متحف «طارق عبد الحكيم»... إلهام يفيض بالفنّ ضمن احتفال وطني مميّز

مقرّه منطقة تنبض بالحياة والبهجة على مدار العام

متحف «مركز طارق عبد الحكيم» أطلق فعاليات فريدة احتفاءً باليوم الوطني (الشرق الأوسط)
متحف «مركز طارق عبد الحكيم» أطلق فعاليات فريدة احتفاءً باليوم الوطني (الشرق الأوسط)
TT

متحف «طارق عبد الحكيم»... إلهام يفيض بالفنّ ضمن احتفال وطني مميّز

متحف «مركز طارق عبد الحكيم» أطلق فعاليات فريدة احتفاءً باليوم الوطني (الشرق الأوسط)
متحف «مركز طارق عبد الحكيم» أطلق فعاليات فريدة احتفاءً باليوم الوطني (الشرق الأوسط)

يعيش زوار المنطقة التاريخية بجدة (غرب السعودية)، هذه الأيام، أجواء احتفالية وطنية تزامناً مع ذكرى اليوم الوطني للبلاد الـ94، تتجلّى من خلالها مشاعر الفخر والاعتزاز لأبنائه بالإرث التاريخي والإنساني الفريد، والتقدُّم والازدهار لبلادهم في جميع المناحي.

وتطلّ الرواشين الخشبية في المنطقة المُدرجة في قائمة التراث العالمي لـ«اليونيسكو» بوصفها شاهداً عمرانياً على تراث إنساني أصيل، ومتوِّجة الحياة العصرية التي تعبُر في الأرجاء، إذ يستمتع الزائر من داخل المملكة وخارجها بالإبداع العمراني الفريد الممتدّ لآلاف السنوات، في منطقة تنبض بالحياة والبهجة طوال العام.

أطفال يشاركون في الفعاليات الترفيهية (مركز طارق عبد الحكيم)

وأطلق متحف «مركز طارق عبد الحكيم» تحت شعار «ننشد وطناً بتراثنا ومستقبلنا»، الخميس، عدداً من الأنشطة والفعاليات احتفاءً بمناسبة اليوم الوطني السعودية الـ94، فاستقطبت فئات واسعة من الزوار وأفراد المجتمع، استمتعوا بالأنشطة الثقافية والترفيهية المتنوّعة المُختارة بعناية لتناسب جميع الفئات العمرية، وهي تمتدّ إلى الاثنين المقبل الذي يوافق الاحتفال باليوم الوطني في 23 سبتمبر (أيلول) من كل عام.

وأتاح المركز الذي أسَّسته وزارة الثقافة تكريماً لمسيرة الموسيقار الراحل، لجميع الزوار، التجوّل في المتحف واكتشاف المجموعة الفنّية الغنيّة التي يعرضها من مقتنياته، وآلاته الموسيقية، وتسجيلاته، وثيابه التقليدية، وجوائزه.

وهو استضاف على سطحه جلسات موسيقية استمتع فيها الحضور بأعذب الألحان والأغنيات الوطنية والتراثية، احتفاء بإرث الموسيقار الراحل ومساهماته في تشكيل الهوية الموسيقية للسعودية.

تجربة ممتعة خاضها الزوار في أداء الأغنيات الوطنية (مركز طارق عبد الحكيم)

وعاش الزوار تجربة تفاعلية فريدة؛ إذ شاركوا في عرض الكاريوكي، وكشفوا عن مواهبهم في الغناء. كما نظَّم المركز ورشات عمل متنوّعة شملت جوانب تعليمية وترفيهية، استهدفت تعزيز المهارات الإبداعية، مثل العزف على آلة موسيقية والغناء، مستقطبةً المشاركين من مختلف الفئات العمرية. ولإضفاء لمسة ترفيهية على الاحتفال، خُصِّص ركنٌ للمأكولات التقليدية والعصائر المنعشة، حيث استمتع الزوار بتذوّق أشهى الأطباق السعودية.

وأيضاً قُدِّمت نشاطات متنوّعة أضفت جواً من المرح والبهجة، مثل الرسم على الوجه للأطفال، بينما أتاح متجر المركز مجموعة متنوّعة من الهدايا والتذكارات المستوحاة من تراث البلاد.

زوار يطّلعون على مخطوطات في «مركز طارق عبد الحكيم» بجدة التاريخية (الشرق الأوسط)

وتضمَّنت فعاليات اليوم الأول زيارة مدرسية للمتحف، حيث تعرّف التلامذة إلى تاريخ الموسيقى والفنّ السعودي ومسيرة الموسيقار الراحل وإنجازاته التي جعلت منه أيقونة من أيقونات الفنّ، حتى لُقِّب بـ«عميد الفن السعودي».

وعلى بُعد أمتار عن المتحف، وتحديداً في بيت نصيف الشهير، استعرض برنامج «جدة التاريخية» التابع لوزارة الثقافة، عدداً من المكتشفات الأثرية التي عُثر عليها في المنطقة خلال حملة التنقيب عن الآثار؛ ومن أبرزها قطع خشبية من ساريتَي محراب مسجد عثمان بن عفان يعود تاريخها إلى القرن الهجري الأول.

