العاملون من المنزل يعانون «نوبات الحنين» لما قبل «كورونا»

كانوا يشعرون بالاستقرار والارتباط بزملائهم في بيئات العمل الطبيعية

اعترف غالبية المشاركين بالدراسة بالحنين إلى الماضي (جامعة كوبنهاغن)
اعترف غالبية المشاركين بالدراسة بالحنين إلى الماضي (جامعة كوبنهاغن)
TT

العاملون من المنزل يعانون «نوبات الحنين» لما قبل «كورونا»

اعترف غالبية المشاركين بالدراسة بالحنين إلى الماضي (جامعة كوبنهاغن)
اعترف غالبية المشاركين بالدراسة بالحنين إلى الماضي (جامعة كوبنهاغن)

أفادت دراسة أميركية بأنّ العاملين من المنزل يشعرون بالضيق ويتوقون إلى ماضٍ متخيَّل لِما قبل انتشار وباء «كوفيد-19»، حيث كانوا يشعرون بالاستقرار والارتباط بزملائهم في بيئات العمل الطبيعية، ما وصفه الباحثون بـ«نوبات الحنين إلى الماضي».

ووفق النتائج التي توصّل إليها فريق بحثي مشترك من جامعات أميركية، فإنه منذ عامين على الأقل، يحاول الرؤساء التنفيذيون إعادة الموظفين إلى المكاتب مرّة أخرى، مشيرين إلى التأثيرات السلبية المفترضة للعمل عن بُعد على مستوى الإنتاجية ومعنويات العمل والتعاون الإبداعي بين الموظفين.

ووفق الدراسة، فإنّ المديرين يواجهون صعوبة في مراقبة فرق العمل المتفرقة وتحفيزها.

ويرى أستاذ الإدارة في كلية «دونالد جي كوستيلو» للأعمال في جامعة «جورج ماسون» الأميركية، وأحد باحثي الدراسة، كيفن روكمان، أنّ الضجة المتعلّقة بالعمل عن بُعد تخفي قضايا ثقافية أعمق تلعب دوراً مؤثراً في عدد من المنظمات، مضيفاً في بيان نشر، الجمعة، عبر منصة «ساينس إكس نتورك»: «هذا الضيق الثقافي يجعل الموظفين يتوقون إلى ماضٍ متخيَّل حيث شعروا بالاستقرار والارتباط بزملائهم. باختصار، العاملون عن بُعد يعانون نوبات الحنين إلى الماضي».

قد يميل العاملون عن بُعد إلى الانطواء على أنفسهم (بلوس)

وتوثّق الدراسة التي شاركت في تأليفها جيسيكا ميثوت من «روتغرز»، وإميلي روزادو سولومون من جامعة «بابسون» الأميركيتين، نتائج الاستطلاعات التي أجريت 3 مرات يومياً على مدى أسبوعين مع 110 موظّفين محترفين يعملون بدوام كامل، خلال ذروة انتشار الوباء في سبتمبر (أيلول) 2020.

وطُلب من المشاركين في الدراسة الإبلاغ عن مشاعر الحنين إلى الماضي لديهم، بالإضافة إلى استراتيجيات التأقلم العاطفي مع نمط العمل من المنزل، ومستوى أداء المَهمّات، وسلوكيات العمل غير المنتجة (على سبيل المثال، عدم تقديم الدعم إلى الزملاء وسرقة الوقت على حساب وقت العمل الفعلي).

اعترفت الغالبية العظمى من المشاركين (98 من 110) بتجربة الحنين إلى الحياة قبل الوباء.

كانت إحدى الطرق التي تفاعل بها المستجيبون مع الحنين إلى الماضي هي استخدام ما يُسمّى باستراتيجيات «التغيير المعرفي» التي تساعد في تنظيم المشاعر من خلال إحداث تحوّلات في منظورهم للعمل. ويبدو أن هذه الاستراتيجيات أثارت لدى المشاركين في الاستطلاع استجابات عاطفية دفعتهم إلى التواصل مع الزملاء للتحقّق من أحوالهم أو تقديم المساعدة.

ومع ذلك، كان ثمة مسار أكثر قتامة في نتائج روكمان. فبدلاً من التواصل مع الآخرين استجابة للحنين إلى الماضي، كان المستجيبون يميلون إلى الانطواء على أنفسهم في محاولة لتقليل الانزعاج العاطفي من هذا الروتين اليومي. يوضح روكمان: «إنها آلية دفاعية، فلا تشعر أنّ لديك الوسائل للتواصل مع الآخرين، لذلك تشغل انتباهك بعيداً عن مصدر الألم».

