وشركات السياحة والمؤثرين والمدونين بالسويد إلى مصر، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار. وأكد وزير السياحة المصري «أهمية إلقاء الضوء على المقاصد السياحية المتنوعة في مصر، خصوصاً المقاصد الجديدة مثل مدينة العلمين الجديدة». كما تناولا آليات التعاون بين البلدين في مجال العمل الأثري، وبحثا إمكانية تنظيم عدد من المعارض الأثرية المؤقتة للآثار المصرية في السويد.
ونظمت مصر أكثر من معرض أثري مؤقت بمدن عدة حول العالم، من بينها معرض «توت عنخ آمون... كنوز الفرعون الذهبي» الذي بدأ عام 2018، وجرى تنظيمه في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وكذلك معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» الذي بدأ رحلاته عام 2021، ويضم 180 قطعة أثرية، تم اختيارها بعناية من مقتنيات المتحف المصري بالتحرير من عصر الملك «رمسيس الثاني». وأقيم المعرض في 5 مدن حول العالم هي: هيوستن، ثم سان فرنسيسكو بالولايات المتحدة الأميركية، وباريس، وسيدني، حتى وصوله إلى محطته الحالية بمدينة كولون الألمانية.
وعدّ مدير متحف مكتبة الإسكندرية الدكتور حسين عبد البصير، أن «بحث إقامة معارض أثرية في السويد خطوة ذكية من مصر لتعزيز حضورها الثقافي على الساحة الدولية، ودعوة شعوب العالم لاكتشاف الحضارة المصرية العريقة».
وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الجهود تؤكد التزام مصر بالحفاظ على إرثها التاريخي ونشره والتعريف به عبر العالم»، موضحاً أنه «كثيراً ما كانت الآثار المصرية محط اهتمام وإعجاب عالمي، وقد أقيمت معارض دولية كبيرة لأبرز الآثار المصرية في مختلف العواصم الأوروبية، مثل باريس ولندن وبرلين، وبحث إقامة معارض في السويد الآن ضمن خطط وزارة السياحة والآثار المصرية بهدف تقديم هذا التراث الغني لشعوب شمال أوروبا»، لافتاً إلى أنه «يُنظر إلى السويد على أنها شريك ثقافي مهم؛ إذ يتمتع سكانها بوعي ثقافي عالٍ، ولهم اهتمام كبير بالآثار والعلوم الإنسانية».
يُذكر أن تاريخ التعاون الأثري بين مصر والسويد بدأ منذ حملة إنقاذ آثار النوبة في ستينات القرن الماضي، كما أن هناك عدداً من البعثات الأثرية السويدية التي تعمل في مواقع أثرية بمصر في الحفائر الأثرية والترميم، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.
ويرى المتخصص في الإرشاد السياحي الدكتور محمود المحمدي أن «المعارض الخارجية للآثار من أهم وسائل الترويج السياحي لمصر في الفترات الأخيرة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «منذ أن بدأت هذه المعارض عام 1967 حققت نجاحاً كبيراً في لفت الأنظار إلى الآثار المصرية، مما جذب السياح لزيارة مواقع استخراج تلك الآثار والاستمتاع بالسياحة الثقافية ومغامرة اكتشاف أسرار الحضارة المصرية القديمة».
وأضاف أن «وزارة السياحة والآثار تعمل حالياً على التوسع في إقامة تلك المعارض، خصوصاً في الدول الإسكندنافية مثل السويد التي تتمتع باقتصاد متميز يحفز مواطنيها على السفر والسياحة، مما يجعلها من الأسواق المستهدفة للسياحة المصرية، لا سيما بعد إضافة بعض المقاصد الجديدة للخريطة السياحية المصرية من بينها مدينة العلمين الجديدة».
ومن المعارض الأثرية المؤقتة التي تقام في الخارج للآثار المصرية، يستضيف متحف شنغهاي بالصين معرض «قمة الهرم... حضارة مصر القديمة»، ويضم 787 قطعة أثرية اختيرت بعناية من مقتنيات عدد من متاحف الآثار المصرية.