وكان برنامج «جدة التاريخية» قد أعلن عن اكتشاف نحو 25 ألف قطعة هي بقايا من مواد أثرية يعود أقدمها إلى القرن الأول والثاني الهجري (من القرن السابع والثامن الميلادي) في 4 مواقع تاريخية، شملت مسجد عثمان بن عفان والشونة الأثري، وأجزاء من الخندق الشرقي، والسور الشمالي؛ وذلك ضمن مشروع الآثار الذي يشرف عليه البرنامج.

بيت نصيف من أهم البيوت التاريخية في المنطقة (الشرق الأوسط)

ويُعد بيت نصيف من أهم البيوت التاريخية بالمنطقة، ويقع في سوق العلوي بحارة اليمن، وقد اكتسب أهمية تاريخية استثنائية بعد اتخاذ المؤسِّس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، له مقراً لإقامته في السنوات الأولى من حكمه في جدة.

وهو يفتح أبوابه لاستقبال الزوار على مدار أيام الأسبوع يومياً ضمن فترتين، صباحية ومسائية، في إطار حرص برنامج «جدة التاريخية» على تعزيز تجربة الزوار، والتعريف بما تضمّه المنطقة من كنوز أثرية، وإبراز المواقع ذات الدلالات التاريخية والعناية بها، وتعزيز مكانة جدة التاريخية مركزاً حضارياً، وتحقيق أهداف «رؤية 2030» المتعلّقة بالعناية بالمواقع الأثرية.


مقالات ذات صلة

السعودية… حوكمة عمليات الشراء الحكومية ورفع كفاءة أداء المحتوى المحلي

الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة «هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية» بندر الخريف (واس)

السعودية… حوكمة عمليات الشراء الحكومية ورفع كفاءة أداء المحتوى المحلي

ركزت السعودية على تحفيز الفئات المستهدفة في تبني المحتوى المحلي وإعطائه الأولوية، إلى جانب تحسين حوكمة عمليات الشراء الحكومية، ورفع كفاءة الأداء في هذا المجال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى المكعب ضمن وجهة المربع الجديد (الشرق الأوسط)

رئيس «المربع الجديد»: توظيف مبادئ الاقتصاد الدائري في تطوير الداون تاون

أكد الرئيس التنفيذي لشركة «المربع الجديد»، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، مايكل دايك، على التزام الوجهة بتوظيف مبادئ الاقتصاد الدائري.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد جناح "بلت الصناعية" في أحد المعارض بالسعودية (موقع الشركة الإكتروني)

شركة تابعة لـ«لدن للاستثمار» السعودية توقع عقداً بـ171 مليون دولار لتنفيذ مشروع «ذا بوينت»

وقعت شركة «بلت الصناعية»، التابعة لـ«لدن للاستثمار» السعودية، عقداً بقيمة 645.66 مليون ريال (171.8 مليون دولار)، لتنفيذ أعمال مشروع «ذا بوينت» بمدينة أبها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحمد الخطيب وزير السياحة ورئيس المجلس التنفيذي للسياحة بالأمم المتحدة (الشرق الأوسط)

مع ختام رئاستها المجلس التنفيذي... السعودية تدعو لدعم السياحة العالمية

من المتوقع أن ترتفع مساهمة السياحة مدعومة بزيادة الربط الجوي والطلب في مرحلة ما بعد جائحة «كورونا»، وتوسع القاعدة السياحية للطبقة المتوسطة في الأسواق الناشئة.

«الشرق الأوسط» (قرطاجنة)
سفر وسياحة التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)

مساعٍ سعودية لتحويل 8 مدن واعدة إلى وجهات عالمية

قال الدكتور فهد بن مشيط، الرئيس التنفيذي لشركة أسفار: «نسعى إلى تحويل المدن الواعدة في السعودية إلى وجهات عالمية».

غازي الحارثي (الرياض)

مهرجان للمسرح في درنة الليبية ينثر فرحة على «المدينة المكلومة»

عرض مسرحي
عرض مسرحي
TT

مهرجان للمسرح في درنة الليبية ينثر فرحة على «المدينة المكلومة»

عرض مسرحي
عرض مسرحي

نثر مهرجان للمسرح، أقيم في درنة الليبية بعضاً من الفرح على المدينة المكلومة التي ضربها فيضان عارم قبل أكثر من عام.

ومع حفلات للموسيقى الشعبية الليبية والأغاني التقليدية، استقطب افتتاح المهرجان أعداداً كبيرة من سكان درنة وفنانين وممثلين ليبيين وغيرهم من الضيوف الفنانين من بعض الدول العربية، أبرزها سوريا والأردن ومصر وتونس.