ووفق نتائج الدراسة، أدّى هذا المسار إلى حوادث تشمل سلوكيات العمل المضادة للإنتاجية المذكورة أعلاه.

ويقول روكمان إنّ ظروف العيش وسط الوباء تظلّ ذات صلة لسببين على الأقل. تبدو التعليقات المكتوبة للمستجيبين للاستطلاع كأنها قد كُتبت بالأمس، وليس قبل 4 سنوات. كما تدور موضوعات الحنين الشائعة حول زملاء العمل، وبنية العمل المشترك، وهي الشكاوى التي تُسمع كثيراً من العاملين عن بُعد في عام 2024.

ورغم أنّ تطبيق آليات العمل عن بُعد تأتي سابقة لـ«كوفيد-19»، كما وثّقت بحوث روكمان السابقة حول هذا الموضوع، فقد أدّى الوباء إلى تسريع التحول الحتمي الذي كان جارياً بالفعل. لذلك، من المرجح أن يشعر الموظفون في سنّ معيّنة ببعض الحنين، حتى لو لم تكن هناك جائحة.

ولكن كيف يمكن للمنظمات مساعدة الموظفين في التغلُّب على هذا الحنين، أو على الأقل تشجيع طرق أكثر صحية للتعامل معه؟ قد تكون الإجابة الواضحة هي ما يحاول الرؤساء التنفيذيون القيام به الآن، وهو إنهاء العمل عن بُعد تماماً.

ووفق نتائج الدراسة، فإن مكافحة وباء الحنين إلى الماضي تتطلّب إعادة ضبط ثقافي لعدد من المنظّمات. يشدّد روكمان: «سيحتاج المديرون إلى التعامل بشكل أوثق مع الموظّفين، وطرح أسئلة حساسة (على سبيل المثال، ما الذي تفتقده في العمل هنا قبل الوباء؟)، والتعاون في خلق حلول فردية لمساعدة الموظفين على التكيُّف بشكل كامل مع التغييرات الكبرى في بيئة عملهم».


مقالات ذات صلة

المواد البلاستيكية الدقيقة منتشرة بقوة في التربة الزراعية الفرنسية

بيئة حقل قمح في أوساس سوهير بجنوب غربي فرنسا (أ.ف.ب)

المواد البلاستيكية الدقيقة منتشرة بقوة في التربة الزراعية الفرنسية

كشفت دراسة نشرت نتائجها «الوكالة الفرنسية للتحول البيئي» الخميس عن وجود شبه منهجي للمواد البلاستيكية الدقيقة في التربة الزراعية في فرنسا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك دعوة إلى تطوير استراتيجيات فعالة للحدّ من سوء استخدام المضادات الحيوية (جامعة منيسوتا)

دول نامية تُسرف في استخدام المضادات الحيوية للأطفال... وتحذير

كشفت دراسة عن زيادة مقلقة في استخدام المضادات الحيوية للأطفال دون سنّ الخامسة عند الإصابة بالحمى أو السعال في البلدان النامية، خصوصاً في الكونغو ومصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق اليوغا تعزّز التوازن بين الجسم والعقل (جامعة ميريلاند)

اليوغا تُحسِّن صحة العين

وجدت دراسة هندية أن ممارسة اليوغا قد تلعب دوراً مهماً في تحسين صحة العين وعلاج بعض الحالات البصرية، مثل المياه الزرقاء، وقصر النظر، وارتفاع ضغط العين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تشهد التقنيات الطبية القابلة للارتداء تطوراً كبيراً (جامعة جنوب أستراليا)

سماعة طبية جديدة قد تحدث ثورة في علاج أمراض القلب

كشف باحثون من جامعة «سيتي هونغ كونغ» في الصين، عن سماعة طبية تعد الأحدث ضمن «أجهزة استشعار صوت القلب القابلة للارتداء».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق وجد الباحثان أن عدد الإخوة والأخوات الذين يكبر الشخص معهم يؤثر أيضاً على شخصيته (جامعة بروك)

الطفل الأوسط أكثر صدقاً وتعاوناً

توصّل اثنان من علماء النفس إلى أدلة تشير إلى أن الطفل الأوسط الذي يكبر مع أشقاء متعددين يميل إلى أن يكون أكثر صدقاً وتعاوناً من الأطفال الذين يكبرون دون أشقاء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