الفنان صابر الرباعي

واختتم، مساء الخميس، المهرجان الذي استهل أعماله بحفل غنائي أحياه الفنان صابر الرباعي، على مسرح المدينة الرياضية، وسط حضور جماهيري وفني، محلي ومن دول عربية من بينها مصر وتونس.

وتحت شعار «درنة عادت، درنة الأمل»، دعا المهرجان سبع فرق: خمساً من ليبيا، وفرقةً من مصر، وأخرى من تونس.

أحد العروض

وعُرضت أعمال عديدة من بينها مسرحية «خرف» لفرقة الركح الدولي من بنغازي، التي أثنى عليها الجمهور، من حيث الأداء المميز لجميع الفنانين المشاركين، كما عرضت مسرحية «صاحب الخطوة» لفرقة المسرح القوريني من مدينة شحات، وجاء العرض مليئاً بالرسائل العميقة، وقد نال إعجاب الحضور.

وأعلنت إدارة المهرجان عن توزيع جوائز للأعمال المشاركة، بالإضافة لتكريم عدد من نجوم الفن في ليبيا ودول عربية.

وحاز جائزة أفضل نص دنيا مناصرية من تونس، عن مسرحية «البوابة 52»، بينما حصلت الفنانة عبير الصميدي من تونس على جائز أفضل ممثلة عن العمل نفسه.

ومن ليبيا حاز الفنان إبراهيم خير الله، من «المسرح الوطني» بمدينة الخمس، جائزة أفضل ممثل عن مسرحية «عرض مسرحي للبيع»، وذهبت جائزة أفضل إخراج للمخرج منير باعور، من المسرح الوطني الخمس عن مسرحية «عرض مسرحي للبيع».

عرض مسرحي

كما كرمت إدارة المهرجان الفنان المصري أحمد سلامة، والفنانة عبير عيسى، والإعلامية صفاء البيلي؛ تقديراً «لإسهاماتهم القيمة في مجال الفن والمسرح». وقالت إدارة المهرجان إن هذا التكريم «يعكس التقدير والاحترام للفنانين الذين ساهموا في إثراء الثقافة والفنون، ويعزّز من أهمية دعم المواهب الفنية في المجتمع».

وكانت الدورة السادسة لمهرجان «درنة الزاهرة»، وهو اللقب الذي يُطلق على هذه المدينة المعروفة بأشجار الياسمين والورد، قد ألغيت العام الماضي بسبب الدمار الذي طال معظم مبانيها التاريخية جراء الكارثة.

في ليلة 10 إلى 11 سبتمبر (أيلول) 2023، ضربت العاصفة «دانيال» الساحل الشرقي لليبيا، ما تسبّب في فيضانات مفاجئة تفاقمت بسبب انهيار سدين في أعلى مدينة درنة. وخلفت المأساة ما لا يقل عن 4 آلاف قتيل وآلاف المفقودين وأكثر من 40 ألف نازح، حسب الأمم المتحدة.

مسرح جامعة درنة

وتقول الممثلة المسرحية التونسية عبير السميتي، التي حضرت لتقديم مسرحية «الباب 52»، لـ«وكالة الأنباء الفرنسية»، «هذه أول مرة آتي فيها إلى هنا. بالنسبة لي، درنة اكتشاف. كنت متشوقة للمجيء. عندما نصل إلى هنا، نشعر بالألم، وفي الوقت نفسه، نشعر بالفرح وبأن الشعب كله لديه أمل».

بدورها، ترى الممثلة والمخرجة الليبية كريمان جبر أن درنة بعدما خيّم عليها الحزن، عادت إلى عهدها في «زمن قياسي».

جانب من تكريم الفنانين في مهرجان للمسرح في درنة الليبية (إدارة المهرجان)

ومن الكنوز المعمارية الشاهدة على الماضي الفني والأدبي الذي فقدته درنة في الفيضانات، «بيت الثقافة»، وخصوصاً «دار المسرح»، أول مسرح تم افتتاحه في ليبيا في بداية القرن العشرين.

وفي انتظار إعادة بنائه، اختارت الجهة المنظمة إقامة المهرجان على خشبات «المسرح الصغير» بجامعة درنة.

تكريم الفنانة خدوجة صبري بمهرجان للمسرح في درنة الليبية (إدارة المهرجان)

وقال المدير الفني للمهرجان نزار العنيد: «كلنا نعرف ما حدث في درنة العام الماضي، أصررنا على أن يقام المهرجان (هذا العام) حتى لو كان المسرح لا يزال قيد الإنشاء».

وأوضحت عضوة لجنة التحكيم، حنان الشويهدي، أنه على هامش المهرجان، «يُنظَّم العديد من الندوات وورش العمل التدريبية المهمة للممثلين والكتاب المسرحيين الشباب».

وتقول الشويهدي: «الصورة التي تقدمها درنة اليوم تُفرح القلب، رغم الموت والدمار»، معتبرة أن المدينة المنكوبة تظهر «بوجه جديد؛ درنة تستحق أن تكون جميلة كما يستحق سكانها أن يفرحوا».