مصر: توقيف «حمو بيكا» بتهمتَي «حيازة سلاح» و«الهروب من أحكام»

عصام صاصا وحمو بيكا (حساب بيكا على «فيسبوك»)
عصام صاصا وحمو بيكا (حساب بيكا على «فيسبوك»)
TT

مصر: توقيف «حمو بيكا» بتهمتَي «حيازة سلاح» و«الهروب من أحكام»

عصام صاصا وحمو بيكا (حساب بيكا على «فيسبوك»)
عصام صاصا وحمو بيكا (حساب بيكا على «فيسبوك»)

ألقت أجهزة الأمن في مصر (الخميس) القبض على مؤدي المهرجانات «حمو بيكا» بتهمتَي «حيازة سلاح أبيض، والهروب من 3 أحكام قضائية»، وذلك في أحد أحياء العاصمة المصرية القاهرة، وتم اقتياده لقسم الشرطة لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.

وتصدر بيكا مؤشرات البحث بموقع «غوغل»، الخميس، بعد انتشار خبر القبض عليه عبر وسائل إعلام محلية.

من جانبه، أكد الدكتور محمد عبد الله المتحدث الإعلامي لنقابة الموسيقيين لـ«الشرق الأوسط» أن «مجلس النقابة لم يقرر بعدُ كيفية متابعة أمر القبض على بيكا»، مؤكداً أن «المستجدات سيتم الإعلان عنها في القريب العاجل».

وتعرض حمو بيكا قبل أيام لشائعة تفيد بوفاته، إلا أنه ظهر في بث مباشر من محافظة الإسكندرية عبر صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك» لينفي الخبر، موجهاً الشكر لنقيب الموسيقيين الفنان مصطفى كامل وأعضاء النقابة لتواصلهم معه للاطمئنان عليه، مؤكداً «اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد من نشر الشائعة»، ومعتبراً أن «ذلك يعد تشهيراً» به.

وكان بيكا قد أصدر قبل شهر مهرجاناً غنائياً بعنوان «رجوع الحملة» بمشاركة إسلام كابونجا، وميسو ميسرة، عبر قناته الرسمية بموقع «يوتيوب»، لكنه لم يحقق مشاهدات واسعة.

وجدد خبر القبض على حمو بيكا الحديث عن أزمات الفنانين بالآونة الأخيرة والتي كان من بينها القبض على الفنان هيثم محمد مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) الجاري للمرة الثانية، حيث تم القبض عليه قبل 9 سنوات بتهمة «حيازة مخدرات».

كما أدين مؤدي المهرجانات مجدي شطة وحُكم عليه غيابياً بالسجن المشدد 10 سنوات بعد ضبطه في مايو (أيار) الماضي وبحوزته «مواد مخدرة»، وقضت محكمة جنايات القاهرة، أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بالحكم على المطرب الشعبي المصري سعد الصغير بالسجن المشدد 3 سنوات، وتغريمه 30 ألف جنيه على خلفية اتهامه بحيازة «سجائر إلكترونية» تحتوي على مخدر «الماريغوانا».

مؤدي المهرجانات حمو بيكا (حسابه على «فيسبوك»)

في السياق نفسه، خرج مغني المهرجانات عصام صاصا من السجن بعد أن قضى فترة حبسه 6 أشهر مع الشغل في واقعة قيادة سيارة تحت تأثير المخدرات، وقبل أشهر قضت محكمة الاستئناف بمصر بقبول معارضة الفنان أحمد جلال عبد القوي وتخفيف عقوبة حبسه إلى 6 أشهر بدلاً من سنة مع الشغل وتغريمه 10 آلاف جنيه، بتهمة حيازة مواد مخدرة بغرض التعاطي.

وحُكم على الفنانة منة شلبي بالحبس سنة مع إيقاف التنفيذ وتغريمها 10 آلاف جنيه في مايو الماضي، في قضية اتهامها بحيازة مواد مخدرة بغرض التعاطي. وقبل سنوات تعرضت الفنانة دينا الشربيني للسجن سنة مع الشغل وغرامة 10 آلاف جنيه لاتهامها بتعاطي «مواد مخدرة»، كما تم القبض على الفنان المصري أحمد عزمي مرتين، ومعاقبته في المرة الثانية بالسجن 6 أشهر.